انطلقت المواكب الحسينية هذا العام، في مركز العاصمة الدانماركية، سيراً على الاقدام لمسافة تقدر بحوالي 2 كيلومتر، ردّد المشاركون خلالها هتافات “لبيـك ياحسين”.
مازالت أصداء المواكب الحسينية التي نُظمت هذا العام في العاصمة الدانماركية كوبنهاكن، في ذكري العاشر من محرم، تتردد بين الاوساط الدانماركية مثلما الجاليات العربية والمسلمة، بعد تمكّن المسلمون واغلبيهم من الجالية العراقية المقيمة هناك من تنظيم المواكب الحسينية بطريقة حضارية غلب عليها دقة التنظيم، ووضوح التعبير، ما اثار اعجاب المجتمع الدانماركي بها.
وانطلقت المواكب هذا العام، في مركز العاصمة الدانماركية، سيراً على الاقدام لمسافة تقدر بحوالي 2 كيلومتر، ردّد المشاركون خلالها هتافات “لبيـك ياحسين”، وهتافات أخرى، تدعو الى السلام واستذكار القيم الحسينية، كما جدد المشاركون العهد والولاء للامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الاطهار، ورفعوا الرايات السوداء والاعلام الخضراء والسوداء.
وارتدى المشاركون من الأطفال الرضع و الصبيان والنساء والرجال والشيوخ، الملابس السوداء لاستذكار واقعة الطف.
وفي كل عام يشارك في المواكب الحسينية، وكيل المرجعية الدينية في اوروبا، ورجال دين، وجمــوع غفيرة من أبنــاء الجـالية العــراقية واللبنـانية والافغانية والباكستانية ومن جنسيات أخرى، وكذلك من معتنقي الديانة الاسلامية من أبناء الدانمارك.
ويحرص المسلمون في انحاء العالم على مراسيم عاشوراء،التي تجسّدها مواكب دينية، وفعاليات خيرية، ومجالس دينية، باتت ظاهرة سنوية في الكثير من المدن الاوربية، يشترك فيها حتى غير المسلمين، ويتآلف عندها أبناء الطوائف والمذاهب المختلفة، لتشكل فسيفاء متجانسة من التفاهم والتسامح، ومعبّرة عن القيم الاخلاقية والإنسانية التي تفرض احترامها على العالم، ليس عبر الفعاليات الاحتفالية الخالصة بمناسبة واقعة الطف، التي استشهد فيها حفيد رسول الله (ص) أبو عبدالله الحسين (ع) في أرض كربلاء، بل عبر ما يرافقها من فعاليات اجتماعية كإطعام الفقراء، والتكافل الاجتماعي، والحوارات البناءة، اضافة الى الجوانب الثقافية والإعلامية في صور من الخطابة والشعر و اقامة الماراثونات والمواكب الراجلة، وتنظيم الندوات الدينية والثقافية، واستنهاض اللغة والثقافة الأم لدى الاجيال الناشئة.
وشهد احتفال عاشوراء هذا العام في الدانمارك، توافد أعداد غفيرة من ابناء الجالية العراقية والمسلمة للمشاركة في المواكب، كما اقيمت في كوبنهاكن ومدن اخرى مجالس العزاء اليومية.
وفي الكثير من دول العالم، حيث توجد جاليات مسلمة، تتّشح المناطق التي يعيش فيها المسلمون بالسواد، وتقام المواكب الدينية ومجالس العزاء، وتلاوة القرآن الكريم في ذكرى عاشوراء.
وبالنظر الى تزايد اعداد الجاليات المسلمة في بلاد الدانمارك لاسيما الجالية العراقية، فقد تمكّنت الجاليات الاسلامية تنظيم تظاهرات حسينية سنوية، استقطبت ابناء الجاليات المسلمة، من غير العراقيين، كما شارك فيها دانماركيين أيضا.
وكانت الجالية العراقية المسلمة في الدانمارك، حصلت على الموافقات الرسمية لبناء توسعة في مسجد “الامام علي”، بقبة زرقاء ومئذنتين.
ولم تعد احتفالات عاشوراء في الدانمارك، مناسبة دينية فحسب، بل مناسبة اجتماعية وثقافية، يلتقي فيها الآباء الذين يحرصون على تواصل الأبناء من الأجيال الجديدة، مع دينهم وثقافتهم ولغتهم الأم.
ويقدر عدد المسلمين قي الدنمارك بحوالي ثلاثمائة ألف، وبنسبة 5% من السكان.
ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، ارتفعت اعداد العراقيين في الدنمارك، هربا من التعسف والاضطهاد في زمن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وتضاعفت اعدادهم ليصبحوا اليوم من بين اكبر الجاليات الأجنبية.
ويعتلي المنبر الحسيني كل عام، رجل دين او فقيه في العلوم الدينية، يلقي على الحضور الخطب الدينية التي يتناول فيها علوم اهل البيت، والقيم الاسلامية، والمحاضرات،وقصص معركة الطف، ويستمر الاحتفال طيلة فترة عاشوراء بإلقاء قصائد “الرثاء” من قبل “الرادود”.
وبحسب معهد الإحصاء الدنماركي، يبلغ عدد العراقيين في الدنمارك نحو ثلاثين الف شخص.
و مملكة الدانمارك من الدول الإسكندنافية شمال أوروبا، تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا.
ويحكم الدنمارك نظام ملكي دستوري برلماني، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973.
ويوجد في الدنمارك اقتصاد سوق مختلط رأسمالي ودولة خدمات اجتماعية كبيرة، وتصنف من بين أعلى البلدان من حيث مستوى الدخل.
وفي دول اخرى مثل هولندا، تتواجد أعداد كبيرة من الجاليات العراقية المسلمة، وصار احتفال عاشوراء تقليداً سنوياً يمارسه المئات من المسلمين.
المصدر : موقع شيعة اونلاين الإخباري