موعود موعود العربية
الحال في البحرين من سيء الى أسوأ.. لا يكفيها قمع المظاهرات السلمية في الشوارع ، بل زاد الطين بلّة رفع مستوى استهداف المذاهب الاسلامية علناً دون مواربة، فبعد إغلاقها المجلس الاسلامي العلمائي قبل أيام وهو أكبر هيئة شيعية في المملكة، سمحت السلطات لإحدى صحفها بالتعرّض لمقام الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه) دون أي محاسبة أو مراعاة لمعتقدات ومقدسات الشيعة.
صحيفة البلاد التابعة للنظام الحاكم في البحرين أقدمت في إحدى مقالاتها التي كتبها طارق العامر على السخرية من معتقدات الشيعة وتحديداً الامام المهدي (عجل الله تعالی فرجه) ، من خلال القول “صدقت يا علي سلمان (الأمين العام لجمعية الوفاق)، هي فعلا ديمقراطية تتقدم بأكثر من قرنين من الزمن؛ لأن صاحب الزمان (أي الامام المهدي عج) أخذ هذا النموذج من الديمقراطية النموذجية والأوحدية والفريد من نوعه، واختفي داخل السرداب منذ قرون.. تخاريف تعشش في رأسه، أمين عام “الوفاق” يحاول أن يضحك على أتباعه ويقنعهم به، فتحولت إلى نكتة ومدعاة للضحك والسخرية”.
آية الله قاسم والغريفي
هذا الاستهزاء دفع بالمرجع الديني الكبير في البحرين آية الله عيسى قاسم الى التعليق، رافضاً التفريق بين ما يكتبه كُتاب السلطة وتنشره صحفها من رأي وبين رأيها.
وقال الشيخ قاسم في بيان مشترك مع العلامة السيد عبد الله الغريفي “لا يمكن أن نفهم أو نصدق أن ما كتبه أحد صحفيي صحيفة البلاد ونشرته بشأن التهجم على الإمام المهدي القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف، والاستخفاف به واعتباره خرافة من الخرافات وفكاهة من توافه الفكاهات، وما يعنيه ذلك من ازدراء لمذهب التشيع وسخرية سخيفة به إلا أنه رأي السلطة واستهزاء للمذهب وسخرية منها له”، وتساءل “ماذا تريد السلطة من ذلك؟”.
الوفاق
من جانبها، رأت جمعيّة “الوفاق” في بيانٍ لها أنّ “تعدّي إحدى الصحف الحكوميّة المملوكة لرئاسة الوزراء، يعكس حجم تبنّي السلطة لخطاب العبث والشتم للمقدّسات وبالخصوص للمذهب الشيعيّ، وهو ما يعكس الحاجة الملحّة والضروريّة لوجود نظام وحكومة وحدويّة ومسؤولة تحترم كلّ الأديان والمذاهب والمقدّسات والشخصيّات الدينيّة”.
وشدّدت على أنّ “التعدّي على مقام لإمام المهديّ المنتظر (عج) الذي يمثّل الإسلام، هو تعدٍّ على كلّ المسلمين وهو دليل انهيار في القيم وغياب للقانون في هذا البلد وعدم حياديّة المؤسّسات القضائيّة التابعة للنظام، وأنّ النظام يتحمّل كلّ المسؤوليّة”.
المقال الذي تضمنّ إساءة للامام المهدي وتحريضاً على جمعية “الوفاق”
بدوره، أكد وزير العمل السابق مجيد العلوي أن أركان في الدولة يمولون صحيفة “البلاد”.
وقال العلوي القريب من ولي العهد االبحريني، “صحف مأجورة وكتاتيب مسعورة تصر على إثارة النعرات الطائفية في البحرين”، مؤكدا “وأركان في الدولة يمولون هذه الصحف وكتاتيبها. ومن أمن العقوبة أساء الأدب”.
ومن المعروف أن نجل رئيس الوزراء علي بن خليفة آل خليفة هو من يموّل صحيفة البلاد، التي تهاجم المعارضة وتتولّى الدفاع عن خليفة بن سلمان الذي يترأس الحكومة البحرينية منذ 43 عاما.
“البلاد” تنكر فعلتها
أما صحيفة البلاد فبدل أن تقدّم اعتذاراً للطائفة الشيعية، راحت تتحدث عن مبادئها الرافضة للمساس بالمذاهب والأديان.
وتحت عنوان “المعتقدات الدينية خط أحمر”، كتبت الصحيفة إن “المتتبع لنهجها منذ انطلاقتها وإلى الآن يوقن أنها لا تعمد للإساءة لمذهب أو معتقد”.
احتجاجات رافضة للاساءة
هذا وتظاهر العشرات أمام مبنى الصحيفة مندّدين بالاساءة الى الامام المهدي (عج)، ورافعين شعارات تنادي بالوحدة الإسلامية.
وتقدم المتظاهرين رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد مجيد المشعل، وردد المشاركون في المسيرة شعارات ترفض الطائفية والفتنة بين السنة والشيعة، داعين إلى محاسبة المسيئين.
وكان شهود عيان قد أكدوا أن وزارة الداخلية نشرت عددا من عناصرها وآلياتها في محيط صحيفة البلاد التابعة للحكومة بعد دعوات للتظاهر في محيطها.
كذلك، دان تيّار الوفاء الإسلاميّ تعرّض “البلاد” البحرينيّة عبر للإمام المهديّ المنتظر (عج)، معتبراً ذلك إجرامٌ مستفٌّز واعتداءٌ على المعتقدات الدينيّة التي يقرّ بأصلها المسلمون جميعاً، موضحاً أنّ التعدّي على اعتقاد المسلمين بالمهدي المنتظر (عج)، ليس اعتداءً على الشيعة فقط، بل على المسلمين جميعاً ووحدتهم وعقيدتهم به.
وقال التيّار عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعيّ “تويتر”، إن “الاستهتار بالعقائد الدينيّة يحدث بسبب أمن الكتّاب والصحفيين الموالين للنظام من العقاب، وحصولهم على الحماية من قبل السلطات التي تمارس الاضطّهاد الدينيّ”.
جمعية التوعية الدينية في البحرين من ناحيتها أشارت الى أن “المعتقدات والشخصيات الدينية محل احترام وقداسة لدى جميع الديانات والمذاهب، والمساس بالمقدسات والتعدّي عليها شذوذ وخروج على ما اتفقت عليه كل الطوائف”.
وأضافت “إن أئمة أهل البيت (ع)،الإمام المهدّي (عج) إمام هدى والتعدّي عليه إهانة لكل المسلمين”، مشيرة إلى أن ذ”لك نتيجة لما آل إليه انفلات الكلمة وتمييع المحاسبة للتكفيريين ومن امتهنوا السباب والازدراء للعقائد والرموز الديني”.
المصدر : موقع شیعة نیوز
