من خصائص الشَريعة الاِسلاميّة «الاِعتدالُ»، و «سهولة درك المفاهيم والاَحكام الاِسلامية»، وهو أمر يمكن أنْ يكون أَحدَ أهَمّ أسباب نفوذ هذا الدين وانتشاره بين شعوب العالم المختلفة.
من خصائص الشَريعة الاِسلاميّة «الاِعتدالُ»، و «سهولة درك المفاهيم والاَحكام الاِسلامية»، وهو أمر يمكن أنْ يكون أَحدَ أهَمّ أسباب نفوذ هذا الدين وانتشاره بين شعوب العالم المختلفة.
إنّ الاِسلام يعرض ـ في مجال معرفة الله ـ توحيداً خالصاً، وواضحاً، وبعيداً عن أيّ إيهام وتعقيدٍ.
فسورة «التوحيد» التي هي من سُوَر القرآن القصار، يمكن أنْ تكون خير شاهد على هذا الاَمر.
كما أنّ القرآنَ يُؤكّد في مجال مكانة الاِنسان أيضاً على مَبدأ التَّقوى الّذي هو شاملٌ لجميع الخِصال الاََخلاقية، الرفيعة، والنبيلة.
وفي مجال الاَحكام العملية نرى كذلك أنّ الاِسلام يَنفي أيَّ عُسْرٍ وحَرَجٍ، وقد وَصَفَ النبيُّ نفسُهُ شريعتَهُ بالسهولة والسَّماحة فقال: «جِئْتُ بالشَرِيعةِ السَّهْلةِ السَّمْحَةِ».
ورغم أنَّ بعضَ المستشرقين بسبب جهلهم أو عنادِهم يرون أنّ القوّة والسَيف كان هو السبب في انتشار الاِسلام السريع، والعريض في العالم، فَإنّ المحقّقين المنصفين وغير المغرضين حتى من العلماء غير المسلمين يذعنُون ـ بكلّ صَراحة ـ أنَّ أهمَّ عاملٍ لانتشار الاِسلام السريع، هو وضوح التعاليم والاَحكام الاِسلامية وجامعيّتها.
كما قال العالِمُ الفرنسي المعروف، الدُكتور «غوستاف لوبون» في هذا المجال: إنّ رمزَ تقدّم الاِسلام يكمن في سُهُولته.
إنّ الاِسلام منزّه عن الاَُمور التي يمتنعُ عن قبولها العقلُ السليم، والتي يوجَد نماذج كثيرة لها في الشرايع الاَُخرى.
إنّنا مهما أمعنّا النظر وفكرنا فإنّنا لن نجد أبسط من أُصول الاِسلامِ الذي يقول: اللهُ واحد، والناسُ أمامَ الله سواسية، والاِنسانُ يحظى بالجنة والسعادة بالاِِتيان بعدّة فرائض دينية، ويقع بالاِعراض عنها في جهنم.
إنّ وضوح الاِسلام وتعاليمه وبساطتها هذه ساعدت كثيراً على تقدّم هذا الدين في العالم.
والاَهم من هذا، ذلك الاِيمانُ الراسخُ الذي صَبَّه وأوجدَه في القلوب، إنّه إيمانٌ لا تقدر أيّةُ شُبْهةٍ على اقتلاعه.
إنّ الاِسلامَ كما انّه يكون أنسبَ من أيّ دينٍ آخر، وأكثره ملائمةً مع المكتشفات العلمية. كذلك هو في مجال حمل الناس على العفو والصفح أكبر دين يستطيع أنّ يتولّى مهمة تهذيب النفوس والاَخلاق(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 . حضارة العرب تأليف غوستاف لوبون.