ظافر الجبوري
بالـــــرغم من عـــــــدم رغـــــــــبتي بتسمية ( داعش ) وارغب بإطلاق تـــــــسمية (الدولة اللااسلامية ) وهذا ما يلاحظ في كافة دراساتي ومقالاتي كوني من المؤمنين بأن التسمية بداية المكافحة الحقيقة لـــــلإرهاب وبـــــداية التصحيح الفكري للمجتمع ولكني اضطررت الى استخدام مـــــــــصطلح ( داعش ) كونه اصــــــــبح مصطلح دولي وللأسف الشديد .
من الكونغرس الأمريكي الى جــــدة الى بــــــاريس أكثر من أربعين دولــة اجتمعت وتعاونـــت على شن حرب ضد تنظيم ( الدولة الـــلااسلامية في العراق وسوريا ) وكأنهم يضــــعون الخطط لحرب ضروس ضــــــد وحش كاسر سيبتلعهم جــــميعاً او لعل عمليات ذبح الصحفيين الامريكين والبريطانيين قد خلق رعباً كبير بقلوبهم مما أدى الى اتفاقهم بهذا الشكل .
التساؤل الحقيقي هل ان ( داعش ) هي نـــهاية الإرهـــــــاب ونهاية لعمليات الذبح ؟ وهل تناسوا عمليات الذبـــح التي جرت في العام ( 2007 ) فـــي الــــعراق على يد تنظيم القاعدة لعدد من الصحفيين و مترجمين وسائقين آنذاك .
دولة العراق والشام اللااسلامية , وجبهة النصرة , والإخـــــــــوان اللامسلمين اليوم وفي الأمـــــس تنظيم القاعدة , وأنصار الســــنة , وجيش مــــحمد , وكتائـــب فلان وعلان والقائمة تـــــطول وحتى على مستوى دولي فتنـــــظيم بوكاحرام وأبو سياف وغيرها كلها وليدة لتنظيمات إرهابية فـــكرية تــكفيرية أخرى هــي من تقوم بإنتاج هذا التنظيمات وإطلاقها كـــــكلاب مسعورة مــــلتحفة بغطاء التكفير والعنف والتطرف ولا يخفى على احــــد منـا المنتج الرئيسي لهذه التنظيمات هو الحركة ( الوهابية ) .
التحالف الدولي الذي اتفق على شن حرب على ( داعش ) وفي حــــال القضاء على داعش (وهـــــذا وارد ومــــمكن فقد تم القضاء على تنظيم الـــقاعدة او الحد منه في أفغانستان ) هل ســيتم القضاء على الإرهــــــاب واقتلاعه مــــن جذوره وهل يوجد ضمان لــــعدم ظهور تنظيم جـــديد سوء بالـــــعراق او ســــوريا او لــــيبيـــا او اي دولة أخرى .
نحن بحاجة الى تحالف دولي ضد الإرهــــــاب وليس فقط ضد تنظيم من التنظيمات الإرهابية التي ســـفكت الـــدماء وهـــــتكت الإعــراض وارتكبت ابشع الجرائم بحق الإنـسانية (بالنــــسبة لنا كمسلمين ) وذبــــــحت الصحفيين ( بالنسبة للتحالف الدولي برعاية امـــــريكا ) نحن بحاجة الى حـــــرب فكرية وعسكرية دولية للـــقضاء على الحركة الوهابية كونــــها الــمعد الأول للتطرف والعنف وثقافة القتل والتكفير بالعالم اجمع وبهذه الحرب نستطيع الكف عن إنتاج الإرهــــــاب وتصديره للدول الاخرى وبهذا سيكون هناك ضـــمان حــــقيقي بــــعدم ظهور تنظيم جديد بــاسم جديد حاملاً لنفس الأفكار التكفيرية الوهابية .