الاعتقاد بظهور الإمام المهدي عليه السلام اعتقاد ديني أصيل

وإنّ في قلوبهم مرضاً أولئك الذين يظنّون أنّ مسألة المهدوية وانتظار ظهور الإمام المهدي عليه السلام وضعت لتسكين جروح البشرية, بعد تشتت العالم الإسلامي بعد رحلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانها من صنع الشيعة, فهذه المسألة لاتختص بالإسلام والتشيع, بل ان عقيدة ظهور منج سماوي عظيم هي عقيدة عالمية مشتركة, وهي من المسائل العظيمة والحساسة للمذاهب والأديان, ومن آمال البشرية, التي يتزامن عمرها التاريخي مع عمر الإنسان, ويتزامن عمارها في الإسلام مع عمر الإسلام نفسه.

لاشك أنّ عقيدة ظهور الإمام المهدي عليه السلام اعتقاد ديني ومذهبي أصيل، له جذور قوية قويمة لدى جميع اتباع أديان العالم.
وإنّ في قلوبهم مرضاً أولئك الذين يظنّون أنّ مسألة المهدوية وانتظار ظهور الإمام المهدي عليه السلام وضعت لتسكين جروح البشرية, بعد تشتت العالم الإسلامي بعد رحلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانها من صنع الشيعة, فهذه المسألة لاتختص بالإسلام والتشيع, بل ان عقيدة ظهور منج سماوي عظيم هي عقيدة عالمية مشتركة, وهي من المسائل العظيمة والحساسة للمذاهب والأديان, ومن آمال البشرية, التي يتزامن عمرها التاريخي مع عمر الإنسان, ويتزامن عمارها في الإسلام مع عمر الإسلام نفسه.
وعلى أساس البشائر الكثيرة الواردة في الكتب المقدسة لأهل الأديان والحاكية عن ظهور منج عظيم, وعد جميع أنبياء الله العظام الناس بظهور مصلح عالمي فإنّ هذه العقيدة مسألة اعتقادية أصلية, ولها جذورها المتأصلة في عمق الوجود الإنساني وقد بلّغ بها الأنبياء، سفراء الله المؤمنون ووضّحوها ورسموها، وحدّدوا علائم الظهور.
(لقد ثبت أنّ الاعتقادات الدينية لها جذور أكيدة في فطرة الناس, ومن هنا يوجد التناسب الكامل بين التعاليم الدينية ومطالب الإنسان الداخلية, فالتعاليم الدينية في الحقيقة هي التي تعين وتؤمن وتكمل خلق البشر.
يعني أنّ العقيدة الدينية لها وجود في عمق فطرة الإنسان, ويوجد هذا الميل الباطني في عمق الإنسان, وهو وإنْ كان كسائر الميول قابلا للزيادة والنقصان, والشدّة والضّعف حسب الظروف, لكنّه لايمكن أنْ ينعدم أصل وجوده).
إنّ المستفاد من الآيات الشريفة والروايات الإسلامية هو: أنّ الدين جزء من طبيعة الإنسان وفطرته ووجوده، جعله الله توأما لها، فالإنسان يدرك او يعقل كليّات ذلك, مثل التوحيد وشكر المنعم والوصول إلى العلّة عن طريق المعلول, لكنّه يحتاج إلى بعث كما جاء في القران الكريم (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي‏ فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْديلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ).
إذ يستفاد من هذه الآية الشريفة انّ الدين والمذهب بشكل عام أمر فطري وطبيعي, وهو يشكّل جزءاً من ذات البشر وطبيعته وأنّ الله عز وجل خلق الإنسان متائما للدين لاينفك عنه أبداً.
وقال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهوّدانه وينصّرانه).
إذ يستفاد من هذا الحديث لشريف أنّ الأسس الأولية لقبول الدين موجودة في فطرة أطفال البشر, وبإمكان الأب وإلام اللذين يعدان المربيين الأصليين للأولاد أنْ يستفيدا من رأس المال الفطري هذا, ويدينوا أولادهم كيفما يشاؤون, ولو لم يكن طلب المذهب في فطرة الإنسان وطبعه لم يكن تمذهب الآباء مجدياً لأولادهم, ولم يتمسك الإنسان بالدين راغباً طيلة حياته, ولم يتبعه بلا استفسار.
على كل حال كان إيقاظ فطرة البشر وتحرك معنوياته هي أحدى وظائف أنبياء الله العظام, الذين جاءوا ليوردوا الناس لأداء عهد الفطرة, وليذكروهم نعم الله المنسية, وليبعثوا قوى العقل الباطنية بدعوتهم, كما جاء في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام (فبعث الله فيهم رسله, وواتر إليهم أنبياءه, ليستأدوهم ميثاق فطرته, ويذكروهم منسي نعمته, ويحتجوا عليهم بالتبليغ, ويثيروا لهم دفائن العقول…).
إذن عقيدة ظهور الإمام المهدي عليه السلام, أو بتعبير آخر: عقيدة ظهور (المنجي السماوي الكبير), من المسائل القديمة في الأديان وفي الإسلام, ووردت بشكل واسع في الكتب المقدسة لأهل الأديان والمذاهب المختلفة في العالم وسيما في دين الإسلام, ووصلت هذه السعة إلى حد صار يرى نورها عند المتشرعة وغيرهم, فمن المعلوم انها مهمة وحياتية, مثلها كمثل الاعتقاد بالذات المقدسة, فهي عقيدة دينية ومذهبية أصيلة, ولها ميل باطني ومحل راسخ في عمق فطرة الإنسان, فكلما ضاقت الدنيا ببني البشر, وبلغت الأرواح التراقي من ظلم الظَّلمة وطغيانهم, ولم يكن طريق خلاص, ازداد شعورهم بضرورة ذلك المصلح السماوي وأحيوه في قلوبهم…
لهذا توجّهت كل الأديان والمذاهب المختلفة, وبما فيها دين الإسلام المبين, لهذا الميل الباطني والمطلوب النفساني, ووعدت اتباعها بظهور قائد سماوي منج في آخر الزمان.
لقد جاءت بشائر (المنجي الموعود) في الروايات الإسلامية تحت عنوان (المهدي الموعود) صرح بها الأنبياء أولوا العزم عليهم السلام من قبل الإسلام بستين قرنا، قبل 6000 سنة ووصلت إلينا بسلاسل.
إذن لم تكن بشائر (المنجي الموعود) أو بعبارة أخرى (المصلح العالمي) معقلة باليوم وبالأمس أو منذ عشرة قرون أو عشرين قرنا, كما لم تكن مختصة بهذا الدين أو ذاك, أو بهذا الشعب أو ذاك, بل كانت متداولة بين كل الشعوب وبين أصحاب الأديان منذ الزمن الغابر.
ومن الجدير بالذكر هو أنّ أكثر بشائر الظهور التي نقلت عن طريق أنبياء الله قد تحققت ومازال يتحقق بعضها في عصرنا الراهن.
فمن الطريف إنّا نجد عيانا أنّ العشرات من علائم الظهور قد تحققت في زماننا هذا، واحدة تلو الأخرى, والتي جاءت على لسان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من أهل البيت عليهم السلام من قبل 14 قرناً مقدمة لظهور حضرته عليه السلام.

شاهد أيضاً

النفس الزكية

النفس الزكية و التي تعرف بـالدم الحرام و النفس الحرام من الشخصيات البارزة التي ترتبط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.