آیة الله نكونام: المساواة التی تروجها حقوق الإنسان بالغرب تعارض العدالة الإجتماعیة

الإسلام یناصر العدالة الإجتماعیة التی تقبل الدرجات وترفض الطبقات، الطبقات هی من صنع الطبیعة الإستكباریة للإنسان والمجتمعات.
قال مدرس الحوزة العالی آیة الله محمدرضا نكونام فی حوار خاص مع وكالة الأنباء القرآنیة العالمیة (ایكنا): فی الحقیقة أن الإسلام ینقسم إلی ثلاثة أجزاء هی : العقائد و المبادئ الأخلاقیة الإنسانیة و الأحكام القانونیة و تسمّی الأخیرة «الفقه».
وأشار إلی روایة «الكمال كل الكمال، التفقه فی الدین و تقدیر المعیشه» قائلاً: الفقه الإسلامی یرید أن یتحلی المسلم بالمعرفة الدینیة و یقدر علی أن یعیش عیشة سالمة حتی یتمكن من تحقیق السعادة و الصحة لنفسه علاوة علی أن الفقه یبتنی علی العقلانیة فضلاً عن إبتناءه علی الدیانة.
وصرّح قائلاً: عندما ننظر فی الفقه و الأحكام الإسلامیة نجد أن حریة الإنسان تعتبر أساس الفقه الأول؛ و كما أن الإختیار یعدّ جزءاً من طبیعة الإنسان فالإسلام یرید من الإنسان أن ینجز الأعمال فردیة كانت أو جماعیة علی أساس الحریة، مؤكداً أن أعمال الإنسان یجب أن تتم علی أساس الحریة و المعرفة فالإنسان مادام لم یملك هاتین الصفتین فلیس إنساناً سالماً بل یشبه مجنوناً وطفلاً غیر مكلّف إلا أن الحریة تختلف عن التخلص الذی یكون بمعنی الفرار من الحریة.
واعتبر قائلاً: بما أن جمیع الحقوق و القوانین المرتبطة بحقوق الإنسان لیست علمیة و فلسفیة أو إلهیة وتصطبغ صبغة عرفیة و إجتماعیة و عقلانیة و بما أن الإسلام یفضّل الحریة علی حقوق الإنسان فیكون بینه و بین هذه الحقوق فرق جوهری، مؤكداً أن حقوق الإنسان تم طرحها لإسقاط الإستبداد فینبغی أن لا تكون سبباً آخر للإستبداد.
وقال فی جزء آخر من كلامه: وفق آیة «إِنَّا هَدَیْنَاهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا» أن الإسلام دین حكیم یهدی و لایجبر و لامكان فیه للإستكبار و الإستبداد و العنف، ولو كانت فینا هذه الصفات فنحن مسؤولین عنها دون الإسلام لأن الإسلام یعد نظاماً یرینا الطریق فحسب.
وتحدث عن المساواة قائلاً: المساواة لیست إلا الحریة و سیادة الأهلیة؛ صحیح أن الناس متساوون فی بعض الحقوق لكنه توجد بینهم درجات و إختلافات تعد أمراً طبیعیاً لكن المساواة التی یروجها الیوم المتشدقون بحقوق الإنسان تعارض العدالة الإجتماعیة التی یؤیّدها الإسلام، مؤكداً أن الإسلام یقبل الدرجات و الفروق ویرفض الطبقات التی تخلقها الطبیعة الإستكباریة للإنسان والمجتمعات.