الاسلام دين دولة الامام المهدي عليه السلام

السيد هادي عيسى الحكيم
من الثابت والمجمع عليه عند اهل بيت النبوة عليهم السلام وشيعتهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أكد وبكل وسائل التأكيد بأن الله سبحانه وتعالى سيظهر الاسلام بالمهدي المنتظر عليه السلام _على الدين كله_ بحيث تختفي كل الاديان وتتلاشى ولا يبقى الا دين الاسلام، كما دلت على ذلك الروايات الواردة الينا وبينتها الكتب الحديثية مثل (ينابيع المودة) و(منتخب الاثر) للرازي.

من الثابت والمجمع عليه عند اهل بيت النبوة عليهم السلام وشيعتهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أكد وبكل وسائل التأكيد بأن الله سبحانه وتعالى سيظهر الاسلام بالمهدي المنتظر عليه السلام _على الدين كله_ بحيث تختفي كل الاديان وتتلاشى ولا يبقى الا دين الاسلام، كما دلت على ذلك الروايات الواردة الينا وبينتها الكتب الحديثية مثل (ينابيع المودة) و(منتخب الاثر) للرازي.
وهذا الامر الثابت عند اهل بيت النبوة عليهم السلام اصبح عند اوليائهم من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان، ان المهدي عليه السلام ستكون له دولة عالمية يشمل حكمها وسلطانها ونظامها كل اقاليم الكرة الارضية، وستكون المنظومة الحقوقية الالهية المتكونة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واحاديث اهل البيت عليهم السلام هي القانون الاساس والنافذ في هذه الدولة، وسيكون دين الاسلام هو الدين الرسمي والفعلي لرعايا ومواطني تلك الدولة كافة، حيث ستتزامن عملية الدولة العالمية مع عملية نشر الاسلام، وسيدعو الامام المهدي عليه السلام الناس جميعاً ويهديهم الى امر قد فضّله الله على غيره وميزه.
جاء في كتاب (الارشاد) للشيخ المفيد وكتاب (روضة الواعظين) و(اعلام الورى) وكتاب (كشف الغمة في معرفة الائمة) و(اثبات الهداة) ان المهدي عليه السلام سيسير على سيرة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيصنع كما صنع، حيث سيهدم امر الجاهلية كله، ويستأنف الاسلام جديدا.
وقد أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، هذا المحتوم بقوله: (أما والله لا تذهب الايام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الاحياء ويرد الله الحق الى اهله ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فابشروا ثم ابشروا).
وجاء في كتابي (التهذيب) و(الكافي) وحيثما حل المهدي وحيثما ارتحل يفتح معاهد العلوم الاسلامية لتعليم الناس القرآن على ما انزل الله، فمع المهدي عليه السلام القرآن والمسائل الشرعية كافة، فضلا عن ان المهدي عليه السلام بوصفه الامام الثاني عشر من ائمة اهل البيت عليهم السلام الذين اختارهم الله لقيادة العالم قد ورث علمي النبوة والكتاب، ولا يخفى عليه من امرهما شيء وانه يوجه الحركة العلمية بحيث تأتي منسجمة مع ما في الكتاب وما ورثه عن النبوة، ولتكون متفقة مع المفهوم الشرعي.
ومن الثابت ان عيسى بن مريم عليه السلام الذي يتفق مع هذين العلمين _النبوة والكتاب_ سينزل ويظهر في زمن المهدي عليه السلام، وانه _اي المهدي المنتظر عليه السلام_ سوف يؤم المسيح بن مريم عليه السلام في الصلاة، وانه بعد ان ينزل المسيح تكون للمهدي عليه السلام دولته المستقرة وحكومته المنظمة، وجيشه القائم، ونفوذه الواسع، وصيته المنتشر في ارجاء المعمورة، مما يعني ان الامام المهدي عليه السلام هو الامام الشرعي للامة الاسلامية التي هي أمة الدنيا كلها آنذاك.
وبذلك تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة اعداء الله هي السفلى، ويتوحد العالم كله لتكون دولة واحدة وديناً واحداً هو دين الله _الاسلام_ (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

Check Also

معالم الحكومة الإسلامية عند الإمام المهدي عليه السلام

السيد نذير الحسنيتعاقبت على هذا العالم حكومات متعددة تباينت فيما بينها بالوسائل والأهداف, والكل يسعى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *