إنّ محدوديّة فرص العمل، وارتفاع معدلات البطالة الخانقة في قطاع غزّة، دفعت الفتيات الفلسطينيّات إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق مشغولاتهنّ اليدويّة، من أجل إيجاد مصدر للدّخل.
يعاني الشباب الفلسطيني في قطاع غزّة نقصاً حادّاً في فرص العمل وارتفاع معدّلات البطالة، ولا سيّما مع القيود الاقتصادية المفروضة عليه منذ سيطرة حركة حماس على القطاع، ما دفع بعضهم للبحث عن وسائل أخرى للعمل وكسب الرّزق، من خلال استخدام وسائل متاحة وغير مكلفة.
واتجه عدد من الفتيات، اللّواتي أكملن دراستهن الجامعيّة ولم يحالفهن الحظّ في الحصول على فرص عمل ثابتة، إلى إيجاد فرص عمل خاصّة بهنّ، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ لعرض بضائعهنّ، ومشغولاتهنّ اليدويّة على وجه الخصوص، في صفحات خاصّة على موقع “الفيسبوك” من أجل تسويقها.
فداء العيلة (27 عاماً)، لم تجد منذ تخرجها من قسم تكنولوجيا المعلومات العام 2009 وظيفة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاصّ في مجال تخصّصها، فاستغلت موهبتها في صنع المشغولات اليدويّة الصّوفيّة والإكسسوارات، للاستفادة منها كفرصة عمل. لذلك أنشأت لها صفحة على الفيسبوك، وبدأت تعرض منتجاتها من خلال الصّور، ووضعت رقماً وبريداً إلكترونيّاً للتواصل معها.
تقول فداء لـDW عربيّة: “تفاجأت منذ اليوم الأوّل الذي أنشأت فيه الصفحة، بحجم الاهتمام والمتابعة من الزبائن بمشغولاتي، وبدأت الطلبات تأتي عبر الإيميل والهاتف، وبدأت بالعمل، وحقّقت ربحاً جيّداً أيضاً”. وتضيف بالقول: “شعرت بالخوف في البداية من التجربة، كون ثقافة التسوق عبر الإنترنت غير موجودة هنا في قطاع غزّة والمجتمعات الشرقيّة عموماً، ولكن كانت ردود الفعل إيجابيّة، وساعدتني على التوسع في مجال العمل ومواصلته
لم يعهد أهالي قطاع غزة فكرة التسوق عبر الإنترنت التي تنتشر حول العالم، ولكنها مع الانتشار الواسع لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مع ظهور ثورات الربيع العربي، وجد الكثير من أصحاب الأعمال المختلفة فيه فرصة لتسويق منتجاتهم، سواء عن بعد، أو بهدف الإعلانات وجلب الزّبائن إلى محلاتهم وشركاتهم.
آية أبو شعبان (27 عاماً)، توضح في حوار مع DW عربيّة، أنها واجهت صعوبة واضحة في بداية عملها لتسويق ملبوسات مستوردة مطبوع عليها محليّاً بكلمات وعبارات وطنيّة أو رومانسيّة أو غريبة، لعدم انتشار ثقافة التسوّق الإلكتروني، وتعوّد الزّبائن على رؤية تلك الملابس وتجربتها قبل شرائها، ولكن مع مرور الوقت، بات الأمر أسهل بكثير.
لم تتمكّن آية الحاصلة على بكالوريس في آداب اللغة الإنجليزية، من الحصول على فرصة عمل مناسبة، فاتجهت مع اثنتين من قريباتها إلى استيراد بعض الملبوسات وتسويقها إلكترونياً عبر صفحة خاصّة على الفيسبوك أيضاً. ووسّعت نشاطها في المناسبات لتزيين علب الشّوكولا، أو الطباعة على منتجات متوفرة في الأسواق المحليّة، إضافةً إلى إنتاج “الكاتو”.
وقد أظهر تقرير واقع الشباب الفلسطينيّ للعام 2013، الصّادر عن “منتدى شارك الشبابي”، وأكبر مؤسّسة أهلية شبابية فلسطينية، أن ربع الشباب الفلسطيني يعتبر من الفقراء، إذ يشكّلون 40 في المئة من إجمالي فقراء المجتمع الفلسطيني، وأنّ 43,7 في المئة من الشباب يعانون البطالة، بالرغم من حصول 50,5 في المئة منهم على شهادات جامعيّة.
ويعزو التقرير أسباب ارتفاع معدّلات البطالة إلى ضعف الأداء الاقتصادي الفلسطيني، سواء في الضفّة الغربيّة أو قطاع غزّة، والتفاوت بين الذّكور والإناث في التّشغيل، وقلّة الفرص الإنتاجية في السوق الفلسطيني، ووجود فجوة بين التعليم وسوق العمل، إضافةً إلى غياب السياسة الوطنية الفلسطينية الشاملة لتشغيل الشباب ودمجهم وتمثيلهم في منظومة العمل.
المصدر :وکالة نون الخبریة