یرى رئيس مؤسسة الحكمة والفلسفة الإسلامية بان شرعية الحكومة والولاية تحدد بواسطة الله بالقول ان الناس لهم المشاركة حتى في الحكومة التي تتسلم مقاليد الحكم بعد ظهور الإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وان جوهر الديمقراطية بمعنى مشاركة الشعب في إدارة المجتمع، ستؤخذ بعين الاعتبار. فان الإمام علي عليه السلام وبغية الحؤول دون إلحاق الضرر بمدينة النبي (صلی الله علیه و آله) كان يقدم المساعدة لتنمية الإسلام وبسبب مصلحة الإسلام والمسلمين، اتخذ الصمت حول شرعية حكمه.
وأشار حجة الإسلام والمسلمين الدكتور عبد الحسين خسرو بناه في حوار خاص بـ شفقنا إلى واقعة غدير خم والأسباب الكامنة وراء عدم تسلم الإمام الخلافة بعدها بالقول: إحدى الأسباب تتجلى في الحقد تجاه الإمام علي عليه السلام، فان المجموعة التي عارضت هذا الأمر كانت تتكون ممن شهدوا الحروب والغزوات كأحد وبدر والخندق وكانوا في صفوف المشركين والحق الإمام بهم الأضرار فانهم فقدوا آباءهم وإخوتهم وذويهم؛ فانهم كانوا يحملون حقد وعصبية متزمتة ولم يكونوا يتحملون حكم الإمام.
وأضاف أما العامل الثاني فهو علم المعارضين بان الإمام يحقق حكما عادلا وفقا للنصوص الدينية والروايات والسنة النبوية فانهم كانوا يبحثون عن استغلال الفرص والحصول على المصالح الشخصية والفئوية، على هذا لم يكونوا ليرغبوا بتكوين الحكومة العادلة واستلام الخلافة على يد الإمام.
أما عن السبب الثالث في معارضة هؤلاء الأشخاص فقال منذ بداية الأمر شرع هؤلاء الأشخاص في تقديم تفاسير مختلفة لحديث الغدير بحيث قالوا بان النبي يقصد حب علي عليه السلام وعدم كرهه. فبعض الناس طنوا بان حب الإمام وعدم كرهه، يمثل العمل بحديث الغدير. في الواقع أنهم قدموا تفاسير أخرى من الحديث حيث تقف في الجانب الثاني من واقعة غدير خم.
كما شدد على ان حكومة الإمام والولاية لا تعني تكوين حكومة لا يكون للناس أي مشاركة فيها أو يفقدون اختيارهم قائلا ان حكومة أمير المؤمنين علیه السلام وحكومة الإمامة تتكون بمشاركة الناس وحتى بعد ظهور الإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)يشارك الناس في أمر الحكومة وانه يركز على جوهر الديمقراطية بمعنى مشاركة الناس في إدارة المجتمع لكن هذه الديمقراطية لا تعني ان شرعية الحكومة تأتي بواسطة الناس. فان الشرعية تتحقق بواسطة الله تعالى ذلك لان الله هو ولي الناس والكائنات.
المصرد : موقع شفقنا