الیهود عندما شاهدوا انفسهم بانهم محرومون من القیام بعمل خاص وقطاع خاص توجهوا الی مهنة خاصة شعروا بأن بإمکانهم من خلال التعاون مع زملائهم والمساعي الجماعیة ان یتطوروا ویتقدموا. الیهود منذ فترة امتزجت اخلاقهم وطبیعتهم ومواهبهم مع السمسرة والوساطة وانهم یفتخرون بهذه القدرات.
القصة التي لم یتم التطرق الیها کثیرا تتعلق بالیهود ودورهم في صناعة البورنوجرافيةو الافلام الاباحیة والتي تعتبر من الاقرباء السوء لهالیوود.
إن هذا الامر حقیقة لایمکن انکارها . إن الیهود أدوا دوراً کبیراً في صناعة الافلام الاباحیة في امیرکا ومازالوا یؤدون مثل هذا الدور. إن دور الیهود في نشر الاباحیة في امیرکا لها جذور تاریخیة عریقة. کما أنهم حوّلوا ثقافة صغیرة هامشیة إلی عنصر رئیسي في امریکا. ان نشاط الیهود في صناعة الاباحة یتم في إطار مجموعتی المنتجین والبائعین للمنتوجات الاباحیة والممثلین للافلام الاباحیة. مع أن الیهود لایشکلون الا 2 بالمائة من سکان امیرکا لکن لهم دورا کبیرا وشاخصا في مجال الاباحیة .
إن الکثیر من السماسره وتجار الفن والادب الاباحي والعاملین في مجال تجارة الکتاب منذ عام 1940 وحتی عام 1890 م کانوا من الیهود المهاجرین ذات اصول آلمانیة.
“استورمن” قدم نموذجا جدیدا لغرفة دیوراما التقلیدیة وهی غرفة ظلماء مع تلفاز ملون صغیر یستطیع المشاهد فیها أن یری أفلام ویدیو. یُقال ان استورمن لیس القائم الوحید علی الصناعة الاباحیة بل هو المعنی التام لهذه الصناعة.
وأخیراً تمت إدانته في عام 1997 م بسبب هروبه من دفع الضرائب وجرائم اخری ومات في السجن مع سمعة سئیة وابنه دیفید واصل اعمال ابیه.
ان تمثال استورمن في یومنا الحاضر هو استیفن هیرج الیهودي البالغ من العمر 43 عاما ومن أهالی مدینة کلولند وتم وصفه باعتباره “دونالد ترومب” لصناعة الاباحیة.
“فِرد” والد استیفن والقائم علی اعمال سوق الاوراق المالیة ونائب استورمن هو الذي اقام علاقة بینهما . في عصرنا الحاضر هیرج یدیر مجموعة مایکروسوفت الاباحیة في العالم والتي تنتج أکثر أفلام الاباحة في امیرکا.
هو خبیر في مجال إدخال فنون التسویق المتعلقة بمهنة الاباحة. في الحقیقه ان “وی فید” یشبه نظام ستدیو هالیوود خلال العقدین الثالث والرابع من القرن الماضي خاصة في مجال عقد العقود مع الممثلات الاباحیات والتی تم استخدامها من قبل هیرج .” وی فید ” هو عنوان برنامج تلفزیونی حول ماوراء الکوالیس لاحد الافلام الذی تم بثه في القناة الرابعة بعنوان ” البنات والاولاد الیهود اصحاب الجمال”.
ان اکثر الممثلین والممثلات في الافلام الفاضحة خلال العقدین السابع والثامن من القرن الماضي کانوا من الیهود .
دخل الیهود في صناعة الاباحیة بنفس الاسباب التی دخلها الذین هم کانوا علی دینهم في هالیوود. انهم توجهوا نحو هذه الصناعة لانهم لم یواجهوا نفس العوائق التی واجهوها في الکثیر من مجالات الحیاة فی امیرکا .
لم یکن أي فرق بین الیهود العاملین في مجال صناعة الاباحیة . في اوائل القرن العشرین لم یکن المستثمر من اجل انتاج الافلام بحاجة الی الکثیر من الاموال والسینما. لم تکن آنذاک سوی نزوة وشهوة عابرة وان البدء في الاعمال الخلاعیة والاباحیة کان امرا سهلا .
کل ما کان یحتاج الیه الشخص من اجل بث الافلام الخاصة بالرجال هو جهاز المسلاط وصالة السینما وعدد من الکراسی . الیهود لم یکن لهم أی صلة بمجتمعهم وبسبب ابداعهم لم یکن لدیهم شیئا لکی یفقدوه ولهذا کانوا مستعدین لکی یجربوا اسالیب جدیده من الاعمال .
وقال “جي ایکر ترمن” بهذا الخصوص : الیهود عندما شاهدوا انفسهم محرومین من القیام بالعمل في مجال خاص توجهوا الی مهنة شعروا بان بامکانهم التطور والارتقاء من خلال التعاون مع زملائهم والمساعي الجماعیة… الیهود منذ فترة طویلة نمت و نُشِرت وطُبِعت روح السمسره في نفوسهم وانهم کانوا یتباهون بهذه القدرات.
التسلیة ومشاهدة الافلام الفاضحة أي الوقاحة وقلة الحیاء هو امر کان الیهود یتمتعون به کثیرا. الیهود المنتجین للمنتوجات الاباحیة کانوا نوابغا في مجال التسویق والاستثمار وهم اصحاب الطموحات التوسعیة والصمود والاستقامة وشدة المراس والدهاء وثقتهم بالنفس التی لاحدود لها أدت إلی نجاحهم الملفت للنظر.
عدد کثیر من الیهود العاملین في مجال الاباحة من اجل الحصول علی الکثیر من الارباح توجهوا الی هذه الصناعة . کما ان زملائهم في هالیوود اقاموا مصنعا خیالیا للامریکان ونصبوا ستارا ابیضا لکي یشاهدوا علیها الصور واوهام الیهود الاثریاء المتنفذین في امیرکا .
ان العمالقة وسلاطین الاباحة قد أظهروا مواهبهم في مجال استیعاب اذواق الجمیع . هل هناک سبیل افضل من سبیل صناعة التسلیة وعرض الافلام الفاضحة لتوفیر طبیعة الاحلام والاوهام ؟ یقوم الممثلون باعمال تنافي الآداب من اجل الحصول علی النقود .
المخرج “واکسمن” احد المؤسسین لانتاج الافلام المستهجنة والفاضحة یقول : الیهود الذین دخلوا صناعة الاباحیة قاموا بنفس العمل الذي قام به الذین کانوا وراء تحقیق الحلم الامریکی .
یعتبر بعض نجوم الافلام الاباحیة انفسهم کمحارب لخط المواجهة في المعارک المقدسة والمعنویة بین امیرکا المسیحیة والعلمانیة الانسانیة . یعتقد فورد ان الممثلین الیهود في الافلام الاباحیة یتفاخرون ویتباهون علی المسحیین المتدینیین ویعتبرونهم مثل الحیوانات وانهم متعصبون فوضویون الباحثون عن عیوب الناس وانهم کذبابة الخیل .
مع هذا الاستدلال ان دخول الیهود في صناعة الاباحة جاء نتیجه لانزجارهم وکراهیتهم من اقتدار المسیحیین . انهم یسعون لاضعاف الثقافة المهیمنة في امیرکا من خلال هدم وتخریب الاخلاق . ان الاباحیة من وجهه نظر بعض النشطاء الیهود في هذه الصناعة هی سبیل لتلویث وافساد الثقافة المسیحیة.
ان الرادیکالیین الیهود الجدد المهاجرین المقیمین في امیرکا بدلا من اتخاذ سیاسة یساریة انتهجوا السیاسة الاباحیة. ان الیهود کما انهم شارکوا خلال السنوات الطویلة في الحرکات الرادیکالیة کان لهم مشارکة غیرمتزنة في صناعة الاباحیة .
یهود امریکا کانوا ثوریون اباحیون وان الکثیر من النصوص المتعلقة بحریة ممارسة الجنس تم تألیفها من قبل الیهود . الیهود کانوا رواد الحرکة التي ارغمت امیرکا ان تتخذ نظرة اکثر لیبرالیة حول الجنس . کما ان الیهود هم کانوا اصحاب رآیة الثورة الاباحیة خلال العقد السادس من القرن التاسع عشر من المیلاد.
کان العمل والحب وممارسة الجنس الهاجس الرئیس لرایش و”مارکوزه” کان یتوقع ان المدینة المثالیة الاشتراکیة ستوفر الفرصة للناس لاشباع غرائزهم النفسیة من خلال ممارسة الجنس .
ان ویلهلم رایش الیهودی وهربرت مارکوزه الیهودی وباول کودمن الیهودی ونائب مارکس الیهودی وتروتسکی الیهودی ولنین نصف الیهودی اصبحوا کما کان یتطلب الاستنتاج الثوری ذلک . قال “کودمن” حول التبعات الثقافیة المطلوبة لتقنین الاباحة ان هذا الامر منح لجمیع الفنون الاعتزاز والفخر والشرف وجعل من الجنس أمرا انسانیا.
ان الهدف من الدراسة الاجمالیة العابرة لدور وحوافز الممثلین والمنتجین للمنتجات الاباحیه هو القاء الضوء علی امر لم یتم الاهتمام به في الثقافة العامة لیهود امیرکا . لم یتم تالیف الکثیر من المقالات والکتب بهذا الخصوص . اذا اخذنا وجهة النظر الیهودیة المتسمة بالتسامح والتساهل بعین الاعتبار حول الجنس، فلماذا نحن نخجل من دور الیهود في صناعة الاباحیة ؟ نحن من الممکن ان لانحب هذا الامر لکن دور الیهود في هذا المجال هاما وملحوظا وحان الوقت ان نفکر ونکتب حوله بشکل جاد.
انتهی.
المصدر : موقع موعود