الإیمان وعلامات المؤمن

یقول الإمام الصادق علیه السلام : ( إنَّ الله جبل النبیّین على نبوّتهم ، فلا یرتدّون أبداً ، وجبل الأوصیاء على وصایاهم فلا یرتدّون أبداً ، وجبل بعض المؤمنین على الإیمان فلا یرتدّون أبداً ، ومنهم مَن أُعیر الإیمان عاریة ، فإذا هو دعا وألحَّ فی الدعاء مات على الإیمان ).

أنواع الإیمان :

یمکن تقسیم الإیمان ـ بالنظر إلى رسوخه وثباته أو عدمه ـ إلى ثلاثة أقسام هی :

* أوّلاً : الإیمان الفطری :

کإیمان الأنبیاء والأوصیاء علیهم السلام ، الذین لا تخالجهم الشکوک ، ولا یکونون نهباً للوساوس ؛ لأنّ الله تعالى فطرهم على الإیمان به ، والیقین بما أخبرهم عنه مِن مکنون غَیْبه  .

یقول الإمام الصادق علیه السلام : ( إنَّ الله جبل النبیّین على نبوّتهم ، فلا یرتدّون أبداً ، وجبل الأوصیاء على وصایاهم فلا یرتدّون أبداً ، وجبل بعض المؤمنین على الإیمان فلا یرتدّون أبداً ، ومنهم مَن أُعیر الإیمان عاریة ، فإذا هو دعا وألحَّ فی الدعاء مات على الإیمان ) (۱) .

* ثانیاً : الإیمان المستودع :

وهو الإیمان الصوری غیر المستقر ، الذی سرعان ما تزعزعه عواصف الشبهات ووساوس الشیطان ، ویُعبَّر عنه ـ أیضاً ـ بالإیمان المُعَار کأنّما یستعیر صاحبه الإیمان ، ثمّ یلبسه ، ولکن سرعان ما ینزعه ویتخلّى عنه ، ویذهب بعیداً مع أهوائه ومصالحه  .

عن الفضل بن یونس عن أبی الحسن علیه السلام قال : ( أَکثِر من أنْ تقول : اللّهمَّ لا تجعلنی من المعارین ولا تخرجنی من التقصیر .. ) (۲) .

وکان الأئمّة علیهم السلام یطلبون من شیعتهم الإکثار من هذا الدعاء ؛ وذلک أنّ بعض کبار الأصحاب قد تعرّضت رؤیته للاضطراب بفعل عواصف الشبهات ودواعی الشهوات ، عن جعفر بن مروان قال : إنَّ الزبیر اخترط سیفه یوم قُبض النبی صلّى الله علیه وآله وسلّم وقال : لا أغمده حتى أُبایع لعلیّ ، ثمَّ اخترط سیفه فضارب علیّاً فکان ممّن أُعیر الإیمان ، فمشى فی ضوء نوره ثمَّ سلبه الله إیّاه (۳) .

وفی قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِی أَنْشَأَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ .. ) (۴) إشارة إلى هذین القسمین من الإیمان : الثابت والمتزلزل .

یقول أمیر المؤمنین علیه السلام : ( فمِن الإیمان ما یکون ثابتاً مستقرّاً فی القلوب ، ومنه ما یکون عواری بین القلوب والصدور إلى أجل معلوم .. ) (۵) .

* ثالثاً : الإیمان الکسبی :

وهو الإیمان الفطری الطفیف الذی نمّاه صاحبه واستزاد رصیده حتى تکامل وسمى إلى مستوى رفیع ، وله درجات ومراتب (۶) .

ویمکن تنمیة هذا النوع من الإیمان وترصینه حتى یصل إلى مرتبة الإیمان المستقر ؛ ولذلک ورد فی نصائح أمیر المؤمنین علیه السلام لکمیل قوله : ( یا کمیل ، إنّه مستقر ومستودع ، فاحذر أنْ تکون من المستودعین ، وإنّما یستحقُّ أنْ تکون مستقرّاً إذا لزمت الجادَّة الواضحة التی لا تُخرجک إلى عوجٍ ولا تزیلُک عن منهج ) (۷) .

وتجدر الإشارة إلى أنّ للإیمان أربعة أرکان یستقرّ علیها ، فمَن اتّصف بها کان إیمانه مستقرّاً ، وحول هذه المسألة قال أمیر المؤمنین علیه السلام : ( الإیمان له أرکان أربعة : التوکّل على الله ، وتفویض الأمر إلى الله ، والرّضا بقضاء الله ، والتسلیم لأمر الله عزَّ وجل ) (۸) .

کما أنّ للإیمان أربع دعائم معنویة یرتکز علیها ، یقول الإمام علی علیه السلام : ( إنَّ الإیمان على أربع دعائم : على الصبر ، والیقین ، والعدل ، والجهاد ) (۹) .

وفوق ذلک للإیمان عُرى وثیقة تأمن مَن تمسّک بها من السقوط فی مهاوی الضلال ، منها : التقوى ، والحب فی الله والبغض فی الله ، وتولّی أولیاء الله ، والتبرّی من أعداءه .

ومن الأدلّة النقلیة على ذلک ، قول الرسول الأکرم صلّى الله علیه وآله وسلّم : ( أوثق عرى الإیمان : الولایة فی الله ، والحب فی الله ، والبغض فی الله ) (۱۰)  .

وقد وجّه الرسول صلّى الله علیه وآله وسلّم لأصحابه ـ یوماً ـ سؤالاً استفهامیّاً : ( أیّ عرى الإیمان أوثق ؟

فقالوا : الله ورسوله أعلم ، وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم : الزکاة .. فقال رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم : لکلِّ ما قلتم فضل ولیس به ، ولکن أوثق عرى الإیمان : الحبُّ فی الله ، والبغض فی الله ، وتولّی أولیاء الله ، والتبرّی من أعداء الله ) (۱۱) .

وأهل بیت العصمة علیهم السلام من العرى الوثیقة التی تعصم مَن تمسّک بها عن السقوط فی مهاوی الضلال ، وکان أمیر المؤمنین علیه السلام کثیراً ما کان یردّد هذه الکلمات : ( … أنا حبل الله المتین ، وأنا عروة الله الوثقى ، وکلمة التقوى … ) (۱۲) .

لم یکن ذلک منه للتفاخر ، بل لإلفات النظر إلى أنّ أهل البیت علیهم السلام هم العروة الوثقى التی لا انفصام لها ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم : ( مَن أحبَّ أنْ یتمسّک بالعروة الوثقى التی لا انفصام لها فلیتمسّک بولایة أخی وحبیبی علی بن أبی طالب ، فإنّه لا یهلک مَن أحبّه وتولاّه ، ولا ینجو مَن أبغضه وعاداه ) (۱۳) .

علامات المؤمن :

العلامات الأساسیة التی یتمیّز بها المؤمن عن غیره أربعة ، وهی :

* أوّلاً : علائم عبادیة :

العبادة هی التجسید الحقیقی للإیمان ، وتحتل مرکز الصدارة فی الکشف عن حقیقة إیمان الإنسان ، فمَن آمن بالله تعالى حقاً علیه أنْ یتقرّب إلیه بطقوس عبادیة تکشف عن عبودیته ، وتعبّر عن شکره وحمده لخالقه ، وخیر کاشف عن مصداقیة الإیمان هو أداء الإنسان لِما افترضه الله علیه من صلاة وصیام وحج البیت الحرام وما إلى ذلک من فرائض عبادیة .

یقول أمیر المؤمنین علیه السلام : ( … لا عبادة کأداء الفرائض ) (۱۴) .

وعن أبی عبد الله علیه السلام قال : ( نزل جبرئیل على النبی صلّى الله علیه وآله وسلّم فقال : یا محمّد .. ما تَقرَّبَ إلیَّ عبدی المؤمن بمثل أداء الفرائض ، وإنّه لیتنفّل لی حتّى أحبّه ، فإذا أحببتُه کنتُ سَمْعه الذی یسمع به ، وبصره الذی یُبصر به ، ویده التی یبطش بها  .. ) (۱۵)  .

وهناک علاقة طردیة بین الإیمان والعبادة ، کلّما أزداد إیمان العبد کلّما أقبل على العبادة أکثر فأکثر ، وظهرت علیه علائم التفاعل معها والانفعال بها ، کما هو حال أهل البیت علیهم السلام الذین ضربوا بعبادتهم أروع الأمثلة ، فکانوا علیهم السلام إذا حضرت الصلاة تقشعرّ جلودهم وتصفرّ ألوانهم ویرتعدون من خوف الله ، فعلى سبیل الاستشهاد لا الحصر ، ورد عن أبی عبد الله علیه السلام قال : ( کان أبی علیه السلام یقول : کان علی بن الحسین صلوات الله علیهما إذا قام فی الصلاة کأنّه ساق شجرة لا یتحرّک إلاّ ما حرّکه الریح منه ) (۱۶) .

إنَّ العبادة الصادقة تصنع الأعاجیب وتمنح المؤمن الکرامة وتزوّده بالبصیرة الصافیة ، قد تجعله یسبر أغوار نفس غیره فیطّلع على ما یدور فیها ، تمعّن فی الحکایة التالیة التی تکشف عن بعض کرامات الإمام موسى الکاظم علیه السلام کما رَوَتْهَا مصادر العامّة :

( عن شقیق البلخی قال : خرجتُ حاجّاً فی سنة تسع وأربعین ومئة ، فنزلت القادسیة ، فبینما أنا أنظر إلى الناس وزینتهم وکثرتهم ، نظرت فتى حسن الوجه فوق ثیابه ثوب صوف مشتملاً بشملة وفی رجلیه نعلان ، وقد جلس منفرداً ، فقلتُ فی نفسی : هذا الفتى من الصوفیة یرید أنْ یکون کلاًّ على الناس فی طریقهم ، والله لأمضینّ إلیه ولأُوبّخنّه ، فدنوتُ منه ، فلمّا رآنی مقبلاً قال : ( یا شقیق ، ( اجتَنِبُوا کَثیراً مِنَ الظنِّ إنَّ بعضَ الظنِّ إثمٌ ) (۱۷) ) وترکنی ومضى ، فقلتُ فی نفسی : إنَّ هذا لأمر عظیم قد تکلّم على ما فی نفسی ونطق باسمی ، ما هذا إلاّ عبد صالح ، لألحقنّه ولأسألنّه أنْ یحلّلنی ، فأسرعتُ فی أثره فلم ألحقه ، وغاب عن عینی ، فلمّا نزلنا واقصة إذا به یصلّی وأعضاءه تضطرب ، ودموعه تجری ، فقلتُ : هذا صاحبی أمضی إلیه وأستحلّه ، فصبرت حتى جلس وأقبلتُ نحوه ، فلمّا رآنی مقبلاً قال : ( یا شقیق اقرأ ( وَإِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) ) (۱۸) ، ثمّ ترکنی ومضى ، فقلتُ : إنَّ هذا الفتى لَمِن الأبدال ، قد تکلّم على سرّی مرّتین ، فلمّا نزلنا إلى منى إذا بالفتى قائم على البئر وبیده رکوة یرید أنْ یستقی ، فسقطتْ الرکوة مِن یده إلى البئر وأنا أنظر إلیه ، فرأیتُه قد رمق السماء وسمعتُه یقول :

( أنت ربّی إذا ظمئتُ من الماء      وقوّتی إذا أردتُ الطعاما

اللّهمَّ أنت تعلم یا إلهی وسیّدی ما لی سواها ، فلا تعدمنی إیاها ) .

قال شقیق .. : فو الله لقد رأیت البئر وقد ارتفع ماؤه ، فمدّ یده وأخذ الرکوة وملأها ماءً وتوضّأ وصلّى أربع رکعات ، ثمّ مال إلى کثیب من رمل ، فجعل یقبض بیده ویطرحه فی الرکوة ویحرّکه ویشرب ، فأقبلتُ إلیه وسلّمتُ علیه ، فردَّ علیَّ السلام ، فقلتُ أطعمنی من فضل الله ما أنعم الله تعالى به علیک ، فقال : ( یا شقیق لم تزل نعمة الله تعالى علینا ظاهرة وباطنة ، فأحسِن ظنّک بربّک ) ، ثمّ ناولنی الرکوة فشربت منها ، فإذا سویق وسکّر ، فو الله ما شربت قط ألذَّ منه ولا أطیب منه ریحاً ، فشبعتُ ورویتُ وأقمتُ أیّاماً لا أشتهی طعاماً ولا شراباً ، ثمّ لم أره حتى دخلنا مکّة فرأیتُه لیلة فی جنب قبّة الشراب فی نصف اللیل یصلّی بخشوع وأنین وبکاء ، فلم یزل کذلک حتى ذهب اللیل ، فلمّا رأى الفجر جلس فی مصلاّه یسبّح ثمّ قام فصلّى ، فلمّا سلّم من صلاة الصبح طاف بالبیت أسبوعاً وخرج فتبعتُه ، فإذا له حاشیة وأموال ، وهو على خلاف ما رأیتُه فی الطریق ، ودار به الناس من حوله یسلّمون علیه ، فقلتُ لبعض مَن رأیته بالقرب منه : مَن هذا الفتى ؟ فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمّد بن علی بن الحسین .. رضوان الله علیهم أجمعین ، فقلتُ : قد عجبت أنْ تکون هذه العجائب والشواهد إلاّ لمثل هذا السیّد ) (۱۹) .

یبقى أنْ نشیر إلى أنّ العبادة لا ینحصر مصداقها فی الصلاة والصیام وما إلى ذلک من الفرائض العبادیة ، بل توجد لها مصادیق أعلى ، تکشف لنا عن علائم المؤمن کالفکر والذکر ، فعن أمیر المؤمنین علیه السلام أنّ : ( التفکّر فی آلاء الله نِعْم العبادة ) (۲۰) ، وعنه أیضاً أنّ : ( التفکّر فی ملکوت السماوات والأرض عبادة المخلصین ) (۲۱) .

فالإنسان إذا کان شغله الشاغل التفکّر فی خلْق الله وآلائه ، فمن الطبیعی ـ والحال هذه ـ أنْ یترجم هذا الفکر إلى ذکر یفیض بمعانی الحمد والعرفان ، وهذا من أجلى مظاهر الإیمان  .

یقول علماء النفس : قل لنا فیم تفکّر ، نَقُل لک مَن أنت  .

ففکر الإنسان الذی یتجسّد فی أقواله وینعکس على أعماله یکشف عن شخصیته ومتبنّیاته العقیدیّة  .

والإسلام یَعتبر التفکّر فی أمر الله مؤشّراً عظیماً على الإیمان ، یقول الإمام الصادق علیه السلام : ( لیست العبادة کثرة الصلاة والصوم ، إنّما العبادة التفکّر فی أمر الله عزَّ وجلَّ ) (۲۲) .

وقد : ( سئلت أمّ أبی ذرّ عن عبادة أبی ذر ، فقالتْ : کان نهاره أجمع یتفکّر فی ناحیة عن الناس ) (۲۳) .

* ثانیاً : علائم نفسیة :

یتمیز المؤمن عن غیره بعدّة علائم نفسیة ، یمکن الإشارة إلى أبرزها بالنقاط التالیة :

۱ ـ الصلابة والثبات :

فالمؤمن یکون ثابتاً کالطَود الشامخ لم تزعزعه الحوادث ویستسهل کلّ صعب بقلب مطمئن بقضاء الله وقدره ، ویتمسک بعروة الصبر فی مواطن الخطر ، وَقُور لا یخرج عن طوره ، شاکراً لربّه قانعاً برزقه ، یُؤْثر راحة الآخرین على راحته کالشجرة العظیمة فی الصحراء المحرقة تُظلّل الناس بوارف ظِلّها ، وهی تصطلی حرَّ الهاجرة وأوارها  .

روی عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال : ( ینبغی للمؤمن أنْ یکون فیه ثمان خصال : وقورٌ عند الهزائز ، صبور عند البلاء ، شکور عند الرخاء ، قانع بما رزقه الله ، لا یظلم الأعداء ، ولا یتحامل للأصدقاء ، بدنه منه فی تعب ، والناس منه فی راحة ) (۲۴) .

ولا بدَّ من إلفات النظر إلى أنّ المؤمن وعلى الرغم من صلابته الإیمانیة فهو یتّصف بالمرونة مثل العشب الناعم ینحنی أمام النسیم ولکن لا ینکسر للعاصفة ، یقول الإمام الصادق علیه السلام : ( المؤمن له قوّة فی دین ، وحزم فی لین ، وإیمان فی یقین ) (۲۵) .

۲ ـ التزام الحق عند الرّضا والغضب :

المؤمن لا یندفع بغریزته إلى آفاق تبعده عن ساحة الحق ، کما أنّه یقاوم بلا هوادة نزعة الغضب الکامنة فی نفسه حتى لا تجرّه إلى مهاوی الباطل ، وفی حالة امتلاکه القوة أو القدرة یتجنّب الظلم والعدوان کأمیر المؤمنین علیه السلام الذی کان یرى أنّ سَلْب جُلب شعیرة من نملة لو کان ظلم وعصیان لله وابتعاد عن الحق ما فعلته ، وفی ذلک یقول : ( والله لو أعطیت الأقالیم السبعة بما تحت أفلاکها على أنْ أعصی الله فی نملة أسلبها جُلب شعیرة ما فعلته .. ) (۲۶) .

وعلیه فالمؤمن مَن یبلغ مرحلة من السموّ الروحی والتهذیب الوجدانی بحیث لا یخرج عن جادّة الحق المستقیمة ، وفی هذا الإطار ورد عن أبی حمزة قال : سمعت فاطمة بنت الحسین علیه السلام تقول : قال رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم : ( ثلاث مَن کنَّ فیه استکمل خصال الإیمان ، الذی إذا رضی لم یدخله رضاه فی باطل ، وإذا غضب لم یخرجه غضبه من الحقِّ ، وإذا قدر لم یتعاطَ ما لیس له ) (۲۷) .

إنّ القوة الحقیقیة هی القوة النفسیة التی یصنعها الإیمان ویرسّخها الیقین ، تلک القوة التی یتمیّز بها المؤمن والتی یتمکّن من خلالها من کبح عواطفه المتأجّجة عند نشوة الحب وسورة الغضب وسکرة القوة التی تُغری صاحبها بالجموح والغطرسة ، فعن الإمام الصادق علیه السلام ، عن أبیه عن جدّه علیه السلام قال : ( مرَّ رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلّم بقوم یرفعون حجراً ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : نعرف بذلک أشدّنا وأقوانا ، فقال : أَلاَ أُخبرکم بأشدّکم وأقواکم ؟ قالوا : بلى یا رسول الله ، قال : أشدّکم وأقواکم الذی إذا رضی لم یدخله رضاه فی إثم ولا باطل ، وإذا سخط لم یخرجه سخطه من قول الحق ، وإذا قدر لم یتعاطَ ما لیس له بحق ) (۲۸) .

۳ ـ البِشْر وانشراح الصدر :

من العلائم الأخرى للمؤمن أنّ البِشْر یطفح على وجهه ، أمّا حزنه فیدفنه فی أعماق قلبه ، کما إنّه یمتاز بسعة الصدر وانشراحه ، قال أمیر المؤمنین علیه السلام محدداً أبرز علامات المؤمن : ( المؤمن بِشْره فی وجهه وحزنه فی قلبه ، أوسع شیء صدراً ، وأذل شیء نفساً ، یکره الرفعة ، ویشنأ السمعة ، طویل غَمّه ، بعیدٌ همّهُ ، کثیرٌ صَمْته ، مشغول وقتُه  . شکورٌ صبور ، مغمور بفکرته ، ضنین بخلَّته ، سهلُ الخلیقة ، لیِّن العریکة ! نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد ) (۲۹) .

وعن أبی عبد الله علیه السلام قال : ( ما من مؤمن إلاّ وفیه دُعابة ، قلتُ : ما الدعابة ؟ قال : المزاح ) (۳۰)  . فالمؤمن تتألق ملامحه بالبِشر والنور ، وتفیض عیناه بالوداعة واللطف ، فیعبّر عمّا یجیش فی نفسه من أحاسیس خیّرة تجاه الناس عن طریق المزاح ، محاوِلاً إدخال السرور على قلوبهم ، على العکس من المنافق الذی یغلی قلبه غیضاً وحقداً کالمِرْجَل على المؤمنین ، فینعکس ما فی داخله على صفحات وجهه فتجده مقطب الجبین ، تنتابه نوبات من الهستریا والغضب  .

وقد ورد عن الرسول الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم أنّه قال : ( المؤمن دعبٌ لعبٌ ، والمنافق قطب غضب ) (۳۱) .

والملاحظ أنّه فی الوقت الذی یُعتبر ( المزاح ) أحد علائم المؤمن النفسیة ، نجد أنّ الإسلام یحثّ على عدم الإسراف فیه بحیث یصل إلى حدّ السخف والسفاهة أو تجافی الحق . وقد کان الرسول صلى الله علیه وآله وسلم یمازح أصحابه وأهل بیته علیهم السلام ویحب إدخال السرور على الجمیع ، ولکن لا یقول إلاّ حقاً ، ولا یخرج عن طوره ، ولا یخل بوقاره وهیبته  .

عن الإمام الصادق علیه السلام : ( إنَّ الرسول صلّى الله علیه وآله وسلّم قال : کثرة المزاح یُذهب بماء الوجه ، وکثرة الضحک یمحو الإیمان .. ) (۳۲) .

وعن أبی عبد الله علیه السلام قال : ( کان بالمدینة رجل بطّال یضحک الناس منه ، فقال : قد أعیانی هذا الرجل أنْ أضحکه یعنی علی بن الحسین علیهما السلام قال : فمرَّ علی علیه السلام وخلفه مولیان له فجاء الرجل حتى انتزع ردائه من رقبته ثمّ مضى لم یلتفت إلیه علی علیه السلام فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاءوا به فطرحوه علیه ، فقال لهم مَن هذا ، فقالوا له هذا رجل بطّال یُضحک أهل المدینة ، فقال علیه السلام : قولوا له إنَّ لله یوماً یخسر فیه المبطلون ) (۳۳) .

۴ ـ قوة الإرادة :

وهی من علامات المؤمن الرئیسیة التی یتمکّن من خلالها من کبح شهواته والسیطرة على غرائزه ، فالإنسان بلا إرادة کالسفینة بلا بوصلة سرعان ما تنحرف عن المسیر ، فالإرادة هی الخیط المتین الذی یکبح جموح النفس ویمکّنها من السیطرة على رغباتها  ، فمن یفتقد الإرادة ـ إذن ـ یکون حاله کقارب تمزّقت حبال مرساته فی بحر هائج مائج !

وهنا یبدو من الضروری بمکان الإشارة الإجمالیة إلى علائم نفسیة أُخرى تُمیّز المؤمن عن غیره قد تنکشف لنا من خلال نظرته الواعیة لمَن حوله وما حوله ، کما قد تظهر أیضاً فی طبیعة صمته وذکره أو سرعة رضاه وعفوه عمّن أساء إلیه ، کما قد ننتهی إلیها من نیّته وما یضمره من الخیر للغیر ، ویجمع هذه الأمور ما ورد عن أمیر المؤمنین علیه السلام : ( إنَّ المؤمن إذا نظر اعتبر ، وإذا سکت تذکّر ، وإذا تکلّم ذکر ، وإذا استغنى شکر ، وإذا أصابته شدّة صبر ، فهو ربیب الرضا بعید السخط ، یرضیه عن الله الیسیر ، ولا یسخطه الکثیر ولا یبلغ بنیّته إرادته فی الخیر ، ینوی کثیراً فی الخیر ویعمل بطائفةٍ منه ویتلهّف على ما فاته من الخیر کیف لم یعمل به ) (۳۴) .

۵ ـ الاستغلال الأمثل للزمن :

للزمن ـ کما هو معروف ـ قیمة حضاریة کبرى ، لذلک نجد المؤمن حریصاً على الزمن الذی هو رأس مال حضاری کبیر ، فیقسّم أوقاته بین العبادة الحقّة والعمل المثمر واللذَّة المباحة ؛ لذلک ورد عن أمیر المؤمنین علیه السلام : ( للمؤمن ثلاثُ ساعات : فساعة یُناجی فیها ربَّهُ ، وساعة یَرُمُّ معاشه ، وساعة یُخلِّی بین نفسه وبین لذّتها فیما یحلُ ویجمُلُ  . ولیس للعاقل أنْ یکون شاخصاً إلاّ فی ثلاث : مرَمَّةٍ لمعاش ، أو خطوةٍ فی معادٍ ، أو لذَّةٍ فی غیر مُحرَّمٍ ) (۳۵) .

إذن فأحد علامات المؤمن الحضاریة هی الحرص على الزمن والاستغلال الأمثل له  .

* ثالثاً : علائم أخلاقیة :

لا یخفى أنّ هناک علاقة وطیدة بین الإیمان والأخلاق ، کلّما سما المؤمن فی إیمانه کلّما حسنت أخلاقه ، وعلیه فالمؤمن المتسلّح بإیمان عمیق نجد أنّه یتّصف بخلق رفیع  . والأخلاق ـ بدورها ـ هی السور الواقی الذی یصون المؤمن من التردّی فی مهاوی الضلال والرذیلة  . وممّا یکشف لنا عن عمق نظرة الإمام الصادق علیه السلام أنّه یحثّ أصحابه على عدم الانخداع بالمظاهر العبادیة للرجل التی قد لا تکلّفه شیئاً وقد تنجم عن الأَلفة والعادة ، ولکن یجب النظر إلى مظاهره الأخلاقیة : کالصدق ، والأمانة ، فمن خلال التزامه الدائم بها یظهر إیمانه على حقیقته ، یقول علیه السلام : ( لا تنظروا إلى طول رکوع الرجل وسجوده فإنَّ ذلک شیء قد اعتاده فلو ترکه استوحش لذلک ، ولکن انظروا إلى صدق حدیثه وأداء أمانته ) (۳۶) .

وقال علیه السلام أیضاً : ( المؤمن لا یُخلق على الکذب ولا على الخیانة ) (۳۷) .

ویذهب أهل البیت علیهم السلام فی تعالیمهم الأخلاقیة إلى أقصى حد ، فعن أبی حمزة الثمالی قال : سمعتُ سید الساجدین علی بن الحسین علیهما السلام یقول لشیعته : ( علیکم بأداء الأمانة ، فو الذی بعث محمّداً بالحق نبیّاً لو أنّ قاتل أبی الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام ائتمننی على السیف الذی قتله به لأدّیتُه إلیه ) (۳۸) .

ونسج حفیده الإمام الصادق علیه السلام على هذا المنوال ، فقال لأصحابه : ( اتقوا الله وعلیکم بأداء الأمانة إلى مَن أئتمنکم ، فلو أنّ قاتل أمیر المؤمنین علیه السلام ائتمننی على أمانة لأدّیتُها إلیه ) (۳۹) .

وهناک خصلة أخلاقیة تمیّز المؤمن عن غیره هی خصلة الحیاء ، والواقع أنّ الحیاء والإیمان صفتان متلازمتان یؤدّی زوال أحدیهما إلى زوال الأخرى ، وهذا هو ما عبّر عنه الإمام الباقر علیه السلام بقوله : ( الحیاء والإیمان مقرونان فی قرن ، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه ) (۴۰) .

وهناک خصال أخلاقیة أُخرى کالفهم والرأفة تشکّل مع الحیاء أبرز علائم المؤمن ، قال الرسول الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم : ( … وأمّا علامة المؤمن فإنَّه یرأف ویفهم ویستحی ) (۴۱) .

أضف إلى ذلک لیس من أخلاق المؤمن أنْ یحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، عن أبی عبد الله علیه السلام : ( إنَّ المؤمن یغبط ولا یحسد والمنافق یحسد ولا یغبط ) (۴۲) ؛ لأنَّ المؤمن یعلم جیداً أنّ الرزق بید الله تعالى یقسّمه وِفق علمه وحکمته ، وما صُرف عنه قد یکون رحمةً به لا نقمة علیه .

کما أنّ من أبرز علائم المؤمنین أنّهم لا یسیئون إلى الآخرین حتى یعتذروا منهم ، على عکس المنافقین الذین دیدنهم الإساءة ثمّ الاعتذار ، قال الإمام الحسین علیه السلام : ( إیّاک وما تعتذر منه ، فإنَّ المؤمن لا یسیء ولا یعتذر ، والمنافق کلَّ یوم یُسیء ویعتذر ) (۴۳) .

* رابعاً : علائم اجتماعیّة :

من الأمور الهامّة التی تکشف عن مدى إیمان الفرد شعورُه نحو أبناء جنسه وعلاقته معهم ، فالمؤمن الواقعی لا یدفن رأسه فی رمال اللامبالاة ، بل یتحسّس معاناة الناس ویمدّ ید العون لهم ، وقد ورد عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال : ( المؤمن حسن المعونة خفیف المؤونة .. ) (۴۴) .

وکان أئمّة أهل البیت علیهم السلام نموذجاً فریداً للإیمان الکامل یقدّمون العون للفقراء والمعوزین ـ کما أشرنا سابقاً ـ ویحرصون على عدم الکشف عن شخصیّاتهم ، توخّیاً للثواب الجزیل على صَدَقَة السِرّ ، وبُعداً عن الریاء ، فکانوا فی إعانة الملهوف کالبنفسج المختبئ بین لفائف الأدغال ینشق الناس طیبه ویحمدون عرفه وإن لم یعرفوا مکانه . وفی الخصال بسنده عن الباقر علیه السلام : ( کان علی بن الحسین علیهما السلام یخرج فی اللیلة الظلماء فیحمل الجِراب على ظهره وفیه الصرر من الدنانیر والدراهم ، وربّما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى یأتی باباً باباً فیقرعه ثمّ یناول مَن یخرج إلیه ، وکان یغطّی وجهه إذا ناول فقیراً ؛ لئلاّ یعرفه ، فلمّا توفّى فقدوا ذلک فعلموا أنّه کان علی بن الحسین ، ولقد خرج ذات یوم وعلیه مطرف خز فتعرّض له سائل فتعلّق بالمطرف فمضى وترکه ) (۴۵) .

من جانب آخر أنّ المؤمن ألف مألوف ، یتحبّب إلى الناس ، ویسعى لکسب رضاهم ، یقول أمیر المؤمنین علیه السلام : ( المؤمن مألوف ولا خیر فیمن لا یَألف ولا یُؤلف ) (۴۶) . فالمؤمن لا یعیش منعزلاً خلف الأسوار العالیة والأبراج العاجیة ، بل یتفاعل مع الناس ویحرص على مداراتهم والترفّق بهم ، وقد اعتبر الرسول الأکرم صلّى الله علیه وآله وسلم أنّ : ( مداراة الناس نصف الإیمان ، والرفق بهم نصف العیش ) (۴۷) .

وهناک قرینة اجتماعیة قویّة تفرز لنا الإیمان الحقیقی من المزیف وهی علاقة المؤمن بجیرانه ، فمن أحسن إلیهم کشف لسان حاله عن عمق إیمانه . وقد صاغ الإمام الصادق علیه السلام قاعدة تلازمیّة لا تقبل الخطأ بین الإیمان والإحسان إلى الجیران ، عن أبی حمزة قال : سمعتُ أبا عبد الله علیه السلام یقول : ( المؤمن من آمن جاره بوائقه ، قلتُ : ما بوائقه ؟ قال : ظلمه وغشمه ) (۴۸) .

وفی کتب السیرة : ( أنَّ رسول الله صلّى الله علیه وآله وسلم : أتاه رجل من الأنصار فقال : إنّی اشتریت داراً من بنی فلان ، وإنَّ أقرب جیرانی منّی جواراً مَن لا أرجو خیره ولا آمن شرّه ، فأمر رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم علیّاً وسلمان وأبا ذر .. أنْ ینادوا فی المسجد بأعلى أصواتهم بأنّه : ( لا إیمان لمَن لم یأمن جاره بوائقه )  . فنادوا بها ثلاثاً (۴۹) .

وقال صلّى الله علیه وآله وسلّم أیضاً : ( ما آمن بی مَن بات شبعان وجاره جائع .. ) (۵۰) .

فحسن الجوار ـ إذن ـ من أبرز العلائم الاجتماعیة للمؤمن  .

____________

* اقتباس شبکة الإمامین الحسنین ( ع) من کتاب : الإیمان وعلامات المؤمن : مرکز الرسالة : ص۳۳ ـ ص۷۶ .

(۱) أصول الکافی : ۲ : ۴۱۹ / ۵ کتاب الإیمان والکفر .

(۲) أصول الکافی : ۲ : ۷۳ / ۴ کتاب الإیمان والکفر .

(۳) تفسیر العیّاشی : ۱ : ۳۷۱ .

(۴) سورة الأنعام : ۶ : ۹۸ .

(۵) نهج البلاغة ، صبحی الصالح : ۲۷۹ / خطبة ۱۸۹ .

(۶) أخلاق أهل البیت علیهم السلام ، للسید مهدی الصدر : ۱۰۰ .

(۷) تحف العقول : ۱۷۴  .

(۸) أصول الکافی : ۲ : ۴۷ / ۲ کتاب الإیمان والکفر .

(۹) شرح نهج البلاغة ، لابن أبی الحدید ۱۸ : ۱۴۲ .

(۱۰) کنز العمال : ۱۵ : ۸۹۰ / ۴۳۵۲۵ .

(۱۱) الاختصاص ، للشیخ المفید : ۳۶۵ .

(۱۲) التوحید ، للشیخ الصدوق : ۱۶۵ باب معنى جنب الله .

(۱۳) معانی الأخبار : ۳۶۸ ـ ۳۶۹ باب معنى العروة الوثقى .

(۱۴) نهج البلاغة : صبحی الصالح : ۴۸۸ / حکم ۱۱۳ .

(۱۵) المؤمن ، للشیخ الثقة الحسین بن سعید الکوفی : ۳۲ / ۶۱ .

(۱۶) فروع الکافی : ۳ : ۳۰۰ .

(۱۷) سورة الحجرات ۴۹ : ۱۲ .

(۱۸) سورة طه ۲۰ : ۸۲ .

(۱۹) روض الریاحین فی حکایات الصالحین ، عفیف الدین أبی السعادات عبد الله بن أسعد الیافعی الیمنی : ۱۲۲ / الحکایة ۷۴ مؤسسة عماد الدین ، قبرص .

(۲۰) غرر الحکم .

(۲۱) المصدر السابق .

(۲۲) أصول الکافی : ۲ : ۵۵ / ۴ باب الإیمان والکفر .

(۲۳) تنبیه الخواطر : ۱ : ۲۵۰ : باب التفکر .

(۲۴) أصول الکافی : ۲ : ۴۷ / ۱ کتاب الإیمان والکفر .

(۲۵) أصول الکافی ۲ : ۲۳۱ / ۴ کتاب الإیمان والکفر .

(۲۶) نهج البلاغة ، صبحی الصالح : ۳۴۷ ، خطبة ۲۲۴ .

(۲۷) الاختصاص : ۲۳۳ .

(۲۸) معانی الأخبار : ۳۶۶ .

(۲۹) نهج البلاغة ، صبحی الصالح : ۵۳۳ / حکم ۳۳۳ .

(۳۰) معانی الأخبار : ۱۶۴ .

(۳۱) تحف العقول : ۴۹ .

(۳۲) أمالی الصدوق : ۲۲۳ / ۴ .

(۳۳) المصدر السابق : ۱۸۳ / ۶ .

(۳۴) تحف العقول : ۲۱۲ .

(۳۵) نهج البلاغة ، صبحی الصالح : ۵۴۵ / حکم ۳۹۰ .

(۳۶) أصول الکافی ۲ : ۱۰۵ / ۱۲ کتاب الإیمان والکفر .

(۳۷) تحف العقول : ۳۶۷ .

(۳۸) أمالی الصدوق : ۲۰۴ .

(۳۹) المصدر السابق نفسه .

(۴۰) تحف العقول : ۲۹۷ .

(۴۱) المصدر السابق : ۲۰ .

(۴۲) أصول الکافی : ۲ : ۳۰۷ / ۷ کتاب الإیمان والکفر .

(۴۳) تحف العقول : ۲۴۸ .

(۴۴) أصول الکافی ۲ : ۲۴۱ / ۳۸ کتاب الإیمان والکفر .

(۴۵) فی رحاب أئمة أهل البیت علیهم السلام ، للسید محسن الأمین ۳ : ۱۹۴ .

(۴۶) أصول الکافی : ۲ : ۱۰۲ / ۱۷ کتاب الإیمان والکفر .

(۴۷) المصدر السابق : ۲ : ۱۱۷ / ۵ .

(۴۸) وسائل الشیعة : ۸ : ۴۸۸ کتاب الحج .

(۴۹) المصدر السابق ۸ : ۴۸۷ .

(۵۰) أصول الکافی : ۲ : ۶۶۸ / ۱۴ کتاب العشرة .

المصدر : القیادات الشیعة

شاهد أيضاً

المسلمون في إيطاليا ؛ جامع روما.. منارة مشعّة لجالية كادحة

في الواحد والعشرين من شهر يونيو 1995 دُشِّن بشكل رسميّ الجامع الكبير بمونتي أنتانّي في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.