موعود موعود العربية
أقامت العتبة العباسیة المقدسة صباح أمس الأحد 6 ابریل الجاری وضمن مشروع “فتیة الکفیل” الوطنی بالتعاون مع جامعة کربلاء، مهرجان “السیدة الزهراء (س)” الثقافی السنوی، ویأتی هذا المهرجان إحیاءً لذکرى شهادتها(علیها السلام).
و ابتُدئ حفلُ الافتتاح الذی أقیم على قاعة السنهوری فی کلیة القانون بتلاوة من آیات من الذکر الحکیم للمقرئ السید علی أمین، ومن ثم جاء نشید العتبة العباسیة المقدسة (لحن الإباء)، لتأتی بعدها کلمة جامعة کربلاء المقدسة التی ألقاها رئیس الجامعة الدکتور منیر السعدی والتی بیّن فیها: “نحن الیوم فی جامعة کربلاء نقف بکلّ اعتزاز مع العتبة العباسیة المقدسة لنستذکر رمزاً من رموز الأمة الإسلامیة، ألا وهی سیدتی ومولاتی فاطمة الزهراء(علیها السلام)، عندما نتذکّر الزهراء نتذکّر شیئین: هما العِبْرة والعَبْرة، وللأسف تأخذنا العَبْرة فی جلّ اهتمامنا وننسى العِبْرة، الیوم لنا من الفضل الشیء الکثیر لو ذرفت دموعنا على الزهراء، ولکن لنا الفضل الأکبر إن اتّبعنا الزهراء(سلام الله علیها)، الیوم نجد فی مولاتنا الزهراء مثلاً أعلى یُقتدى به، کما فی محکم کتاب الله الکریم: (لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الیوم لنا أسوة حسنة برسول الله محمد(صلّى الله علیه وآله) ولنا أسوة حسنة بسیدتی الزهراء(علیها السلام)، الیوم نضع صورة الزهراء مثلاً یحتذى به من قبل طالباتنا الفضلیات، ونقول کانت الزهراء مثال المرأة المسلمة حیث کانت تحمل بین طیاتها کل مبادئ الإسلام”.
وأضاف: “الشیء الآخر الذی أرید أن أشیر الیه هو أن العراق یتعرّض الیوم الى مؤامرة کبیرة حدودها أن ینتهی العراق، والذی یشبه فی مصیبته مصیبة الزهراء(علیها السلام) الیوم العراق یُعتَصَر وتُکسَر أضلاعه، الیوم نحتاج أن نضحّی کما ضحّى أئمتنا(علیهم السلام) لنتخطّى المؤامرة على بلدنا، الیوم نحن فی جامعة کربلاء نجد أنفسنا فی خندق واحد مع العتبات المقدسة وفی صفٍّ واحد هو صف رسول الله محمد(صلّى الله علیه وآله) وأهل بیته الطاهرین نحن الیوم نرحّب بکم أجمل ترحیب”.
ومن ثم جاءت کلمة الأمانة العامة للعتبة العباسیة المقدسة التی ألقاها نائب الأمین العام الأستاذ بشیر محمد جاسم والتی جاء فیها: “إنّ الله تعالى عندما ینعم على عباده بنعمة ما سواء کانت مادیة أو معنویة سیُسألون عنها یوم الحساب، هذا من ناحیة ومن ناحیة أخرى یحبّ الله تعالى أن یرى أثر هذه النعمة على عباده، وأفضل هذه النعم هی ولایة أهل البیت(علیهم السلام)، والزهراء(علیها السلام) هی رکن أساسی وهی عبرةٌ للرجال والنساء، وکما قال الإمام الصادق(علیه السلام): “نحن الأئمة المعصومون حجة على أهل الأرض وأمّنا الزهراء حجة علینا”، فأیّ منزلة للزهراء عند الله تبارک وتعالى؟! فهی مثالٌ کبیر للنساء على وجه الخصوص وعندما کانت(علیها السلام) کان رسول الله(صلّى الله علیه وآله) یقول عنها: “هی روحی التی بین جنبی”، وکان یکنّیها بـ”أمّ أبیها” على رغم صغر سنّها، وکانت الزهراء(علیها السلام) زوجة ونعم الزوجة المواسیة لأمیر المؤمنین(علیه السلام) عاشت معه تلک الفترة من عمرها القصیر واقفة الى جنبه فی کلّ الظروف، کیف لا وهی التی جاء فی حقّها حدیث الکساء، وبعد هذا کلّه یعرف کلّنا من هی الزهراء ولکن ماذا استفدنا من الزهراء؟ وماذا سنقول غداً للزهراء؟ وهی فی ذلک الیوم الشفیعة الکبرى لأنّ رضاها من رضى الله”.
مبیّناً: “أخوتی أخواتی أبنائی الطلبة.. هذا الیوم هو فرصة کبیرة لنا عسانا نتعلّم من الزهراء ونعیش حیاتها ومظلومیتها، یکفی أنّه الى الآن لم یُعرفْ أین قبرها، وحده هذا الموضوع یحتاج الى تمعّن ودراسة حیث أنّ کثیراً من الناس لم یکونوا یعرفون حقّ الزهراء، ولکن من خلال هذا الموقف تغیّرت مفاهیمهم وهذا الموقف لم یحدث عبثاً وإنّما هناک درس وخصوصیة فی هذا الموضوع ولن یُعرفَ قبرُها إلّا بظهور الإمام المهدی المنتظر(عجّل الله تعالى فرجه الشریف)، فنسأل الله التوفیق لنا ولکم وخصوصاً طلبتنا الأعزاء الذین یمرّون الآن بمرحلة التکوین والنضج الفکری، فی هذه الأوقات مطلوب من الطلبة جانبان هما: الجانب العلمی والجانب الأخلاقی، ولا یمکن فصلهما لأنهما کالوجهین لعملة واحدة”.
قُدِّم بعدها جاء بحثٌ خاص حول الزهراء(علیها السلام) بعنوان: (فاطمة الزهراء “علیها السلام” تعدّد القراءات) للسید محمد علی الحلو ومن ثمّ عُرِض فلمٌ وثائقی لمراحل صناعة الشباک الشریف لأبی الفضل العباس(علیه السلام)، لتکون بعده قصیدة شعریة بحقّ الزهراء(علیها السلام) للشاعر مرتضى الغالبی.
لیُختتم الحفل بتوزیع جوائز لمسابقة آنیّة أقیمت داخل القاعة بالإضافة إلى توزیع عدد من الشهادات التقدیریة، لیتوجّه الحاضرون بعد الحفل لافتتاح معرض الکتاب والنتاجات الفکریة والزراعیة الخاص العتبات المقدسة فی کربلاء المقدسة.
المصدر : شبکة الکفیل العالمیة
