حذرت دار الإفتاء المصریة من الفتاوى المتطرفة التی تدعو إلى تکفیر قوات الأمن وتحریم الصلاة على من استشهد منهم أثناء تأدیة عملهم، مؤکدة أن مثل هذه الفتاوى الشاذة خطر على الأمة وتوقع المرء فی إثم التکفیر.
و أکدت دار الإفتاء المصریة خلال بیان لها الیوم السبت الأول من شهر فبرایر الجاری فی ردها على إحدى الفتاوى المتطرفة التی أطلقتها بعض المواقع التکفیریة، والتی رصدها مرصد دار الإفتاء المصریة الذی تم إنشاؤه لمواجهة الفکر التکفیری، أن من یطلقون هذه الفتاوى التکفیریة غیر مؤهلین علمیاً ولا عقلیاً، ولا یدرکون خطورة ما یطلقونه من أحکام تؤدی إلى خراب المجتمعات وإحداث الفتن بین أبناء الوطن الواحد.
وأوضحت دار الإفتاء المصریة فی ردها أن تکفیر المسلم وأهل القبلة بغیر حق من أعظم الأمور إثماً، وأشدها وزراً، وأخطرها أثراً؛ وقد تواردت النصوص الشرعیة فی الکتاب والسنة تنهى وتزجر عن التکفیر، وتأمر بالکفِّ والإعراض عنه، قال الله عز وجل : (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَتَبَیَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَیْکُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ کَثِیرَةٌ کَذَلِکَ کُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فَتَبَیَّنُوا إِنَّ اللَّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً(النساء:94) .
وتابع البیان، وقال النبی صلى الله علیه وآله وسلم: “من رمی مؤمنًا بکفر فهو کقتله”، وقال: “إذا قال الرجل لأخیه: یا کافر، فقد باء بها أحدهما”، وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: “کفوا عن أهل لا إله الا الله، لا تکفروهم بذنب.. من أکفر أهل لا إله الا الله فهو إلى الکفر أقرب”. رواه الطبرانی.
وأضافت دار الإفتاء فی ردها على فتوى تکفیر رجال الأمن وتحریم دفنهم فی مقابر المسلمین أن رجال الأمن یقومون بواجبهم فی حمایة الوطن واستقراره ضد القتلة والمجرمین والخارجین عن القانون، وأن من یُقتَّل منهم وهو یدافع عن أمن الناس وحمایة أرواحهم وممتلکاتهم فهو شهید بإذن الله ویکفن ویصلى علیه ویدفن مُکَرَّماً فی مدافن المسلمین.
وأشارت دار الإفتاء فی معرض ردها إلى أن من لوزام الفهم الخاطئ لأحکام الشریعة أن یصبح التکفیر عند کثیر من المتطرفین المنتسبین لأهل العلم ومن اتبعهم فی ذلک إیماناً مقلوباً، بل الأخطر من ذلک أن یتحول التکفیر إلى مدخل شرعی للقتل واستباحة الدماء والأعراض، وهو إفساد فی الأرض یهدم مقاصد الشریعة الإسلامیة من أساسها، وقد حذرنا النبی صلى الله علیه وآله وسلم فی خطبة الوداع من هذا فقال: “إن دماءکم وأموالکم وأعراضکم علیکم حرام؛ کحرمة یومکم هذا، فی بلدکم هذا، فی شهرکم هذا”.
المصدر: المشهد