المهدیة بنظرة جدیدة

إن من یراجع كتب الحدیث والروایة لدى مختلف الطوائف الإسلامیة یخرج بحقیقة لا تقبل الشك، وهی: أن الأحادیث الدالة على خروج الإمام المهدی من آل محمد فی آخر الزمان، یملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كثیرة جداً، تفوق حد الحصر.. ویكفی أن نذكر: أن البعض (وهو السید الصدر فی كتابه: المهدی) قد أحصى أربع مئة حدیث وردت عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم من طرق أهل السنة فقط.. بل لقد أحصى منتخب الأثر أكثر من (6350) حدیثاً من طرق الشیعة وغیرهم تدل على ذلك أیضاً.. وقد رواها العشرات من الصحابة،

بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على سیدنا محمد وآله الطیبین الطاهرین واللعن الدائم على أعدائهم إلى قیام یوم الدین.
إن من یراجع كتب الحدیث والروایة لدى مختلف الطوائف الإسلامیة یخرج بحقیقة لا تقبل الشك، وهی: أن الأحادیث الدالة على خروج الإمام المهدی من آل محمد فی آخر الزمان، یملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كثیرة جداً، تفوق حد الحصر.. ویكفی أن نذكر: أن البعض (وهو السید الصدر فی كتابه: المهدی) قد أحصى أربع مئة حدیث وردت عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم من طرق أهل السنة فقط.. بل لقد أحصى منتخب الأثر أكثر من (6350) حدیثاً من طرق الشیعة وغیرهم تدل على ذلك أیضاً.. وقد رواها العشرات من الصحابة، والتابعین وغیرهم، ممن اختلفت أعمارهم، وثقافاتهم، واتجاهاتهم السیاسیة، والمذهبیة، وغیر ذلك.. الأمر.. الذی لا یمكن معه اجتماعهم واتفاقهم على افتعال أمر كهذا.. ولا سیما إذا كان هذا الأمر یضر بالمصالح السیاسیة والمذهبیة للكثیرین منهم.. وعلى كل حال.. فإن كثیراً من الأحادیث الواردة فی هذا الموضوع لها سند صحیح أو حسن لدى جمیع الفرق والمذاهب.. ومهما أمكن النقاش فی أسانید كثیر منها، فإنه یبقى الكثیر الطیب، الذی لا مجال للنقاش فیه.. ولو تجاوزنا ذلك.. فإن هذا العدد الهائل من الأحادیث لیس فقط یعتبر تواتراً مفیداً للقطع، وإنما هو تواترات، تجمعت وتراكمت، حتى لا تبقى عذراً لمعتذر، ولا حیلة لمتطلّب حیلة.. وقد ذكر ابن خلدون ثمانیة وثلاثین حدیثاً عن عدد كبیر من الصحابة، وحاول المناقشة فی أسانیدها..
وقد فاته أن هذه المناقشات لا تضر ما دام هذا العدد الذی ذكره، هو نفسه یفوق حدّ التواتر. فضلاً عما ذكره غیره. والروایات وإن كان فیها الكفایة، بل وفوق الكفایة لمن ألقى السمع وهو شهید، إلا أننا نرید هنا أن نبذل محاولة جدیدة لإثبات هذه القضیة من طریق آخر..
فنقول: إن من یلاحظ التاریخ الإسلامی یجد: أن هذه القضیة لم تزل مسلّمة بین المسلمین، من عصر الصحابة والتابعین، والذین من بعدهم عبر العصور، و كان الكثیرون یدّعون، أو تدّعى لهم المهدیة فتتلقى الأمة هذه الدعوات بالقبول، وإذا ما نازع منازع، فإنما ینازع فی انطباق المهدی الموعود على هذا أو ذاك، لا فی أصل المهدیة..
ولعل أول من حاول التشكیك بأخبار المهدی – فیما أعلم – هو ابن خلدون، المتوفى سنة 808هـ. وتبعه على ذلك بعض من راق له شذوذ كهذا، من أمثال أحمد أمین المصری، وسعد محمد حسن؛ بتشجیع من علماء الاستشراق الحاقدین على الإسلام، والطامعین فی المسلمین..
نعم.. ربما ینقل عن بعض فرق الخوارج، وبعض فرق الزیدیة: أنهم لا یعتقدون بالمهدیة..
ولكنه نقل لا یعتمد على أساس، ولا على ركن وثیق لأن الظاهر: أنهم قد استفادوا ذلك من عدم التصریح بهذا الأمر من قبل تلك الفرق، لا من التصریح بعدمه، وإنكاره رأساً.. مضافاً إلى أن ما ینقل عن بعض فرق الزیدیة أكثر وهنا، كما سنشیر إلیه إن شاء الله تعالى.
ونحن الآن نذكر بعض الأمثلة التی توضح: أن المهدیة قد كانت مسلمة فی عصر الصحابة، والتابعین ومن بعدهم، بحیث لم یكن ثمة مجال للنقاش، أو للتشكیك فیها… ونقتصر على ما كان منها فی الأكثر فی القرنین:
الأول والثانی للهجرة.. أما بعد ذلك فإن المدعین للمهدیة كثیرون جداً، لا مجال لإحصائهم فی عجالة كهذه.. ولكننا سوف نذكر بعضهم على سبیل المثال فقط.
غیر أننا قبل ذلك نشیر إلى أمرین على قدر كبیر من الأهمیة هما:
أولاً: أن الحدیث الوارد عن أهل البیت حول هذا إنما یستخدم تعابیر تشیر إلى تحدید هذا الإمام، وأنه من الأئمة الإثنی عشر، وبالتحدید هو من أهل البیت علیهم السلام أو من آل محمد وأنه التاسع من ولد الإمام الحسین علیه السلام.. ونحو ذلك.. وقلما ورد التعبیر عنه بكلمة (المهدی) فقط.
ثانیاً: إننا نلاحظ أن الروایات الواردة من طرق أهل السنة هی التی تستخدم عبارة المهدی وتقتصر علیها غالباً.. ولعل ذلك هو الذی أوجب التشویش فی أذهان كثیر من الناس، ومكن الطامحین وأصحاب الأهواء من ادعاء ذلك لأنفسهم أو لغیرهم ممن لیس لهم فی هذا الأمر نصیب..وعلى كل حال..فإن ما نرید الإشارة إلیه هو:
1- المهدی من أهل البیت: قال معاویة لابن عباس: (وقد زعمتم: أن لكم هاشمیاً، ومهدیاً قائماً، والمهدی عیسى بن مریم. وهذا الأمر فی أیدینا حتى نسلمه إلیه).
فأجابه ابن عباس: (وأما قولك: أنا زعمنا: إن لنا ملكاً مهدیاً، فالزعم فی كتاب الله شك، قال تعالى: {زعم الذین كفروا: أن لن یبعثوا، قل: بلى وربی لتبعثن} وكل یشهد: إن لنا ملكاً لو لم یبق إلا یوم واحد ملكه الله فیه)(1).
فابن عباس یقول لمعاویة (وكل یشهد: إن لنا ملكاً الخ.. ) .
الأمر الذی یدل دلالة واضحة على أن شیوع أن المهدی من أهل البیت قد كان فی ذلك الزمان، زمان معاویة، من الاشتهار بحیث لم یستطع معاویة أن یتجاهله..
كما أنه لم یستطع أن یجیب ابن عباس فی شأنه، وتقریر: أن الكل یشهد بذلك.. بشیء.
ومما یؤید ذلك:- وإن كان أعوان الأمویّین قد زادوا فی الروایة كذبة مفضوحة- ما رواه ابن سعد، عن ابن أبی یعفور، قال: قلت لمحمد بن علی(2): إن الناس یزعمون: أن فیكم مهدیاً. فقال: إن ذاك كذلك. ولكنه من بنی عبد شمس(3).
وهكذا.. فقد كان شایعاً عند الناس أن فی أهل البیت مهدیاً منذ ذلك الحین.. ولكن العبارة الأخیرة أعنی قوله (ولكنه من بنی عبد شمس) لا ریب فی كونها موضوعة.. فإن مئات الأحادیث الدالة على أن المهدی من أهل البیت، والتی تعیّنه فی الحجة ابن الحسن علیه السلام لخیر دلیل على أن هذا الذیل مكذوب على أهل البیت علیهم السلام، وكتاب منتخب الأثر للعلامة الصافی قد جاء بما فوق الكفایة فی هذا المجال، كما أشرنا إلیه من قبل..
وعن الولید بن محمد المقری قال: كنت مع الزهری بالرصافة، فسمع أصوات لعّابین، فقال لی: یا ولید، أنظر ما هذا، فأشرفت من كوة فی بیته، فقلت أویملكون؟! قال: حدّثنی علی بن الحسین، عن أبیه، عن فاطمة: أن رسول الله صلى الله علیه وآله قال لها: المهدی من ولدك(4).
وأخیراً.. فإن البعض یرى: أن خالد بن یزید بن معاویة المتوفى سنة 85هـ. هو الذی وضع حدیث السفیانی لیقابل به حدیث المهدی(5).
2- محمد بن الحنفیة: وقد كان المختار یزعم: أن ابن الحنفیة هو المهدی(6)، والمختار قد قتل سنة 67هـ.
وادعاء الكیسانیة لمهدیة ابن الحنفیة لا یخفی على أحد.. والكیسانیة قد عاشوا فی القرن الأول والثانی كما هو معلوم بل هم یقولون: أن المختار نفسه كان اسمه كیسان فسمیت الكیسانیة باسمه..
3- موسى بن طلحة: وقال ابن سعد: (وقدم المختار بن أبی عبید الكوفة، فهرب منه وجوه أهل الكوفة، فقدموا علینا هاهنا البصرة، وفیهم موسى بن طلحة بن عبید الله. قال: وكان الناس یرون زمانه هو المهدی. قال: فغشیه ناس الخ..)(7).
4- أبو هاشم ابن محمد بن الحنفیة: قال النوبختی: (وقالت فرقة: مثل قول الكیسانیة فی أبیه: بأنه المهدی، وأنه حی لم یمت الخ..)(8).
وقال أیضاً: (وفرقة قالت: أن الإمام القائم المهدی هو (أبو هاشم ))(9).
5- عمر بن العزیز: قال ابن كثیر: (.. قال الإمام أحمد: عن عبد الرزاق، عن أبیه، عن وهب بن منبه، أنه قال: إن كان فی هذه الأمة مهدی، فهو عمر بن عبد العزیز..)(10).
وقال: (ونحو هذا قال قتادة، وسعید بن المسیب، وغیر واحد.. ).
وقال طاووس: هو مهدی (أی بالمعنى اللغوی)، ولیس به؛ إنه لم یستكمل العدل كله، إذا كان المهدی ثبت على المسیء من إساءته، وزید المحسن فی إحسانه، سمح بالمال، شدید على العمال، رحیم بالمساكین(11) وقد ذكر ابن سعد روایات عن عمر، وعن ابن عمر، وغیرهما تؤید مهدویة عمر بن عبد العزیز.
كما وذكر ما یؤید قبول سعید بن المسیب بمهدیته أیضاً.
وقال: الحسن: إن كان مهدی فعمر بن عبد العزیز، وإلا فلا مهدی إلا عیسى بن مریم(12).
بل لقد كذبوا على أهل البیت أنفسهم، فوضعوا روایات عن الباقر علیه السلام، وعن فاطمة بنت علی علیه السلام تؤید مهدیة عمر بن عبد العزیز هذا..(13).
ولسنا بحاجة إلى تفنید هذه الروایات بعد المئات بل الالآف من الروایات المؤكدة على مهدیة الحجة بن الحسن العسكری، والتی أورد جانباً كبیراً منها فی كتاب (منتخب الأثر) حسبما أشرنا إلیه..
6- الإمام الباقر علیه السلام: عن أبی جعفر علیه السلام، قال: (یزعمون أنی أنا المهدی، وإنی إلى الأجل أدنى منی إلى ما یدّعون)(14) والإمام الباقر علیه السلام إنما توفی سنة 114 أو116 هـ.
7- عبد الله بن معاویة بن عبد الله بن جعفر: (فلما هلك عبد الله بن معاویة، افترقت الخربیة (والصحیح الحارثیة وهم اتباع عبد الله بن الحرث)(15) بعده فرقتین:
أ- فرقة قالت: إنه حی بجبال أصبهان، ولا یموت حتى یلی أمور الناس، ویملأ الأرض عدلاً، وأنه المهدی المنتظر عندهم، ومنهم من یقول: حتى یقود نواصی الخیل مع المهدی الخ…)(16).
وعبد الله بن معاویة قد قتل سنه 129هـ. كما هو معلوم.
8- إسماعیل بن الإمام الصادق علیه السلام: وقد توفی إسماعیل بن جعفر سنة 133هـ. وقد أنكرت فرقة موته، وقالوا: (لا یموت حتى یملك الأرض، یقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم)(17).
9- محمد بن عبد الله بن الحسن: لقد ادعى محمد بن عبد الله الحسن المولود سنة مئة: أنه هو المهدی، بل یظهر من بعض الأشعار والنصوص: أنهم كانوا یعتقدون بمهدیة محمد هذا من حین ولادته(18).
وقد قبل كثیر من علماء الأمة وشخصیاتها مهدیته، وهو شاب، وقد كان شیوخ الاعتزال مثل عمرو بن عبید، وواصل بن عطاء، وحفص بن سالم، وغیرهم یدعون الناس إلى بیعته… وقضیتهم مع الإمام الصادق علیه السلام إبّان قتل الولید بن یزید سنة 116هـ. معروفة ومذكورة فی كتب الحدیث(19).
مع أن المعتزلة كانوا یقیسون النصوص الدینیة بمقیاس هذا العقل الموجود لدیهم، وهم أصحاب الفكر الحر، الذین لا یقلدون غیرهم، ولا یقبلون أی أمر إلا بعد البحث والنظر والتدقیق فیه كما هو معلوم.. فلو كان هناك ما یفسح المجال لهم بالنقاش فی هذا الأمر لم یتوقفوا عن ذلك.
وعلى كل حال.. فقد قبل الناس على نطاق واسع- باستثناء الإمام الصادق علیه السلام(20)- دعواه، ودعوى أبیه عبد الله بن الحسن هذه، وبایعوه..
ویعترف المنصور العباسی: بأن المبایعین له هم: (ولد علی، وولد جعفر، وعقیل، وولد عمر بن الخطاب، وولد الزبیر بن العوام، وسائر قریش، وأولاد الأنصار.. )(21).
ویقول أبو الفرج الأصفهانی: (لم یشك أحد: أنه (المهدی)، شاع ذلك له فی العامة. وبایعه رجال من بنی هاشم جمیعاً: من آل أبی طالب، وآل العباس، وسائر بنی هاشم)(22).
بل لقد بایعه المنصور، والسفاح، وإبراهیم الإمام، وصالح بن علی(23).. وغیرهم ولقد كان المنصور یفتخر بمهدیة محمد، ویتبجح به(24).
وكما أید شیوخ الاعتزال مهدیته وثورته، كذلك أیدها أیضاً العلماء والأئمة، حیث أفتوا، وحثوا الناس على الخروج معه ومع أخیه إبراهیم.. فكان سفیان الثوری یقول: (إن یرد الله خیراً بهذه الأمة یجمع أمرها على هذا الرجل). وحینما قتل إبراهیم، قال (ما أظن الصلاة تقبل، إلا أن الصلاة خیر من تركها)(25).
وكان ابن عجلان فقیه أهل المدینة وعابدهم غیر مدافع، وكان له حلقة فی مسجد النبی صلى الله علیه وآله وسلم یفتی فیها الناس ویحدثهم، فلما خرج محمد بن عبد الله الحسن خرج معه، فلما قتل وولی جعفر بن سلیمان المدینة بعث إلى ابن عجلان فأتى به، وأراد قطع یده، فقام من حضر جعفراً من فقهاء المدینة وأشرافها، فقالوا: أصلح الله الأمیر، محمد بن عجلان فقیه أهل المدینة وعابدهم، وإنما شبه علیه، وظن أنه المهدی الذی جاءت فیه الروایة الخ(26).
وكان الأعمش یقول: (ما یقعدكم؟ أما أنی لو كنت بصیراً لخرجت)(27).. وكان أبو حنیفة یحث الناس على الخروج فی هذه الثورة، ویقول: (إن القتیل مع إبراهیم یعدل قتله لو قتل یوم بدر، وشهادته مع إبراهیم خیر له من الحیاة..)(28).
ولأجل موقفه هذا دسّ إلیه المنصور السّم، كما یقولون..(29).
ویستفتى مالك بن أنس فی الخروج مع محمد، ویقال له: إن فی أعناقنا بیعة لأبی جعفر، فیقول: (إنما بایعتم مكرهین، ولیس على كل مكرهٍ یمین فأسرع الناس إلى محمد)(30)..
وحینما عاتب جعفر بن سلیمان عبد الله بن جعفر على خروجه مع محمد، قال: (ما خرجت معه، وأنا أشك فی أنه المهدی؛ لما روی لنا فی أمره؛ فما زلت أرى أنه هو حتى رأیته مقتولاً.. )(31).
وهكذا كان موقف شعبة، وغیرهم، وغیرهم، ممن لا مجال لذكرهم هنا.. كما أن محمداً قد أخبر أهل المدینة:أنه لم ینزل بلداً من البلدان إلا وقد بایعوه على السمع والطاعة، فبایعه أهل المدینة كلهم إلا القلیل(32).
نعم.. لقد بلغ من عظمة هذه الثورة وقوتها، المعتمدة على ادعاء المهدیة لقائدها، والتی استطاعت أن تستقطب مختلف الفئات والطبقات، ولا سیما العلماء والفقهاء، من أمثال أبی حنیفة ومالك وأضرابهما، وحتى المعتزلة، فضلاً عن غیرهم.
لقد بلغ من عظمتها وقوتها: أن جعلت المنصور یرسل إلى أبواب عاصمته (الكوفة) إبلاً ودواباً، حتى إذا جاء الجیش الفاتح من جهة، هرب هو من الجهة الأخرى(33)..
وهناك الكثیر مما یدل على رعب المنصور من هذه الثورة، التی بویع لقائدها فی مختلف الأقطار والأمصار الإسلامیة.
ولا تكاد تعثر على منكر لمهدیة محمد هذا إلا ما كان من الإمام الصادق علیه السلام، حیث عرف علیه السلام أنه لیس هو، بل إن محمداً هذا سیقتل بأحجار الزیت كما أخبر به هذا الإمام العظیم.. ولعل عمرو بن عبید، الذی حاول أن یقنع الإمام الصادق علیه السلام بالبیعة لمحمد فی سنة 126هـ. قد بلغه شیء حول هذا الموضوع من قبل الصادق علیه السلام، ولأجل ذلك قعد عن محمد هذا فی سنة 145هـ. كما أشار إلیه بعض المحققین.ولكن إنكار الإمام الصادق علیه السلام لم یكن إلا إنكاراً لانطباق المهدی الموعود علیه، لا للمهدیة من الأساس كما هو معلوم..
10- المهدی العباسی: بل إن المنصور نفسه قد لقّب ولده بـ (المهدی) فی محاولة لصرف الناس عن محمد هذا.. فقد أرسل مولى له إلى مجلس محمد بن عبد الله، وقال له: (اجلس عند المنبر، فاسمع ما یقول محمد. قال: فسمعته یقول: إنكم لا تشكون أنی أنا المهدی، وأنا هو. فأخبرت بذلك أبا جعفر؛ فقال: (كذب عدوّ الله، بل هو ابنی)(34)..
ثم.. ومن أجل إقناع الناس بهذا الأمر؛ وجد المنصور من یضع له الأحادیث، ویكذب على رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم، وطبّق واضعوها (مهدیّ الأمة) على ولده الذی لقبه هو بـ (المهدی)(35).
یقول القاضی النعمان الإسماعیلی المتوفى سنة 363هـ فی أرجوزته:
مـن انتظاره وقـد تسـمـى بهذه الأسمـاء نـاس لـمـا
تغلبوا لـیجعلوهـا حـجـة فعدلوا عن واضح المـحـجة
إذ مثلوا الجــوهر بالأشبـاه منهم محمـد بن عــبد الله
ابن علی مـن بنی العبـاس ذوی التعدی الزمرة الأرجـاس
إذ وافق الاسم تسمى(مهدی) وهذه من الدواهی عندی(36).
وقال المقدسی: (وقد قال قوم: إن المهدی محمد بن أبی جعفر، لقبه المهدی، واسمه محمد، وهو من أهل البیت الخ… )(37).
ولكننا نشك فی أن یكون ثمة (قوم) قد قبلوا مهدیته؛ لأننا من خلال سبرنا للتاریخ نجد: أن المهدی العباسی لم یوفق إلى من یعترف بمهدیته حقاً، إلا سلم
الخاسر(38) الذی كان عنده قرآن فباعه، واشترى بثمنه طنبوراً. فهو یقول فی مدح المهدی العباسی:
له شیم عند بذل العطاء لا یعرف الناس مقدارها
و(مهدی أمتنا) والذی حماها وأدرك أوتاره(39)
والسید الحمیری- أیضاً هو بدوره قد كان ممن ظن أنه المهدی حقاً، لكن سیرته وأفعاله قد بینت للناس: أنه لیس هو(40).. یقول السید رحمه الله تعالى:
ظننا أن المهدی حقاً ولا تقع الأمور كما ظننا
ولا والله ما المهدی إلا إماماً فضله أعلى وأسنى(41)
بل إن المنصور نفسه قد أنكر: أن یكون كل من ابنه ومنافسه الآخر (أعنی محمد بن عبد الله بن الحسن) هو المهدی..
یقول سلم بن قتیبة: (أرسل إلیّ أبو جعفر، فدخلت علیه، فقال: قد خرج محمد بن عبد الله وتسمّى بـ (المهدی).
ووالله، ما هو به. وأخرى أقولها لك، لم أقلها لأحد قبلك، ولا أقولها لأحد بعدك: وابنی والله، ما هو بالمهدی، الذی جاءت به الروایة، ولكننی تیمنت به، وتفاءلت به)(42).
والخلیفة المهدی نفسه یقر: بأن أباه فقط یروی: أنه المهدی الذی بعده فی الناس(43)..
هذا.. وقد ادعت فرقة المهدیة لـ:
11- الإمام الصادق علیه السلام: بعد موته(44)، وقد مات علیه السلام سنة 148 هـ. وفرقة ادعتها لـ:
12- الإمام الكاظم علیه السلام: بعد موته (45)، وفرقة ادعت: أن:
13- محمد بن إسماعیل بن جعفر علیه السلام: المتوفى سنة 198هـ. هو المهدی(46). وكان:
14- محمد بن جعفر: یرجو أن یكون هو المهدی لعلامات رآها حاصلة فیه(47).
ویأتی بعد القرن الثانی:
15- محمد بن القاسم: الخارج على المعتصم بالطالقان، فقد ادعی أنه هو المهدی(48) وفرقة قالت: إن :
16- یحیی بن عمر: الخارج على المستعین، هو المهدی(49). وفرقة قالت: إن:
17- الحسن بن القاسم: المقتول سنة 404هـ. هو المهدی(50).
كلمة جامعة: وأخیراً.. فیكفی أن نذكر: أن أحمد أمین المصری، المنكر للمهدیة یقول: (ففی كل عصر یخرج داعٍ أو دعاة كلهم یزعم: أنه المهدی المنتظر)، ویلتف حوله طائفة من الناس، كالذی كان من المهدی رأس الدولة الفاطمیة، وتقرأ تاریخ المغرب، فلا یكاد یمر عصر من غیر خروج مهدی..)(51).
ویقول: (ولو أحصینا عدد من خرجوا فی تاریخ الإسلام، وادعوا المهدیة، وشرحنا ما قاموا به من ثورات، وما سببوا من تشتیت للدولة الإسلامیة، وانقسامها، وضیاع قوتها، لطال بنا القول، ولم یكفنا كتاب مستقل)(52).
ولقد كان المدّعون للمهدیة فی أهل السنة كثیرون، بل وأكثر من المدّعین لها من الشیعة على اختلاف فرقهم. ولقد تنبأ أهل بیت العصمة علیهم الصلاة والسلام بهؤلاء الكذابین، وأشاروا إلى كثرتهم هذه فی كلماتهم المختلفة..
مع ما تقدم: وهكذا.. فإننا إذا راجعنا التاریخ الإسلامی بإمعان، فإننا نرى: أن علماء الأمة ومفكریها، على اختلاف اتجاهاتهم، وثقافاتهم، ونحلهم، ومنهم: الفقهاء، والمحدثون، والمتكلمون، والمؤرخون.. وغیرهم وغیرهم.. قد بخعوا لهذا الأمر، وقبلوا به، وإن ناقش منهم مناقش فإنما یناقش فی انطباق (المهدی الموعود) على هذا الشخص أو ذاك، لا فی أصل المهدیة..
وذلك یدل على أن هذا الأمر لم یكن عفویاً، ولا یمكن أن یتصور: أن یتفق الجمیع ابتداء من عصر الصحابة والتابعین على الاعتقاد بأمر غریب عن الإسلام، ودخیل علیه.. ولا سیما ونحن نرى: أن فی طلیعة المتحمسین لهذا الأمر، والباذلین دماءهم فی سبیله هم المعتزلة التقدّمیّون، أصحاب المذهب العقلی، والذین یقیسون النصوص الدینیة على عقولهم، ویخضعونها لحكمه.. الأمر الذی لا یبقی مجالاً للشك فی كون هذه القضیة قضیة إسلامیة، لا مجال للنقاش، ولا للتشكیك فیها على الإطلاق..
المعتزلة.. والمهدیة:
قال أحمد أمین المصری: (.. وكنت أنتظر من المعتزلة كشف النقاب عن هذا الضلال، إلا أنی مع الأسف لم أعثر على شیء كثیر فی هذا الباب.. ولكننی أعرف: أن الزیدیة (وهم فرع من فروع الشیعة، الذین تأثروا تأثراً كبیراً بتعالیم المعتزلة، لأن زیداً رئیسهم تتلمذ لواصل بن عطاء زعیم المعتزلة) كانوا ینكرون المهدی والرجعة إنكاراً شدیداً. وقد ردّوا فی كتبهم الأحادیث والأخبار المتعلقة بذلك)(53).
ونحن بالنسبة لما ذكره أحمد أمین نشیر إلى نقطتین:
الأولى: إن ما ذكره عن الزیدیة لا ریب فی بطلانه؛ فإن محمد بن عبد الله ابن الحسن، المدعی للمهدیة وقد قُبل ذلك منه على أوسع نطاق فی الأمة كان زعیم الزیدیة، ومقدمهم..
كما أن المذهب الكلامی الشائع فی الزیدیة هو (الجارودیة)، وهی أعظم فرقهم، ویقول نشوان الحمیری: (لیس بالیمن من فرق الزیدیة غیر الجارودیة، وهم بصنعاء، وصعدة وما یلیهما)(54).
والجارودیة یعتقدون بالمهدیة، كما هو معلوم لمن راجع كتب الفرق ومنهم من ینتظر محمد بن عبد الله بن الحسن، ومنهم من ینتظر محمد بن القاسم، ومنهم من ینتظر یحیى بن عمر(55).
وأما غیر الجارودیة فلم نجد تصریحاً لهم بنفی المهدیة، ومجرد سكوتهم عن التعرض لها لا یدل على إنكارهم لها.. وعلى كل حال فإن كلام أحمد أمین هذا لا یمكن أن یصح. ولا یصلح للاعتماد علیه فی شیء..
الثانیة: إننا نعلم قبول المعتزلة، وتسلیمهم بالمهدیة، حتى إن أحمد أمین لم یستطع أن یجد منهم أیة بادرة، أو أی تساؤل حول هذا الموضوع.. بل لقد وجدنا أن شیوخهم، ورؤساءهم كعمرو بن عبید، وواصل بن عطاء، وغیرهما كانوا دعاة لمحمد بن عبد الله، وهو لا یزال شاباً،وقد جاؤا لیحاجوا الإمام الصادق علیه السلام فی أمره حسبما أشرنا إلیه. وكان ادّعاء (المهدیة) له هو الذی یزید دعوته قوة واتساعاً، ولم ینسوا بعد ادّعاء المهدیة لابن الحنفیة، وموسى بن طلحة، وعمر بن العزیز، وغیرهم نعم لقد كانوا من أعوان محمد وأنصاره، وعرضوا أنفسهم للأخطار الجسام فی سبیل دعوته.
قال القاضی عبد الجبار: فأما إبراهیم بن عبد الله، فقد كان فی العلم والفضل إلى حدّ، فخرج على أبی جعفر المنصور، والذی معه هم وجوه المعتزلة، فلو لم یكن فیهم وهم خلق إلا بشیر الرحال مع زهده وعبادته لكفى(56) ومعلوم أن ثورة إبراهیم كانت امتداداً لثورة أخیه محمد، وبأمر منه، ونصراً له. وكان المنصور یقول: (ما خرجت علیّ المعتزلة حتى مات عمرو بن عبید)(57).
نعم.. وإن قبول المعتزلة لهذا الأمر، بل وتحمسهم له، لیدل دلالة قاطعة على أن هذا الأمر هو من صمیم الإسلام، وأنه كان شائعاً ومشهوراً منذ القرن الأول، الذی عاش فیه الصحابة والتابعون.. وقد بلغ ذلك من القطعیة والوضوح بین العلماء والمفكرین حداً لم یمكن معه حتى لهؤلاء الذین كانوا كما یعتبرهم أحمد أمین وغیره عمالقة الفكر والعقل، والذین ناقشوا أدق المسائل، وأعطوا رأیهم فیها بكل حریة وقوة لم یمكن لهم أن یسجلوا ولو تساؤلاً واحداً حتى ولو نادراً حولها، رغم نزعتهم العقلیة القویة، وإخضاعهم النصوص الدینیة للمقاییس العقلیة كما ألمحنا إلیه.
بل لقد تجاوزوا ذلك إلى تأیید مدّعی المهدیة، وكانوا من الدعاة إلیه على أعلى مستوى فیهم. كما تقدم.
السیاسیون.. والمهدیة: هذا.. ولا بد من الإشارة أخیراً: إلى أنه لم یكن یسعد الحكام والسیاسیین:أن یلتزم الناس بعقیدة كهذه، ولو كان بوسعهم إنكارها لبادروا إلیه، لأنهم إنما یحكمون الأمة باسم الدین، ولأن إیمان الأمة بهذه القضیة:
1- یعطى الحق فی الحكم والسلطة لغیرهم.. و
2- یشیر بأصابع الاتهام إلیهم، على أنهم غاصبون ظالمون.
وقد رأینا: أن معاویة قد حاول إنكار ذلك؛ فاصطدم بجواب ابن عباس، الذی أفهمه: أن محاولته هذه لن یكون حصادها إلا الفضیحة له، وتعریته أمام الناس، لأن الكل یشهد: أن لأهل البیت ملكاً لو لم یبق إلا یوم واحد ملكه الله فیه، بحیث یكون الإقدام على المساس بها مجازفة مجنونة، لا مبرر لها، ولا منطق یساعدها على الإطلاق.. كما أن المنصور لم یستطع مقاومة هذا الأمر فاحتال لذلك بادعائه المهدیة لابنه.وحسبنا ما ذكرناه هنا.. والحمد لله وصلاته وسلامه على عباده الذین اصطفى محمد وآله الطاهرین.

الهوامش:
(1) قاموس الرجال ج6 ص83، عن الملاحم لابن طاووس، عن كتاب عیون أخبار بنی هاشم للطبری، الذی صنفه للوزیر علی بن عیسى بن جرّاح…
(2) لقد احتمل البعض: أن یكون المراد به ابن الحنفیة لا الإمام الباقر.. ویرده: أن نفس الروایة تصرح: بأن هذا السؤال قد كان فی خلافة عمر بن عبد العزیز، ولم یعش ابن الحنفیة إلى هذا الوقت، كما هو معلوم..
(3) طبقات ابن سعد ج5 ص245.
(4) مقاتل الطالبین ص 143.
(5) النجوم الزاهرة ج1 ص 221.
(6) وفیات الأعیان ج1 ص 450 ط سنة 1310هـ. وأنساب الأشراف ج3 ص283 و289 بتحقیق المحمودی وج2 ص201 و 202 ومروج الذهب ج3 ص 71 والحور العین ص 182، ویرى بعض المحققین: أن المختار إنما قال: المهدی بن المهدی الوصی بن الوصی، وفی الطبقات ج 5 ص 73 أنه كتب إلیه: لمحمد بن علی المهدی من المختار الخ..
ولیس ذلك ظاهراً فی ادّعاء المهدیة له، ولكن المؤرخین قد فهموا ذلك وفی طبقات ابن سعد ج5 ص 68/69 بسنده عن أبی حمزة قال: كانوا یسلمون على محمد بن علی: سلام علیك یا مهدی فقال: أجل أنا مهدی أهدی إلى الرشد والخیر، اسمی اسم نبی الله وكنیتی كنیة نبی الله، فإذا سلم أحدكم فلیقل: سلام علیك یا محمد، السلام علیك یا أبا القاسم. وفی ص69 من الطبقات ج5 حدیث آخر أیضاً فلیراجع.
(7) طبقات ابن سعد ج5 ص120/121.
(8) فرق الشیعة ص 48.
(9) فرق الشیعة ص 50 وراجع: المقالات والفرق ص 37.
(10) البدایة والنهایة ج9 ص200 وتاریخ الخلفاء ص 233.
(11) البدایة والنهایة ج9 ص 200 وكلمة طاووس فی تاریخ الخلفاء، ص 235.
(12) تاریخ الخلفاء ص 234.
(13) راجع: طبقات ابن سعد ج 5 ص 243 و245.
(14) كنز العمال ج 17 ص 27 ورمز له بـ (كر) أی عن ابن عساكر.
(15) فقد ذكر بعض المحققین: أنه قد اشتبه علیهم لفظ الحرث بغیره: الحربیة والخربیة والحزنیة وعبد الله بن الحرث معنون فی كتب رجال الشیعة ومعروف بالانحراف والغلو..
(16) الحور العین ص 161 وراجع: الفصل لابن حزم ج4 ص 18.
(17) فرق الشیعة ص 79، والفصل لابن حزم ج4 ص 18.
(18) راجع: مقاتل الطالبیین ص 243 – 245 ولیراجع أنساب الأشراف ج3 ص 76 و79 متناً وهامشاً.
(19) راجع الوسائل ج11 ص28/29.
(20) راجع: مقاتل الطالبیین ص 256.
(21) مروج الذهب ج3 ص 254/255.
(22) مقاتل الطالبیین ص 233 وهامش أنساب الأشراف ج3 ص 79 عنه بتحقیق المحمودی.
(23) مقاتل الطالبیین ص 256، وهناك مصادر كثیرة لهذا الأمر، فراجع كتابنا: حیاة الإمام الرضا (السیاسة) ص 39-40.
(24) مقاتل الطالبین ص 240/249، والمهدیة فی الإسلام ص 116 عنه، وجعفر بن محمد لعبد العزیز سید الأهل ص 116.
(25) مقاتل الطالبیین ص 292 و 383.
(26) مقاتل الطالبیین ص 289.
(27) مقاتل الطالبیین ص 366.
(28) تاریخ الطبری ج3 ص 200 ط أوروبا، ومقاتل الطالبیین ص 364.
(29) مقاتل الطالبیین ص 368.
(30) تاریخ الطبری ج3 ص 200 ط أوروبا، ومقاتل الطالبیین ص 283 والبرایة والنهایة ج 10 ص 84.
(31) مقاتل الطالبیین ص291.
(32) البدایة والنهایة ج10 ص 84 والقلیل هذا لیس هو إلا الصادق علیه السلام، وبعض أتباعه..
(33) تاریخ الطبری ط لیدن ج 10 ص 317، وتاریخ الیعقوبی ج 3 ص 113 ط النجف، ومرآة الجنان ج1 ص299، وشرح میمیة أبی فراس ص116، وفرج المهموم فی تاریخ علماء النجوم ص 210، والبدء والتاریخ ج6 ص86، ونقل عن: تجارب الأمم لابن مسكویه ج4.
(34) مقاتل الطالبیین ص 240، والمهدیة فی الإسلام ص 117عنه.
(35) تجد بعض هذه الأحادیث فی: البدایة والنهایة ج6 ص246/247 ، والصواعق المحرقة ص98/99، وتاریخ الخلفاء للسیوطی ص 259/260 و 272 وغیر ذلك..
(36) الأرجوزة المختارة ص 31.
(37) ضحى الإسلام ج3 ص 241، والمهدیة فی الإسلام ص 180.
(38) طبقات الشعراء لابن المعتز ص 104.
(39) الأغانی ص دار الفكر ج 21 ص 187.
(40) راجع بعض أفعال المهدی فی كتابنا: حیاة الإمام الرضا (السیاسیة).
(41) أخبار السید الحمیری للمرزبانی (المستدرك) ص58 ودیوان السید الحمیری ص 438 عن أعیان الشیعة ج 12 ص 178.
(42) مقاتل الطالبیین ص 247، والمهدیة فی الإسلام ص 117 عنه.
(43) الوزراء والكتاب ص 127.
(44) فرق الشیعة للنوبختی ص 78، والحور العین ص 162، والفصل لابن حزم ج 4ص180.
(45) فرق الشیعة للنوبختی ص 90/93 والحور العین ص 164 والفصل ج4 ص 179.
(46) الحور العین ص 162/163.
(47) مقاتل الطالبیین ص 539.
(48) الفصل، لابن حزم ج4 ص 179 والحور العین ص 156.
(49) الفصل، لابن حزم ج4 ص 179 والحور العین ص 156.
(50) الحور العین ص 157.
(51) ضحى الإسلام ج3 ص 244.
(52) ضحى الإسلام ج3 ص 244.
(53) ضحى الإسلام ج3 ص 243.
(54) الحور العین ص 156.
(55) راجع فی ذلك: الفصل لابن حزم ج4 ص 179، والفرق بین الفرق للبغدادی ص31/32، وراجع: الملل والنحل ج1 ص 159، والحور العین ص 156/157.
(56) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص 226 وراجع مروج الذهب ج3 ص 296 وفی مقاتل الطالبیین ص 293 أن واصلاً، وعمرو بن عبید، وجماعة من المعتزلة قد بایعوا محمد بن عبد الله بن الحسن أیضاً..
(57) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص 228.

السید جعفر مرتضى العاملی

شاهد أيضاً

غیبة لابدّ منها

غیبة مهدی هذه الامة غیبة لابدّ منها، لانه مهدی هذه الامة، ولان وعد الله سبحانه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *