الاردن.. يستضيف معارضة “سعودية” بعد “العراقية”!

السياسة في العالم تديرها الارادات القوية، وأوزان الدول، فتحسب اي دولة ألف حساب، قبل ان تقدم على خطوة ما.

رعى الأردن، أو سمح لمؤتمر “المعارضة” بأن ينعقد في عمّان الأربعاء الماضي، بحضور نحو 300 شخصية عراقية، الكثير منها يجاهر بدعوته الى دعم العمليات المسلحة في العراق، واسقاط العملية السياسية، في وقت يعتبر فيه العراق من اهم الدول التي تتلقى الدعم النفطي من العراق، وترتبط معه بعلاقات تجارية تعود بالنفع الكثير على اقتصادها.

غير ان كل ذلك لم يُجْد ِنفعاً، فكأنّ الاردن حسبت للعراق وزناً بخساً غير ثقله المعروف، وإِسْتَحْقَرَت نظامه السياسي، وأَذْعَنَت لشروط أعدائه.

انّ أحد أسباب”خذلان” و “إِسْتَصْغَار” الاردن للعراق لا يعود الى عمّان نفسها ، بل الى الانقسام القومي والطائفي والحزبي الذي حول العراق الى دولة “غير محترمة”.

وبدا وكأن الكثير من الدول لا تتعامل مع العراق باعتباره “دولة” بقدر ما هو طوائف وقوميات، واحزاب متصارعة، ومن مظاهر ذلك ان سياسيين واحزاب وكتل سياسية، وزعماء طوائف وقوميات يزورون دولاً، ويعقدون المباحثات مُبرزين هوياتهم الطائفية او القومية على الوطنية ، ما يجعل الدول تتعامل مع العراق على هذا الاساس فتخيط البدلات السياسية على المقاسات الشيعية او السنية أو الكردية.

وهكذا كانت الخارجية العراقية طيلة الفترة الماضية، لم تتجاوز في عملها السياقات الدبلوماسية والبرتوكولية، فكان وزير الخارجية ممثلا لقومية، دون الوطن . وكان من نتائج ذلك ، ايغال دول مثل السعودية وقطر وتركيا والاردن على دعم الخارجين على القانون العراقي.

هل تجرأ عمّان على رعاية مؤتمر لمعارضة سعودية، بل هل تجرأ على احتضان معارض سعودي واحد على اراضيها على رغم الخلافات التأريخية وعُقَد التاريخ بين العائلتين الحاكمتين ؟

بل هل استطاعت عمّان استضافة معارضين سوريين قبل ان تفكر ألف مرة من عواقب ذلك على رغم الازمة التي تعصف بالنظام السوري؟.

انّ من يهن يسهل الهوان عليه، بعدما حول سياسيو العراق بلدهم الى امارات وطوائف، لا تستحق احترام حتى الدول التي تعيش على هبات بلادهم.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *