دعا الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الى وضع خطط جديدة في محاربة عصابات داعش الارهابية وعدم الأكتفاء بزيارة مواقع قوات البيشمركة.
وذكر بيان للاتحاد الوطني مخاطباً فيه جماهير كردستان، والقوات الكردستانية والعراقية، بالقول ان “المناطق الكردستانية في محافظة نينوى (زمار وشنكال) تتعرض اليوم الى هجوم واسع النطاق من قبل قوات داعش، وذلك استكمالاً لإستراتيجية الدواعش في حدود محافظة نينوى بغية ربط المنطقة بأسرها بمحافظة حلب، وبالتالي مخططهم الإستراتيجي لربط المناطق السنية في العراق وسوريا معاً “.
وأضاف انه “بعد ان ينالوا ما يصبون اليه، سيضعون مجمل العملية السياسية في العراق والتجربة الديمقراطية في كردستان تحت نير التهديدات الارهابية”.
وقال ان “سيناريوهات داعش هي انه وبعد السيطرة على مركز المنطقة السنية في نينوى وضواحيها، وكذلك قضاء تلعفر ذي الأغلبية التركمانية وملاحقة المسيحيين، بدأوا بمرحلة جديدة من اجتياح المحافظة، وهي اجتياح المناطق الكردستانية، في مقدمتها موطن الايزيديين في المحافظة، ولا نشك بأنه اذا ما سنحت لهم الفرصة سيصبون جلّ حقدهم السلفي ضد الايزيديين بأعتى مما مارسوه مع الشيعة والمسيحيين”.
وتابع ان “الاتحاد الوطني الكردستاني رأى ومنذ بداية هجمات داعش، أنهم كانوا قد علقوا عداءهم المضمر تجاه كردستان مؤقتاً، وما أبدوه من خطاب مرن تجاه الكرد كان مرواغة، وليس قبولاً بالتجربة الديمقراطية، لذا كنا متيقنين بأنهم سيبدأون بمهاجمة الكرد في المناطق الكردستانية خارج الاقليم، وأهدافهم الرجعية في مخططهم النهائي هو زعزعة التجربة الديمقراطية في كردستان”.
وبين ان “هذا الهجوم، قد حقق للأسف بعض الانتصارات العسكرية المؤقتة في المنطقة، وسوف يطبق الدواعش بعد الآن مخططاتهم في الهجوم والترهيب في أي منطقة كردستانية تصادفهم وخاصة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، وبهذا المخطط الجديد، أصبح اقليم كردستان أمام مرحلة عسكرية مصيرية أخرى، وهي أن الحرب الدفاعية لن تجدينا نفعاً بعد الآن، بل إن هذا النوع من الحرب سيصب في حماية مصالح الدواعش، وإن الطريقة الصائبة في الرد على هذه القوى الرجعية هي وجوب القيام بهجوم تحرري موسع”.
وقال البيان “ازاء مئات آلاف الكرد في مناطق شنكال وزمار وتلك المناطق التي تنتظر للأسف مصير الحياة والموت، يفترض بالدولة العراقية ودول المنطقة والعالم والأمم المتحدة أن تهب لنجدة المواطنين، وحمايتهم قبل كل شيء من الابادة الجماعية، ومن ثم توفير سبل العيش لهم”.
وأشار الاتحاد الوطني الكردستاني الى ان “الأيزيدين قد تعرضوا لمرات عديدة في تاريخهم لسياسة الابادة، ولكن هذه المرة هي الأخطر من بينها، لأن الدواعش والبعثيين ومن جرّ جرّهم، بمقدورهم لما يمتلكونه من أسلحة متنوعة وحقد سلفي دفين ارتكاب أفظع الجرائم بحق الإيزيديين في وقت قصير، ولذا فإن من المهم جداً المباشرة بالتصدي لهم والاسراع في توفير المعونات في هذا الوقت لعشرات آلاف المنكوبين الذين لجأوا الى الجبال المجدبة في شنكال”.
وأضاف إن “الوضع بحاجة الى إستراتيجية واضحة، فحرب الكرّ والفرّ لا تصب في المصلحة السياسية والعسكرية الآن، إنها حرب طالت العراق وحدود كردستان، والرؤية الإستراتيجية الموحدة لهذه الحرب المصيرية، مهمة جداً، ولا شك أن ذلك يتطلب تخطيطاً شاملاً من قبل جميع الأطراف المعنية بهذه الحرب الخطرة، بدءاً من الدول العظمى والى دول المنطقة وكردستان، وصحيح أن اولئك انتهزوا فرصة انتصار مؤقتة، ولكن الحرب الشاملة المبرمجة، وبمؤازرة الجماهير والاصدقاء، سيدحر الارهابيين في النهاية، وسينتصر شعبنا في هذه الحرب المصيرية الى جانب جميع الديمقراطيين في المنطقة، وسيدحرون آخر أعداء الديمقراطية”.
وتابع انه “ما دام الوضع آل الى ما آل اليه، وأصبحنا بمواجهة الحرب الشاملة، اذن ينبغي انتهاج جميع سبل وأشكال الحرب والتكتيكات الكفيلة بانجاح إستراتيجية الحرب، وفي مقدمتها رصّ وتمتين جبهات القتال، وضرورة اجراء تحقيق في التقصير والتهاون الذي يحصل في الخنادق ما يتيح فرصة سهلة لانتصار الاعداء، وندعو جميع الأطراف، وجميع المسؤولين والشخصيات ووسائل الاعلام، أن لا يتعاملوا كسابق عهدهم بعد الآن مع قوات البيشمركة والقوات الأمنية والعسكرية والأخبار حول الجبهات، وإننا على يقين من اخلاص وحرص جميع اولئك والأطراف التي تزور مواقع قوات البيشمركة، ولكن الحرص الأمثل يكمن في الحفاظ على أسرار القوات، تحركات القوات، وموقع القوات وآلية انجاز واجباتهم، بعيداً عن عدسة الكاميرا وزيارات الضيوف، وفي هذا الصدد يتوجب على رئاسة الاقليم ووزارة البيشمركة أن يكون لها قرار وبرنامج جديد، لأن الانتصار أهم من الظهور، والى أمام نحو الانتصار على الأصوليين ” .