مواقع وحواضر, أماكن, مثابات, نقاط ينطلق منها، أخرى يقصدها الإمام عليه السلام في رحلته التغييرية, سيراً في طريقه المبارك لتحقيق دولته, دولة العدل الإلهي, دولة الحق القدسية.
• من خلال ما جاء في المنظومة الحديثية فإنَّ الإمام المهدي عليه السلام الذي كلّفه رب العزة بالتغيير وإقامة دولة القسط, ينطلق من مدينة جدّه (المدينة المنوّرة) التي أسّس فيها أول دولة للإسلام.
ولا يخفى أنَّ اسم هذه المدينة قبل أنْ تتشرف بهجرة الرسول إليها كان (يثرب).
ومن أسمائها بسبب تشرّفها بالرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم (طيبة) وما يتضوع منها من طيب النبوة.
– جاء في (دلائل الإمامة) ص512:
قال الحموي (طيبة) بالفتح ثم السكون, فالباء موحدة، وهو اسم مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقال لها طيبة وطابة من الطيب, وهي الرائحة الحسنة.
– جاء في (معجم البلدان) 4/53:
عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:
(لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة, ولابدّ في غيبته من عزلة, ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة).
• ويبدو من الحديث الأخير, أنّ الإمام عليه السلام يتخذ من هذه الطيبة مقراً لإقامته, وبعدها بطبيعة الحال سيكون بداية المنطلق في ثورته.
وتؤكّد الروايات أنّه يحدث للإمام عليه السلام كما حدث لنبي الله موسى عليه السلام, إذ أنّه يخرج من المدينة خائفاً يترقّب. نعم فهو خائف على الدين, يترقب الأحداث وما يقع منها, مستفيداً من ذلك لتحديد مسار حركتهِ المباركة.
– جاء في (كمال الدين) 3/373:
عن يعقوب السراج قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: متى فرج شيعتكم؟ فقال عليه السلام: إذا اختلف ولد العباس …) إلى أنْ قال: ( وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة الى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم…).
– وجاء في غيبة النعماني ص304 :
عن الحارث بن علي عليه السلام أنّه قال (المهدي أقبل, جعد,بخدّه خال, يكون مبدؤه من قبل المشرق …) إلى أنْ يقول (وإذا كان ذلك خرج السفياني … ويأتي المدينة بجيش جرار. حتى إذا انتهى الى بيداء المدينة خسف الله به …)
• وبهلاك جيش الشّر متولّي الشيطان هذا تتهيأ الفرصة سانحة أمام قائد التغيير، وولي الرحمن الإمام المهدي عليه السلام, ويكون الجو السياسي ملائماً والباب مشرعاً، والطريق مفتوحاً، والسّبيل ميسّراً له للقيام بثورته التصحيحية الإلهية.