علماء سنة لبنانیون يؤكدون ان اعتقال الشيخ النمر كيدي، ويطالبون بالافراج عنه فورا

حذر علماء سنة في لبنان من مغبة استمرار اعتقال العالم الشیعي الشیخ “نمر باقر النمر” في السجون السعودیة، وطالبوا السلطات السعودیة بالإفراج الفوري عنه ووقف کل أشکال الملاحقات والإجراءات المتخذة بحقه .

 

وشدد العلماء السنة في تصریحات لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء- إرنا علی أن اعتقال الشیخ النمر هو اعتقال «کیدي»، ولفتوا إلی خطورة الاستمرار في هذا الاعتقال منذ العام 2012، بتهم باطلة مختلقة تمهد لإصدار أحکام جائرة في حقه قد تصل إلی عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد مما قد تؤدي بحسب رأیهم إلی مزید من التوتر والانقسام والشرخ والفوضی بین المسلمین وتسعیر نار الفتنة التی تعصف بالمنطقة والتي لا یستفید منها إلا أعداء الإسلام من الصهاینة المتصهینین.

وفی السیاق قال رئیس مجلس الأمناء فی «تجمع العلماء المسلمین» الشیخ احمد الزین: «نحن بشکل عام نری الطریقة التي تتعامل بها الحکومة السعودیة مع الآخرین ممن لا یوافقون السلطات السعودیة علی مذهبها من السنة أو الشیعة ومن کل الاتجاهات نراها طریقة غیر لائقة بحکومة غنیة وقویة ولمجتمع مستقر وغیر لائقة بلقب حامي الحرمین».

أضاف الشیخ الزین: «ینبغي علی السلطات السعودیة التعامل بالحسن النية مع الدعوات التي تدعو إلی الحریة الفکریة والدینیة خاصة»، لافتًا إلی أن أبناء الطائفة الشیعیة في السعودیة لیسوا مستجدین أو طارئین بل هم من أهل البلد موجودون فیه من فترات طویلة، داعیًا للتعامل معهم علی أساس «الحسنی والحوار».

ولفت الشیخ الزین إلی أن «السلطات السعودیة کانت فی أیام الملك فهد تمارس الصدام، وقد جربت الحوار والجمیع وجد أن الحوار أفضل من الصدام»، متسائلاً: «لماذا العودة إلی الصدام؟ فالحوار یقرب القلوب ویزیل سوء التفاهم ویمکن حل کل القضایا بدون عنف، إلا أن یکون إنسانا متورطا في عمل أمني مثلا أو مخابراتي وهذا لیس واردا في موضوع الشیخ نمر النمر وهو لیس واردًا في حق (المعتقلین) الآخرین».

من جهته أکد إمام مسجد عیسی بن مریم (ع) في مدینة صیدا بجنوب لبنان الشیخ حسام العیلاني أن «معاقبة أي إنسان علی مواقفه أو علی مذهبه أو علی أفکاره أمر ینافي ابسط حقوق الإنسان وینافي الإسلام ککل فدولة الإسلام الکبری مثلا کانت تحتضن الجمیع بمن فیهم أصحاب الدعوات المناقضة للإسلام مثلا أو الفلاسفة الذین کتبوا کتبا أو طرحوا أفکارا غیر إسلامیة ومع ذلك بقیوا رعایا للدولة الإسلامیة الکبیرة».

وقال العیلاني: «لذلك نتمنی علی السعودیة أن تقوم بدور راعي للمسلمین جمیعًا بدور المحاور للمخالفین لا أن تکون شرطي المتطرفین الذین لا یقبلون مخالفًا ولا یرتضون إلا بشکل واحد أو بمذهب واحد، وهذا أمر نرفضه ونتمنی أن توجد طریقة للخروج منه کما وندعوها إلی الإفراج الفوري عن الشیخ النمر لما یساعد ذلك فی إخماد نار الفتنة إلتي یعمل علیها الغرب والصهاینة والأمیرکیون».

وأکد العالم السني البارز في لبنان الشیخ ماهر حمود أن «الحکم الذی سیصدر بحق الشیخ نمر النمر في الواقع لا یعبر عن حقیقة الإجراءات القانونیة، هذه الإجراءات القانونیة هي إجراءات کیدیة یراد من خلالها إسکات کل الأصوات التي تطالب بالحریة والمساواة والعدالة والحقوق الطبیعیة في المملکة العربیة السعودیة حیث أن هناك اضطهاد حقیقي وقمع وهناك کم للأفواه».

ولفت الشیخ حمود إلی أن «ما طالب به الشیخ النمر هو أن تصبح الدیمقراطیة واقعا حقیقیا في المملکة أن یعبر الإنسان بحریة مطلقة عن ما یختلج في داخله من هموم وان یتحدث بحریة عن الأزمات والمشاکل التي تعاني منها المملکة العربیة السعودیة».

وقال: «للأسف المملکة تطالب بالعدالة والمساواة والدیمقراطیة في بلدان عربیة أخری وتدعم بالمال والسلاح من أجل تنفیذ انقلابات کما یحصل الیوم في سوریا ولکن تکم الأفواه لأدنی مطالبة سواء کانت هذه المطالبة اجتماعیة أو سیاسیة لذلك اعتقد أن محاکمة الشیخ النمر فیها الکثیر من التعسف والتظلم بحق هذا العالم الکبیر».

أما رئیس «تیار النهضة الوحدوي» الشیخ غازي حنینة فقد رأی «أن ما یحصل الیوم فی السعودیة یحتاج إلی صرخة عالیة لأن مستوی الظلم والتعسف والاضطهاد بلغ حدًا لا یمکن القبول به علی الإطلاق».

وقال: «إن الإجراء الطبیعي الذي یجب علی الحکومة السعودیة أن تقوم به هو الإفراج سریعًا عن الشیخ النمر، لأن ذلك یشکل قیدًا علی هذه المملکة واحتمال أن تتصاعد الأمور بشکل کبیر لان المسألة لیست مسألة قضائیة وإنما مسألة سیاسیة».

وأکد الشیخ حنینة أن اعتقال الشیخ النمر هو اعتقال «کیدي بشکل واضح وهو یستفز مشاعر الکثیر من المؤمنین والأحرار في المملکة العربیة السعودیة»، لذلك حذر من أن تکون لذلك «ردة فعل کبیرة وخطیرة»، وعلیه قال: «ننصح المملکة العربیة السعودیة أن لا تنجر إلی هذا المستنقع والی هذا الواقع. والحکمة تقتضی بأن یتسع صدرها للحریات العامة وان تسمح للشعب السعودي أن یعبر عن آراءه السیاسیة بحریة مطلقة».

وأضاف: «إن أی حکم کیدي أو تعسفي بحق الشیخ النمر ستلحقه إجراءات وتداعیات خطیرة إن کان في السعودیة أم فی البلدان المجاورة لذلك یعنی لیس من السهل أن تصدر الحکومة السعودیة أو القضاء السعودي قرارًا ظالمًا بحق الشیخ النمر خصوصًا أن المنطقة تمر بأوضاع مذهبیة وفتنویة خطیرة جدًا».

وتابع الشیخ حنینة: «لذلك العمل الصحیح هو أن تعمد السعودیة إلی تهدئة الخواطر والعمل علی التقاء النزاعات وردات الفعل التي قد تکون مؤذیة أو خطیرة بحق هذه المملکة خصوصًا أن هناك تطورات خطیرة ومجموعة من المعطیات التي تهدد أمن المملکة ومن غیر الجائز أن تدخل المملکة بهذا الأمر أو هذا المدخل الذي فیه الکثیر من المخاطر».

المصدر : أرنا

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *