يذهب الخطاب الطائفي السعودي الى اقصى مداه في مقال لمحمد آل الشيخ المقرب من السلطات السعودية، في جريدة “الجزيرة” في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، حيث ينتقد تسمية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لكربلاء ب”قبلة المسلمين”، متهما اياه “بإثارة النعرة الطائفية الشيعية في أقصى مواقفها المتطرفة والمتشددة، ومنها أن كربلاء توازي في قدسيتها (مكة المكرمة)”.
يستنتج الكاتب السعودي طارق الحميد في مقال له في صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية، ان تفجيرات بيروت هي ذاتها تفجيرات بغداد من ناحية البعد الطائفي الذي ادى الى وقوعها، مشيرا الى ان “بيروت تتحول إلى بغداد جديدة”، متناسيا عن عمد دور بلاده الطائفي في لبنان الذي يعتمد سياسة ودعم طائفة دون اخرى، كالسياسة التي يتبعها النظام السعودي في دعم الارهاب في العراق.
واكد نواب عراقيون في اكتوبر العام 2013 تورط النظامين السعودي والقطري بأحداث العنف التي شهدتها محافظات العراق.وقال اسكندر وتوت نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي إن “النظامين السعودي والقطري متورطان بأحداث العنف التي شهدها العراق في الفترة الأخيرة وأن مجلس النواب والحكومة العراقية يمتلكان أدلة دامغة على هذا التورط”.
وفي مقال له في صحيفة “الحياة” اللندنية يتبنى الكاتب اللبناني الياس حرفوش الخطاب السعودي المعادي للعراق، بالقول ان “على رئيس الحكومة العراقي ان يثبت انه رئيس حكومة كل العراقيين، وليس رئيساً لحكومة فريق أو فئة منهم”، فيما اثبتت الاحداث ان الرياض كانت تقيم اتصالات تمرر من خلالها توجيهاتها الى اقطاب الاعتصام في الانبار، لدعم تمردهم على الحكومة المركزية.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال الاسبوع الماضي ان “دولة خليجية تدعم انفصال داعش بالأنبار “.
وفيما يدعو حرفوش القيادة العراقية الى “الاقتداء بالسياسة التي اعتمدها الاميركيون في ظل القيادة العسكرية للجنرال ديفيد بترايوس في مواجهة تنظيم القاعدة عبر التحالف مع القيادات المعتدلة من ابناء العشائر، وإنشاء ما اطلق عليها الصحوات التي تحولت الى ذراع فعالة في المواجهة مع القاعدة”، فانه يغض النظر عن الدور الاقليمي لاسيما الدور السعودي والقطري الذي وجد في الانسحاب الامريكي فرصة، لإغراء بعض القيادات العشائرية والدينية بالمال، لدق اسفين طائفي بين المناطق التي تسكتها اكثرية سنية وبين الحكومة، وهو دعم ما كانت تجرأ عليها تلك الدول في ظل الوجود الامريكي في العراق.
ويذهب الخطاب الطائفي السعودي الى اقصى مداه في مقال لمحمد آل الشيخ المقرب من السلطات السعودية، في جريدة “الجزيرة” في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، حيث ينتقد تسمية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لكربلاء ب”قبلة المسلمين”، متهما اياه “بإثارة النعرة الطائفية الشيعية في أقصى مواقفها المتطرفة والمتشددة، ومنها أن كربلاء توازي في قدسيتها (مكة المكرمة)”.
لكن ال الشيخ تعمّد اغفال حقيقة ان رئيس الوزراء العراقي قال ان “مكة المكرمة هي قبلة المسلمين”، داعيا الى تطوير كربلاء وتحسين خدماتها باعتبارها مكانا مقدسا”.وفي نص يحث على الشحن الطائفي، ينقل الشيخ روايات لعلماء دين شيعة يفيد بان” كربلاء قبلة المسلمين” وهو خطاب دأب على ترديده الوهابيون التكفيريون.ويستغرب العراقيون الشيعة هذا الطرح الفج من قبل صحيفة سعودية.
ويحج الى مكة المكرمة، سنويا، الآلاف من الحجاج العراقيين من الشيعة والسنة، الى جانب ملايين المسلمين من كافة العالم، ويؤدون ذات الطقوس، في فعالية دينية تخلو من التمايز المذهبي والطائفي الذي يسعى الى تأجيجه الخطاب التكفيري.
ويقول الكاتب كريم ناصر على صفحته في “فيسبوك”، ان “هذا المنطق لا يليق بكاتب معروف في صحيفة سعودية معروفة، ولو صادر من شخص متطرف تكفيري لبدا متوقعا لما يصدر من هؤلاء من اراء وفتاوى تكفر الاخرين”.
ويتابع ناصر “الا يعرف الكاتب ان قبلة الشيعة في العالم هي مكة المكرمة، حالهم حال بقية المسلمين في العالم”.ويسعى الاعلام السعودي الذي تديره محركات فكرية وهابية الى تكفير بقية مذاهب وطوائف المسلمين، ما ادى الى صدور الكثير من الفتاوى التي تحث على قتل المسلمين عبر تفجيرات في مناطق العالم المختلفة.
المصدر : وکالة شیعة نیوز