ذكرنا فی اللیلة السابقة أن حدیث الثقلین یدل على قضیة الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه باعتبار أن حدیث الثقلین یصرح بأنّ العترة والكتاب لا یتفارقان أبداً إلى یوم القیامة: (وقد أنبأنی اللطیف الخبیر بأنهما لن یفترقا)، یعنی القرآن وأهل البیت، (حتى یردا علیّ الحوض)، القرآن لا یفترق عن أهل البیت وأهل البیت لا یفترقون عن القرآن إلى یوم القیامة.
صلى الله وسلم علیك یا رسول الله وعلى أهل بیتك المعصومین المنتجبین المظلومین، لعن الله الظالمین لكم من الأولین والآخرین إلى قیام یوم الدین.
ورد عن الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله: (إنی مخلف فیكم الثقلین كتاب الله وعترتی أهل بیتی ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدی، وقد أنبأنی اللطیف الخبیر بأنّهما لن یفترقا حتى یردا علیّ الحوض، فانظروا كیف تخلفوننی فیهما)(1) ، صدق الرسول الكریم.
ذكرنا فی اللیلة السابقة أن حدیث الثقلین یدل على قضیة الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه باعتبار أن حدیث الثقلین یصرح بأنّ العترة والكتاب لا یتفارقان أبداً إلى یوم القیامة: (وقد أنبأنی اللطیف الخبیر بأنهما لن یفترقا)، یعنی القرآن وأهل البیت، (حتى یردا علیّ الحوض)، القرآن لا یفترق عن أهل البیت وأهل البیت لا یفترقون عن القرآن إلى یوم القیامة.
وهذا معناه أنه فی كل زمان یوجد القرآن لابد من وجود رجل من أهل البیت فی ذلك الزمان مع القرآن الكریم.
الحدیث عن الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه من خلال حدیث الثقلین یتم فی ثلاث نقاط:
الأولى: ظهوره وغیبته:
ذكرنا فی عدة لیالٍ سابقة أن مسألة ظهور الإمام أمر مسلّم به بین جمیع المسلمین، لا أحد ینكر أن هناك إماماً یظهر آخر الزمان یملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هذا لا ینكره أحد من المسلمین، فجمیع المسلمین شیعةً وسنة یسلمون أن آخر الزمان یظهر إمام یملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
وهذا لیس فیه خلاف، وذلك لدلالة القرآن والحدیث النبوی على ذلك:
القرآن الكریم یقول: (هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(2).
یعنی لابد أن یظهر الدین الإسلامی على جمیع الأدیان فی یوم من الأیام (لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) لابد فی یوم من الأیام تمتد الدعوة الإسلامیة ویمتد النداء الإسلامی إلى جمیع أرجاء الأرض وتظهر رایة الإسلام خفاقة على جمیع الرایات.
(وَنُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ)(3).
یعنی یرثون الأرض، أی أنهم آخر من یحكم الأرض، هذا معنى الوارثین، والمستضعفون هم المسلمون طبعاً، المسلمون هم الوارثون.
إذن لابد من دولة إسلامیة تعم أرجاء الأرض فی آخر الزمان، حسب صریح القرآن الكریم، وهذا أمر مسلم به لیس فیه شك.
كذلك ورد عن الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله أنه قال _ فی مستدرك الصحیحین _: (لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً، فیخرج رجل من أهل بیتی فیملؤها قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً).(4)
وفی كنز العمال: (لا تقوم الساعة حتى یخرج رجل من أهل بیتی من ولد فاطمة فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).(5)
كذلك أیضاً ینقل ابن حجر وذخائر العقبى عن النبی صلى الله علیه وآله أنه ضرب بیده على كتف الحسین علیه السلام وقال: (من ظهر هذا، أو من صلب هذا، أو من ولد هذا _ حسب اختلاف الروایات _ مهدی هذه الأمة یملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).(6)
مسألة ظهوره لیس فیها نقاش، إنما الكلام فی غیبة الإمام فإنّ الشیعة الإمامیة تعتقد أن الإمام ولد وهو غائب ویخرج یوماً من الأیام إذا أذن الله له بالخروج، وغیرهم من المسلمین یقولون: الإمام إلى الآن لم یولد وأنه یولد آخر الزمان ویخرج، فالخلاف فی هذه النقطة، فی الغیبة، هل أنه یولد آخر الزمان ویخرج، أی هل أنه ولد وهو غائب، أم لا؟ نحن الشیعة الأمامیة نقول: نعم ولد وهو غائب، لماذا؟
أولاً: الدلیل التأریخی ساعدنا، یعنی أنت عندما تقرأ الآن كتاب وفیات الأعیان لابن خلكان(7)، أو تقرأ كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعی أو مثلاً تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزی، كلهم ینصون على أن الإمام الحسن العسكری علیه السلام أنجب ولداً اسمه محمد، ولد وغاب عن الأنظار، ویذكر صاحب وفیات الأعیان وغیره: وهو حی یرزق، وهذه كتب أهل السنة تنص تأریخیاً على اسمه محمد ابن الإمام الحسن العسكری ولد وغاب، وهذه كتب تأریخیة تنص على ذلك.
ثانیاً: من جانب آخر الأحادیث تؤید وجود الإمام، فقد ورد عن الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله: (لا یزال الدین قائماً حتى تقوم الساعة ویقوم فیكم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش)(8) ، وقلنا: إن هذا الحدیث یدل على أن الأئمة متواصلین إلى یوم القیامة بمعنى أنه لا تمر فترة على الأمة الإسلامیة بدون إمام، فإن هذا مستحیل (لا یزال الدین قائماً _ كما رواه البخاری _ حتى تقوم الساعة ویكون فیكم اثنا عشر أمیراً أو اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش)، فلا تأتی فترة على الأمة أو زمان على الأمة الإسلامیة خالیة من وجود الإمام..مستحیل!!
وهذا ما أكده الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله فی حدیث آخر، كما رواه صحیح مسلم: (من لم یعرف إمام زمانه ومات مات میتة جاهلیة).(9)
لكل زمان إمام، كل زمان یمر على الأمة الإسلامیة یوجد فیه إمام، أنت تسأل أی أحد مسلم قل له: من إمامك الذی هو إمام هذا الزمان؟ هل یوجد أحد یجرؤ ویتجاسر ویدعی أنه إمام الزمان؟ لا یوجد أحد یقول: أنا إمام الزمان، شرقاً وغرباً لا یمكن أن تنسب هذه الدعوى إلا للإمام المهدی عجل الله تعالى فرجه.
الحدیث یؤكد وجود إمام للزمان كله، ولا یوجد مسلم معد ومهیأ لأن یدعی هذه الدعوى إلا الإمام المهدی عجل الله تعالى فرجه.
نأتی إلى حدیث الثقلین الذی ذكرناه: (وقد أنبأنی اللطیف الخبیر بأنهما لن یفترقا حتى یردا علیّ الحوض)، إذن لابد لكل زمان من إمام والإمام باقٍ إلى یوم خروجه.
والدلیل التأریخی _ كما ذكرنا _ ساعدنا أن هذا الإمام الغائب، هذا الإمام الموجود هو محمد بن الحسن المهدی عجل الله تعالى فرجه.
ومسألة استبعاد غیبة الإمام بأنه كیف یغیب هذه المئات من السنین، ویعیش هذه المئات من السنین؟ فهذه المسألة واضحة الدفع بعیسى بن مریم، فإن جمیع المسلمین یقرون أن عیسى بن مریم لم یمت مازال حیاً (وَما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)(10) وفی آیة أخرى (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ)(11) وما زال حیاً ویظهر آخر الزمان، ونحن طبعاً بحسب روایات الشیعة نؤكّد أن عیسى بن مریم یأتم بالإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه ویصلی خلف الإمام فی بیت المقدس.
إذا كان یمكن أن یبقى عیسى بن مریم متمتعاً بصحة وعافیة هذه السنین، وهذه المئات من السنین، فأی مانع یمنع من بقاء الإمام المنتظر هذه المئات من السنین بصحة وعافیة مهیأ لذلك الیوم العظیم، وهو یوم خروجه؟
إذا صح ذلك فی عیسى بن مریم صح فی الإمام المنتظر ولا یوجد مانع.
الثانیة: دوافع الغیبة:
لماذا الإمام غائب؟ لماذا لا یظهر؟ نفترض أن الإمام ولد والآن غائب، البشریة بلا شك تحتاج إلى وجود إمام معصوم یبلغ الأحكام الواقعیة ویقیم العدل ویقیم القسط ویرشد الأمة الإسلامیة إلى خیرها.
الأمة الإسلامیة بحاجة ماسة إلى وجود الإمام، فلماذا لا یظهر الإمام؟ لماذا الإمام ما زال غائباً ولا یظهر؟ ما هو الدافع وما هو الداعی لغیبته وعدم ظهوره؟ الآن هذا سؤال یطرحه الكثیر من الاخوة السنة وغیرهم.
نحن نذكر هنا جوابین أو وجهین:
الوجه الأول: ما طرحه علماؤنا من أن البشریة لابد أن تمر بتجربة مریرة تتهیأ فیها لدولة الإمام علیه السلام، كیف تتهیأ لدولة الإمام؟ خروج الإمام فی هذه الظروف غیر نافع، یعنی لا توجد له الأرضیة المهیأة للدولة الآن.
فمثلاً علماؤنا یقولون بأن الزمن والظروف التی عاش فیها الإمام علی علیه السلام ما كانت تتحمل دولة الإمام علی، أی أنّ دولة الإمام علی كانت أكبر من الظروف التی عاشتها، فإنّ العقلیة والتجربة البشریة آنذاك ما كانت فی مستوى وعی حكم الإمام علی علیه السلام وما كانت فی مستوى إدراك حكم الإمام علی علیه السلام وبالتالی لم یستقر حكم الإمام علی أكثر من خمس سنوات وكلها حروب ودماء واختلافات واضطرابات بین المسلمین، نتیجة أن التجربة البشریة ما كانت فی مستوى حكم الإمام علیه السلام.
طبعاً، صحیح أن الإمام نصبه الرسول صلى الله علیه وآله خلیفة على المسلمین لكن لما أُبعدت الخلافة عنه خمساً وعشرین سنة جعلت الظروف غیر مهیأة، وجعلت الظروف لیست فی مستوى حكم الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام.
نقول الآن: إذا الإمام المنتظر یرید أن یقیم الدولة العادلة والدولة العامة الشاملة على أرجاء الأرض، ألا یحتاج إلى أرضیة مهیأة؟ الجواب: نعم بلا إشكال.
إذا كان الإمام یرید أن یقیم الدولة الإسلامیة العامة على جمیع بقاع الأرض (هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(12) إقامة الدولة الإسلامیة العامة تحتاج إلى أن البشر یستقبلون الإسلام، تحتاج إلى أن البشر یكونون مهیئین نفسیاً وذهنیاً لقبول الإسلام ولاعتناق الإسلام ولتلقی الإسلام، ولأن یكونوا عوناً للإسلام.
فالإمام وإن كان یحارب المرتدین ویحارب الكافرین ویحارب الظالمین، لكن لا یفنی البشر كلهم، بل لابد من وجود أرضیة بشریة مهیأة نفسیاً وثقافیاً لدولة الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه.
وهذا كیف یتم؟ طبعاً یتم بأن البشریة تعیش التجربة المرّة وتمر البشریة بتجربة مرّة، فتجرب سائر الأنظمة وسائر الحضارات وسائر القوى وسائر الأجهزة إلى أن تیأس البشریة من كثرة المشاكل الاقتصادیة ومن كثرة الحروب ومن كثرة الفتن ومن كثرة الویلات التی تمر بها، إلى أن تتهیأ نفسیاً بكل انتظار وبكل شوق وبكل إِلحاح إلى أن الخلاص الوحید والعلاج الوحید لها كلها هو الإسلام، وتؤمن البشریة وقد جربت أنظمة مختلفة من رأسمالیة وشیوعیة واشتراكیة وأنظمة أخرى وحضارات مختلفة وحضارات متباینة، نعم وأجهزة مختلفة ومتعددة، وترى فشل الجمیع وعدم كفائتها.
وطبعاً تزداد المشاكل البشریة یوماً بعد یوم، تزداد نسب المجاعة ونسب الفقر ونسب الحروب ونسب الفتن ونسب القلاقل ونسب الاضطرابات یوماً بعد یوم، إلى أن تصل البشریة إلى أن لا مخلص إلاّ الإسلام ولا علاج إلا الإسلام ولا حلّ إلا الإسلام ولا كافل لسائر المشاكل إلا الإسلام.
إذا تهیأت البشریة إلى الإسلام وإلى نظام الإسلام كحل وكعلاج كان ظرفاً مهیأً ومناسباً لخروج الإمام عجل الله تعالى فرجه فیخرج والبشریة تحت رایته لأنها رایة الإسلام الذی هو الحل الوحید لسائر المشاكل المادیة والاقتصادیة والأمنیة.
وهذا ما تؤكد علیه النصوص التی تذكر أنه یخرج بعد ما ملئت الأرض ظلماً وجوراً، والرسول لا یكذب، وهذا لیس معناه أن كل بقعة بقعة ستمتلئ ولكن أغلب بقاع العالم هكذا (تملأ الأرض ظلماً وجوراً فیخرج رجل من أهل بیتی فیملؤها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً).
فلابد للبشریة أن تخوض هذه التجربة المریرة التی تهیئها لقبول دولة الإمام ولقبول صوت الإمام سلام الله علیه.
الوجه الثانی: السید محمد باقر الصدر رحمه الله یذكر أن غیبة الإمام نافعة حتى للإمام نفسه، فضلاً عن البشریة، والرأی یختص به لا یطرحه غیره من العلماء.
یقول: كل دور یحتاج إلى كفاءة مناسبة للدور، فمثلاً موسى بن عمران متى بُعث رسولاً؟ لما بلغ أربعین سنة والقرآن الكریم یقول: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى)(13) یعنی أصبح عقله ناضجاً وخبرته ناضجة ورجولته كاملة.. (آتَیْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً) الدور كان یحتاج إلى هذا النوع من الكفاءة، یعنی ما كان یمكن لموسى بن عمران أن یقوم بدوره كرسول إلا بعد هذا السن وبعد هذه التجربة.(14)
نأتی إلى النبی الأعظم صلى الله علیه وآله بعث وعمره أربعون سنة، هو نبی منذ ولادته، وقد ورد عنه صلى الله علیه وآله كما فی كتاب تفسیر الرازی: (كنت نبیاً وآدم بین الماء والطین).(15)
الله تبارك وتعالى خلق النبی نوراً قبل أن یخلق آدم وأعطاه النبوة قبل أن یخلق آدم، نور یجتبى بالنبوة والعصمة والطهارة قبل خلق آدم.
ولقد ورد عنه صلى الله علیه وآله: (إن الله خلق نوری ونور علی قبل أن یخلق آدم بألفی عام)(16)، كما ورد عنه صلى الله علیه وآله: (كنت نبیاً وآدم بین الماء والطین).(17)
إذن هو نبی منذ ولادته، فلماذا لم یبعث إلا وعمره أربعین سنة؟ لأنه ما بعث بالدعوة وإن كان نبیاً إلا بعد أربعین سنة، والتجربة الإسلامیة تقتضی تهیئته كقائد تنقاد له النفوس وتذعن له القلوب وتلتف حول رایته وتؤمن بخبرته وتؤمن بنضجه وتؤمن بفكره، ویحتاج إلى أن یمر بهذا السن، ویحتاج إلى أن یمر بهذه التجربة، ویحتاج إلى أن یمر بهذا الحد المعین فیتهیأ لقیادة الأمة آنذاك، فالدور یحتاج إلى هذا الاستعداد.
بالنسبة للإمام المنتظر، السید الصدر _ وهذا رأی یختص به ولعله غریب على الناس _ یقول: إنّ الدور الذی یقوم به الإمام المنتظر لیس دوراً عادیاً، لم یقم به نبی ولا رسول، إقامة دولة إسلامیة على جمیع بقاع الأرض، هذا الدور الذی هو إقامة دولة إسلامیة على جمیع بقاع الأرض، وكما فی بعض الروایات تستمر هذه الدولة أربعین سنة(18)، إقامة دولة على جمیع بقاع الأرض ولمدة أربعین سنة دور عملاق ما قام به أحد قبله لا من الأنبیاء ولا من الرسل ولا من الأوصیاء.
إذن یحتاج هذا الدور إلى كفاءة تتناسب مع الدور نفسه، فإنّ ضخامة الدور تقتضی ضخامة الكفاءة وضخامة الاستعداد، كلما كان الدور عظیماً احتاج إلى عظمة فی الكفاءة أكثر، وكلما كان الدور أكبر احتاج إلى كفاءات أكبر واستعدادات أكبر، والإمام المنتظر یقوم بدور ما قام به أحد، وهو إقامة دولة إسلامیة عامة على جمیع بقاع الأرض، وهذا یحتاج إلى إعداد وخبرة تتناسب مع الدور تماماً.
وهذا یحتاج إلى شخص عاصر جمیع الحضارات وعاصر جمیع المجتمعات وعاصر جمیع الأنظمة وعاصر جمیع الدول، لأنه إذا عاصر جمیع المجتمعات تعرف على جمیع الأهواء وعلى جمیع الشهوات وعلى جمیع أنواع المیول وإذا عاصر جمیع الأنظمة تعرف على نقاط الضعف ونقاط القوة فی كل نظام، وإذا عاصر جمیع الحضارات تعرف على عوامل البقاء وعوامل الفناء فی كل حضارة معاصرة، فجمیع الحضارات معاصرة وجمیع الأنظمة معاصرة وجمیع المجتمعات معاصرة، وجمیع الأزمنة التی تمر على البشریة تكسب هذا الشخص الذی یعاصرها قدراً كاملاً فی الخبرة بما تحتاج إلیه الدولة الإسلامیة العامة على جمیع وجه الأرض.
جمیع نقاط الضعف والقوة فی المجتمعات وفی الحضارات وفی الأنظمة وفی أجهزة الحكم حاصلة لدیه، لأنه عاصر الجمیع وجرّب الجمیع فوصل إلى الإعداد الكافی للقیام بدوره كقائد عام وكقائد لدولة إسلامیة عامة.
طبعاً یأتی الإنسان هنا یتساءل: هل الإمام قبلاً لا یعرف؟ وهل هو قابل للتعلم؟ أی أنه كلما عاش یتعلم أكثر، هل الإمام هكذا!! صحیح الإنسان البشر العادی كلما یعیش یزداد معرفة وخبرة وینضج ویتكامل، لكن كإمام معصوم هل الإمام كذلك؟! یعنی یحتاج إلى أن یعیش فترة طویلة من الزمن یكتسب فیها خبرات ومعارف وثقافات؟ هل الإمام المعصوم كذلك؟
السید الصدر یجیب عن هذا السؤال یقول: عندنا فرق بین العلم وبین الخبرة، العلم أمر نظری والخبرة أمر تطبیقی، والأمر التطبیقی یحتاج إلیه الإمام كأی إنسان آخر، فمثلاً الطبیب عنده معلومات نظریة بحتة، فإنه عندما یبدأ یفتح عیادة ویعالج المرضى تلك المعلومات النظریة تظهر للوجود فیبدأ یطبقها أثناء عیادته وأثناء علاجه، هذا الطبییب بعد تطبیقه للمعلومات الطبیة النظریة ماذا یحصل؟ یحصل على أنه كان عنده علم نظری والآن تحول إلى خبرة، وفرق بین الخبرة والعلم النظری، هذا كان منذ دراسته إلى أن انتهى إلى مستوى معین یحمل معلومات نظریة، الآن عندما بدأ بتطبیقها تحول إلى خبرة فالخبرة غیر المعلومات النظریة.
مثال أوضح: النبی الأعظم صلى الله علیه وآله، انظر هذه الآیة من القرآن الكریم _ وهذه الآیة كثیر من اخواننا أهل السنة یركزون علیها _ القرآن الكریم یقول فی حق النبی صلى الله علیه وآله: (وَكَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَلاَ الإِْیمانُ)(19) فأهل السنة یقولون: انظروا النبی قبل البعثة ما كان یعلم شیئاً، لأن الآیة تقول: (ما كُنْتَ تَدْرِی…).
یعنی قبل الوحی أنت لا تعلم شیئاً حتى الإیمان ما كنت تدری ما هو، فكان النبی مثل الناس، (مَا الْكِتابُ) یعنی من قبل نزول القرآن، ولكنه سبحانه وتعالى یقول فی مورد أخر: (وَلا تَخُطُّهُ بِیَمِینِكَ إِذاً لاَرْتابَ الْمُبْطِلُونَ)(20) إذا كانت تلك الآیة تقول: ما كنت تدری ما الكتاب ولا الإیمان، ما هو معنى هذه الآیة؟
فهذا هو الذی نركز علیه، وهو الفرق بین الدرایة النظریة والدرایة التطبیقیة، الدرایة التطبیقیة، الدرایة التفصیلیة، والنبی الأعظم صلى الله علیه وآله قبل البعثة یدری بتمام الأمور ولكن درایة نظریة ودرایة علمیة، وبعد البعثة ما درى به مجال التطبیق، خاض حروباً وخاض غزوات وطبق دولة إسلامیة وعاصر منافقین وعاصر الیهود وعاصر المسیحیین، جادلهم وناقشهم، وهذا النوع من التجربة التی مر بها النبی صلى الله علیه وآله ثلاث وعشرین سنة ویطبق ما درى، یطبق المعلومات النظریة خلال ثلاث وعشرین سنة.
یقول صاحب المیزان هذه الثلاث والعشرین درایة تفصیلیة، یقول له: أنت قبل نزول الوحی وقبل نزول الكتاب لم تكن عندك درایة تفصیلیة، درایة تطبیقیة ثم أعطیناك هذه الدرایة التفصیلیة ما كنت تدری ما الكتاب ولا الإیمان.(21)
نحن نؤمن بأن الإمام المعصوم منذ ولادته یعلم ویدری سائر الأمور التی تحتاجها الدولة الإسلامیة العامة وما تحتاج إلیه المجتمعات وما تحتاج إلیه الحضارات والأجهزة المختلفة، كان یعلم بذلك لكنه علم نظری.
لكن معاصرة الإمام بالفعل، فعلاً الإمام یعیش 1400 سنة تقریباً یعاصر الحضارات بنفسه ویكتشف الأنظمة بنفسه ویعاصر المجتمعات بنفسه، هذا النوع من التجربة التی یمر بها أثناء غیبته، تحوّل ذلك العلم النظری إلى خبرة تطبیقیة، وهذه الخبرة التطبیقیة تساعد على إقامة النظام الإسلامی العام على وجه الأرض.
وتوجد عندنا روایات تؤید هذا، فقد ورد عن الإمام الصادق علیه السلام فی الكافی: (لولا أننا نزداد كل جمعة لنفذ ما عندنا)(22) الإمام یتكامل ویمر بمراحل تكاملیة، تزداد علومه ومعارفه.
إذن السید رحمه الله یقرر أن الغیبة ضروریة حتى للإمام ولیست ضروریة فقط لنا وللعالم، حتى یتم الإعداد الكافی المناسب للدور الذی یقوم به، وهو دور إقامة لحكم الإسلامی العام على جمیع وجه الأرض.
وطبعاً إنّا ندرك أن هذا الرأی أوّلاً خاص بالسید الصدر، وبعض العلماء یختلف معه ویرى أن الإمام المعصوم لا یحتاج إلى هذه الخبرة ولا یحتاج إلى هذه التجربة لأنه قادر على تطبیق النظام فی أی ظرف وفی أی وقت وهو فی غیر حاجة إلى الخبرة وغیر حاجة إلى أن یمر بهذه التجربة. هذا اختلاف فی الآراء.
هذا بالنسبة إلى النقطة الثانیة، مسألة غیبة الإمام المنتظر ودوافع الغیبة.
الثالثة: التفاعل بین المسلمین وبین إمامهم الغائب: كیف نتفاعل مع الإمام وهو غائب؟ إذا كان غائباً عن أنظارنا كیف نتفاعل معه ونستفید من أنواره ونستفید من وجوده عجل الله تعالى فرجه وهو غائب؟
التفاعل مع الإمام بعدة أمور: الأولى: الإحساس برقابته نحن عندنا روایات تدل على أن الأعمال تعرض على الإمام، فالإمام الصادق علیه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى یقول: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(23) قال الإمام: المؤمنون هم الأئمة من آل محمد صلى الله علیه وآله، وإن أعمالكم كانت تعرض على رسول الله صلى الله علیه وآله وعلى الإمام من بعده.(24)
وفی روایة أخرى عن سماعة بن مهران یقول الإمام علیه السلام: ما لكم تسوؤون رسول الله صلى الله علیه وآله؟ قلت: كیف سیدی؟ قال: إن أعمالكم لتعرض علیه فإذا رأى سیئة ساءه ذلك.(25)
المؤمن طبعاً یشعر برقابة الله تبارك وتعالى (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ)(26) (یَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)، لكن إذا زاد إحساسی برقابة الله یزداد إحساسی برقابة الإمام أیضاً، طبعاً یزداد خوفی ویزداد خشوعی ویزداد بُعدی ونفوری عن الذنب والرذیلة، إذا شعرنا بأن الإمام یرانا ویراقبنا وتعرض علیه أعمالنا وتعرض علیه سیئاتنا ورذائلنا زاد إحساسنا بالرقابة، وزاد بعدنا عن الذنب وبعدنا واجتنابنا للرذیلة.
فإذن التفاعل مع الإمام عجل الله تعالى فرجه وهو غائب بالشعور بغیبته والإحساس برقابته عجل الله تعالى فرجه.
الثانی: التسدید والتأیید
كلنا نعتقد أن الإمام یسدد الشیعة وإن كان غائباً، ولولا تسدیده وتأییده لانقرض التشیع من زمن طویل، فالتشیع منذ زمن السلطة الأمویة وزمن السلطة العباسیة تیار مبغوض محارب معارض من جمیع ألوان المعارضة والمحاربة، وبقى التشیع مستمراً وامتد وكثر ونمى، یحمل علماء ومفكرین ومثقفین على مدى التأریخ وعلى مدى الأیام، نتیجة تسدید الإمام وتأیید الإمام علیه السلام.
وإذا الإمام یكتب إلى الشیخ المفید «إنا لنحضر أفراحكم وأتراحكم ولا یعزب عنا شیء من أخباركم ولولانا لاصطلمتكم اللأواء وألمت بكم الأعداء».(27)
دعاء الإمام، بركات الإمام، تسدید الإمام، هو الذی یحفظ التشیع على وجه الأرض.
فنحن هذه البركات التی نراها والامتداد الشیعی المستمر على وجه الأرض نعزوه لوجود الإمام وخیر الإمام وبركة الإمام عجل الله تعالى فرجه.
الثالث: رؤیة الإمام: كیف یرى الإنسان الإمام؟ طبعاً نحن عندنا روایة تنفی رؤیة الإمام علیه السلام.
الإمام كتب إلى علی بن محمد السمری _ آخر السفراء _ یا علی بن محمد السمری عظم الله أجور اخوانك فیك، فإنك میت ما بینك وبین ستة أیام، ولا تعهد لأحد من بعدك فقد وقع البلاء والغیبة التامة، ولا ظهور إلا بإذن الله، وذلك بعد قسوة القلوب وطول الأمد، وسیأتی قوم من شیعتنا یدعون مشاهدتنا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفیانی وقبل الصیحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم.(28)
كیف نوفق بین هذه الروایة وبین ما علم من رؤیة كثیر من العلماء ورؤیة كثیر من الصلحاء ورؤیة كثیر من الأبرار للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه؟
العلامة الحلی أحد أقطاب الشیعة الإمامیة كان یدرس عند عالم من علماء السنة، هذا العالم كتب كتاباً للرد على الشیعة والتشیع، العلامة الحلی طلب هذا الكتاب من أستاذه ولم یوافق لأنه یعرف أن العلامة ذكی وقادر على الرد، فلم یعطه الكتاب، حاول معه العلامة أن یعطیه، قال: إذا كان كذلك أعطیك إیاه لیلة واحدة فقط، أخذ العلامة الكتاب من أستاذه وصمم على أن یسهر تلك اللیلة على الكتاب ویستنسخه بالكامل. ونام وهو یستنسخ الكتاب من شدة التعب لما نام رأى كأن رجلاً ماثلاً أمامه أخذ منه الكتاب قال له: أساعدك على نسخه، ولم یستیقظ العلامة إلا قریب الفجر، إلاّ والكتاب منسوخ، فعلم العلامة أنه الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه.(29)
أیضاً السید بحر العلوم عندما سئل قیل له: الإمام یقول: من ادعى المشاهدة فهو كاذب مفتر، وأنت كما یقولون عنك رأیت الإمام، كیف نوفق بین رؤیتك وكلام الإمام؟ قال: ماذا أقول وقد ضمنی إلى صدره؟! وكثیر من القصص التی تذكر للإمام عجل الله تعالى فرجه.(30)
نحن نقول: المقصود بهذا الحدیث (من ادعى المشاهدة فهو كاذب مفتر) یعنی من ادعى السفارة والنیابة، الإمام یقول: بعد علی بن محمد السمری لا توجد سفارة، أما رؤیة الإمام والتشرف بمحضره الشریف والاستفادة من أنواره الشریفة ومن تأییده ومن تسدیده فهو أمر شائع مشهور لكثیر من العلماء والصلحاء والأبرار، حتى الشخص العادی، فالإمام ورد عنه أنه قال: (لولا ذنوب شیعتنا لرأونا رأی العین)(31) ولا یحجبنا عنه إلا ذنوبنا ومعاصینا وتجاوزنا ورذائلنا.
وفی بعض الروایات من قرأ دعاء العهد أربعین صباحاً وفق لرؤیة الإمام، إما یقظة وإما فی المنام(32)، ودعاء العهد فیه تشویق لرؤیة الإمام؛ «اللهم إن حال بینی وبینه الموت الذی جعلته على عبادك حتماً فأخرجنی من قبری مؤتزراً كفنی شاهراً سیفی مجرداً قناتی ملبیاً دعوة الداعی فی الحاضر والبادی، اللهم أرنی الطلعة الرشیدة والغرة الحمیدة واكحل ناظری بنظرة منی إلیه وعجل فرجه وأوسع منهجه».
دعاء الندبة.. دعاء الفرج، أدعیة وردت عن أهل البیت لتقویة علاقتنا بالإمام المنتظر، لنظل على علاقة نفسیة بالإمام، لنظل على شوق وعلى انتظار وعلى لهفة وعلى توجه نفسی للإمام علیه السلام هذه الأدعیة إذا مارسناها تزداد اللهفة والشوق والانتظار له عجل الله تعالى فرجه، وهذا الشوق النفسی له آثار طیبة على السلوك وله آثار طیبة على الرزق وله آثار طیبة على العمر وله آثار طیبة على التوفیق وعلى التعلق النفسی بالإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه.
وكثیر من الصلحاء یذكرون عنه الرؤیا الجمیلة والرؤیا المفیدة، فأحد العلماء فی النجف كان یكرر أبیات السید حیدر الحلی «الله یا حامی الشریعة… الخ» فهذا العالم یقرأ أبیات العتاب للسید الحلی فی اللیل ویبكی…
ماذا یهیجك إن صبرت لوقعة الطف الفظیعة
أترى تجیء فجیعة بأمضّ من تلك الفجیعة
حیث الحسین على الثرى خیل العدى طحنت ضلوعه
ذبحته آل أمیة ظامٍ إلى جنب الشریعة
ورضیعه بدم الورید مخضب فاطلب رضیعه(33)
ونام هذا العالم ورأى فی المنام الإمام المنتظر جالساً حزیناً مطأطئ الرأس باكی العین وقف عنده هذا العالم قبّل یدیه قال: سیدی مالی أراك حزیناً؟ قال: یا هذا أبلغ سید حیدر السلام وقل له: لا یعاتبنی فلیس الأمر بیدی كلما عاتبنی مزق قلبی أنا لا أقدر على ذكر مصیبة جدی الحسین.
اللهم بحق الإمام تقبل أعمالنا وشافی مرضانا ومرضى المؤمنین وعجل لولیك الفرج واقض حوائج المؤمنین وأیّد من نصر الدین وانصر الإسلام والمسلمین.
وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمین
الهوامش:
(1) راجع سنن الترمذی، ج5: 328، السنن الكبرى للنسائی، ج5: 45، المعجم الكبیر للطبرانی، ج5: 154 _ 186،….
(2) سورة التوبة، الآیة: 33.
(3) سورة القصص، الآیة: 5.
(4) المستدرك للحاكم، ج4: 464، 557.
(5) كنز العمال للمتقی الهندی، ج14: 261، ح38653، ج14: 264، ح38662.
(6) راجع ذخائر العقبى للطبری: 136، لسان المیزان لابن حجر، ج3: 238.
(7) راجع وفیات الأعیان لابن خلكان، ج4: 176.
(8) راجع صحیح البخاری، ج8: 127، صحیح مسلم، ج6: 3، مسند أحمد، ج5: 86 _107، سنن أبی داود، ج2: 309، المستدرك للحاكم، ج3: 618.
(9) صحیح مسلم، ج6: 22، ولفظ الحدیث: «…ومن مات ولیس فی عنقه بیعة مات میتة جاهلیة».
(10) سورة النساء، الآیة: 157.
(11) سورة النساء، الآیة: 158.
(12) سورة التوبة: الآیة: 33.
(13) القصص (28): الآیة 14.
(14) راجع بحث حول المهدی للسید الشهید الصدر (قدس سره).
(15) تفسیر الرازی، ج3: 213.
(16) راجع معانی الاخبار للصدوق: 56، ح4، مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب، ج1: 27.
(17) المناقب لابن شهر آشوب، ج1: 214، مسند أحمد، ج4: 66 وفیه (,آدم بین الروح والجسد)، كنز العمال للمتقى الهندی، ج11: 450، ح32115، وفیه: (بین الروح والطین).
(18) راجع عقد الدرر للشافعی السلمی: 241، باب 11، الفتن لابن طاووس: 80، باب 182.
(19) سورة الشورى، الآیة: 52.
(20) سورة العنكبوت، الآیة: 48.
(21) راجع تفسیر المیزان للطباطبائی، ج18: 77.
(22) الكافی للكلینی، ج1: 54، باب لولا ان الأئمة یزدادون لنفد ما عندهم، ولفظ الحدیث فی الكافی: «لولا أنا نزداد لانفدنا».
(23) سورة التوبة، الآیة: 105.
(24) راجع مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب ج3: 504، تفسیر القمی، ج1: 304.
(25) راجع بصائر الدرجات للصفار: 446، الأمالی للشیخ المفید: 196.
(26) ق (50): الآیة 16.
(27) راجع الاحتجاج للطبرسی، ج2: 323.
(28) الاحتجاج للطبرسی، ج2: 297، كمال الدین للصدوق: 516، ح44.
(29) راجع البحار للمجلسی، ج53: 252.
(30) راجع البحار للمجلسی، ج53: 302، ج102: 4.
(31) راجع توقیع الناحیة المقدسة إلى الشیخ المفید فی كتاب الاحتجاج للطبرسی، ج2: 325، ولفظه: ولو أن اشیاعناً وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب فی الوفاء بالعهد علیهم لما تأخر عنهم الیمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا…
(32) راجع مهج الدعوات لابن طاووس: 334، البحار للمجلسی، ج53: 328.
(33) راجع البحار للمجلسی، ج53: 331.
السید منیر الخباز