الحوار المهدوي لماذا هذا العمر الطويل؟

الاسدي الجبايشي
كنت قد قرأت قبل أيام مناقشة بين بعض الاخوة (أعزهم الله) في منتدى الدراسات التخصصية في الإمام عن الفائدة والغاية من عمره الطويل, الأمر الذي رغّبني بالمناقشة والمشاركة معهم في حوارهم بإبداء بعض الآراء وتوضيح بعض الأمور,…

كنت قد قرأت قبل أيام مناقشة بين بعض الاخوة (أعزهم الله) في منتدى الدراسات التخصصية في الإمام عن الفائدة والغاية من عمره الطويل, الأمر الذي رغّبني بالمناقشة والمشاركة معهم في حوارهم بإبداء بعض الآراء وتوضيح بعض الأمور, لكنّ لمّا وجدت أنّ النقاط كثيرة ومتشعبة تراميت من نية النقاش إلى نية الكتابة في الموضوع بشكل مستقل حتى تتم الفائدة, فأقول:
تعددت الأسئلة حول قضية الإمام المهدي عليه السلام، ونتيجة لذلك تعددت الأجوبة وتشعّبت, وقد انبرى الكثير من علمائنا الأعلام (رضوان الله على الماضين منهم، وحفظ الله الباقين) إلى الإجابة عن مهمات تلك المسائل فأحسنوا وأثلجوا في كثير منها, ولكن بتطور مراحل الإنسانية أصبح من الواجب على الباقين منهم إعادة صياغة تلك الأجوبة أو إنشاء غيرها تكون أكثر ملائمة للعقلية المعاصرة والشبهات الحادثة.
ومن هذه الأسئلة السؤال حول عمر الإمام عليه السلام, كيف تأتّى له عليه السلام ذلك؟, وماهي الغاية من ذلك العمر الطويل؟, وغير ذلك كثير، وقد أحسن علماؤنا في الإجابة عن الفرع الأول, ولعل أحسن وأفضل ما قرأت من الإجابات حول هذا الفرع, ما ذكره السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره في كتابه الصغير (بحث حول المهدي), من الإجابة عن ذلك بالامكانين العقلي والعملي, ثم بالوقوع.
ولكن بقيت إجابته قدس سره وإجابة غيره فيما عثرت عليه من الأجوبة في الفرع الثاني غير شافية ووافية, فوجدت ذلك الفراغ مسرحا أحطّ به كلماتي ونظراتي المتواضعة علّي اجد معينا ورفيقا أسير أنا وإياه في هذا المضمار المهم خدمة لقضية إمامن عليه السلام, سائلين الله تعالى أن يلهمنا حسن التفكير, وجمال الصياغة, حتى نصل إلى الغاية القصوى, والإجابة المثلى فنكون بذلك قد أثلجنا صدور من لم يثلج صدره بما تقدم أو زدنا في ثلاجَة من أثلجته الإجابات السابقة.
فأقول على الله المتكل:…
إلى هنا نقف في كتابة ماتبقى من الموضوع بغية فسح المجال أمام الاخوة الأعزاء لإبداء أرائهم وملاحظاتهم القيّمة.
Abu mu قدس سرهammed
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
اشدّ على ايديكم في هذه الخطوة لفتح النقاش الموضوعوي الحر لأجل اثراء القضية المهدوية والاستفادة من كنوز علمائنا الاعلام.
والذي افهمه مما طرحتموه حول سبب طول عمر الامام الامام المهدي عليه السلام انّ ذلك امر مساو للتساؤل عن غيبته نفسه وهو أمر من الغيب.
متعلم على سبيل نجاة
اعتقد انّه لا بد من التمييز بين جهات عدة في البحث:
* الاولى: هل انّه من الممكن لانسان انْ يعيش فترة طويلة الى هذا الحد وهذا سؤال في الامكان وهو السؤال الاكثر سخونة فيما يبدو لدى الخصوم وقد اجاد العلماء والمحققون قديما وحديثا في بيان ذلك، وظهر واضحا انه لا في العقل ولا في النقل ولا في العلم الحديث أيضاً ما ينافي امكانا من هذا القبيل.
* الثانية: إنّه على تقدير وقوع هذا الامر (وهو اعتقادنا بالامام الحجة عليه السلام بطبيعة الحال) فما هو السبب المباشر؟ بمعنى أنّه بعد الفراغ عقائديا من رجوع كل شيء إلى إرادة الله تعالى، فما هو السبب المباشر للعمر الطويل للامام عليه السلام فهل انّ الأمر طبيعي بالنسبة إليه، بمعنى أنّ الرسول وأهل بيته الاطهار عليهم السلام يتمتعون بخاصية في اجسادهم الشريفة _يضاف إليها معرفتهم عليهم السلام بما يفيد البدن و ما يضره_ تسمح لهم بهذا العمر الطويل حتى في الحال الاعتيادية، و بناء على هذا الافتراض فانّهم لو لم يقتلو عليهم السلام فإنّه يكون لهم عمر طويل مديد، ويكون طول عمر الامام عليه السلام أمراً طبيعياً بالنسبة إليه، مادام أنّ عوامل الخطر الخارجي بعيدة عنه؟ أو أنّ الأمر اعجازي، وإذا كان إعجازياً فهل أنّ الاعجاز يتصرف ببدنه عليه السلام فيبقيه كل هذه الفترة أو يتصرف بالعوامل الخارجية فيمنع تاثيرها عنه، أو غير ذلك من المحتملات؟
*الثالثة: إنّه ما الفائدة من العمر الطويل، فلماذا اقتضت الإرادة الإلهية هذا العمر الطويل له عليه السلام، ولماذا لا يولد في زمن ظهوره كما هو المشهور عند المؤمنين بالمهدي عليه السلام من العامة؟ وهذا بحث في فوائد الغيبة من حيث انها تعبير عن وجود الامام القائد عليه السلام لفترة طويلة غائبا مستوراً!
فاي الجهات أخي الكريم تريد بحثها تحت هذا العنوان؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
m-ma قدس سرهdi
اثمن ما يقدمه الأخ الجبايشي من طرح حول الفقرة الثانية من بحث عمر الإمام عليه السلام فماهي الغاية من هذا العمر الطويل؟
أقول لو فرضنا اننا وصلنا إلى غاية محددة واتفقنا جميعاً على استقرابها، فما هي الفائدة المتوخاة بعد ذلك اي ماهي ثمرات هذا البحث، هذا من جهة الثمرة التي تشكل دافعا مهما للدخول في البحث.
وثانيا: لابد أنْ نحدد منهج البحث الذي نخوض به حول هذه المسالة، فماهو المنهج المتّبع بحسب النظر. هل هو الفقهي أو الكلامي أو التاريخي أو الفلسفي أو غيرها من المناهج.
وثالثاً: كيف نعرف صحة النتائج فيما لو لم نختر منهجاً معيناً بعينه.
أمّا مايخص تعليقة الأخ (أبو محمد) فأقول كونه غيباً لا يمنع من البحث عنه عليه السلام لاننا لانريد البحث في كنهه.
اما مايخص ما أجاده الأخ متعلم.
فبخصوص النقطة الأولى فهي متفرعة على النقطة الأولى من بحث الأخ الجبايشي وهو قرر عدم الخوض فيها لكثرة من خاض فيها من العلماء.
أمّا فيما يخص النقطة الثاني فإنّ الروايات لم تبين السبب الحقيقي لطول العمر حتى يمكن استكشافه منها ويبقى الكلام حسب استفادة عقولنا القاصرة من معطيات الأبحاث الإنسانية بميادينها كافة حول هذه المسالة وكيف يمكننا انْ نتوصل إلى السبب الحقيقي. نعم طرح كون السبب هل هو خارج إطار الإمامة أو داخلها فيه فائدة، ولكن تواجهنا مشكلة حقيقة وهي عمر الدجال على من يقول ببقائه هذا العمر الطويل مع انهم لم يقولوا بعصمته أو إمامته التي تشكّل عنصر استفادة من جهة طول عمره, فيرجع البحث إلى مقدار الاستفادة من المعطيات التي أشرنا إليها في تحديد السبب وراء طول العمر.
اما النقطة الثالثة فهي يمكن انْ تكون قريبة من الذي طرحته بما هي الفائدة من هذا البحث، وماهي ثمرته لا أنّ الانصاف يقتضي بوجود فارق وهو أنّ الأولى ثمرة للبحث وليس لنفس العمر كما في الثانية، وهذه الفائدة أيضاً بحسب المنهج الفقهي لايمكن الوقوف عليها لعدم وجود ما يمكن استكشافه من خلال مواده, نعم ممكن الاستئناس بطرح السيد الشهيد الصدر حول فائدة طول العمر الذي ذهب إلى أنّ فائدته زيادة الخبرة وليس زيادة العلم وهو نظير التأكيد اليقيني عند إبراهيم الخليل كما بين ذلك السيد منير الخباز في كتابه (آفاق مهدوية) هذا ولابدّ من بيان هل أنّ الفوائد المترتبة على طول العمر ترجع إليه عليه السلام فقط أو إلى الناس فقط أو إلى كليهما, ولماذا لانؤمن بمسألة وجوده قبل ظهوره، كما أشار الأخ متعلم، وما هي ممنوعية ذلك من خلال جملة من الأحاديث كحديث الثقلين.
اعتذر إذا كانت مداخلاتي قد ضايقتكم ولكن أحببت أنْ أشارككم في هذا البحث النوراني المبارك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرح الظهور
إن الدور الذي أنيط أداؤه للإمام عليه السلام هو دور كبير، وهو إقامة العدالة الإلهية على وجه الارض، وعلى قدر عظمة هذا الدور وكبره تقتضي ضخامة الكفاءة وضخامة الاستعداد، اي أنّ الدور يستلزم شخصاً عاش جميع العصور وجميع المجتمعات وجميع الدول وتعرّف على جميع الأهواء والأمور، وبذلك يتعرّف على نقاط الضعف ونقاط القوة لكل نظام ويتعرف على عوامل البقاء والفناء لكل حضارة معاصرة، فيكتسب نضجاً كاملاً بالخبرة وماتحتاج إليه الدولة الإسلامية في جميع بقاع الأرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
Abu mu قدس سرهammed
أود أنْ أسجل تساؤلين علقا في ذهني على ماقدمتموه من إضاءات في هذا الموضوع:
الأول: يتعلق بالمناهج المتبعه في هذا البحث, حيث أشرتم أنّه من الممكن أتباع كل المناهج الممكنه لأجل الوصول إلى النتيجة, ولكني أتساءل مع انّ النتيجة تكون مضمونة تبعاً للمنهج، ولكن هل أنّ النتائج تكون واحدة ومتطابقة مع ان المناهج متعددة.
أما النقطه الثانية: فهي تتعلق بكلام الأخت الكريمة مشرفة الواحات الرئيسية، والتفصيل الذي فصّله الأخ الفاضل (متعلم على سبيل نجاة) والتي تتعلق بعلم الإمام بالموضوعات الخارجية حيث يمكن أنّ يكون للإمام علم بالموضوعات الخارجية ولكن لاعلى نحو العلم الحضوري فتترتب الفائدة التي ذكرتها الأخت المشرفة.
أو كما أشير إليه في موضوع سابق على نحو قضية إبراهيم الخليل عليه في تساؤله عن كيفية الخلقة,هذان احتمالان في كلام الأخت المشرفة ولكن هل هما تامان أو لا، أعتقد أنّ الأول لايقبل به من يقول أنّ علم الإمام حضوري بالموضوعات الخارجية، وأمّا الاحتمال الآخر فأعتقد أنّ هناك فرقاً بين القضيتين باعتبار أنّ الأولى تتعلق بالموضوعات الخارجية، والثانية بقضية هي من أفعال الله سبحانه وتعالى.

Check Also

الإمام المهدي خليفة الله في أرضه(عجّـل الله فرجه)

انّ النعوت التي وردت في وصف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كثيرة. وأردت أن أستطرق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *