مطالبة الشعب البحريني بالحقوق مطالبة شاملة لكل حق من حقوق الشعوب

قال عالم الدين البحريني «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» إن “مطالبة هذا الشعب بالحقوق مطالبة شاملة لكل حق من حقوق الشعوب، وما أكثر حقوق الشعوب على حكوماتها. وأول هذه الحقوق أن لا تفرض عليه حكومة رغم أنفه، وأن لا يكون اهمال من السياسة لإرادته، وأن لا تتنكر لإنتماءه ودينه وقيمه، وأن لا يقاد قود العبيد إلى حيث يريد له الحاكمون، ولا يساس بالعصا كما يساس العبيد المستضعفون من قبل الأسياد الظلمة”.


 

قال عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة صلاة الجمعة اليوم (2014/09/12) بجامع “الإمام الصادق (ع)” في “الدراز” إن “مطالبة هذا الشعب بالحقوق مطالبة شاملة لكل حق من حقوق الشعوب، وما أكثر حقوق الشعوب على حكوماتها. وأول هذه الحقوق أن لا تفرض عليه حكومة رغم أنفه، وأن لا يكون اهمال من السياسة لإرادته، وأن لا تتنكر لإنتماءه ودينه وقيمه، وأن لا يقاد قود العبيد إلى حيث يريد له الحاكمون، ولا يساس بالعصا كما يساس العبيد المستضعفون من قبل الأسياد الظلمة”.

وأضاف آية الله قاسم أن “الأمن الذي يحتاجه هذا الشعب وكل الشعوب الأخرى هو أمن نفس وعرض ومال وأمن دين وحرية وكرامة، أمن لقمة وكسوة ومأوى، وصحة وعلاج، أمن حاضر ومستقبل، وعلى أهمية الأمن المادي لكل ماله من مجال إلا انه لا يكفي أبداً عن أمن الدين والشرف والحرية والكرامة. وكل الأمن لا يتم له وجود ولا ينحفظ إذا لم يكن عدل وقيم إنسانية كريمة ودين قويم، وحكومة صالحة، وسياسة رشيدة مهتدية بهدى الله، سائرة على منهجه القويم، تحترم الخالق العظيم وتخشاه وتتجه بالناس إليه، وتحتكم في علاقاتها وحركتها لشريعته، ومن احترامها لله تحترم عباده”.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة السياسية لسماحته  آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز – 12سبتمبر 2014م:

أما بعد أيها الأحبة في الله،،،
فهذا عدد من الأسئلة، وهي أسئلة الشعب وله نفسه اجاباته الواضحة على أسئلته:

1- إلى أي جامعيين نتطلع؟
2- أين وطن نريد؟
3- إلى أي أمة نطمح؟
4- إلى أي أمن نحتاج؟
5- بأي حقوق نطالب؟
6- بأي انتخابات نرضى؟

1- الجامعيون الذين نتطلع إليهم: حملة علم وخبرة يتمتعون بكفاءات عالية تواجه تحديات الزمن في العلم ومختلف الميادين، متحلين بالإيمان بالله سبحانه والخلق القويم وروح التقوى والجد في العمل الصالح وخدمة المجتمع والاخلاص للوطن.. يحتفظون برجولتهم لا يبيعون دينهم بشئ ولا يساومون عليه أحدا، ولا تنازل لهم عن عزة ولا تساهل لهم في عفة، ولا يعرف التميع إلى شاب منهم أو شابة سبيلا، ولا يجد شئ من ذلك إلى نفسيتهم منفذا.

حماة دين وكرامة وحرية واستقلال وطن.. لا يرضون لشعبهم تمزقا ولا لوطنهم فتنا، ويصرون على وحدة شعبهم ووطنهم ولا يرضون بظلم الإنسان للإنسان ولا بشئ من ظلم وسوء أو فساد في الأرض كل الأرض.. أهل جد وفعالية صالحة وحركة مثمرة وقدرة على الاسهام العلمي والاكتشاف والاختراع والابداع.

الدراسة عندهم ليس تلقيا أعمى مستسلما لكل ما يملى ويسمع أو يقرأ، الدراسة عندهم تبتني على البحث على الحقيقة والتمحيص فيها، فإذا ظهرت كان الخضوع لها، وهم ممن يرد الزيف ويناقش الشبهة ولهم المحاكمة العلمية الموضوعية للأفكار والمشاركة الإيجابية في الانتاج.

2- الوطن الذي نريد: وطن يحترم فيه مواطنوه، ويعترف لهم بكل حقوقهم اعترافا يصدقه الفعل، وطن لا يمارس حاكموه التفرقة بين أبناءه وتفتيت وحدته وبعثرة نسيجه وخلق التشتت والفجوة والعداوة بين فئاته وطوائفه، ولا تسحق فيه حقوق أبناءه لحساب سكان جدد يستوردون للإضرار بأهله، والإستعانة ضد شعب الوطن.. وطن إرادة حاكميه من إرادة الشعب وسياستهم السياسة التي يرضاها، والكلمة الأولى في بناء مؤسساته وإدارة شأنه العام هي كلمة الشعب.
وطن لا يهجر مواطنوه ويستورد مكانهم البديل الذي يغرق هذا الوطن في المشاكل.. ولا يحوِّج ظلم السياسة لأبناءه أن تُِّذل تلك السياسة الحاجة إلى الاستعانة بحكومات من قريب أو بعيد لمواجهة الشعب والبطش به، ولا الاعتماد الدائم على الدعم المالي الخارجي بما يعنيه ذلك من التبعية في القرار وفقد الإرادة أمام إرادة الداعمين.
وطن غير ضاغط على مواطنيه، ولا يتطلع أحد من أبناءه استغناء به إلى جنسية من الجنسيات الأخرى، ولا يفتشون هنا وهناك عن فرصة تنقذهم من مشكلات الوطن، ولا يرى المواطن في الهجرة من وطنه مؤمنا له من خوف أو شح أو تضييق في دين أو دنيا، أو مذلة يعاني منها في وطنه.

3- الأمة التي ينتمي إليها هذا الشعب: ويعتز بها هي أمته العربية والإسلامية، ولا يعتز بشئ إعتزازه بالإسلام، يطمح أن تكون إسلامية حقا، مسلمة صدقا لربها، محتكمة في كل علاقاتها وحياتها إلى دينه، مستعيدة كرامتها واستقلالها ومكانتها ووحدتها وسبقها لكل أهل الأرض من الأمم الأخرى، من عودتها الجدية الصادقة لهذا الدين العظيم المنقذ، الذي بنى لها -يوم أن أسلمت أمرها إلى الله، وارتبطت حياتها بمنهجه الحق- عزها ومجدها وقوتها، وحقق لها مالم يحققه أي منهج من مناهج الأرض لأمة من الأمم، وقد فقدت قوتها مكانتها وسبقها يوم أن تخلت عن هذا الدين وانفصلت حركتها عن مقتضى عقيدته وعن فقهه وأخلاقه وغايته.

شعبنا وكل شعوب الأمة -والمعني الشرائح الواعية من هذه الشعوب- تتطلع إلى هذه الأمة الواحدة القوية المتماسكة العزيزة المهابة الهادية المشعة السبّاقة المنتصرة، وكما كانت يوم أن كانت تعرف الإسلام وتنتمي إليه انتماء صادقا بكل كيانها وحركتها.

4- الأمن الذي يحتاجه هذا الشعب وكل الشعوب الأخرى هو أمن نفس وعرض ومال وأمن دين وحرية وكرامة، أمن لقمة وكسوة ومأوى، وصحة وعلاج، أمن حاضر ومستقبل، وعلى أهمية الأمن المادي لكل ماله من مجال إلا انه لا يكفي أبداً عن أمن الدين والشرف والحرية والكرامة.

وكل الأمن لا يتم له وجود ولا ينحفظ إذا لم يكن عدل وقيم إنسانية كريمة ودين قويم، وحكومة صالحة، وسياسة رشيدة مهتدية بهدى الله، سائرة على منهجه القويم، تحترم الخالق العظيم وتخشاه وتتجه بالناس إليه، وتحتكم في علاقاتها وحركتها لشريعته، ومن احترامها لله تحترم عباده.

5- مطالبة هذا الشعب بالحقوق مطالبة شاملة لكل حق من حقوق الشعوب، وما أكثر حقوق الشعوب على حكوماتها.

وأول هذه الحقوق أن لا تفرض عليه حكومة رغم أنفه، وأن لا يكون اهمال من السياسة لإرادته، وأن لا تتنكر لإنتماءه ودينه وقيمه، وأن لا يقاد قود العبيد إلى حيث يريد له الحاكمون، ولا يساس بالعصا كما يساس العبيد المستضعفون من قبل الأسياد الظلمة.

6- الشعب يريد انتخابات نيابية، ويريد المشاركة الجادة في انتخاب نوابه، وأن لا يفرض عليه فرضا، فأي انتخابات ترضيه ويطمئن من خلالها النواب نوابه وأن الصوت صوته وكلمتهم كلمته، وأنهم يسعون لتحقيق مطالبه، ليندفع بقوة للمشاركة في هذه الانتخابات؟!.

أي انتخابات تقنع الشعب بصحة مشاركته وتدفعه طبيعتها لهذه المشاركة بقوة؟ هي انتخابات تنطلق من منطلق صحيح وبدايتها بداية صحيحة، والبداية الصحيحة لإنتخابات مقبولة ومرحب بها تعتمد التوزيع العادل للدوائر على فرض تعددها، وترى أن أصوات المواطنين الناخبين قيمتها الانتخابية واحدة.

والبداية الصحيحة تعتمد على قانون إنتخابي يأخذ بإرادة الشعب لأنه هو المنتخب، والمجلس الإنتخابي إنما هو لتمثيله، وقبل أن تتكون الجهة التمثيلية للشعب عن طريق الانتخاب يكون النظام الإنتخابي متوافقا عليه بين المعارضة التي يرى فيها الشعب تمثيلاً له وبين جهة التنفيذ وهي الحكومة.. ومالم يكن ذلك تكون الانتخابات فاقدة لبدايتها الصحيحة.

هذه هي الانتخابات التي يمكن أن لها أن تنتج النتيجة التي يتطلع لها الشعب، وتغريه بالمشاركة تطلعا منه للخروج من النفق المظلم، والمحنة القاسية، واستردادا لشئ من حقوقه المضيعة، وحريته المهدورة، وكرامته المصادرة.. وإلا فلم يشارك؟!.

وأقول بأن الشعب يريد المشاركة والمشاركة الجادة في الانتخابات لأنه ما تحرك إلا ليصل لإنتخابات عادلة نزيهة.. فحين تكون هذه الانتخابات عادلة نزيهة فلا داعي لأي دعاية من دعايات الانتخاب التي تدفع بالمواطن إلى المشاركة.

هل يشارك الشعب في الانتخابات ليعلن الشرعية القانونية كاذبا على نفسه، لإنتخابات خط لها أن توصل أغلبية من موالاة الحكم للمقاعد النيابية، وآخرين من نواب الدينار والراتب الباذخ والتسلق للمناصب على حساب مصلحة الشعب، حيث يقدمونها ثمناً لما يطمحون إليه من مال ومناصب؟! إذا ليس هو الشعب الواعي ولا الشعب الذي يحس بآلامه ويعرف مصلحته من مضرته، وهذا الشعب ليس كذلك.

فحتى تكون انتخابات يتوقع لها النجاح واقدام الشعب على المشاركة، لابد أن تراعي إرادة الشعب منذ بدايتها وأن تكون صحيحة وضرورية للشعب، وهذا واضح كل الوضوح عند الأطراف جميعها.. ونتمنى لهذا البلد كل خير وعز وكرامة والأمن والسلام.. ولكل بلاد المسلمين، وأن تتمتع شعوب الأمة بالإستقرار والأمن والرخاء ولا يكون شيئا من ذلك إلا بالعدل.

المصدر:ابنا

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *