اسرائيليون يعيدون نشر خريطة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات لتأكيد التزامهم بإقامتها

تداول عدد من النشطاء الإسرائيليين على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” خريطة عما وصفوه بـ”مملكة إسرائيل الكبرى – مملكة داود”، وتضم الخريطة لإسرائيل الكبرى مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزءا من العراق والسعودية.

تداول عدد من النشطاء الإسرائيليين على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” خريطة عما وصفوه بـ”مملكة إسرائيل الكبرى – مملكة داود”، وتضم الخريطة لإسرائيل الكبرى مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزءا من العراق والسعودية.

ويأتى تداول هذه الخريطة تزامناً مع قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى لغزة وسط دعم أمريكى للمجازر التى يرتكبها الإسرائيليون فى حق الشعب الفلسطينى، ووسط تجدد احلام شباب إسرائيل فى توسيع رقعة الأراضى المحتلة حسبما توضح الخريطة المتداولة على نطاق واسع فى أوساط الإسرائيليين على شبكة الإنترنت.

ويرى خبراء أن هذا المخطط فى توسيع خريطة ما يوصف بالشرق الأوسط الجديد تحت سيطرة إسرائيلية يأتى بدعم أمريكى كبير لضمان استقرار المنطقة على حد زعمهم.

وحسب عقيدة اليهود وحلمهم فى بناء “إسرائيل الكبرى” والتى لا تضم بيت المقدس فقط، ولا أرض الشام فحسب بل هى أكبر من ذلك بكثير، فهم ينسبون إلى التوراة المنزلة على موسى عليه السلام عندما قرر اعتزال أبيه وقومه “اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك”، أما حدود هذه الأرض فتدل عليها نصوص أخرى “وظهر الرب لإبرام وقال: لنسلك أعطى هذه الأرض، فبنى هناك مذبحا للرب”، “ففى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”.

“مملكة إسرائيل” هو اسم مملكة جاء ذكرها فى التوراة كمملكة لجميع أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر، سماها باحثو التوراة بمملكة إسرائيل الموحدة للتفريق بينها وبين مملكة إسرائيل التى انفصلت عنها لاحقاً (إضافة إلى مملكة يهوذا)، وهذه المملكة الموحدة حكمها كل من شاول، وداود وسليمان، وتوصف هذه المملكة فى سفرى صموئيل الأول والثانى كاتحاد لأسباط بنى إسرائيل، ومن تحليل نصوص السفرين، يقدر معظم دارسى العهد القديم تبعاً لما ورد فيه فترة وجود هذه المملكة الموحدة بأكثر من 100 عام، أى منذ سنة 1050 قبل الميلاد وحتى سنة 930 قبل الميلاد تقريبا.

وكانت المملكة حسب النصوص التوراتية تمثل الجزء الجنوبى الغربى لبلاد الشام، أى منطقة فلسطين، ولكن لا تشمل الفينيقية والأراضى الساحلية الجنوبية التى خضعت لسلطة الفلستينيين وباقى شعوب البحر.

واسم “مملكة إسرائيل الموحدة” لا يدل على دولة إسرائيل الموجودة حاليا فى الشرق الأوسط، غير أن اليهود المعاصرين يظنون أنفسهم أبناء مملكة يهوذا الجنوبية التى انفصلت حسب الرواية التناخية عن مملكة إسرائيل الموحدة، ويرى معظمهم الأحداث التى جرت على هذه المملكة المفترضة كجزء من تاريخ أتباع الديانة اليهودية ودولة إسرائيل الحالية التى يفترض بها أن تكون دولة اتباع الديانة اليهودية، كما يتم تدريس ذلك فى مناهجهم الدراسية، وهذا هو أحد أسباب اختيار اسم “إسرائيل” للدولة اليهودية عند تأسيسها عام 1948.

وتكشف النصوص القديمة، وتفسيراتها القديمة والمعاصرة بوضوح عن حدود تلك الأرض الموعودة والتى وعد بها إبراهيم الموصوفة فى كتاب موسى والتى تمتد من جبل هور إلى مدخل حماة، ومن نهر مصر العريش إلى النهر الكبير نهر الفرات، وأكثر هذه الأراضى كانت تحت سلطة سليمان عليه السلام فكان التخم الشمالى حينئذ سوريا، والشرقى الفرات وبرية سوريا، والجنوب برية التيه وأدوم فى سيناء، والغربى البحر المتوسط”.

فى حين لا توجد أى دلائل تاريخية أو أثرية على وجود مملكة إسرائيل الموحدة، ولكن هناك بعض الدلائل لوجود مملكتين منفصلتين لم تتوحدا- مملكة السامرة أو مملكة بيت عُمرى أو إسرائيل فى منطقة المرتفعات الشمالية من فلسطين التاريخية، ومملكة يهوذا فى المرتفعات الجنوبية.

وأدت طبيعة المعثورات الأثرية إلى أن بعض المؤرخين والأثريين، أبرزهم البروفيسور إسرائيل فينكلستاين من جامعة تل أبيب والمؤرخ نيل آشر سيلبرمان من بوسطون، أكدوا أن فكرة أن توحيد مملكتى إسرائيل ويهوذا لا يعدو كونه اختراع لكتبة التناخ، يهوذيى الأصل، بدوافع أيديلوجية، وأن وصف المملكة الموحدة فى الكتاب المقدس مبالغ فيه لصالح الدعاية الدينية والسياسية. حسب هذه النظرية، أراد أدباء مملكة يهوذا، التى بقيت بعد خراب مملكة إسرائيل الشمالية، الافتخار بالملوك من الأصل الجنوبى (اليهوذى) فاوصفوهم كقادة ضموا لنفوذهم مملكة إسرائيل وكمن دلوا بنى إسرائيل إلى طريقة العبادة الصحيحة.

ويقول الأثرى والثيولوجى توماس تومبسون من جامعة كوبنهاجن عن تاريخ منطقة فلسطين فى القرن الـ10 ق.م: “إن كتاب العهد القديم يقدم لنا تاريخاً لا يمكن الوثوق به، وما صرنا الآن نعرفه عن تاريخ سوريا الجنوبية، وما نستطيع إعادة بنائه اعتماداً على الشواهد الأثرية، يعطينا صورة مختلفة تماماً عن الصورة التى تقدمها الروايات التوراتية”، وبالمثل يشير إريك كلين “إن كثيراً مما ورد فى التوراة حول القدس يثير انقساماً فى الوقت المعاصر”.
المصدر : موقع شیعة نیوز

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *