كتاب “المخططات الصهيونية فى القرن 21” للكاتب الفلسطينى تحسين الحلبى، والصادر مؤخرًا عن دار الحياة للنشر، يتناول منشأ الصهيونية وطبيعتها، وجوهرها ومؤسساتها وأهدافها فى الوطن العربي، والعالم، ويضم خمسة فصول، هما “الصهيونية:المنشأ والتناقض مع الدين اليهودى ودعواه”، “إسرائيل والانقسامات الدينية والإثنية والطائفية”، والفصل الثالث بعنوان “وضع الصهيونية الراهن فى العالم وإسرائيل” والرابع بعنوان “صهيونية هرتزل والواقع الإسرائيلي”، والفصل الخامس “المخططات الصهيونية فى القرن الواحد والعشرين”
وكما يقول المؤلف فى مقدمة الكتاب أنه حاول تناول واقع إسرائيل الراهن، وطبيعة الانقسامات الداخلية الإثنية والدينية والطائفية والسياسية وتحولاتها فى المشروع الصهيونى وسعيه المستمر لاستكمال تحقيق أهدافه فى القرن الواحد والعشرين.
كذلك اهتم الكتاب بمتابعة آخر تطورات العلاقة بين يهود العالم بشتى اختلافاتهم، وبين الصهيونية من جهة، وإسرائيل الراهنة من جهة أخرى، وطبيعة الجدال والمواقف التى أخذوا يعبرون عنها بالنسبة للمشروع الصهيوني، ومستقبل استكمال أهدافه، والاختلافات القائمة فيما بينهم حول هذه المسألة، وكذلك حول طبيعة علاقة يهود العالم بالصهيونية وإسرائيل.
وينتهى المؤلف إلى أن الصهيونية تعيش مأزقًا يتعلق بشكل رئيسى بمستقبلها، وبوسائل تبريرها لوجودها وبطرق عملها المقبلة.
وفى الفصل الأول يتناول “الدين اليهودى والصهيونية” ويؤكد على أن الصهيونيين أرادوا من استخدام الدين اليهودى تشكيل جوهر وأساس لفكر قومى رفضه جوهر الدين اليهودى أصلاً، ولا يستطيع التكيف معه، موضحًا أن أن الفكر الصهيونى أراد “تصنيع قومية” فى مطبخ مشروعه الصهيونى.
ويشير الكتاب إلى أن المتدينين اليهود، كانوا يدركون تناقض جوهر دينهم مع الفكر القومي، ومع الدعوة لخلق “شعب قومي” فقد أبدوا معارضة واضحة للفكر الصهيوني، ودعوا لمقاطعته، مؤكدًا أن الحركة الصهيونية لم تتوافر لها فرص ممارسة الضغوط على يهود أوروبا من أجل تهجيرهم إلى فلسطين إلا بعد وقوع الحرب العالمية الثانية.
والجزء الثانى من نفس الفصل الأول يتحدث عن “اليهود فى العالم” ويتناول بالإحصائيات والأرقام توزيع اليهود فى العالم، قبل وبعد تأسيس دولة إسرائيل، وطبيعة انتماءاتهم الصهيونية، وغير الصهيونية.
وأما الفصل الثانى فيتناول أولاً “إعلان وتأسيس دولة إسرائيل” ويشرح كيف تم الإعلان دولة إسرائيل عقب انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين، وسيطرة قوات المنظمات الصهيونية العسكرية فى حرب 1948م، وكيف أعلن “دافيد بن غورين” فى مدينة تل أبيب بحضور 37 مندوبًا من الاستيطان اليهودي، ليقرأ ما سمى “بإعلان الاستقلال” و”إقامة الدولة الصهيونية”.
ويتطرق إلى المبادئ التى قامت عليها الدولة، والقوانين الأساسية التى شرعها “الكنيست” وجرى عليها ما يشبه دستور غير مكتمل، موضحًا أن إسرائيل حتى هذه اللحظة ليس لها دستورًا.
كذلك يتناول هذا الفصل “حزب المتدينين القوميين” ويتحدث فيه عن التيار اليهودى المتدين الصهيونى، ممثلا فى حزب “المفدال” ويشرح القوة الكبرى التى شكلها هذا التيار، مؤكدًا أنها أكبر من قوة المعارضين للصهيونية من أعضاء الكنيست.
ويتحدث كذلك عن العنصرية اليهودية، شارحًا ما يسمى بـ”الشتات اليهودى” الذى عاش فى الولايات المتحدة، ودول أوروبا، المختلف عن الطوائف اليهودية الشرقية، مؤكدا أنه برغم وحدة التعليم اليهودى العلماني، إلا أن كل مجموعة منهما حملت تقاليدها وتراثها الطائفى والتوبوى.
ويتطرق الكتاب أيضًا إلى الانقسام الإثنى بين الطوائف اليهودية فى الثمانينيات، مؤكدًا أن هذا الانقسام الدينى ترسخ فى إسرائيل بين الطائفتين، موضحًا السيطرة لكل منهما فى الاقتصاد والسياسة، ويشرح المذاهب اليهودية الثلاثة العريضة، وهم اليهودية الأرثوذوكسية، والإصلاحية، والمحافظة، وأيضًا التيارات الدينية والصهيونية.
وفى هذا الفصل أيضًا يتناول المؤلف “أثار حرب 1967، واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء، والجولان؛ مشيرًا كذلك عن الانقسام بين اليهود المتدينين والعلمانية.
وفى الفصل الثالث بعنوان “وضع الصهيونية فى العالم وفى إسرائيل” يتناول فيه الطموح الإسرائيلي، والصهيونية الروحية، والثقافة اليهودية، وقانون عودة اليهود، كذلك يتحدث عن الدورة الدموية للكيان الإسرائيلى، وخطايا اليهود.
أما الفصل الرابع فيتناول دولة اليهود فى كتاب هيرتزل، ودستور إسرائيل؛ والفصل الخامس بعنوان “المخططات الصهيونية فى القرن الواحد والعشرين” ويؤكد فيه على أن الهدف الصهيونى الشامل مازال تحقيقه مشوهًا وناقصًا بنظر قادة إسرائيل والحركة الصهيونية.
ويشير الكتاب إلى أن المشروع الصهيونى لم يحقق أهدافه الكاملة حتى الآن، برغم مرور أكثر من مائة سنة على الإعلان عنه.
المصىر : اليوم السابع