جهل كثير من المسلمين بالإسلام يجعلهم يفرحون لجريمة قتل المسلمين إذا كانوا من المذهب الآخر

أكد عالم الدين البحريني «آية الله قاسم» أن “ما يصح لأي مسلمٍ من أي مذهبٍ أن يسترخص دم المسلم الآخر ولا يسعه إلا أن يستنكر هتك حرمة أي مسجدٍ من مساجد المسلمين ويواجه ما استطاع الخارج على حرمات الإسلام بالمواجهة اللائقة. وإنّ جهل كثير من المسلمين بالإسلام وبعدهم عن أحكامه ومسلّماته يجعلهم يفرحون لجريمة قتل المسلم والعدد الكبير من المسلمين إذا كانوا من المذهب الآخر، وهذا من أضل الضلال ومن أشد التضييع للشريعة البيضاء والدين الحقّ”.

 

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أشار عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة صلاة الجمعة (2014/08/29) بجامع “الإمام الصادق (ع)” في “الدراز” إلى حادث حادث مسجد “مصعب بن عمير” في محافظة ديالى العراقية قائلاً “هو الحادث الذي أودى بحياة عددٍ من المصلين من أبناء العراق في مسجدٍ من مساجد الأخوة السنّة، والاحتمال موزعٌ على أكثر من جهة تكون قد ارتكبت الحادث، وهو حادثٌ إجراميٌ بشعٌ مدانٌ شرعاً وإنسانياً ومن كل ذي ضمير إنساني”.

وأضاف “هناك من بادر وقبل أي تحقيقٍ لرمي الشيعة بهذا الإثم قبل إجراء أي تحقيقٍ في الموضوع، ولو ثبت أنه من فعل جماعةٍ شيعية فإنه لن يبقى شيعيٌ واحدٌ بحقّ إلا ويدينه ويبرأ منه لما هو عليه من قبحٍ ومخالفة صريحة لمذهب أهل البيت عليهم السلام، ولا يمكن أن يلتمس أحد عذراً لفاعله أيّاً كان ذلك الفاعل”.

وأكد آية الله قاسم “ما يصح لأي مسلمٍ من أي مذهبٍ أن يسترخص دم المسلم الآخر ولا يسعه إلا أن يستنكر هتك حرمة أي مسجدٍ من مساجد المسلمين ويواجه ما استطاع الخارج على حرمات الإسلام بالمواجهة اللائقة. وإنّ جهل كثير من المسلمين بالإسلام وبعدهم عن أحكامه ومسلّماته يجعلهم يفرحون لجريمة قتل المسلم والعدد الكبير من المسلمين إذا كانوا من المذهب الآخر، وهذا من أضل الضلال ومن أشد التضييع للشريعة البيضاء والدين الحقّ”.

وحول العدوان الإسرائيلي على غزة قال آية الله الشيخ عيسى قاسم إن “هدف الحرب الأخيرة لإسرائيل على غزة، إنهاء قوة المقاومة وقدرتها على الصمود وتحطيم سلاحها ومنعها من بناء قدراتها التسليحية من جديد. وقد دمرت إسرائيل في هذه المعركة الكثير، وهدمت البيوت على رؤوس أصحابها وأسرفت في قتل وجرح الألوف من الفلسطينيين وفعلت من القتل والتدمير ما يعرف منه الكثير ولكن لم تحقق هدفها وانتهت الحرب وأحتفل بنتائجها أهل غزة احتفالات جماهيرية واسعة برغم كل ما أخذته من أرواح وما أحدثته من تدمير هائل”.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة السياسية لسماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم:

هل يعود الربيع ربيعاً؟

السؤال هل يعود الربيع الذي عاشته الآمال وقد تلاشى عند الغالبية العظمى ربيعاً حقاً في الواقع؟

إذا اكتسح الخطر القائم اليوم في الأمة كل الحدود والسدود فهو الشتاء القاسي الطويل والمميت والكارثة العظمى.

وأنظمة الحكم في الأمة وحكومات شعوبها، وليس منها إلا ما هو تحت طائلة الخطر الزاحف والحريق الآخذ في الامتداد، ولا يُظّن أن أي منها بغفلة من هذا تمنعها فرقتها ومُضادّة بعضها لبعض أن توّحد جهودها وتكوّن جبهة موحدة لحد الآن في وجه ما يتهددها من خطرٍ محدقٍ كاسحٍ مدمّر عنيفٍ لا يقبل التسويف ولا التراخي.

ومن جهة أخرى، لا تبدي أي لين -أي تلك الحكومات- أو مرونة في تعاملها القاسي الجاف الظالم مع شعوبها ولا تريد أن تخفف من حدّته وتجنح للإصلاح، وهي بهذا الموقف وذاك إنما تقدم على الانتحار.

هذا هو واقع أغلبية الأنظمة الحاكمة للأمة في هذا الظرف العسير، وهناك الأنظمة الغربية والشرقية والتي مهما كان يتهددها من خطرٍ من جهة موجات الإرهاب والفوضى التي تتحدث عنها كل الدنيا وداخل أمتنا، فهو لا يبلغ ما عليه الخطر الذي فيه هلاك هذه الأمة إذا كانت للأمم، للشعوب الأخرى، للأقطار الأخرى أخطار تتهددها من موجات الإرهاب فإنّه ليس من مثل الخطر الذي يتهدد هذه الأمة بكاملها.

وأنت تجد تلك الأنظمة تتوحد كلمتها وتنسق جهودها في مواجهة احتمال امتدادات الخطر إليها ولإبقاء هذا الخطر في حدود أمتّنا وبما يحقق الغاية من ذلك ويحمي من الخسارة التي تواجهها تلك الأنظمة الأجنبية من ناحية حرمانها من الثروات التي تمدها من ثروات أرضنا وأمتنا.

فعليك أن تقارن بين موقفٍ تقفه الحكومات البعيدة من الخطر والموقف الذي تتخذه حكومات أمتنا التي تعيش في ساحة الخطر ويترصدّها وشعوب الأمة لحظة بلحظة.

إذا كانت حكومات الأمة تتخذ احتياطاتٍ لأمنها من وصول الخطر إلى حدودها فهي إنما تحترس لحدودها ونظامها فحسب، وكأن بلدان هذه الأمة جزر متنائية، ووصول الخطر إلى بعضها لا يهدد البعض الآخر ولا يعنيه في شيء.

وحتى لو كانت هذه الحكومات والأنظمة لا تجد الشعور بالانتماء القوي والكافي لهذه الأمة وما يجب عليها لدرء الخطر عنها، وحتى لو كانت تضمر لبعضها البعض العداء وتتمنى له الضعف والزوال إلا أنه ومن باب الانتصار بالذات وحمايتها عليها أن توّحد الموقف من الخطر المُستهدِف للجميع والذي لا تدفعه الجهود المجزئة والمبعثرة ولا يُنتظر من أي بلد يداهمه بعد اشتداده أن ينقذ نفسه منه بموقفه مفرداً.

وإن درء الخطر عن الأمة مرة بلحاظ صورته المؤقتة وأخرى بصورةٍ ثابتة، على المستوى المؤقت والسريع، السرعة التي تتطلبها مستجدات الوضع المتفاقمة للخطر العام المُحدِق الذي يتهدد الحكومات والشعوب، والخاطر على سد الطريق أمام الحريق الهائل لا يتم هذا الدرء إلا باتخاذ موقف قوي موحد يعالج المستجدات الخطيرة المشتعلة التي طرأت على واقع الأمة والآخذة في التوسع والامتداد.

أما الحل الجذري والطويل الأمد والمُنقذ بحقٍ وكفاءة للأمة من أزماتها المتوالية فإنما يكون بعودة الأنظمة إلى أحضان الأمة وهويتها ودينها وقيمها وأحكام الشريعة الإلهية التي تنزلت على نبيها الكريم صلى الله عليه وآله. يكون بأن تتصالح حقاً مع الأمة وتصدُق مع الدين وتستمد قوتها منهما وتتخذ من الدين أوّل ومن الأمة ثانياً مرجعية لسياستها.

وكأن إحساساً جدّياً بصعوبة الأوضاع والتهديد للجميع، والحاجة الملحة لموقف عملي من الخطر وجد بدايته العملية الأولية على مستوى التمهيد لحد الآن لإنتاج هذا الموقف الموحد، وهو أمرٌ برغم تأخره جيدٌ ومن الضروري أن لا يتأخر أكثر مما تأخر وإلا فاته الأوان وإن لم يصدق مثّل كارثة للجميع.

وأمر المواجهة لا يتطلب تنسيق المواقف الحكومية مع بعضها البعض فحسب، وإنما لابد من حلٍّ سريع لمشكلة هذه الحكومات مع شعوبها.

احتمالان لا ثالث لهما:

لا يوجد في الأزمة في البحرين، وهي أزمة بين الشعب والحكومة غيرُ احتمالين لا ثالث لهما:

–    احتمال أن تجد نهايتها عن طريق حل عادل تسلم به الحكومة والشعب ويحقق حالة استقرار ثابتة على المدى الطويل، وهذا الحل قادرٌ على إنقاذ الوطن من استمرار النزيف وتراكم المشكلات والمضاعفات الأشد.

–    واحتمال أن تستمر السلطة في الموقف الرافض لأي حلٍّ من هذا النوع، وفي التمسك بالحل الأمني وسياسة القمع والمماطلة وتضييع الوقت والتحايل والتضليل الإعلامي وشراء مواقف الشركات الإعلامية وشركات العلاقات العامة ومواقف الدول والأشخاص من الداخل والخارج وتوظيف الذمم الرخيصة والألسن البذيئة الوقحة ضد المعارضة والشعب، محاولة لكسر إرادة هذا الشعب الأبي والتراجع عن مطالبه.

*هتاف جموع المصلين: هيهات منا الذلة

وبهذا تكون الحكومة قد اختارت عملياً بقاء الأزمة وامتدادها وتوسعها ومزيداً من الخسائر للوطن وإنسانه من غير أن تحقق غرضها، حيث أن طول التجربة قد أثبتت صدق القول بأن إرادة الشعب لا تتراجع بها المصاعب وأنه لا يكلّ من بذل التضحيات في سبيل الإصلاح الذي ينشده.

وأما انتخاباتٌ غير عادلة، ولا تعطي الشعب وزنه، ولا تلبي تطلعه، وتكرس الصورة الظالمة التي يريد الخروج منها وبذل من أجل ذلك الكثير، فإنها –أي تلك الانتخابات- تثبيتٌ لأساس المشكل وتعقيدٌ له بدرجةٍ أكبر وليست حلاً ولا جزءاً من الحل.

ومن يخاف الحل العادل فإن أي طرحٍ ظالم لا يستثني من شرّه أحداً أبداً.

وإنّ السلطة إذا أرادت الحل فهي على هدى منه ومن الطريق إليه، وأخذها لطريق آخر لا يُحمل على الجهل أو الغفلة، ولا يُحمل إلا على العلم والإصرار وتعمّد الإساءة للنفس والغير والوطن.

حادث مسجد ديالى:

وهو الحادث الذي أودى بحياة عددٍ من المصلين من أبناء العراق في مسجدٍ من مساجد الأخوة السنّة، والاحتمال موزعٌ على أكثر من جهة تكون قد ارتكبت الحادث، وهو حادثٌ إجراميٌ بشعٌ مدانٌ شرعاً وإنسانياً ومن كل ذي ضمير إنساني.

وهناك من بادر وقبل أي تحقيقٍ لرمي الشيعة بهذا الإثم قبل إجراء أي تحقيقٍ في الموضوع، ولو ثبت أنه من فعل جماعةٍ شيعية فإنه لن يبقى شيعيٌ واحدٌ بحقّ إلا ويدينه ويبرأ منه لما هو عليه من قبحٍ ومخالفة صريحة لمذهب أهل البيت عليهم السلام، ولا يمكن أن يلتمس أحد عذراً لفاعله أيّاً كان ذلك الفاعل.

وكل التفجيرات الآثمة التي طالت مساجد الشيعة وحسينياتهم والمزارات الشريفة ومنها مرقد العسكريين عليهما السلام لا يمكن أن تبرر شرعاً ولا في الضمير الشيعي هذا الجرم الخارج عن مقاييس ومسلّمات مذهب التشيّع.

والمقطوع به أن كل شيعي يعرف المذهب ومسلّماته ويتقي الله وينطلق في سلوكه من أحكام مذهبه لا يمكن أن يرتكب فعل هذا الإثم.

وما يصح لأي مسلمٍ من أي مذهبٍ أن يسترخص دم المسلم الآخر ولا يسعه إلا أن يستنكر هتك حرمة أي مسجدٍ من مساجد المسلمين ويواجه ما استطاع الخارج على حرمات الإسلام بالمواجهة اللائقة.

وإنّ جهل كثير من المسلمين بالإسلام وبعدهم عن أحكامه ومسلّماته يجعلهم يفرحون لجريمة قتل المسلم والعدد الكبير من المسلمين إذا كانوا من المذهب الآخر، وهذا من أضل الضلال ومن أشد التضييع للشريعة البيضاء والدين الحقّ.

الحرب الأخيرة على غزة:

هدف الحرب الأخيرة لإسرائيل على غزة، إنهاء قوة المقاومة وقدرتها على الصمود وتحطيم سلاحها ومنعها من بناء قدراتها التسليحية من جديد.

وقد دمرت إسرائيل في هذه المعركة الكثير، وهدمت البيوت على رؤوس أصحابها وأسرفت في قتل وجرح الألوف من الفلسطينيين وفعلت من القتل والتدمير ما يعرف منه الكثير ولكن لم تحقق هدفها وانتهت الحرب وأحتفل بنتائجها أهل غزة احتفالات جماهيرية واسعة برغم كل ما أخذته من أرواح وما أحدثته من تدمير هائل.

أما في إسرائيل، فـ ساد اللوم لنتنياهو، وخرجت تصريحات بخسائر فادحة، وسخط جمهورٌ إسرائيليٌ واسع، وانتشر تذمر المستوطنين، وصدر التصريح بأن المعركة لم تُحسم.

وقد دخلت إسرائيل الحرب -وكان دخول الحرب من أجل معركة حاسمة- التي ابتدأتها عدواناً بجيش قوي عدداً وتدريباً وتسليحاً، وقابلت غزة العدوان ببأس شديد وإرادة مثالية وصبر كبير على التضحية والخسائر والبذل السخي للأرواح العزيزة، وهو الشيء الذي يفقده التحمّل الإسرائيلي.

ولقد خرجت غزة بعزيمة أهلها وإرادتهم الضخمة ومقاومتها الشرسة  وصبرها على الخسائر، منتصرةً نفسياً وسياسياً على القوة المادية والجبروت الإسرائيلي بما يستوجب أن تراجع إسرائيل نفسها ألف مرة قبل أن تٌقدم على شن عدوان على غزة أو غيرها كالمقاومة في لبنان من جديد لتعيد لنفسها الهزيمة النكراء والخزي والهوان مرة تلو أخرى.

وإنّ الأمة لتبارك لغزة خروجها من الحرب الظالمة التي شُنّت عليها منتصرة، وتطالب الفلسطينيين كلّهم أن تتوحد كلمتهم في مواجهة العدو حتى هزيمته النهائية الكبرى.

المصدر:ابنا

شاهد أيضاً

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *