فرضت اللجان الشعبية المنبثقة عن الاحتجاجات وبقيادة انصار الله، فرضت سيطرتها على اغلب المباني الحكومية والمؤسسات الرسمية المدنية والعسكرية في العاصمة صنعاء وذلك لاحباط مخططات الجماعات التكفيرية وداعميهم من ال الاحمر والرامية لاشعال حرب اهلية في البلاد.
مع تواصل الحراك الثوري المطالب باسقاط الحكومة ارتفعت حدة المعارك بين الثوار ومسلحين قرب التلفزيون الرسمي، حيث أفادت مصادر اعلامية يمنية بسقوط المعسكرات التابعة للواء علي محسن الاحمر في يد اللجان الشعبية، يأتي ذلك بعد انهيار معسكر الفرقة الاولى مدرع وهروب الدبابات من البوابة الشرقية للمعسكر.
وكان قد أعلن المبعوث الأممي جمال بن عمر عن مؤشرات ايجابية بعد لقاءه قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحواثي.
الى ذلك اوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الباري طاهر في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية بان الثورة الشعبية لم تتوقف، الاحتجاجات ظلت موجودة حتى داخل اجهزة الجيش واجهزة الامن.
وقال طاهر: “تعرض الجيش للنكال من قبل الارهابيين واعتدي على السيادة الوطنية الممثلة بوزارة الدفاع ، قتل ما لا يقل عن مائة جندي في ميدان السبعين”.
واضاف “ظلت بالفعل اشعال الفتن والحروب من قبل تجار الحروب الذين ظلوا بصورة او باخرى موجودون باجهزة الدولة، وكذلك في قيادة الجيش”.
وتابع “ّلابد اليوم من صياغة شاملة، اعادة صياغة الجيش على اسس علمية عصرية حديثة، صياغة للامن، بناء دولة للنظام والقانون ترتكز على الكفاءة والنزاهة والاستقلالية وليس الولاء للحزب او الطائفة او القبيلة.
واوضح “هذه هي المطالب التي قامت من اجلها الثورة الشعبية، اما سقوط الوضع بهذا الشكل المدهش فدليله ان الشعب بمختلف فئاته وطوائفه يرفض النظام الذي قام وانقلب على الثورة الشعبية السلمية”.
وقال “الرفض الشعبي لهذه القوى اكثر قوة من انصار الله، انصار الله قوة موجودة من المجتمع اليمني ولكن ليست هي كل اليمن، فكل اليمن رفض هذه القوى ونبذتها والتخلي عنها بهذه الصورة الواضحة الفاضحة”.
من جانب اخر قال طاهر ان “مبادرة مجلس التعاون تم بموجبها اقصاء جوانب مهمة جدا… مسألة هيكلة الجيش، مسألة اشراك فئات مختلفة لم يتم، حل قضايا الجنوب والتي تعتبر القضية الاساس في الثورة الشعبية السلمية في الحراك الجنوبي لم تحل هي الاخرى”.
واضاف “هذا النظام استقصى وجمد وكان اكثر استبدادا وفسادا من الحكم الذي اثار الشعب اليمني عليه، ولذلك هذه الاستجابة المتسارعة وهذه التبدلات الدراماتيكية مشهد من مشاهد رفض كل الشعب اليمني لهذا النظام البائد”.
وبالنسبة للسعودية قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني “السعودية ليست احسن حالا من اليمن، ما يعيش في اليمن من تناقضات من ارتباك الوضع من تفكك التحالفات القائمة تعيشها العربية السعودية ايضا، فالسعودية تتخلى الان عن بعض حلفائها التقليديين وتبحث عن حلفاء جدد، هذه في لحظة اعادة صياغة التحالفات في اليمن لابد ان تمتد الى الجوار والى الاقليم والى المنطقة كلها”.
واضاف “لذلك هذا الارتباك في الموقف السعودي واضح بانها لم تعد قادرة ان تلعب ذلك الدور الذي كانت تلعبه في اليمن طوال عقود متطاولة”.
المصدر : موقع قناة العالم