إذا فَرغتَ من أعمالِ جامع الکوفة فامضِ إلى قبر مسلم بن عقیل ـ رضوان الله علیه ـ سفیر الحسین(علیه السلام)وأوّل شهید فی رکب کربلاء ـ وقل عنده:
اَلْحَمْدُ للهِِ الْمَلِکِ الْحَقِّ الْمُبینِ، اَلْمُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطّاغینَ،
اَلْمُعْتَرِفِ بِرُبُوبِیَّتِهِ جَمیعُ اَهْلِ السَّمواتِ وَالاَْرَضینَ، اَلْمُقِرِّ بِتَوْحیدِهِ
سآئِرُ الْخَلْقِ اَجْمَعینَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى سَیِّدِ الاَْنامِ، وَاَهْلِ بَیْتِهِ الْکِرامِ،
صَلاةً تُقِرُّ بِها اَعْیُنَهُمْ، وَتُرْغَمُ بِها اَنْفَ شانِئِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الاِْنْسِ
اَجْمَعینَ، سَلامُ اللهِ الْعَلىِّ الْعَظیمِ، وَسَلامُ مَلائِکَتِهِ الْمُقَرَّبینَ، وَاَنْبِیآئِهِ
الْمُرْسَلینَ، وَ اَئِمَّتِهِ الْمُنْتَجَبینَ، وَعِبادِهِ الصّالِحینَ، وَجَمیعِ الشُّهَدآءِ
وَالصِّدّیقینَ، وَالزّاکِیاتُ الطَّیِّباتُ فیـما تَغْتَدى وَتَرُوحُ، عَلَیْکَ یا مُسْلِمَ
بْنَ عَقیلِ بْنِ اَبیطالِب، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ،
وَآتَیْتَ الزَّکاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتَ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَجاهَدْتَ فِى
اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَقُتِلْتَ عَلى مِنْهاجِ الْمُجاهِدینَ فى سَبیلِهِ، حَتّى لَقیتَ
اللهَ عَزَّوَجَلَّ، وَ هُوَ عَنْکَ راض، وَاَشْهَدُ اَنَّکَ وَفَیْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَبَذَلْتَ
نَفْسَکَ فى نُصْرَةِ حُجَّةِ اللهِ وَابْنِ حُجَّتِهِ، حَتّى اَتیکَ الْیَقینُ، اَشْهَدُ لَکَ
بِالتَّسْلیمِ وَالْوَفآءِ وَالنَّصیحَةِ، لِخَلَفِ النَّبِىِّ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ،
وَالدَّلیلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِىِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاکَ اللهُ عَنْ
رَسُولِهِ وَعَنْ اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ، وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ، اَفْضَلَ الْجَزآءِ بِما
صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَاَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَکَ، وَلَعَنَ
اللهُ مَنْ اَمَرَ بِقَتْلِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ افْتَرى عَلَیْکَ، وَلَعَنَ
اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّکَ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِکَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بایَعَکَ وَ غَشَّکَ،
وَخَذَلَکَ وَاَسْلَمَکَ، وَمَنْ اَلَبَّ عَلَیْکَ وَ لَمْ یُعِنْکَ، اَلْحَمْدُللهِِ الَّذى جَعَلَ
النّارَ مَثْویهُمْ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، اَشْهَدُ اَنَّکَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَاَنَّ اللهَ
مُنْجِزٌ لَکُمْ ما وَعَدَکُمْ، جِئْتُکَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّکُمْ، مُسَلِّماً لَکُمْ، تابِعاً
لِسُنَّتِکُمْ، وَنُصْرَتى لَکُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى یَحْکُمَ اللهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاکِمینَ،
فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لامَعَ عَدُوِّکُمْ، صَلَواتُ اللهِ عَلَیْکُمْ، وَ عَلى اَرْواحِکُمْ
وَاَجْسادِکُمْ وَشاهِدِکُمْ وَغائِبِکُمْ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَ
بَـرَکـاتُـهُ، قَتَـلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْکُمْ بِـالاَْیْدى وَ الاَْلْـسُنِ.(1)
تنبیه: جعل المزار الکبیر هذه الکلمات بمنزلة الاستئذان(2)، وقال بعد ذکرها.
ثمّ أشر إلى الضریح وقل:
اَلسَّلامُ عَلَیْکَ اَیُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ، اَلْمُطیعُ للهِِ وَلِرَسُولِهِ، وَلاَِمیرِ
الْمُؤْمِنینَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، اَلْحَمْدُ للهِِ، وَسَلامٌ عَلى
عِبادِهِ الَّذینَ اصْطَفى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ
وَمَغْفِرَتُهُ، وَعَلى رُوحِکَ وَبَدَنِکَ، اَشْهَدُ اَنَّکَ مَضَیْتَ عَلى ما مَضى عَلَیْهِ
الْبَدْرِیُّونَ والْمُجاهِدُونَ فى سَبیلِ اللهِ، اَلْمُبالِغُونَ فى جِهادِ اَعْدآئِهِ
وَ نُصْرَةِ اَوْلِیآئِهِ، فَجَزاکَ اللهُ اَفْضَلَ الْجَزآءِ، وَاَکْثَرَ الْجَزآءِ، وَاَوْفَرَ جَزآءِ
اَحَد مِمَّنْ وَفى بِبَیْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَاَطاعَ وُلاةَ اَمْرِهِ، اَشْهَدُ
اَنَّکَ قَدْ بالَغْتَ فِى النَّصیحَةِ، وَاَعْطَیْتَ غایَةَ الْمَجْهُودِ، حَتّى بَعَثَکَ اللهُ فِى
الشُّهَدآءِ، وَجَعَلَ رُوحَکَ مَعَ اَرْواحِ السُّعَدآءِ،وَاَعْطاکَ مِنْ جِنانِهِ اَفْسَحَها
مَنْزِلاً، وَاَفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِکْرَکَ فِى الْعِلِّیّینَ، وَحَشَرَکَ مَعَ النَّبِیّینَ
وَالصِّدّیقینَ وَالشُّهَدآءِ وَالصّالِحینَ، وَحَسُنَ اوُلئِکَ رَفیقاً، اَشْهَدُ اَنَّکَ لَمْ
تَهِنْوَلَمْ تَنْکُلْ،وَاَنَّکَ قَدْمَضَیْتَ عَلى بَصیرَة مِنْ اَمْرِکَ،مُقْتَدِیاًبِالصّالِحینَ،
وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِیّینَ، فَجَمَعَ اللهُ بَیْنَنا وَبَیْنَکَ، وَبَیْنَ رَسُولِهِ وَاَوْلِیآئِهِ فى
مَنازِلِ الْمُخْبِتینَ، فَاِنَّهُ اَرْحَمُ الرّاحِمینَ*
ثمّ صلِّ رَکعتین فی جانب الرأس واهدِهما إلى جنابِه وقل: اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تَدَعْ لى … . وهذا هو الدعاء الذی یُدعى به فی مرقد العباس(علیه السلام) وسیأتی ذکره (ص 257). فإذا شِئت أن تودّعه فودِّعه بالوداع الذی سیذکر فی زیارة العباس(علیه السلام)(3) (ص 258).
1. مصباح الزائر: ص 99; بحار الأنوار: ج 97، ص 426.
2. المزار الکبیر: ص 177.
3. مصباح الزائر: ص 101; بحار الأنوار: ج 97، ص 427.