ان الذين خانوه هم من المقربين لهُ خاصة طليقته وأولاده حمزة ومحسن حيث اخذوا جميع الأشرطة المسجلة للشيخ (رحمهُ الله) وذهبوا بها إلى سفارات دول الخليج لبيعها بمقابل مالي وهداية قيمة وكان همهم الدنيا ونسوا أخرتهم وقال حمزة شحاتة ابنه الأكبر لإحدى القنوات المصرية حرمنا من هذا الخير لان أبي لو أراد الدنيا لبقي على مذهبه ولم يظهر تشيعه ولاستمرت استضافة الأمراء والملوك
الأحداث الأليمة التي تواكبت على الشعوب العربية أحدثت فجوات واختراقات لعالمنا الإسلامي وعدائيات مباشرة لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) ونحن الآن بصدد شخصية شيعية مفكرة عالمة ضحت بنفسها من اجل عقيدة ثابتة وإيمان مطلق بولاية أهل البيت (عليهم السلام) وهو الشيخ الفاضل (حسن شحاته) الذي نالت منه أيادي الغدر والعداوة والحقد الدفين في مصر نهار النصف من شهر شعبان الأغر لسنة 1434 هجرية التي يحييها فيها العالم الإسلامي مولد الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فغادر عالمنا قرباناً وهو يحي هذه المناسبة العظيمة. ومن اجل ان يتعرف المسلم المحب عن حياة الشهيد شحاتة المسلم الشيعي الممتلئ بالعقيدة المحمدية، جاء هذا القاء مع أحد المقربين للشهيد الراحل وهو الباحث الإسلامي السيد محمد سيف الله الحسيني.
* هل تحدثنا عن سيرة الشهيد شحاته وما مدى علاقتك به؟
– بداية أنا من الأصدقاء المقربين لهُ جداً وكان يتصل بي يومياً على الأقل للاطمئنان عليّ (رحمهُ الله) وكان يعطيني الكلمة الأولى في مجالسه سواء كانت هذه المجالس مجالس عزاء أو مولد، والشيخ العلامة حسن محمد شحاتة من مواليد (1946) وهو من خريجي جامعة الأزهر، علماً ان الاسم الحقيقي للأزهر (جامعة السيدة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)، وهي الجامعة التي اخذ الشهيد علومه على أيادي أساتذة وشيوخ الأزهر الشريف وقد حفظ القران الكريم فيه خلال خمسة سنوات ونصف، إن الشيخ (رحمهُ الله) منذ بداية دراستهً في الأزهر كان ميوله وحبه لآل البيت (عليهم السلام) ودرس على يد كبار أقطاب الشيعة وهو الشيخ محمد النمر (رحمه الله) الذي كان يسكن في طنطا العاصمة الغربية وتشيع على يدي هذا الشيخ عدد غفير من أبناء مصر وخصوصاً من أبناء طنطا والقاهرة والشرقية.
* كيف كان لقاؤك الأول به؟
– الحقيقة سمعت له خطبة في غاية البطولة ولا تخلو من الخطر، كان في عام (1983) يخطب في مسجد (كبُري الجامعة) إمام السفارة الإسرائيلية والسفارة السعودية المحاذي لنيل القاهرة وتوثقت علاقتي به في المرحلة الأولى لكلية التربية جامعة القاهرة التي لا تبعد خطوات عن المسجد الذي كان يلقي به محاضراته وخطبه.. وكان غير معروف للناس وبتكرار محاضراته في الشمائل المحمدية و”الخصائل المصطفوية” في السيرة الذاتية للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) اخذ الناس يجتمعون حولهُ ويستمعون إليه بشغف لأنه أول من تحدث عن السيرة الذاتية للنبي وأهل بيته (صلى الله عليه وآله وسلم)
*هذه المجالس عامة ليست متخصصة، إذن ما سر تشيعه؟
– إن سر تشيعه يعود لمعجزة حدثني عنها وعن مولاته لأهل البيت (عليهم السلام) قبل ستة أشهر من استشهاده (رحمهُ الله) في محافظة الهرم كفر الجبل في مجلس زاوية أبو مسلم، قائلاً: إن سبب تشيعي الرؤيا المنامية التي راودتني عام (1996) ميلادية وقد رأيت أمير المؤمنين علي (عليه السلام) واقفاً على المنبر وعلى هيئة أسد ضخم الجثة كأنهُ يملئ فضاء المسجد وبيده سيفه ذو الفقار فقلت له والله لدافعنا عنك يا أمير المؤمنين مهما بلغ الأمر، وقد سبقت قبلها رؤيا خاصة ولكن لم يكن فيها يقيني قد اكتمل.
*هل حدثتنا عن نتاجاته المعرفية والثقافية والخاصة بفكر أهل البيت (عليهم السلام)؟
– كان (رحمه الله) غزير الثقافة وإذا تحدّث أنصت الناس إليه وله تسجيلات ومحاضرات بالمئات وتصل إلى جميع الدول العربية والإسلامية وكان صريحاً فيها عن حبه لأهل البيت (عليهم السلام)، إضافة إلى مؤلفات التي تقدّر بالعشرات ويتحدث فيها عن السيرة الذاتية للنبي محمد وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) وعن الفقه والبلاغة والعبادات والأخلاق، وكان يعقد ثلاثين مجلساً من وفيات ومواليد الأئمة الأربعة عشر ويخصص مجلسين للسيدة زينب الكبرى بنت الإمام علي (عليهما السلام) في مولدها ووفاتها على مدار العام، لذلك كان مرصودا من قبل وارثي الحقد عن سيرة ومناقب أهل بيت (عليهم السلام)، فاعتقل ثلاث مرات الأولى في سنة (1996م) واعتقل بعدها مابين عام (1998-1999م) وأخرها عام (2002) وكان يعذب اشد أنواع العذاب فزج بالحبس الانفرادي بزنزانة ومكان مظلم عرضها “متر بمتر” وقوفا ثلاث شهور فسبب له ألماً وأذى بالساقين وكان يظهر واضحاً عند إعطائه الدروس لتلامذته.
*كيف استقبلت نبأ استشهاده ؟
هنا تسكن العبرات فقداني لصديقي حسن شحاتة (رحمهُ الله) كان له الم موجع في صدري لأنه إنسان محب ويحمل رسالة أهل البيت بثبات عقيدة مطلقة… فقبل ان اسمع النبأ كان لي مع اتصالات مستمرة وكان أخر اتصال تليفوني جرى بين وبينه كنت حينها في (أسوان) فاتصل وقال لي: أين أنت؟، فقلت له إني في (أسوان) فقال لي: أريدك إن تحضر إحياء مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) في (13 من رجب 1434 هجري) فحضرت وعقدنا مجلس ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام)، في بيت احد الإخوة لمنطقة (المرج) وكان هذا أخر مجلساً حضرتهُ لهُ منذ شهر ونصف تقريباً قبل وفاتهُ (رحمهُ الله)،وكانت أخر زيارة ومقابلهُ في (27 رجب 1434هجريه)، وكانت المناسبة القادمة هي ولادة الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجهُ الشريف) التي عقد مجلسها في بيت احد الإخوة في منطقة (أبو مسّلم) وتم المجلس بعد صلاة الظهر فهجم السلفيين على الدار واستشهد هناك مع أخوه إبراهيم وثلاثة من الأخوة المقربين الحاضرين (رحمهم الله) وأصيب أخوه الأصغر شحاتة حسن شحاتة ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
*هل تعتقد ان هناك أيادي قريبة منه قد خانته؟
– نعم بالتأكيد ان الذين خانوه هم من المقربين لهُ خاصة طليقته وأولاده حمزة ومحسن حيث اخذوا جميع الأشرطة المسجلة للشيخ (رحمهُ الله) وذهبوا بها إلى سفارات دول الخليج لبيعها بمقابل مالي وهداية قيمة وكان همهم الدنيا ونسوا أخرتهم وقال حمزة شحاتة ابنه الأكبر لإحدى القنوات المصرية حرمنا من هذا الخير لان أبي لو أراد الدنيا لبقي على مذهبه ولم يظهر تشيعه ولاستمرت استضافة الأمراء والملوك لهُ ولكنه لم يرد الدنيا ومن اجل ذلك حجبت عنه الأموال والجوائز القيمة وعلى أساس ذلك غيروا اسم أباهم وانتسبوا إلى اسم عائله أخرى وأهل بيته هم الذين اتفقوا مع بعض الدول الخليج والسلفية الوهابية لقتله من اجل مبالغ مالية طائلة ومن هنا أصبحوا يتآمرون عليه لأنهم يعرفون من هو وماذا يتكلم في محاضراته ومجالسه عن الوهابية السلفية المعادين لأهل البيت (عليهم السلام) فتبرئ من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بحقائق وأدلة واضحة ومن كبار العلماء والمراجع ومن جميع الأطياف.
حاورهُ: احمد القاضي
المصدر : موقع نون الاخباریة