انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان عليه السلام.
السنغال/الموقع والحدود:
تقع جمهورية السنغال في الغرب الأقصى من قارة افريقيا، وتطل على المحيط الأطلسي، يشكّل نهر السنغال الحدود الشمالية لها، وغينيا وغينيا بيساو جنوباً، كما يحدّها من الشرق والجنوب جمهورية غامبيا، ومناخ السنغال مداري.
تبلغ مساحة السنغال 197,000كم2، أمّا عدد سكانها فيبلغ 13,7 مليون نسمة. واللغة الرسمية فيها هي الفرنسية.
الواقع الديمغرافي الديني:
أكثر من 95% من تعداد شعب السنغال من المسلمين، وهم على طريقة أهل التصوف، ومن المسلمين من الشيعة والذين تبلغ نسبتهم 1,5% من مجموع سكان البلاد.
اما الباقون من السكان فهم ما بين نصراني ووثني وملحد.
الوقاع الاقتصادي:
أغلب أراضي جمهورية السنغال سهول منبسطة، وهي أراض خصبة صالحة للزراعة، لذلك فإنتاجها المحاصيل الزراعية، ومن منتجات هذا البلد كذلك السمك والفوسفات وخامات الحديد. وهي _أي جهمورية السنغال_ من دول الاتحاد الاقتصادي والنقدي الافريقي الغربي.
دخول الاسلام ربوع السنغال:
دخل دين الاسلام الحنيف إلى أراضي السنغال في القرن الحادي عشر الميلادي وذلك مع دخول قبيلة صنهاجة التي كانت تقطن موريتانيا، أو عن طريق حركة المرابطين بقيادة عبد الله بن ياسين، أو عن طريق التجار بين جمهورية مالي، فكان الدين الغالب الإسلام.
أبواب القلوب تُفتح أمام التشيّع:
السعي الإنساني الحثيث للوقوف على الحقيقة والعمل بها هدف الأحرار في هذه الحياة، وسعي الجميع إليه لا يقف عند لون أسود فيضعف أو أبيض فيقوى، بل قد يعطي اسوداد اللون بياضاً أنصع للقلب، وقوة أكبر في تقبّل الحقيقة والإنصياع لها، تفوق وبلا شك فاعلية من كان أبيض اللون أسود القلب.
والقارة السوداء التي تتلهف لاحتضان الحقيقة وتتوجه إليها الانظار حديثاً، لا لثروة تكتنزها أرضها، بل لأجل أنّ بوادر تشيّع بدأ ينمو هناك، فهبّ المغرضون لمنع نموه بل واقتلاعه من جذوره، فلابدّ أنْ يسعى أصحاب الحق للدفاع عنه وتثبيته لكي أنْ يؤتي ثمره، هذه هي الحقيقة في حال التشيع في أفريقيا.
ومن بين أهم البلدان التي ينمو فيها التشيع سريعاً دولة السنغال التي تحتل اهمية بالغة نسبة إلى أفريقيا، وذلك لما لها _أي السنغال_ من تأثير كبير على البلدان التي تحاذيها، إذ يقال إنّ الكثير من اتباع الطرق الصوفية السنغاليين يؤثرون على الملايين من ابناء البلدان المجاورة كنيجيريا وموريتانيا وغيرها، فلذلك تعدّ أرض السنغال من أخصب الأراضي التي يمكن أنْ تمثّل منطلقاً ترويجياً لاصحاب المعتقدات، ومن هنا يفسر التوافد الوهابي المتكاثر عليها، كذلك التهجّم غير المبرر على ما يقوم به الشيعة لممارسة أبسط حقوقهم، حيث أنّ غالبيتهم من السكان الأصليين والذين يقومون بنشر عقيدتهم دون المساس بالعقائد الأخرى كما يفعل الوهابية، الذين ينشرون عقائدهم بإقصاء الآخر وتكفيره.
مواكب السنغاليين تشارك الزوار في مسيرة الاربعين
الشيعة اليوم يتمتعون بوجود مريح في السنغال ومؤسساتهم تتناسب وحجم وجودهم المتنامي، إذ تكثر هناك الحسينيات والمساجد والممؤسسات والمدارس الحوزوية، فضلاً عن الاكاديمية التي تتبع لهذه المؤسسات الشيعية المعنيّة بنشر الفكر الشيعي الإمامي وتوجد شخصيات كثيرة يقع على عاتقها إقامة البرامج التثقيفية والتعبوية استفادة من المناسبات السنوية والتي تهيئ المناخ المناسب للتبليغ وترويج المذهب الحق، كأيام شهر محرم الحرام وصفر الخير، والنصف من شعبان الأغر، وشهر رمضان المبارك وغيرها، ومما ينبغي أنْ يلفت إليه أنّ العوامل المساعدة للانتشار هناك لا تكاد تخفى على من يتابع شؤون هذا البلد، إذ أنّ نفوس أهل هذا البلد تتمتع بقابلية التقبّل لما هو صحيح وحق أكثر من غيرها، فضلاً عن انعدام عنصر التعصّب والتحجّر الفكري، وخلو نفوسهم عن عقيدة حقّة تمارس، فتلبية للحاجة الملحّة لمن يسعى، بل ولغيره لاكتساب عقيدة حقة تتهيأ الأرضية الخصبة للنمو والانتشار.
من هنا ينبغي على المعنيين بهذا المجال إيلاء أهمية تتناسب وحجم هذه المعطيات، وجعل العمل في هذا البلد من الاولويات.
الشيخ عبد المنعم الزين اللباني مع الخلقة العام للشيخ عمر الفوتي تال المرحوم الشيخ منتقى تال
مؤسسات شيعية سنغالية:
ما أن انتشر أمر التشيع بين صفوف الشعب السنغالي ورغم موقف الدعاة من المعادين لأهل البيت عليهم السلام هناك من رفضهم لنشر التشيع في البلاد السنية، وما يقوم به اولئك من نشاطات من شأنها إيقاف أي تحرّك شيعي حتى كانت للشيعة المتكاثرين مؤسساتهم وحسينياتهم ومدارسهم وكلياتهم المتميزة التي ينشرون فيها علوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفيها يمارسون شعائرهم الاسلامية والحسينية ويقومون بنشاطاتهم بشكل ملحوظ، ويقيمون مراسم مناسبات افراح ال البيت عليهم السلام واحزانهم.
ومن هذه المؤسسات:
– حوزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم/في داكار/حي (aoine):
وهي مركز يضم مدرسة حوزوية تمنح طلبتها بعد أربع سنوات شهادة الثانوية.
مديرها/ محمد شاهدي الرضوان
– كلية فاطمة الزهراء عليها السلام/في داكار_بومبييه
وهي مدارس متدرجة تبدأ من رياض الأطفال وحتى الثانوية، مستوعبة أكثر من ستمائة طالب وطالبة، ومحلق بهذه الكلية مسجد.
– مؤسسة المزدهر الدولية:
وقد أسسها السنغالي محمد علي الشريف حيدر.
وتنشط هذه المؤسسة في بناء المدارس الشيعية وكذلك المساجد، وكفالة الدعاة، وحفر الآبار، وإيجاد مشاريع استثمارية، وغير ذلك من الاعمال كإصدار الكتب والمجلات.
– المؤسسة الإسلامية الاجتماعية/سانداغا:
ومعها مسجد جامع كبير، وقاعة للمحاضرات.
– كلية الحسنين عليهما السلام/داكار:
وهي كلية تتبع مؤسسة المزدهر.
– مركز الإمام الرض عليه السلام/في كولاخ_تبعد عن العاصمة داكار 192كم:
وهذا المركز عبارة قاعة للمحاضرات ومكتبة.
– مدرسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم/بكازماس:
ومديرها الاستاذ نوح مانبي وتنشط بنشر مذهب الحق مذهب أهل البيت الكرام عليهم السلام.
– المركز الإسلامي/في وليغارا_نييل/الجنوب
– المركز الثقافي الإيراني/داكار:
ويحوي هذا المركز على مكتبة عامرة كبيرة يستفيد منها من أراد من أبناء المذهب وغيرهم.
– جمعية حلقة المثقفين.
– منظمة العمل الإسلامي/في داكار:
وتصدر مجلة للدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية.
افتتاح المؤسسة الاسلامية الاجتماعية 1981
– جمعيّة الهدى:
وهي جمعية نسوية خيرية. ومن أهدافها مساعدة الفقراء من الجالية اللبنانية والسنغالية وتعليم اللغة العربية.
ما كان لله ينمو:
أكّد زعيم الشيعة في السنغال محمد علي حيدري:
أنّ عدد اتباع المذهب الشيعي هناك يزداد ويتنامى بصورة متكررة شأن هذا البلد شأن قارة افريقيا كلّها.
وقال حيدري في لقاء صحفي خلال زياراته للمزارات الشيعية في العراق:
(اسسنا مؤسسة المزدهر في سنة 2000م، والمؤسسة تتحرك في مجال التربية والتعليم وبناء المدارس وإقامة المناسبات كمناسبة عاشوراء وعيد المولد النبوي الشريف ومولد الزهراء، وعيد الغدير، وفي نفس الوقت تطبع الكتب وتنشر المقالات، وعندنا كذلك برامج في تلفزيون السنغال.
وأضاف حيدري:
إنّ افريقيا فيها المسلمون هم الاغلبية، مما يجعلها أرضاً خصبة لنشر افكار أهل البيت عليهم السلام مع انّ الامكانيات محدودة ونحن بحاجة إلى الكتب والاساتذة والمبلغين، وبحاجة أيضاً إلى الدعم المادي والمعنوي…
وإنّ ذلك جلّه مسؤولية كل من اتخذ مذهب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم مذهباً، وارتضى به طريقاً ومركباً، ومن له القدرة على تحمل مسؤولية نشر مذهب آل البيت عليهم السلام ونشر مبدأ الحق في ربوع الدنيا، وذلك من أجل تحقيق أرضية صلبة يقف عليها من أراد أنْ يعبّد الطريق ويمهّد السبيل أمام مصلح ومنقذ البشرية الإمام المهدي الحجة بن الحسن عليه السلام من أجل إظهار دين الله على الدين كلّه رغم انف الكافرين.
مدخل كلية الزهراء
مبنى حوزة الرسول الاعظم لوحة إعلانية من الخارج