تحريفه معنى روايات ونصوص روايات!
نلاحظ كثرة أخطاء هذا الإمام المزعوم، مما يدل على فقره حتى من الدراسة الأولية! مع أنه يزعم كونه مبعوث للعالمين، لكن خطابه محصور بالشيعة ولا يخاطب السنة، ولا يتكلم على علمائهم أبداً. وهذا يكشف أنّ مهمته داخل الشيعة فقط!
وهو يقسو عليهم لأنهم لايؤمنون به! ويخاطبهم بما يثير حفيظتهم، فينفيهم عن ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام إن لم يؤمنوا به هو، ويتوعدهم بنار جهنم، مع أنه لم يأتهم بمعجزة ولا آية بينة إلا مناماته ومنامات أتباعه! وآيات يفسرها مكابرة، وروايات يسـردها بدون دراسة أسانيدها، ولا بيان وجه دلالتها على مدعاه.
قال هذا الكذاب: ( لقد أسفر الصبح لذي عينين، وظهر أمر قائم آل محمد كالشمس في رائعة النهار، لا لبس فيه لكل طالب حق، وجاءكم يا علماء الشيعة من تعرفونه كما تعرفون أبناءكم ولا يخفى عليكم أمره! بالروايات الصحيحة عن الصادقين. فهل تنكرون على علماء اليهود والنصارى أنهم لم يتبعوا محمد(اً) لأنه ذكر في كتبهم باسمه وصفته، وأنه يخرج من فاران وتحتجون عليهم بذلك! إذن فارجعوا إلى كتبكم وحاسبوا أنفسكم! لقد بشـركم بي جدي رسول الله وذكرني في وصيته باسمي وصفتي، ووصلت لكم هذه الوصية بسند صحيح، وذكرها علماء الشيعة في كتبهم، وبما وصى رسول الله وهو على فراش الموت، أو ليس بأهم شي!
فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الإثني عشر، وبي وبأبنائي الإثني عشـر:
وكلامه هذا: (فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الإثني عشر، وبي وبأبنائي الإثني عشـر) يدل على أنّه يدعي أنّه الإمام المهدي عليهم السلام نفسه!
أدلته المضحكة على أنّه ابن المهدي عليهم السلام!
ذكر تحت عنوان: (أدلة الدعوة) عدة أدلة ركيكة، مضحكة!
منها أنه ثقة، فيجب قبول قوله! والثقة إذا ادعى الإمامة أو النبوة وجب قبول قوله!
ومنها أنه جاء بعلوم لايستطيعها غيره! ولم نر منها شيئاً!
ومنها أنّ العلماء لم يجيبوا على رسائله وقد طلب منهم أنْ ينشروا فتوى بتكذيبه وتحديه فلم يفعلوا! وأنّه دعاهم إلى المباهلة وهو مستعد أنْ يقسم قسم البراءة فلم يستجيبوا.
ولكنه كذب في قوله هذا، فقد اتفق معه على المباهلة الشيخ عبد الحسين الحلفي في التنومة، وفي اليوم المقرر نكص أحمد إسماعيل على عقبيه ولم يحضر.
ثم كتبنا اتفاقاً بين الشيخ عبد الحسين الحلفي ووكيله صالح الصافي على مباهلة إمامه في البصرة بحضور وسائل الإعلام، ووقعه عنه. لكنهم نكصوا!
كما نكص عن الإتيان بمعجزة، وقد قال لي وكيله: ماذا تطلب معجزة؟ فطلبت منه أنْ يدعو صاحبه بأنْ يهلك الله شارون، فاتصل بإمامه تلفونياً وقال: غداً أجيبكم، وفي اليوم التالي قال: (إنّ الإمام المهدي(عليه السلام) لم يأذن له بذلك)!.
ومن أدلته تخريفاته في حساب الجمل، كالتي رأيتها في حسابه لنجمة إسرائيل! وهي هذر وخيالات، لاتبلغ مرحلة الإحتمال المعتد به، ولا تصل حتى إلى الظنون!
بطلان استدلاله برواية الوصية
طبَّل المبتدع وأتباعه كثيراً برواية الوصية وأنّها تنص على أحمد إسماعيل!
ولم يذكر المدعي وجه الإستدلال بها ، لكن غرضه الفقرة الأخيرة منها وهي التي تأمر الإمام الثاني عشر عليهم السلام بأن يسلم الوصية أو الإمامة عندما تحضره الوفاة إلى (ابنه أول المقربين) الذي له ثلاثة أسماء أو أربعة، أحدها أحمد!
وقد فسرها هذا الدجال بنفسه لأن إسمه أحمد! وهذه هرطقة مضحكة!
لأن الرواية إنْ صحت فهي تأمر الإمام المهدي عليهم السلام بعد ظهوره وإقامته دولة العدل الإلهي، إذا حضرته الوفاة أن يسلمها إلى ابنه!
فزمن الرواية وتسليم الوصية أو الإمامة يومذاك! فجعلها هذا المزيف لزماننا، وجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي سيتسلم الإمامة من أبيه بعد ظهوره وحكمه ووفاته؟!
فلا الزمان ينطبق على زماننا، ولا الشخص الذي تأمر الوصية المهدي عليهم السلام أنْ يسلمه إياها، ينطبق على هذا المجنون!
لكن الدجال يطوى الزمان والأنساب، ويقول جدي الإمام المهدي، ثم يقول أنا ابن الإمام المهدي الذي سيرثه بعد أن يظهر ويحكم العالم، وقد سلمني الإمامة من الآن، وأرسلني اليكم فأطيعوني! أليست هذه الهرطقة بعينها!
ثم لو صحت الرواية، فإن الأمر فيها للإمام عليهم السلام أن يسلم الإمامة لابنه، أي المباشر وقد اعترف هذا الدجال بأنه ليس الإبن المباشر للإمام المهدي عليهم السلام!
فقد سأله صالح المياحي بتاريخ: ٤-ربيع الثاني-١٤٢٦، عن ادعائه بأنه ابن الإمام المهدي عليهم السلام: (هل يعني أنه من صلب الإمام مباشرة، وكيف تم زواج الإمام أرواحنا له الفدى، وما إسم أمه أي أم السيد، ومن أي مكان هي)؟
فأجابه ناطقه ناظم العقيلي: (إن السيد أحمد من ذرية الإمام المهدي(ع) وليس من صلبه مباشرة. وقد أثبت زواج الإمام المهدي(ع) وذريته في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) فالولد يطلق تارة ويراد منه الولد الصلبي المباشر ويطلق تارة أخرى ويراد منه الولد من الذرية). انتهى.
فقد انتهى الأمر وبطل تشبثه برواية الوصية على فرض صحتها. وقد أشكل عليه بذلك شريكه في البدعة حيدر مشتت.
على أن سند الرواية لايتم على مباني علماء الجرح والتعديل، فقد قال عنها الحر العاملي: (وروى الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة). (الإيقاظ من الهجعة/٣٦٢). ففيها مجهولون لم يوثقهم أحد من علمائنا مثل: علي بن سنان الموصلي، وأحمد بن محمد بن الخليل، وجعفر بن أحمد البصري.
نقض استدلاله بالإستخارة لإثبات بدعته!
تطلق الإستخارة في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام على معان، منها:
١- أن تدعو الله تعالى أن يختار لك الخير في أمورك، أو في عمل تنوي القيام به، وفي بعض أحاديثها الغسل وصلاة ركعتين، ثم الدعاء.
٢- أن تدعو الله تعالى أن يهدي قلبك الى الإختيار الصائب في عمل تريد القيام به فتصلي أو تقرأ دعاء، ثم تنظر ما يلقي الله في قلبك ويشرح له صدرك، فتعمل به.
٣- أن تنوي الأمر، وتدعو الله تعالى وتفتح القرآن وتنظر في أول آية في الصفحة اليمنى، فإن كانت أمراً بخير أو مدحاً أو وصفاً للجنة مثلاً، فهي جيدة وتعمل بها. وإن كانت نهياً أو تحذيراً أو ذماً فهي غير جيدة.
وهذا النوع من الإستخارة هو الشائع، وبعضهم يستخير بالسبحة فيدعو الله ويقبض قبضة من حباتها ويحسبها اثنتين اثنتين، فإن بقيت واحدة فهي جيدة ويعمل بها، وإن بقيت اثنتان فهي غير جيدة ولا يعمل ما نواه.
ويستخير الناس عادة عند من يثقون به من العلماء أو المؤمنين، وبعضهم يكثر من الإستخارة ويفرط فيها، ولكنها لاضرر فيها مادامت بين أمرين أو أمور مباحة سيختار الإنسان واحداً منها، فاختياره له بالإستخارة أفضل من اختياره بدونها.
لكن الخلل والضرر إذا استعمل الخيرة على القيام بعمل حرام أو ترك عمل واجب، أو كان يكرر الإستخارة حتى تأتي موافقة لما يحب..الخ.
والإستخارة التي يدعو اليها هذا الدجال هي: أن تدعو وتفتح القرآن فإن خرجت آية أمر بخير أو مديح للأنبياء والمؤمنين، أو وصف للجنة، فيجب أن تعمل بها وتؤمن به وتبايعه! وإن خرجت نهياً أو ذماً لأشرار أو وصفاً للنار وتحذيراً منها، فعذره حاضر بأنك لم تخلص النية، وعليك أن تعيد الإستخارة وتكررها حتى تخرج موافقة لهواه! وهذه الإستخارة غير مشروعة لأن فيها عدة مخالفات:
فهي استخارة على العقائد، والإستخارة لاتُشْـَرُع على الأحكام الشـرعية فكيف بالعقائد، كما لاتصح على فعل حرام أو ترك واجب.
وطلب هذا المضلل أن يبايعوه على طاعته وفدائه بكل شئ، يتضمن الدخول في عقيدة جديدة، وارتكاب المحرمات وترك الواجبات من أجلها!