صباح العيد في لبنان لا يشبهه الكثير من الصباحات حيث يتم التحضير له قبل ايام. تبدأ الأسرة في الاستعداد لاستقباله بتحضير متطلباته وتوفير مستلزماته من شراء ملابس العيد الجديدة للصغار والكبار، و تحضير العديد من انواع الحلويات الخاصة بالعيد كالمعمول و كعك العيد.
ورغم اختلاف المظاهر بين الامس واليوم ظل اللبنانيون يستيقظون على صلاة العيد جماعة التي تقام في مساجد البلدات والحارات. ولا يغيب عن طقوس عيد الفطر لدى اللبنانيين زيارة القبور والتصدق عن ارواح أمواتهم.
ورغم تغيّر وتطور انواع الاحتفالات بالاعتياد كافة إلا أن قيم العيد النبيلة ما زالت تجمع المسلمين فلا ننسى التزاور في العيد والمباركة بقدومه بين الاهل والاقارب والاصحاب ليظل العيد باعثاً على الفرحة وتهذيب النفس والاحساس بالآخرين والتكافل والتلاحم معهم.
أما عند الاطفال فبهجة هذا اليوم لا تكتمل بدون ثياب العيد و”العيدية” وألعاب العيد والذهاب الى “الكرمس” للّعب على المراجيح ولعب “اللُّقيطة ” في ساحات القرى و الحدائق العامة. يقول كبار السن إن العيد كان يمتاز سابقاً بالبساطة والعفوية ولمّ شمل الأهل حيث يجمعهم الحب والتقدير والمحبة وتظل الفرحة بقدوم العيد موجودة عبر الأجيال، لكنها تختلف بالشكل والمضمون، فالاهتمام بهذه المناسبة سابقا كان أكبر، بينما نمط الحياة الحالي وانشغال الناس بأمورهم جعل البعض لا يهتم بهذه المناسبة الطيبة الاهتمام اللائق بها، وبالتالي يفرح أبناؤنا وأحفادنا، لكن تطلعاتهم أصبحت أكبر، يحبون الملابس الأغلى ومبلغ العيدية الأكبر، والخروج للهو في الأماكن المشهورة، على عكس جيلنا الذي كان يفرح بأي قليل وبكل جديد من الملابس بصرف النظر عن سعرها والتي كنا نشتريها فقط في الأعياد.
إذاً تبقى للعيد فرحته، فعلى الرغم من أن الشعوب العربية يجمعها الكثير من الاشياء المتشابهة إلا أن للعيد طقوسه التي تختلف من دولة إلى أخرى.
المصدر : موقع العهد