أميركا تحذر من تنامي قوة القاعدة بأفريقيا

رجح مسؤولون أميركيون أن تبقى حركة الشباب المجاهدين الصومالية مصدر تهديد رئيسي في منطقة القرن الأفريقي، وحذروا من استمرار نمو الحركات التي وصفت بـ”العنيفة والمتطرفة”، في حين تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن تواصل بلاده ملاحقة من وصفهم بالإرهابيين.

وقال مسؤولون من وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية إن هجوم حركة الشباب المجاهدين على مركز تجاري في كينيا الشهر الماضي يظهر مدى حاجة حلفاء الولايات المتحدة في شرق أفريقيا إلى الدعم الأميركي.
وقالت أماندا دوري مساعدة وزير الدفاع الأميركي إن التركيز يجب أن يستمر على الصومال في المستقبل القريب للمحافظة على التقدم الذي تحقق في مجال الأمن، مرجحة أن تبقى حركة الشباب التهديد الرئيسي لاستقرار الصومال وشرق أفريقيا.
وحذرت المتحدثة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ من أن حركة الشباب لا تزال “تشكل خطرا وقادرة على شن هجمات غير تقليدية متطورة”، على الرغم من الإنهاك الذي أصابها من القتال على جبهات متعددة متمثلة بالقوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي أآميسوم) والقوات الإثيوبية.
وحثت دوري مجلس الشيوخ على دعم مساعي الحكومة لمساعدة الصومال على تشكيل دولة مسالمة ومستقرة، وبيّنت أن ذلك من شأنه أن يمنع عودة ما يسمون بالإرهابيين لاستخدام الأراضي الصومالية قاعدة خلفية لهم.
وأمس الثلاثاء تعهد أوباما بأن تواصل بلاده ملاحقة من وصفهم بالإرهابيين، وذلك بعد عمليتين نفذتهما القوات الخاصة الأميركية في الصومال وليبيا في نهاية الأسبوع الماضي، أدت إحداهما إلى اعتقال القيادي المفترض في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي، لكنه رفض التعليق على شرعية هذه العملية التي تمت في طرابلس.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض “ضربنا النواة المركزية لتنظيم القاعدة، الذي كان يعمل في البدء بين أفغانستان وباكستان. ولكن الآن توجد مجموعات إقليمية، بعضها مرتبط بشكل علني بالقاعدة أو بهذه العقيدة وتتمتع باستقلالية ذاتية”.
يأتي ذلك في وقت أقرّ فيه مسؤولو البنتاغون بفشل عملية القبض على زعيم حركة الشباب المجاهدين عبد القادر محمد عبد القادر الذي يعرف باسم “عكرمة”، وهو كيني من أصل صومالي، حيث نفذت قوة أميركية خاصة هجوما السبت الماضي واضطرت فيه إلى التخلي عن المهمة بعد أن واجهت مقاومة شرسة وكثافة نارية لم تتوقعها، مما أجبر القوة الأميركية المهاجمة على التراجع.
حلقة وصل
من جهة أخرى، تعتقد أجهزة المخابرات الكينية والغربية أن عكرمة -وهو الاسم الحركي لعبد القادر- هو حلقة الوصل بين قادة حركة الشباب في الصومال ومن تصفهم بالمتشددين الكينيين، إلا أن تلك الأجهزة لم تتمكن من إثبات أنه نفس الشخص الكيني من أصل صومالي الذي أمضى سنوات عدة في النرويج.
وقال مسؤول صومالي إن عكرمة ينحدر من عشيرة في منطقة بلاد بنط شبه المستقلة، وكرر ما قاله دبلوماسي بالمنطقة من أن عكرمة مرتبط بجهاز المخابرات الخاص بحركة الشباب، وهو وحدة خاصة ألقيت عليها مسؤولية هجمات كبيرة في مقديشو.
وقال المسؤول الصومالي إن عكرمة عضو كبير في وحدة المخابرات الخاصة بحركة الشباب وتحديدا مسؤول العمليات في الدول المجاورة منذ العام 2012 على الأقل.
وذكر تقرير للمخابرات الكينية تم تسريبه لوسائل الإعلام أن عكرمة خطط لمهاجمة البرلمان الكيني واغتيال سياسيين كينيين كبار ومهاجمة مكاتب للأمم المتحدة في نيروبي، إلا أن تلك الخطط بائت بالفشل.
وكانت الغارة الأميركية للقبض على “عكرمة” قد شنت على موقع في بلدة براوة، معقل الإسلاميين على ساحل جنوب الصومال، بعد أن أعلنت حركة الشباب المجاهدين مسؤوليتها عن الهجوم على مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي، الذي خلف 67 قتيلا.
ورغم عدم وجود معلومات مؤكدة عن صلة “عكرمة” بهجوم نيروبي حسب مسؤول أميركي لم تذكر رويترز اسمه، فإنه معروف لواشنطن بوصفه واحدا من كبار المخططين في حركة الشباب بحسب المسؤول نفسه.
المصدر : الوکالات

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *