ان ظاهرة التكفير أخذت تنتشر في المنطقة مع ظهور الكيان الصهيوني حيث كان يهدف دعاة التكفير آنذاك تحقيق مصالح الكيان الصهيوني وخلق منطقة غيرآمنه وغير مستقرة محيطة بالأراضي المحتلة من قبل هذا الكيان الغاصب.
وأشار الى ذلك، أمين الفتوى بإدارة الإفتاء العام والتدريس الديني في وزارة الأوقاف السورية والمدرس في مركز السيدة زينب (س)، الشيخ الدكتور علاء الدين الزعتري.
وقال مدرس مادة الفقه الإسلامي المقارن والحديث الشريف بكلية الدعوة الإسلامية، فرع “مجمع الشيخ أحمد كفتارو” بالعاصمة السورية دمشق: ان للتكفير جذوراً في القرآن الكريم وان القرآن قد أشار الى شروط التكفير ولكن نرى الطائفة التي تسمي نفسها بالتكفيرية ليست لها جذور شرعية ولا قرآنية ولم تلتزم بالسنة النبوية في ذلك وان التكفير أصبح ينتشر من قبل عدد من الضالين الذين يعملون على تخريب المجتمعات.
وأضاف انه يبدو أن التكفير قد ظهر منذ إنشاء الكيان الصهيوني وأخذ ينتشر وينمو بعد ذلك حيث كان يسعى دعاة التكفير آنذاك تحقيق مصالح الكيان الصهيوني الغاصب وجعل المنطقة المحيطة بالكيان الصهيوني منطقة غير آمنة وغير مستقرة.
وأكد الشيخ الدكتور علاءالدين الزعتري أن اولئك الذين اتخذوا من التكفير عملاً أصبحوا يسعون الى تحقيق البرامج والسياسات المتشددة مبيناً: انه اذا قمنا ببحث جذور التكفير سنرى ان هنالك صلة بينه وبين البريطانيين الذين هم العدو الخفي للمسلمين وقد بذلوا جهداً مكثفاً لفرض هيمنتهم على العالم الإسلامي.
وأوضح أمين الفتوى بإدارة الإفتاء العام والتدريس الديني في وزارة الأوقاف السورية ان التكفير أخذ ينتشر في العراق والدولة المحيطة به بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 حيث قامت أمريكا بإحتلال العراق وتخريبه وخلقت آنذاك الفرقة بين المسلمين الشيعة والسنة وقد أثارت هاتين الطائفتين ضد بعضيهما ودعمت الفرق التكفيرية في العراق.
واستطرد قائلاً: ان المسلمين منذ سنوات طويلة وهم ضحية الأعمال التي يقوم بها التكفيريون المتشددون وان دعاة التكفير يقومون بقتل كل من يختلف معهم في العقيدة التي لا ترتبط بالدين والتي تأسست على الباطل.
وفي معرض إشارته لتبعات نمو الأعمال التكفيرية في المنطقة قال الشيخ الدكتور علاء الدين الزعتري: ان تبعات الحركة التكفيرية يمكن مشاهدتها في داخل العالم الإسلامي وخارجه حيث يعمل التكفيريون في الداخل على خلق الفرقة بين ابناء العالم الإسلامي ويعملون على ابتعاد الناس عن الاسلام الأصيل ونشر معتقداتهم الباطلة.
واستطرد عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة ان التكفيريين يقومون بتحريف الرأي العام وخاصة رأي الأطفال والنساء ومن خلال تمسكهم بشعاراتهم الباطلة والغير إسلامية يبادرون بالأعمال القبيحة من أجل تحقيق أهدافهم ونشر فكرهم المتشدد بين المسلمين.
وأوضح الزعتري ان لظاهرة التكفير تبعات على مستوى خارج العالم الاسلامي حيث يستغل الغرب التيارات التكفيرية ليعرف المسلمين كمجموعة من الناس يقتتلون فيما بينهم ويدعون ان الدين الإسلامي هو الذي يحث اتباعه على القتل والعنف والإرهاب.
وأشار الى أنه من الأسف الشديد عندما يرى المسؤولون في الدول الغربية مدى التشدد والعنف لدى التكفيريين يظنون أن هذه الجماعات من المسلمين وأتباع الدين الاسلامي ولهذا يسعون الى التصدي لظاهرة الانتماء للدين الاسلامي في مجتمعاتهم وعلى هذا الأساس التكفيريون أنفسهم يعتبرون عوائق في طريق تشرف الغربيين الى الاسلام المحمدي الأصيل وتعرف غير المسلمين على الاسلام الحقيقي.
وبين أمين الفتوى بإدارة الإفتاء العام والتدريس الديني في وزارة الأوقاف السورية حلولاً واستراتيجات لمواجهة التكفير ودعاته مبيناً أن المسلمين بامكانهم من خلال نشر الاسلام الحقيقي والعمل بتعاليمه أن يطلعوا الرأي العام العالمي والراغبين في التعرف على الدين الاسلامي أن الاسلام الذي ينشرها التكفيريون ليس اسلاماًَ اصيلاً وحقيقاً لأن الاسلام هو أنظف بكثير من هذه الاجراءات المتطرفة.
وأكد الشيخ علاءالدين الزعتري على المثابرة والصمود في مجال نشر التعاليم الاسلامية الأصيلة المحمدية لمواجهة ظاهرة التكفير مبيناً أن المثابرة في طريق نشر التعاليم الاسلامية وبذل الجهود لتقديم التقدمات العلمية والثقافية في العالم الاسلامي الى العالم يمهدان الأرضية لتعرف الرأي العام الغربي على الدين الاسلامي الحنيف ويساعدان على تبيين هذه القضية بأن التكفيريين ليسوا المسلمين وهم فرقة ضالة.
وفي الختام، أشار الزعتري الى أنه استطاعت الثورة الاسلامية في ايران أن تقف أمام الكيان الصهيوني الذي تنشر وتدعم الفكر التكفيري والاسلام الصهيوني في المنطقة وتحول دون سياسات الكيان الصهيوني لتشويه سمعة المسلمين لأن الدعاة التكفيرين يسعون الى عرض صورة عنيفة ومتشددة من المسلمين الى العالم.
المصدر : وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا)