السيد أسد الله الهاشمي
الانتظار في اللغة هو: الترقب لحضور الشخص والتأمل بالمستقبل, حسنا كان أو سيئاً, قبيحاً كان أم جميلاً, أكان مرغوباً فيه أو مرغوباً عنه.
والحاصل من المعنى اللغوي هو أن من عمل عملا سيئا أو قبيحاً فهو ينتظر جزاءه، ومن بذر بذراً في…
الانتظار في اللغة هو: الترقب لحضور الشخص والتأمل بالمستقبل, حسنا كان أو سيئاً, قبيحاً كان أم جميلاً, أكان مرغوباً فيه أو مرغوباً عنه.
والحاصل من المعنى اللغوي هو أن من عمل عملا سيئا أو قبيحاً فهو ينتظر جزاءه، ومن بذر بذراً في الأرض ينتظر حصاده بعد نموه واخضراره, وأخيراً من عمل خيراً وإحساناً ينتظر يوما ينال فيه جزاءه.
والانتظار في المذهب هو: حالة مركبّة من الإيمان بالله والاعتقاد الكامل والراسخ بأصول الدين, والشوق والوله لظهور قائد ربّاني سماوي يتمكن من ان يحكم العالم تحت راية واحدة, يحدّ الظالمين وينشر دين التوحيد والعبودية لله, ويحكم الكرة الأرضية بالقسط والعدل بعون الله تعالى, ويوقد مشعل الأمل في النفوس, ويحوّل آمال الناس وسلوكهم الفردي الاجتماعي نحو الكمال.
والانتظار في الدين والمذهب أمل وأمنية, أمل المستقبل، يبشر بالسعادة, وامنية بان ينجي العالم من المفاسد والمصائب ويأخذ به نحو الصلاح والخير, وتتحول الدنيا الى مدينة فاضلة في ظل العدل الالهي.
وهذا هو معنى الفرج في الدين, أي في الحقيقة، فالانتظار هو طريق لتحقق الحق والعدل والنصر، وتحكيم نظام العدل الإلهي،’فعلى هذا يكون انتظار الفرج حديث نفوس كل الناس بلا ريب, والتطلع المشترك لكل شعوب العالم, ولا يعرف زمانا ولا مكانا معيناُ, ولا يختص بقوم أو مجموعة دون أخرى.
نعم أيها القارئ العزيز, الدافع الأصلي لعقيدة ظهور الإمام المهدي عليه السلام وانتظار لفرج آخر حجة لله هو الإيمان, فالإيمان دافع قوي جداً, يرى الإنسان من خلاله السعادة والرفاه لوجوده, ولا يفقد أمله ومعنوياته أبداً وأثر غدر الزمان وشدة بلايا الحياة, فهو ينهض ويسعى وينطلق, ويأمل من الله الأجر, ويدعوه تبارك وتعالى:
(اللهم صلّ عليه, وقرّب بُعده … وثبّت به القلب, وأقم به الحرب).