ملخص بحث المهدی والمسیح الخصائص والهدف المشترك

لاشك إن المشكلة الأولى التی تعانی منها البشریة فی عالم الیوم, وبخاصة المسلمین هی حالة التخبط الناشئة من فراغ عقائدی. مما دعا الكثیر من ضعفاء النفوس من المتسلقین على أكتاف الآخرین من استغلال هذا الفراغ بغیة الوصول إلى بعض المكاسب الدنیویة. لهذا ولغیره وجدنا من المفید الإشارة ولو بعدة وریقات إلى مسألة التشابه بین الإمام الغائب علیه السلام والمسیح علیه السلام كونهما یظهران معا ویبذلان جهودا مشتركه فی إنقاذ العالم …

المقدمة:
لاشك إن المشكلة الأولى التی تعانی منها البشریة فی عالم الیوم, وبخاصة المسلمین هی حالة التخبط الناشئة من فراغ عقائدی. مما دعا الكثیر من ضعفاء النفوس من المتسلقین على أكتاف الآخرین من استغلال هذا الفراغ بغیة الوصول إلى بعض المكاسب الدنیویة. لهذا ولغیره وجدنا من المفید الإشارة ولو بعدة وریقات إلى مسألة التشابه بین الإمام الغائب علیه السلام والمسیح علیه السلام كونهما یظهران معا ویبذلان جهودا مشتركه فی إنقاذ العالم وتطبیق العدل الكامل وان كانت القیادة العلیا للإمام المهدی. لهذا وجدنا من الضروری الالماع الى أوجهه ألشبهه بین هاتین الشخصیتین بصورة مختصرة من خلال مبحثین : الأول یشیر الى تناول ماهیة الخصائص المشترك بین عیسى المسیح والإمام المهدی, أما الثانی فعرج على الهدف المشترك الذی یجمع كلا الشخصین, مع تفصیل فی مطالب المبحثین . وختم البحث بخاتمة تضمنت ما تم التوصل إلیه.
المبحث الأول:
ماهیة الخصائص المشتركة بین عیسى المسیح علیه السلام والإمام المهدی علیه السلام
مما هو مقطوع فیه إن المنقذ العالمی شخص واحد سماه الإسلام المهدی وسماه السابقون: الیهود ولنصارى بالمسیح, وسماه آخرون بأسماء أخرى. ومعه یثبت إن المسیح والمهدی شخصین مختلفین إلا انه توجد ثمة مشتركات تجمع الإمام المهدی علیه السلام مع النبی عیسى علیه السلام. لذا حاولنا فی هذا المبحث الخوض فی بیان تلك الخصائص وإیراد بعض منها فی ثلاث مطالب:
تناول الأول منها مرحلة الطلب قبل الولادة، أما الثانی فقد أشار الى ملابسات الولادة فی حین تطرق الثالث إلى الغیبة والاختلاف.
المطلب الأول: مرحلة الطلب قبل الولادة
ورد فی الوصیة الثانیة من الإنجیل الأول بلفظ الأجیال وفیها (ذكر مولد عیسى المسیح وإقبال مجوس من المشرق إلى بیت المقدس یقولون أین هو ملك الیهود, لأننا رأینا نجمة فی المشرق, فقدمنا لندخل فی طاعته . فلما سمع الملك اضطرب وتشاءم وجمع رؤساء الكهنة والكتبة وسألهم أین یولد المسیح. فقالوا فی بیت لحم من أرض یهوذا هو مكتوب نبی). ما ورد فی هذه الوصیة یؤكد لنا معرفة علماء المجوس المسبقة بولادة نبی الله عیسى علیه السلام من خلال أشارات موجودة فی كتبهم, والتی تؤكد ولادته, وبیان تلك الحادثة وكیفیة التنبؤ من خلال ظهور نجمة فی السماء لذلك جدوا فی طلبه للدخول فی طاعته والأیمان برسالته. فی مقابل هذا الموقف نجد المعسكر الأخر الذی یمثل ملك الیهود هیردوس الذی عزم على معرفته لا لشیء سوى القضاء علیه خوفاً على سلطانه, من هنا نجد أن نقطة الالتقاء الأولى بین عیسى المسیح علیه السلاموالإمام المهدی علیه السلام هی عزم السلطات الحاكمة على اكتشاف أمر الولید للتخلص منه. من هذا كله نرى أن دولة الظلم والقابضین على السلطة فیها كانت جادة فی طلب الأمام على مر الأزمان لوجود علم مسبق إذ أن من یقیم دولة الحق والعدل الإلهی شخص یحمل مؤهلات ومواصفات معینة لا تتوافر فی أحد منهم هذا الشخص مؤید ومسدد بقدرة إلهیة تجعله قادرا على إعادة العباد إلى حظیرة العبادة بعد الابتعاد عنها. هذا المنقذ یزیل دولة الشرك من على وجه الأرض ویفتح هذا العالم على عوالم أخرى قصرت عقولنا عن إدراكها. أذن قضیة المهدی المخلص قضیة لا غبار علیها. فقد روى أحادیث المهدی بالذات جماعة من أهل السنة فی صحاحهم كالترمذی، وأبی داو ود، والحاكم ابن ماجة، وأسندوها الى جماعة من خیار الصحابة كعلی بن أبى طالب علیه السلام، وابن عباس ، وابن عمرو ، وابن مسعود، وطلحة، وأم سلمه وغیرهم.
كما أكد الرسول صلى الله علیه واله وسلم فی عشرات المناسبات على قضیة المهدی, إذ تواترت النص علیه من الأئمة علیهم السلام واحد بعد أخر لا سیما الأمام الحادی عشر وخلال الشهور الأخیرة من شهادته تأكیداً منه على إمامته وبحضور ثقاة أصحابة و خواصهم, كما انه استخدم طریقة المشاهدة لتثبیت إمامة الأمام الحجة علیه السلام, والتأكید على ولادته ووجوده ونفی كل ما قیل بعدم ولادة ولد للإمام العسكری(علیهم السلام ) .لذلك بات من اللازم أن تتخذ تدابیر الغیبة, وإجراءاتها بما یضمن الإبقاء على هذا الأمام حیاً بعید عن السلطة العباسیة التی تعاملت مع الأطروحة المهدویة تعاملاً حقیقیا. ومن المؤكد أن من یعیش هذه الهواجس, سیتعامل مع ألائمه علیهم السلام تعاملاً مشوبا بالحذر والخوف. فقد وضعت العیون, وفرضت الإقامة الجبریة على بعض الأئمة علیهم السلام ولاسیما الأمام العسكری علیه السلام. اذ تم اتخاذ إجراءات أمنیة كفیلة بدرء الخطر أو تطویقه على اقل قدر قبل استكمال مرحلة الولادة.
المطلب الثانی: ملابسات الولادة المباركة
فی هذا المطلب یجد الفرد العدید من نقاط الالتقاء بین المسیح والحجة علیه السلام الفرع الأول: خفاء الولادة
لقد ذكرت الروایات الشریفة ولادة النبی عیسى والإمام المهدی المنتظر علیه السلام فقد كانت ولادتهما تحمل جانباً إعجاز یا. إذ خفی أمر الحمل والولادة عن اقرب المقربین ورد عن أبى عبد الله علیه السلام فی حدیث طویل، (ان مریم علیها السلام ظهر علیها الحمل, وكانت فی وادٍ فیه خمسمائة بكر یعبدون. وقال: حملته لسبع ساعات فلما ضربها الطلق خرجت من المحراب إلى بیت دیر لحم).
لا شك أن الكل متفق على الخطوط العامة الرئیسیة لولادة المسیح, إلا أن الاختلاف دب فی بعض الجزئیات والتفاصیل أو كیفیة إلقاء الروح أو مدة الحمل, إلا أن مما هو مقطوع فیه أن عیسى علیه السلام ولد من غیر أب مثله كآدم علیه السلام خلق من غیر أب أو أم لذلك لا یمكن أن ینكر أحد ولادة المسیح بن مریم علیه السلام. وبالعودة إلى ولادة صاحب العصر علیه السلام نجد ذات الشیء إلا أننا متفقون على الأمور الكلیة والجزئیة المتعلقة بحادثة الولادة المباركة. فقد جاء فی الروایات الواردة عن أهل السنة والشیعة الصحیحة التی تثبت أن السیدة نرجس لم تعلم بالحمل ألا قبل الولادة بلحظات, ویدل على ذلك قول السیدة حكیمة عمة الإمام العسكری علیه السلام التی نقلت حادثة الولادة وكل ما یتعلق بها.. فقد روت فی حدیث طویل (أنه بعث إلیها الأمام فقال یا عمة اجعلی إفطارك اللیلة عندنا فإنها لیلة النصف من شعبان وان الله تبارك وتعالى سیظهر فی هذه اللیلة الحجة وهو حجته فی أرضه فقالت من أمه؟ قال نرجس قالت له: والله جعلنی فداك ما بها اثر حمل فقال: هو ما أقول لك ……ثم قال لی أبو محمد علیه السلام إذا كان وقت الفجر یظهر لك بها الحمل فان مثلها مثل أم موسى لم یظهر بها الحبل ولم یعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لان فرعون كان یشق بطون الحبالى فی طلب موسى علیه السلام و هذا نظیر موسى علیه السلام). یظهر فی هذه الروایة أن السیدة نرجس لم تظهر علیها علامات الحمل التی تظهر على النساء فی الحالة الاعتیادیة للحمل, مما یدلل على خفاء ولادة الأمام, وأن ولادته كانت تحمل جنبه اعجازیه.
الفرع الثانی: النطق
لا نقصد بهذا العنوان القدرة على النطق الاعتیادیة التی تكون حینما یبلغ الطفل المرحلة العمریة النی تؤهله لذلك, و إنما قصدنا الحالة الإعجازیة, وهی التكلم فی ظلمة الرحم, والتكلم بعد الولادة مباشرة, بحیث یستحیل على أقران الطفل التحدث فی تلك السن المبكرة. لقد أشارت الروایات أن عیسى علیه السلام تكلم فی بطن أمه وبعد وضعه مباشرة لیعلم أمه كیفیة تجهیزه, ثم لینفی عنها ما اتهمها به بنو إسرائیل حینما جاءت به تحمله. فقد ورد فی البحار أن مریم حینما وضعت عیسى علیه السلام نظرت إلیه وقالت: (یا لیتنی مت قبل هذا أو كنت نسیاً منسیا) ماذا أقول لخالی؟ وماذا أقول لبنی إسرائیل؟ فناداها عیسى علیه السلام من تحتها؟ ألا تحزنی قد جعل ربك تحتك سریا (أی نهرا) هزی ألیك بجذع النخلة تساقط علیك رطباً جنیا.
هذا مورد تكلم فیه المسیح علیه السلام, ولعل المورد الأخر, حینما جاءت به تحمله إلى قومها فلما رأوها فزعوا واختلفوا فی شأنه. فقال بعضهم هو الله وقال البعض هو عبد الله ونبیه. وقالت الیهود ابن الله, لعل المسیح علیه السلام تكلم رحمة لامه كی یبرئ ساحتها مما أصابها من بنی إسرائیل بعدما قذفوها بالزنا حینما قالوا (یا أخت هارون لقد جئت شیئاً فریاً) وقبل هذا تكلم المسیح فی بطن أمه. فقد روى مجاهد أنه قال: (قالت مریم إذا كنت خلوت حدثنی وكلمنی وإذا كنت بین الناس سبح فی بطنی). وقد روى أن أم یحیى قالت لمریم بنت عمران أنی أرى ما فی بطنی یسجد لما فی بطنك. ولعل هذا تفضیل لعیسى على یحیى ابن زكریا.
وعند مقارنة هذه الحالة مع ولادة المصلح العالمی, نجد أن السیدة حكیمة تروی أنه لما ظهرت أثار الحمل فجأة على السیدة نرجس طلب الأمام العسكری علیه السلام منها أن تقرأ علیها سورة القدر. تروی السیدة حكیمة كلما قرأت أیة أجابنی الجنین بنفس لآیة، فضلاً عن هذا تروی (أنه لما ولد الخلف الصالح ولد ساجداً یتلقى الأرض بمساجده. .. فصاح أبو محمد علیه السلام هلم إلی ابنی یا عمة، ………ثم قال: تكلم یا بنی؟ فقال: اشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شریك له واشهد أن محمد رسول الله صلى الله علیه واله وسلم ثم صلى على علی أمیر المؤمنین وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبیه ثم أحجم)
الفرع الثالث: النشأة
مما یشترك به المسیح علیه السلام والأمام المنتظر علیه السلام, هو النشأة المخالفة لنشأة الأطفال. فقد ورد عن أبی الجار ود عن زیاد بن المنذر عن الأمام الباقر علیه السلام لما ولد عیسى علیه السلام كان ابن یوم كأنه ابن شهرین فلما كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته و أقعدته عند المعلم فقال المؤدب: قل بسم الله الرحمن الرحیم قال عیسى: بسم الله الرحمن الرحیم. فقال المؤدب: قل أبجد فقال: یا مؤدب ما أبجد؟ وأن كنت لا تدری فاسألنی حتى أفسر لك. قال فسره لی: فقال عیسى علیه السلام الألف آلاء الله, الباء بهجة الله, الجیم جمال الله, والدال دین الله, أما تفسیر هوز الهاء هول جهنم, الواو ویل لأهل جهنم، الزای زفیر جهنم . حطی ، الحاء حطت الخطایا على المذنبین والمستغفرین. كلمن كلام الله لا مبدل لكلماته. سعفص صاع بصاع والجزاء, بالجزاء, قرشت قرشهم فحشرهم. فقال المؤدب: أیها المرأة لا حاجة له إلى التعلیم أما الأمام الغائب علیه السلام. فقد دلت الروایات ومنها ما ذكرته السیدة حكیمة أن نشأته كانت بصورة تخالف نشأت الأولاد العادیة. تذكر أنه بعد أربعین یوماً رد الغلام ووجه إلی أبن أخی علیه السلام فدعانی فدخلت علیه فإذا أنا بصبی یتحرك یمشی بین یدیه فقلت: یا سیدی هذا ابن سنتین فبتسم علیه السلام ثم قال: (أن أولاد لأنبیاء والأوصیاء إذا كانوا أئمة فإنهم ینشئون على خلاف ما ینشأ غیرهم وأن الصبی إذا أتى علیه شهر كان كمن یأتی علیه سنة, وأن الصبی منا لیتكلم فی بطن أمه, ویقرأ القرآن, ویعبد ربه عز وجل وعند الرضاعة تعطیه الملائكة، وتنزل علیه كل صباح ومساء) قالت السیدة حكیمة: فلم أزل أرى ذلك الصبی كل أربعین یوماً إلى أن رایته رجلاً قبل مضی أبو محمد علیه السلام بأیام قلائل فلم اعرفه فقلت لأبی محمد علیه السلام من هذا الذی تأمرنی أن اجلس بین یدیه؟ فقال: ابن نرجس وهو خلیفتی من بعدی. من هذا كله نخرج بنتیجة هی أن هؤلاء أناس مختارون من قبل الباری لقیادة البشریة ولاستلام مهمة إلهیة, وهی إقامة دولة عالمیة على الأرض, لذلك اقتضت الحكمة الإلهیة أن یوجد مثل هذا التشابه الواضح بین الطرفین.
المطلب الثالث: الغیبة والاختلاف
مما یلتقی به المسیح علیه السلام والإمام المنتظر علیه السلام هو الغیبة, إذ كانت لكل منها غیبة مع اختلاف فی تفاصیل كل غیبة. فضلاً عن هذا أختلف الناس بشأن هذین الشخصین, ولعلنا سنذكر فی هذا المطلب ذلك.
الفرع الأول: الغیبة
یذكر القرطبی فی تفسیره كیفیة رفع المسیح علیه السلام (أنه حینما أراد الیهود قتل عیسى علیه السلام هنا قال المسیح علیه السلام للحواریین أیكم یخرج ویقتل ویكون معی فی الجنة؟ فقال: رجل أنا یا نبی الله, أما المسیح فكساه الله الریش والبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب, فطار مع الملائكة إلى السماء) بلا أدنى شك إذا كنا نتحدث عن الغیبة فمولانا المنتظر كانت له غیبة ألا أنها لیست واحدة و إنما غیبتان إحداهن أطول من الأخرى, ففی الأولى رجع إلى أهله وكان له فیها سفراء أربع یشكلون حلقة الاتصال بینه وبین الناس. أما فی الغیبة الكبرى فقد أوكل مسألة النیابة العامة إلى الفقهاء العدول ممن تتوفر فیهم الشروط المطلوبة, ولا خروج للإمام ألا بأذن الله فی الوقت المحدد لتفجیر الثورة التی تعمل على استئصال كل جذور الفساد والانحطاط من المجتمع ومن المفید ان نذكر آلیة بدء غیبة الإمام الصغرى, إذ تذكر الروایات أنه وبعد تسلم الأمام العسكری الولید علیه السلام من السیدة حكیمة, واستنطاقه, وإرساله لامه كی یسلم علیها أخذته أحد الطیور لعله روح القدس الموكل بالأئمة علیهم السلام إلى السماء بینما تبعته سائر الطیور. (تذكر السیدة حكیمة ثم قال لی أبو محمد علیه السلام یا عمة اذهبی به إلى أمه لیسلم علیها واتینی به, فذهبت به فسلم علیها وردته ثم قال علیه السلام یا عمة إذا كان الیوم السابع فأتینا قالت حكیمة: فلما أصبحت جئت لا سلم على أبى محمد علیه السلام, وفتحت الستر لا تفقد السید علیه السلام فلم أره: فقلت جعلت فداك ما فعل بسیدی؟ فقال: یا عمة استودعناه الذی استودعته أم موسى), أما الغیبة الكبرى, فقد بدأت بعد وفاة السفیر الرابع للإمام.
الفرع الثانی: الاختلاف
اختلف بنو إسرائیل بشأن المسیح علیه السلام سواء فی ولادته- فبعضهم قال: أنه ابن الله أو هو الله أو هو نبی الله مبعوث إلیهم – أو فی قتله. فقد قیل أنه قتل أو لا لم یقتل وهكذا تفرق الیهود بشأنه. ففی روایة بإسناد عن سدیر الصیرفی عن أبى عبد الله علیه السلام قال: أما غیبة عیسى علیه السلام فان الیهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الباری عز وجل بقوله (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ). وبإسناد إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر قال: أن فی القائم من أهل البیت علیهم السلام شبهاً من خمسة من الرسل. وأما شبهه من عیسى علیه السلام فاختلاف من اختلف فیه. قالت طائفة منهم ما ولد, وقالت طائفة مات، واخرى قالت قتل وصلب. ذات الشیء نراه فی قضیة مولانا الغائب علیه السلام, فقد دب الاختلاف فی أصل الوجود المقدس للإمام, ذهبت جماعة من أهل العامة إلى أنه لم یولد للأمام العسكری علیه السلام ولد. فقد ورد عن الرضا علیه السلام یقول: صاحب هذا الأمر من یقول الناس: لم یولد. كما خرج عن أبى محمد علیه السلام حین قتل الزبیری: هذا جزاء من افترى على الله تبارك وتعالى فی أولیائه زعم أنه یقتلنی ولیس لی عقب فكیف رأى قدرة الله وولده ولد سماه م ح م د.
كما روی انه قال أبو محمد علیه السلام حین ولد الحجة علیه السلام زعم الظلمة إنهم یقتلونی لیقطعوا هذا النسل فكیف رأوا قدرة الله وسماه المؤمل. وذهب آخرون إلى القول أن القائم هو الحسن بن علی علیه السلام وأنه یعیش بعد موته مستندین إلى ما روی عن الصادق علیه السلام إنما سمی القائم قائما لأنه یقوم بعدما یموت. و إنما قصد الموت هنا هو موت ذكره وارتداد أكثر القائلین بإمامته. ومما لا ریب فیه أن القول بإمامة العسكری علیه السلام.قول مردود لان الأمام العسكری علیه السلام هو حادی عشر أئمة الهدى, والمصلح العالمی ثانی عشر أئمة الهدى . فضلاً عن هذا ما روی عن أبی حمزة الثمالی أنه قال: قلت لأبی عبد الله علیه السلام تبقى الأرض بغیر أمام؟ فقال: لو بقیت بغیر أمام ساعة لساخت. كما ذهب جماعة إلى القول بإمامة جعفر وهذا بالتأكید ادعاء مرفوض لان جعفر لم یكن معصوم وما یشترط فی الأمام العصمة فضلاً عن كونه اعلم أهل زمانه بالأحكام.
بالإضافة إلى كل هذه الآراء المطروحة, نجد أن اللا مهدیین جنحوا بدعاوى المهدویة السابقة إلى إنكار عقیدة الأمام المهدی علیه السلام فی أخر الزمان, من خلال الادعاء بمهدویة عمر بن عبد العزیز, أو مهدویة محمد بن عبد الله, والمهدی العباسی. ونحو ذلك من الادعاءات التی لا تجد لها أساس من الصحة
المبحث الثانی: الهدف المشترك
یحمل هذا العنوان العدید من المواضیع التی لها من الأهمیة الشیء الكثیر بحیث تستوقف الفرد أمامها, لیزیل الستار عما قد یحیط بها من غموض لاسیما أنها تتعلق بشخصین احدهما, من یطبق الأطروحة العادلة على الأرض, والآخر نبی لله ذخر لمهمة إلهیة الا وهی مشاركة الإمام فی إقامة تلك الدولة.
المطلب الأول: استلام المهمة الإلهیة
لعل ما یلتقی به الأمام المهدی علیه السلام مع المسیح علیه السلام هو استلامهم للمهمة الإلهیة فی وقت مبكر, بمعنى إتیانهما الحكمة, واعتلائهم لهذا المنصب الجلیل فی وقت الصغر, فالإمام المهدی علیه السلام استلم ولایة العهد وهو ابن خمس سنوات صبی لم یبلغ الحلم . هذه النقطة تعد من الشبهه التی قد یطرحها المقابل على معتقدات الشیعة فی إمامة الغائب المبكرة. ألا أنه یمكن الرد علیها وبكل سهولة, لا سیما إذا أكدنا أن هذه المسألة الكلامیة یمكن أن تفسر فی أن أمر الرسالة والإمامة والنبوة والخلافة بید الباری جل وعلا . ولیس لأحد من الناس أی دخل أو اختیار فیها إذ یجوز أن یكون النبی صغیرا لم یبلغ الحلم, ولا مانع عقلی یحول من دون ذلك لان الباری جل شأنه قادر على أن یجمع فی الصبی شرائط الرسالة والإمامة. إذا العقل لا یستبعد من الباری أن یتخذ أحد ولیاً ویجعله رسولاً أو نبیاً. فقد ورد عن یزید الكناسى قال: قلت لأبی عبد الله علیه السلام كان عیسى علیه السلام حین تكلم فی المهد حجة الله جلت عظمته على أهل زمانه؟ قال: كان یومئذ حین تكلم وعبر عنها نبیاً وحجة على من سمع كلامه فی تلك الحال, ثم صمت, ثم تكلم حتى مضت له سنة, وكان زكریا علیه السلام الحجة على الناس بعد صمت عیسى علیه السلامبسنتین مات زكریا فورثه عیسى علیه السلام الكتاب والحكمة وهو صبی صغیر فلما بلغ عیسى علیه السلام سبع سنین تكلم بالنبوة حین أوحى الله إلیه وكان عیسى علیه السلام الحجة على یحیى وعلى الناس أجمعین. لعل هذا اصدق دلیل وابلغ شاهد على قدرته جل وعلا فی اتخاذه الأولیاء والرسل صغاراً فقد یجوز أن یعطى الحكمة وهو صبی ویجوز أن یعطى الحكمة وهو ابن أربعین سنة. كما ذكر ابن حجر فی صواعقه المحرقة بعد ذكر وفاة الأمام العسكری علیه السلام قال: ولم یخلف غیر ولده أبی القاسم محمد الحجة علیه السلام كان له عند وفاة أبیه خمس سنین لكن أتاه الله فیها الحكمة.
على أیة حال, فان مولانا الغائب علیه السلام خلف أباه فی إمامة المسلمین, وهذا یعنی انه كان أمام بكل ما تعنیه هذه الكلمة, وبكل ما تحویه من محتوى فكری وروحی فی وقت مبكر. فالإمامة المبكرة ظاهرة سبقه إلیها عدد من آبائه فالإمام الجواد علیه السلام تولى الإمامة وهو فی الثامنة من العمر, والإمام الهادی علیه السلام تولاها وهو فی التاسعة من عمره. أما الأمام العسكری علیه السلام فقد تولى منصب الإمامة وهو فی الثانیة والعشرین من عمره الشریف. یلاحظ من هذا أن الإمامة المبكرة بلغت ذروتها فی أمامنا المهدی علیه السلام والإمام الجواد علیه السلام, ونحن نسمیها ظاهره لأنها كانت بالنسبة إلى عدد من آبائه تشكل مدلولاً حسیاً جلیاً عاشه المسلمون ورعوه فی تجربتهم مع الأمام بشكل آخر.
المطلب الثانی: صلاة النبی عیسى علیه السلام خلف الأمام المهدی علیه السلام
دلت الروایات أن المسیح علیه السلام یصلی خلف الأمام المهدی علیه السلام وأن الأمام هو من یتقدم فی الصلاة. وله رتبة التقدم فی الجهاد, ولعل هذه الأخبار مما ثبتت طرقها وصحتها عند الشیعة, وكذلك ترویها السنة على حد سواء فقد ورد فی صحیح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاری قال: سمعت النبی صلى الله علیه وآله وسلم یقول: فینزل عیسى بن مریم فیقول أمیرهم: صل بنا, فیقول: لا ان بعضكم على بعض أمراء, تكرمه الله لهذه الأمة فهذا الإجماع من أهل الإسلام كافة وما عدا هذا الإجماع فقوله مردود, فقد ورد عن الحسن بن علی علیه السلام ما من أحد ألا ویقع فی عنقه بیعه لطاغیة زمانه ألا القائم الذی یصلی روح الله عیسى علیه السلام خلفه. وهكذا قد یطرح تساؤل أیهما أفضل الأمام المهدی علیه السلام أو المأموم المسیح علیه السلام فی الصلاة والجهاد معاً؟ یمكن الرد على هذا السؤال إنهما قدوتان نبی وأمام وأن كان أحدهما قدوة لصاحبه فی حال اجتماعهما وهو الأمام إذ یكون قدوة للنبی فی تلك الحالة ولیس فیها من تأخذه فی الله لومة لائم وهما أیضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة والمداهنة والریاء والنفاق ولا یدعوا الداعی لا حدهما لموضع ورد الشریعة المحمدیة بذلك بدلیل قول الخاتم صلى الله علیه واله وسلم یام القوم أقرأهم فان استووا فأعلمهم فان استووا فأقدمهم فان استو فأقدمهم هجرة فان استووا فأصبحهم وجهاً فلو علم الأمام أن عیسى علیه السلام أفضل منه لما جاز له أن یتقدم علیه, وكذلك قد تحققت لعیسى أن الأمام اعلم منه لما صلى خلفه ولولا ذلك لم یسعه الإقتداء بالإمام. هذه هی درجة الفضل فی الصلاة ثم الجهاد وهی بذل النفس بین یدی من یرغب إلى الله تعالى بذلك. ولولا ذلك لم یصح لأحد الجهاد بین یدی الخاتم صلى الله علیه واله وسلم ولا بین یدی غیره, والدلیل على صحة هذا قوله تعالى أن الله اشترى من المؤمنین أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة یقاتلون فی سبیل الله فیقتلون ویقتلون وعداً علیه حقاً فی التوراة و الإنجیل و القرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببیعكم الذی بایعتم به وذلك هو الفوز العظیم ولان الأمام المهدی یعد نائباً عن الرسول صلى الله علیه واله وسلم فی أمته, لهذا لا یبرر للمسیح علیه السلام أن یتقدم على الرسول صلى الله علیه واله وسلم, وكذلك نائبه.
المطلب الثالث: دور عیسى علیه السلام فی دولة الأمام علیه السلام
لا ریب أن للمسیح علیه السلام دور فی أكثر من مجال فی دولة الأمام الموعودة فی القرآن ((ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین))
ویمكن أن نلمس هذا الدور فی أكثر من مجال.
الفرع الأول: تخفیف حالة الاحتقان السیاسی بین الأمام علیه السلام وحكومات الغرب
نحن نشهد لا بل نعیش الیوم حالة التخبط والتهتك التی تعیشها دول العالم الغربی . وبالتأكید فان هذا الخط یمثل الخط المخالف لمعالم الدین الإسلامی الحنیف, وخط أهل البیت الذی ینتهجه الأمام المهدی علیه السلام عند ظهوره الشریف, ومن المؤكد أن الأمام سیعمل على نشر الدین الإسلامی فی ربوع العالم, هذا الدین الذی تصفه الروایات بأنه إسلام جدید, بمعنى انه سیظهر ویدعو إلى الدین الإسلامی الذی به الخاتمجاء صلى الله علیه واله وسلم لا الذی تم التلاعب به لخدمة مصلحة دنیویة. لذا سیقضی على حالة الاحتقان الطائفی والتعصب المذهبی, اذ سیجعل دول العالم الغربی وبعض الدول العربیة التی تعیش الیوم عظمتها على الأرض تدین بالمذهب ألاثنی عشری. لهذا فان دول العالم الغربی ستعمل جاهدة على القضاء على الثورة وإخمادها والحیلولة من دون وصول نور الإسلام إلى تلك البلدان القابعة تحت الفكر والإلحاد والزندقة, لهذا نجدها ستقف بوجه الإمام وتحاول جاهدة إشعال فتیل الحرب بینها وبینه, لذا فان توقیت نزول المسیح علیه السلام من السماء وصلاته خلف الإمام سیكون وسیلة لامتصاص هذه النقمة وتخفیف حدة العداء الحاصل, وعندها سیشارك المسیح علیه السلام فی عقد هدنة بین الأمام والروم تستمر حسب الروایات الى سبع سنین ألا أن الغرب وبالتعاون مع الیهود وتحریضهم سیغدرون بالإمام بعد ثلاث سنین أو سنتین. وبعض الروایات تذكر أن الهدنة تنقض فی حمل امرأة, على أیة حال بعد نقض الهدنة ستقع المعركة العظیمة التی ستكون أعظم من معركة تحریر القدس, إذ سیحاول الیهود الذی هربوا من القدس تألیب حكومات الغرب ضد الإمام ألا انه وفی هذه المعركة سیتم القضاء على الیهود برمتهم.
الفرع الثانی: هدایة البشریة
لا شك أن فكرة ظهور المنقذ هذه فكرة آمن بها أهل الأدیان كما أسلفنا فی فقرات سابقة واعتنقتها معظم الشعوب. وبناء على هذا سیكون لظهور المسیح فی العالم الغربی الوقع الأكبر لاسیما انه سیظهر فی مرحلة حاسمة فی العالم. اذ إن وجوده یؤثر فی تلك ألدوله وفی مرحلة التخطیط اللاحق للظهور اذ سیؤدی الى إیمان الیهود والنصارى. وهو یمثلون قسما كبیرا من البشریة اذ یثبت لهم بالحجة الواضحة انه المسیح یسوع الناصری وان الإنجیل والتوراة إنما هی هكذا ولیست على شكلها الذی كان معهودا وان الدولة التی بشر لها فی الكتب المقدسة إنما هی دولة المهدی, لذا فان المسیح علیه السلام سیلعب دورا مهما ,إذ سیعمل على زیارة تلك الدولة, وإظهار المعاجز والكرامات والآیات, وعندئذ سیقع على عاتقه مهمة التبلیغ, وإیصال الدین الإسلامی إلى تلك الدول. ومن الطبیعی أن لظهور منقذ البشریة الموعود فی الدیانة المسیحیة ما یؤدی إلى انتشار الفرح والسرور فی شعوب تلك المنطقة لأنه المخلص لهم من الظلم والاضطهاد, وسیدخل العالم المسیحی فی الدین الإسلامی اذ سیتیسر الفتح العالمی من دون قتال, بل نتیجة إیمان بالحق والإذعان له سیما أن الجانب الفكری فی الفتح العالمی سیكون أوسع بكثیر من الجانب العسكری.
الفرع الثالث: قتل الدجال
لاشك ان للمسیح دور فی القضاء على حركة الدجال, فقد ورد عن عن جعفر بن محمد الفزاری رفعه إلى أبى جعفر علیه السلام قال: ((یا خثیمه سیأتی على الناس زمان لا یعرفون الله ما هو والتوحید حتى یكون خروج الدجال وحتى ینزل عیسى بن مریم من السماء ویقتل الله الدجال على یدیه)). یظهر من هذه الروایة وغیرها التی تبشر بحركة الدجال أن ظهوره إنما یكون بعد مدة غیر قصیرة من قیام دولة الأمام, وعموم الرفاهیة لدول العالم وظهور العلم والتقنیة الحدیثة لذلك فحركته تعد حركة إباحیة ناتجة من الترف والبطر.
صفوة القول حركة الدجال تعد حركة متطورة وذات أبعاد عقائدیة وسیاسیة, إذ یستخدم الدجال أحدث الوسائل فی ادعاءاته وسیكون أكثر متبعیه من الیهود والنساء والمراهقین والمراهقات وعندها ستحدث فتنة عند المسلمین. سنرى من هذه الروایة أن الضربة التی تقضی على الدجال إنما تكون بأحدث الأسلحة العسكریة التی یستخدمها المسیح علیه السلام ولیست بأسلحة تقلیدیة كما یدعی البعض.
الفرع الرابع: المسیح علیه السلام ضمن التشكیلة الحكومیة للأمام علیه السلام
یعد عیسى المسیح علیه السلام أحد أقطاب دولة الأمام المهدی علیه السلام إذ سیكون وزیر فی تلك الدولة, ومن الطبیعی أن یكون للشخصیات العاملة فی الدولة الموعودة الوزن, والثقل الأكبر سیما أنهم سیكونون من بین الأنبیاء وخلفائهم والأتقیاء من صالحی العصر والأمم السابقة. بمعنى أنها تركیبة حكومیة خاصة تتألف – فضلاً عما ذكر- من عدد من أصحاب الرسول صلى الله علیه واله وسلم . تذكر الروایات أن لعیسى علیه السلام دوراً فی دولة الأمام, إذ سیكون أما وزیراً ویقصد بالوزیر فی تعبیر الهیكلیة القدیمة للدول رئیس الوزراء بلغة الیوم, أو نائباً للوزیر أو عاملاً على بیت المال. یعنی أنه سیكون بتعبیر الیوم وزیر للمالیة فی دولة الأمام المرتقبة والله العالم.
عن كعب أن عیسى علیه السلام یقول للقائم (فإنما بعثت وزیراً ولم ابعث أمیرا) وعن رسول الله صلى الله علیه واله وسلم قال: وهو أی عیسى علیه السلام الوزیر الأیمن للقائم وحاجبه ونائبه من جملة ما ذكر فی المطلب السابق نجد أن للنبی عیسى علیه السلام دور لا یمكن التنصل عنه أو إغفاله ولو للحظة لأنه مشارك وعنصر فعال فی دولة الأمام, وعامل مساعد فی إقامة دولة تعد آخر الدول وخاتمتها على الأرض تلك الدولة التی وعد الله بها المتقون
الخاتمة:
تم استعراض جملة من المشتركات بین الإمام المنتظر علیه السلام والنبی عیسى علیه السلام. وقد تجاوزنا عن بعض نقاط الشبهة التی تركناها خوفاً من الوقوع فی بعض الروایات غیر الدقیقة. لهذا توقفنا على ما وجدناه فقط, وبعد إكمال فقرات هذا البحث الموجز نجد من المفید الخروج بعدة نتائج منها:
1- أن ظهور المسیح علیه السلام, وصلاته خلف الأمام المهدی علیه السلام إنما یكون فی زمن یكون الأمام علیه السلام بأمس الحاجة إلى مساعد إلا وهو المسیح علیه السلام, بمعنى أن لتوقیت نزول المسیح من الفائدة الشیء الكثیر, فضلاً عما یحمله من الجنبة الإلهیة. ولاسیما أن البعض یسأل لماذا لم یكن نزول المسیح علیه السلام قبل ظهور الإمام أو فی وقت یقترب من ظهور الإمام, لماذا لم یكن ضمن المبایعین فی مكة؟
2- أن التصدی لمسألة غیبة المسیح علیه السلام والتعرف علیها والأیمان بها تفتح ذهنیة الفرد المسلم, وتبعد عن ذهنه أی شبهه قد تطرح فی موضوع غیبة مولانا المنتظر علیه السلام أو طول عمره الشریف, لا سیما أن المسیح علیه السلام غاب غیبة واحدة وهو مرفوع الى السماء. وهذا ما اعترف به الفكر الإسلامی التقلیدی وإذا كان هو حیا لم یمت وانه یعیش فی السماء إذن فان بقاء من هو اصغر منه سنا أولى بالبقاء, سیما وان الأمام الغائب معنا فی الأرض وله غیبتان: فی الأولى كان یلتقی بالناس عن طریق أسالیب معینة, وكان له سفراء خاصین. أما فی الغیبة الكبرى-التی أوكل أمر الشیعة إلى الفقهاء العدول- فالمشاهدة متعذرة. لهذا فان التصدیق بغیبة عیسى علیه السلام وطول عمره, سیما أن عمره أطول من عمر مولانا الغائب علیه السلام سیجعل من غیبة مولانا المهدی علیه السلام أو طول عمره شیء بدیهی, إذ إن الحكمة من غیبة عیسى هی ذات الحكمة من بقاء الخضر حیا, إذ إن عمره یزید على عمر المسیح والإمام المهدی.
ـ یمكن القول وبشكل مختصر جداً أن الأمام المهدی علیه السلام والمسیح علیه السلام شخصان ادخرهما الباری لمهمة إلهیة, جلیلة الأهداف متعددة الجوانب, تلك هی عملیة تغییر شاملة للحیاة الإنسانیة على وجه الأرض, وإقامة مرحلة جدیدة بكل ما تعنیه وتحمله هذه الكلمة من معانی, هی مرحلة الانفتاح على العوالم الأخرى

المصادر:
أولا: القرآن الكریم
ثانیا: الكتب
1ـ ابن طاووس، علی بن موسى متوفى عام 664 ه. ق: الملاحم والفتن، ( مؤسسة الأمیر / النجف: 2005).
سعد السعود، ( مطبعة الحیدریة / النجف 1950).
2ـ الاربلی، علی بن علی متوفى عام 693ه: كشف الغمة فی معرفة الأئمة ( دار الأضواء، بیروت).
3ـ البحرانی، هاشم: مدینة المعاجز، متوفى عام 1107هـ، ( بهمن: 1413 هـ. ق).
4ـ الجزائری، نعمة الله: النور المبین فی قصص الأنبیاء والمرسلین ( بهمن 2005).
5ـ الحسنی، هاشم معروف: سیرة الأئمة ألاثنی عشر، ( شریعت :1424 هـ.ق).
6ـ الراوندی، قطب الدین متوفى عام 573 ه: قصص الأنبیاء.
7ـ الصدر: صدر الدین: المهدی، ( قم :1424 هـ .ق).
8ـ الصدوق، محمد بن علی متوفى عام 381هـ: إكمال الدین وإتمام النعمة.
9ـ الطبری، محمد جریر من إعلام القرن الخامس الهجری: دلائل الإمامة، (البعثة).
10ـ الطبرسی، نجم الدین: فی رحاب حقوق الأمام المهدی، ( نكارش :1425هـ.ق).
11ـ الطوسی، محمد بن الحسن متوفى عام 460 هـ: الغیبة،( بهمن: 1415 هـ.ق).
12ـ القرطبی، محمد: تفسیر القرطبی الجامع الأحكام القرآن،( دار إحیاء التراث العربی/ بیروت 1982).
13ـ ألقمی، علی بن بأبویه المتوفى عام 329 هـ.ق: الإمامة والتبصره.
14ـ ألمجلسی، محمد باقر: بحار الأنوار، (مؤسسة الوفاء/ بیروت 1983).
15ـ االنیسابوری، الفتال: روضة الواعظین.
16ـ عبد الوهاب، حسین من إعلام القرن الخامس: عیون المعجزات ،( الحیدریة/ النجف :1954كورانی، علی: عصر الظهور ، ( دار الهدى :2004).

سحر جبار یعقوب

شاهد أيضاً

غیبة لابدّ منها

غیبة مهدی هذه الامة غیبة لابدّ منها، لانه مهدی هذه الامة، ولان وعد الله سبحانه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *