أحداث وأخبار تتسارع یومیاً ، زلزال مدمر هنا وعاصفة قویة هناك ، إنقلاب عسكری هنا و حرب طاحنة هناك ، سقوط طائرة هنا و حادث تصادم مروع هناك .. و هكذا الأحداث دوالیك تتسارع یومیاً ، وفی زحمة هذه الأحداث وخضمها ، ینسى الإنسان أو یتناسى ، یغفل أو یغیب عن ذهنه ، الأحداث والأخبار التی من الممكن أن تعطیه دلالة مهمة ، وعلامة بارزة لقرب ظهور إمامنا صاحب الزمان (عجل الله فرجه).
مقدمة
أحداث وأخبار تتسارع یومیاً ، زلزال مدمر هنا وعاصفة قویة هناك ، إنقلاب عسكری هنا و حرب طاحنة هناك ، سقوط طائرة هنا و حادث تصادم مروع هناك .. و هكذا الأحداث دوالیك تتسارع یومیاً ، وفی زحمة هذه الأحداث وخضمها ، ینسى الإنسان أو یتناسى ، یغفل أو یغیب عن ذهنه ، الأحداث والأخبار التی من الممكن أن تعطیه دلالة مهمة ، وعلامة بارزة لقرب ظهور إمامنا صاحب الزمان (عجل الله فرجه).
كثیر من الناس لا یعرفون أصلا ما هی علامات الظهور ، لم یَطَّلِع علیها أو لم یسمع بها ، ولم تخطر له على بال ، وبعضهم وإن كان سمع بعض هذه العلامات .. إلا أن العلامات تظل مبهمة لدیه ، ومع وفرتها ، تداخل الغث مع السمین .. فشكك بعض الناس فی كثیر منها ، حتى أنهم أصبحوا لا یعرفون المحتوم من غیره.
وفی هذا الكتاب ، أحاول قدر الإمكان ، تسلیط الضوء على علامات ظهور الإمام المهدی (عجل الله فرجه) ، وأسعى لتبویبها على شكل أحداث متسلسلة زمنیا ، لكی یستطیع المؤمن المنتظِر للفجر المقدس أن یتابعها و یترقبها.. فكثیر من الكتّاب حاول تبویب العلامات على نوعین فقط: محتوم وغیر محتوم ، أو ذكروا العلامات مجملا من غیر تبویب .. إلا أننی ، لم أجد من رتب أحداث وعلامات الظهور على شكل أحداث زمنیة متسلسلة ، وهذا هو الأهم فی الفترة الزمنیة الحالیة للمؤمنین .. حتى لا ینخدعوا بمدعی المهد ویه ، وحتى لا تتخطفهم الأحداث بكثرتها .. وهذا هو موضوع الفصل الثالث ، حیث تم ترتیب أحداث النصف الثانی لسنة الظهور على شكل تسلسل زمنی شهری (من شهر رجب – حتى شهر محرم) .. واعتمدنا فی ذلك على الروایات الشریفة ، التی توضح تاریخاً أو تثبت توقیتاً معیناً كیوم أو شهر ، من غیر تحدید للسنة ، وهذا منهج بحثنا فی هذا الفصل ، ووفقنا والحمد لله ، لتحدید جمیع علامات الظهور المحتومة ، وهناك علامات ظهور عدیدة ، لم نستدل فیها على تحدید زمنی معین ، ولذا لم نذكرها – وتحتاج إلى من یبحث فیها – ویعتبر هذا الجزء (الفصل الثالث) بحق صلب وعمود الكتاب ، والدافع الأساسی وراء كتابته سد الثغرة فی المكتبة الاسلامیة.
أما فی التمهید ، أو بعبارة أخرى ، مدخل لبحث الموضوع ، فحاولت أن أناقش أصل الفكرة (وجود الإمام المهدی (علیه السلام)) ، واعتمـدت الأسلـوب العلمی الرصین ، فی الرد على المشككین باستخدام الإحصائیات والفهارس من القرآن الكریم والأحادیث الشریفة ، وضربت أمثلة واضحة من كلا المصدرین.
أما فی الفصل الأول ، فتطرقت إلى الغیبة الصغرى باختصار ، وكیف بدأ تهیئة الناس تدریجیاً لتقبل فكرة الغیبة الكبرى .. وكما حدث التدرج فی موضوع الغیبة من صغرى إلى كبرى ، لیعتادها الناس ویألفوها ، كذلك الأمر بالنسبة للظهور ، من ظهور أصغر إلى الظهور الأكبر (الفجر المقدس).
أما فی الفصل الثانی فتكلمت عن إرهاصات عامة للظهور وفساد آخر الزمان ، وتقدم عصر الفتن والظلم على عصر الظهور والعدل ، وهذا مضمون واضح للروایات .. ثم حاولت أن أناقش علامـات الظهـور كأخبار وتنبؤات مستقبلیة ، هل تحقق بعض منها عبر التاریخ؟ وأثبتنا ذلك وضربنا بعض الأمثلة المثبتة.
أما فی الفصل الرابع والأخیر .. فبحثت فی شرائط الظهور وأوضحتها على شكل نقاط ، وذكرت الخصائص والصفـات ، باعتبار إذا اجتمعت هذه الشـرائط ، كان یوم الفجر المقدس ناجزاً .. ومن ثم تكلمت عن الفرق بین علامات الظهور وشرائط الظهور.
أما فی القسم الثانی من الفصل الرابع فبحثت فی موضـوع البداء وعلامـات الظهور ، علماً بأن (البداء) كموضوع فلسفی وعقائدی ، كثیر من العلماء بحث وكتب فیه ، أما ربطه بعلامات الظهور فقلیل جداً جداً من كتب فیه ، یكاد لا یذكر أو تطرقوا إلیه بشكل مختصر جداً كأسطر معدودة ، مما دفعنا للبحث فیه ، وحاولت قدر الإمكان أن أبسط لغة البحث وأسلوب العرض.
بشكل عام ، اعتمدت على تبسیط لغة الكتابة وتعمیق الفكرة ، لیكون الكتاب مستوعباً ومتاحاً لأكبر شریحة ممكنة.
أما تسمیة الكتاب بـ (الفجر المقدس) وذلك لارتباط وقت الفجر بالإمام المهدی (علیه السلام) بأشیاء عدیدة .. فولادته (علیه السلام) فی الفجر ، وظهوره (علیه السلام) فی الفجر ، وصیحة جبرئیل الدال علیه فی رمضان فی الفجر .. (وعن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال فی تفسیر قوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ ! وَلَیَالٍ عَشْرٍ﴾ إن المراد من الفجر (القائم (علیه السلام)) ، وروی عنه أیضاً فی تفسیر سورة ] ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [ أن معنى ] ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾[ حتى قیام وظهور القائم (علیه السلام)) )(1)
نسأل الله التوفیق.
1 – النجم الثاقب ج1 ص73 ، إلزام الناصب ج1 ص105 ، 107
تمهید
أولا: المهدی فی القرآن الكریم
ثانیا: المهدی فی السنة الشریفة
إن موضوع الإمام المهدی (علیه السلام) ، بات من المسائل الحساسة جدا .. ، وخاصة فی هذه الفترة بالذات ، حیث بات بعض من الناس یستفسر عن أصل الموضوع وتفاصیله ، وثار جدل وخلاف فیه. ومع الأسف الشدید ، فقد أصبح القول بوجود الإمام المهدی (علیه السلام) مادة للتهاتر و السخریة ، وبدأ التشكیك فی أصل القضیة من قبل بعض الكتاب ضد الشیعة الإمامیة (الإثنی عشریة) ، واتهامهم باختراع فكرة (المهدی بن الحسن العسكری(علیه السلام)) من وهم الخیال ، و ادعائهم بأن الشیعة (الإمامیة) تحاول تعزیز هذه الفكرة أو النظریة بكل الوسائل ، حتى تصبح من فرضیة وهمیة إلى حقیقة بدیهیة ، لا تقبل الجدل أو الشك.
إن موضوع الخلاف حول وجود (الإمام المهدی(علیه السلام)) وولادته قدیم ، منذ مئات السنین ،حتى إن أفراداً معدودین كابن خلدون وأحمد أمین المصری ومن تبعهم ، یشككون فی صدور هذه الأحادیث عن رسول الله صلى الله علیه وآله .. والقرائن المتوفرة فی أیدینا ، تدل على أن التشكیك من قبل هؤلاء ، أو الباعث على ترددهم ، لم یكن لضعف فی الأخبار ، بل كانوا یجدون أن الروایات الواردة فی المهدی (علیه السلام) مشتملة على مسائل لا تكاد تصدق – من وجهة نظرهم – أو إنهم لم یستطیعوا أن یمیزوا الأحادیث الصحیحة عن غیرها.
على كل حال ، یلزمنا قبل كل شیء ، إن نوضح أن النصوص والروایات قد تواترت حول شخصیة المهدی (علیه السلام) وعلامات شخصه ، حتى لم یعد هناك مجال للغموض فی ذلك ، بل إن الروایات الواردة فی المهدی (علیه السلام) من الكثرة بحیث لا یستطیع أی محقق إسلامی – من أی مذهب كان – أن ینكر تواترها ، بل إن أشد الفرق الإسلامیة تزمتاً وتعصباً أذعنت لهذا الأمر ولم تنكره ، و أُلفت بعض الرسائل التی تثبت صحة الأخبار الواردة فی المهدی (علیه السلام).
بالطبع لیس مجال بحثنا استعراض كل تلك الآیات القرآنیة والروایات والنصوص حول المهدی (علیه السلام) ، لكننی سأكتفی بعرض إحصائیات وفهارس توضح حجم النصوص الواردة فی الموضوع ، ومن ینشد المزید ، یمكنه مراجعة القرآن الكریم وكتب تفسیره وكتب الحدیث.
أولا: المهدی فی القران الكریم:
القرآن الكریم أخبر عن الإمام المهدی (علیه السلام) و قیام حكومته فی مواضع عدیدة ، وآیات متعددة .. وإن الآیات المؤولة بالإمام المهدی (علیه السلام) حسب ما ورد فی الأحادیث كثیرة جداً ، وقد جمع بعضها العلامة المعاصر السید صادق الحسینی الشیرازی فی كتاب سماه: (المهدی فی القران) فذكر (106) من الآیات القرآنیة الشریفة التی جمعها ونقلها عن مصادر أهل العامة فقط ، أغلبها من كتاب (ینابیع المودة) للقندوزی .. شرحت: تفسیراً ، أو تأویلاً ، أو تنـزیلاً ، أو تطبیقاً أو تشبیهاً فی الإمام المهدی المنتظر (علیه السلام) .. وسنستعرض فی الفهرس القادم ما مجموعة (118) آیة مؤولة فی الإمام المهدی (علیه السلام) اعتمدنا فی ذلك على كتاب المهدی فی القران ، وكتاب إلزام الناصب.
بعد ذكر هذا الكم الهائل من الآیات الشریفة المؤولة فی الإمام المهدی (علیه السلام) ، هل هناك مجال للشك فی أصل الموضوع ، أم هل هی فكرة من أوهام وخیال الشیعة الإمامیة؟!!!.
وسنعرض بعض الآیات الكریمة ، لتكون هدایة لمن ألقی السمع وهو شهید .. و هی غیر الآیات التی سنستعرضها فی دفات الفصل الثالث الموضحة علامات ظهوره (علیه السلام) وبعض الحوادث المرافقة لقیامة ، كخسف البیداء والصیحة ، إلى غیر ذلك ، إلماماً للفائدة المرجوة:
1- قوله تعالى: ﴿أَفَغَیْرَ دِینِ اللَّهِ یَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَیْهِ یُرْجَعُونَ﴾ (1)
عن رفاعة بن موسى قال: سمعت الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) یقول فی قوله تعالى ﴿و له أسلم …… وكرها﴾ قال: (إذا قام القائم المهدی لا تبقى أرض إلا نودی فیها بشهادة أن لا اله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله) (2)
إن هذه الآیة الكریمة إشارةٍ إلى عهد المهدی المنتظر (علیه السلام) إذ فی زمانه الكلمة كلها لله على وجه الأرض ، لأن كل من فی الأرض ، یُسلم ویخضع لله تعالى ، ولم یتم هذا حتى الیوم ، لا فی عهد الأنبیاء السابقین علیهم السلام و لا فی عهد رسول الله صلى الله علیه وآله ولا فی عهود بعده.
2- قوله تعالى ﴿بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِینَ﴾ (3)
عن أبى جعفر (علیه السلام) قال: .. (فإذا خرج المهدی (علیه السلام) أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع إلیه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه ، فأول ما ینطق به هذه الآیة ﴿بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِینَ﴾ ثم یقول: أنا بقیة الله وخلیفته وحجته علیكم ، فلا یسلم علیه أحد إلا قال السلام علیك یا بقیة الله فی الأرض) (4).
3- قوله تعالى ﴿وَعْدَ اللَّهِ لا یُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ﴾ (5).
عن حذیفة بن الیمان عن النبی صلى الله علیه وآله قال: (ویل هذه الأمة من ملوك جبابرة ، كیف یقتلون ویخیفون المطیعین إلا من أظهروا طاعتهم ، فالمؤمن التقی یصانعهم بلسانه یعرفهم بلقبه ، (فإذا) أراد الله (علیه السلام) أن یعید الإسلام عزیزاً ، قصم كل جبار عنید ، وهو القادر على ما یشاء ، أن یصلح أمة بعد فسادها ، ثم قال صلى الله علیه وآله: یا حذیفة ، لو لم یبق من الدنیا إلا یوم واحد ، لطول الله ذلك الیوم ، حتى یملك رجل من أهل بیتی تجری الملاحم على یدیه ، ویظهر الإسلام ، ثم قال صلى الله علیه وآله: لا یخلف الله وعده وهو سریع الحساب) (6) .. هذا تطبیق من الرسول الأكرم صلى الله علیه وآله العالم بحقائق القران ومعاریضه ومرامیه ، لهذه الآیة الكریمة على حفیده الإمام المهدی (علیه السلام).
4- قوله تعالى ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِی إِلَى یَوْمِ یُبْعَثُونَ ! قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِینَ ! إِلَى یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم﴾ (7)
عن الحسن بن خالد قال: قال الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) (إِلَى یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) وهو یوم خروج قائمنا .. فقیل له: یا ابن رسول الله صلى الله علیه وآله ومن القائم منكم أهل البیت؟ .. قال الرابع من ولدی ابن سیدة الإماء ، یطهر الله به الأرض من كل جور و ظلم) (8)
5-قوله تعالى ﴿الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ (9)
عن أبى الجارود عن الباقر (علیه السلام) قال: (هذه الآیة نزلت فی المهدی وأصحابه ، یملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ویظهر الله بهم الدین ، حتى لا یرى أثر من الظلم و البدع) وعنه (علیه السلام) قال: (هذه الآیة لآل محمد صلى الله علیهم إلى آخر الأئمة ، والمهدی (علیه السلام) وأصحابه یملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ویظهر الدین ، ویمیت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهاء الحق حتى لا یرى أثر من الظلم ، ویأمرون بالمعروف ، وینهون عن المنكر) (10)
6- قوله تعالى ﴿وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ (11)
عن المفضل بن عمر قال: سألت الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) عن قوله (علیه السلام) ﴿وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ الآیة ، قال: (هی الكلمات التی تلقاها آدم من ربه فتاب علیه و هو إنه قال (یارب أسألك بحق محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین إلا تبت علی) فتاب علیه إنه التواب الرحیم فقلت له: یابن رسول الله صلى الله علیه وآله فما یعنی بقوله (فَأَتَمَّهُنَّ) قال: (یعنی: أتمهن إلى القائم المهدی إثنی عشر إماماً ، تسعة من ولد الحسین) (12)
علماً بأنه یمكن القول ، بأن القرآن الكریم حوى إشارات عدیدة ، تبشر بشكل عام بیوم موعود ، ینتصر فیه عباد الله الصالحون ، حیث یظهر الدین الإسلامی على الدین كله .. مثل الآیات الشریفة: الأنبیاء آیة (105) ، النور آیة (55) ، القصص آیة (5) ، التوبة آیة (33) ، الصف آیة (9) .. إلى غیر ذلك ، وكل هذه الآیات تبشر المؤمنین بنصر الله ، وأنه سیحل الیوم ، الذی یسود فیه الإسلام ربوع الأرض ، و ستحل عبادة الله وحده ، محل الشرك والكفر ، وسینعم العالم بعصر مشرق ، مفعم بالإیمان والسلام على یدی منقذ البشریة المهدی المنتظر (علیه السلام).
ثانیاً: المهدی فی الأحادیث الشریفة:
تواترت الأحادیث عن النبی صلى الله علیه وآله والأئمة الأطهار علیهم السلام حول الإمام المهدی (علیه السلام) ، و نقلها الشیعة و السنة فی كتبهم .. وهذه الأحادیث بكثرة وبتواتر یقطع بصحتها ، فلا یكاد یخلو منها كتاب فی الحدیث أو معجم فی التراجم والسیر .. و إن الرسول الأعظم صلى الله علیه وآله ، كان یبشر الأمة الإسلامیة بظهوره فی كل ناد و محفل ومنتدى ومجمع ، فتارة یبشر المسلمین بالإمام المهدی (علیه السلام) فی ضمن الإئمة الاثنی عشر ، وإنه هو الثانی عشر ، وتارة أخرى ، یخبر عنه ویؤكد أنه من ولد فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) ، وأنه من صلب الإمام الحسین (علیه السلام) ، وأنه الإمام التاسع من ولد الحسین (علیه السلام) .. ومن خلال البحث والتدقیق ، یتضح لكل ذی لب أن موضوع المهدی (علیه السلام) كان من المسائل المسلم بها فی عهد الرسول صلى الله علیه وآله ، وكان المسلمون ینتظرون ظهور رجل یقیم العدل ، ویمحق الظلم ، ویصلح شأن العالم ، ولهذا لم یكونوا یتساءلون عن أصل الموضوع .. وكانت معظم استفساراتهم ، تدور حول مسائل فرعیة ، عن أصله ونسبه ، عن اسمه وكنیته ، عن صفاته وخصاله ، عن علامات ظهوره ، عن سبب غیبته وماینبغی عمله یومئذ .. إلى غیر ذلك من الإستفسارات.
إن الأحادیث الشریفة المرویة حول الإمام المهدی (علیه السلام) كثیرة جداً وواضحة بحیث لا تعطی مجالاً للشك فی أصله ونسبه وولادته إلى غیر ذلك ، من الإثارات التی یحاول المشككون أن یثیروها حول اعتقادات الشیعة فی هذا الموضوع ، وسأعرض بعض الإحصائیات ، موضحاً الكَم الهائل من الروایات ، معتمداً فی ذلك على كتاب (منتخب الأثر) للسید لطف الله الصافی الكلبایكانی.
بعد ذكر هذا العدد الضخم من إحصائیات الأحادیث الشریفة الموضحة لنسب الإمام المهدی (علیه السلام) ، لم یبقَ مجال للشك فی ولادته و نسبه .. وسأكتفی بعرض بعض الأحادیث المرویة عن المعصومین علیهم السلام:
1-النبی الأكرم صلى الله علیه وآله:
عن أبى بصیر ، عن الصادق (علیه السلام) ، عن آبائه عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله (المهدی من ولدی ، اسمه اسمی ، وكنیته كنیتی ، وهو أشبه الناس بی خلقا وخلقاً ، یكون له غیبة وحیرة فی الأمم حتى تضل الخلق عن أدیانهم ، فعند ذلك ، یقبل كالشهاب الثاقب ، فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجورا). (13)
2-أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام):
عن أبى جعفر الثانی الإمام الجواد (علیه السلام) عن آبائه عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) قال: (للقائم منا غیبة ، أمدها طویل ، كإنی بالشیعة یجولون جولان النعم فی غیبته ، یطلبون المرعى فلا یجدونه ، ألا: فمن ثبت منهم على دینه ، ولم یقسُ قلبه لطول مدة غیبة إمامه ، فهو معی ، و فی درجتی یوم القیامة ، ثم قال: إن القائم منا ، إذا قام لم یكن لأحد فی عنقه بیعة ، فلذلك تخفى ولادته و یغیب شخصه). (14)
3-فاطمة الزهراء علیها السلام:
عن یونس بن ظبیان عن الإمام جعفر بن محمد (علیه السلام) عن أبیه الإمام محمد بن علی (علیه السلام) عن أبیه الإمام علی بن الحسین (علیه السلام) عن أبیه الإمام الحسین (علیه السلام) قال: (قالت لی أمی فاطمة علیها السلام لما ولدتك دخل إلیّ رسول الله صلى الله علیه وآله ، فناولتك إیاه فی خرقة صفراء ، فرمى بها ، و أخذ خرقة بیضاء لفك بها ، و أذن فی أذنك الأیمن وأقام فی الأیسر ، ثم قال: یا فاطمة خذیه ، فإنه أبو الأئمة ، تسعة من ولده أئمة أبرار و التاسع مهدیهم) (15)
4-الإمام الحسن (علیه السلام):
عن أبى سعید عقیصا عن الإمام الحسن (علیه السلام) أنه قال: (أما علمتم أنه مامنا أحد إلا و یقع فی عنقه بیعة لطاغیة زمانه ، إلا القائم الذی یصلی روح الله عیسى بن مریم خلفه ، فإن الله (علیه السلام) یخفی ولادته ، ویغیب شخصه ، لئلا یكون لأحد فی عنقه بیعة إذا خرج ، ذاك التاسع من ولد أخی الحسین ، ابن سیدة الإماء ، یطیل الله عمره فی غیبته ، ثم یظهره بقدرته فی صورة شاب دون أربعین سنة ، ذلك لیعلم أن الله على كل شیء قدیر) (16)
5-الإمام الحسین (علیه السلام):
عن أبى عبد الله بن عمر قال: (سمعت الحسین بن علی بن أبى طالب (علیه السلام) قال: لو لم یبقَ من الدنیا إلا یوم واحد ، لطول الله ذلك الیوم ، حتى یخرج رجل من ولدی ، فیملأها عدلاً و قسطاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً كذلك سمعت رسول الله صلى الله علیه وآله یقول) (17)
6-الإمام السجاد (علیه السلام):
عن سعید بن جبیر قال: سمعت زین العابدین علی بن الحسین (علیه السلام) یقول: (فی القائم منا سنن من الأنبیاء علیهم السلام ، سنة من أبینا آدم ، وسنة من نوح ، وسنة من إبراهیم ، وسنة من موسى ، وسنة من عیسى ، وسنة من أیوب ، وسنة من محمد صلى الله علیه وآله: فأما من آدم و نوح فطول العمر ، وأما من إبراهیم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى فالخوف و الغیبة ، وأما من عیسى فاختلاف الناس فیه ، وأما من أیوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمـــد فالخروج بالسیف) (18)
7-الإمام الباقر (علیه السلام):
عن أبى الجارود زیاد بن المنذر عن أبى جعفر الباقر (علیه السلام) قال: (قال لی: یا ابا الجارود ، إذا دار الفلك وقال الناس: مات القائم أو هلك ، بأی واد سلك؟ و قال الطالب: أنى یكون ذلك؟ و قد بلیت عظامه فعند ذلك فارجوه ، فإذا سمعتم به فاتوه ولو حبواً على الثلج) (19)
8-الإمام الصادق (علیه السلام):
عن صفوان بن مهران عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال: (من أقر بجمیع الأئمة و جحد المهدی ، كان كمن أقر بجمیع الأنبیاء و جحد محمداً صلى الله علیه وآله نبوته ، فقیل له: یأبن رسول الله فمن المهدی من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع ، یغیب عنكم شخصه ولا یحل لكم تسمیته) (20)
9- الإمام الكاظم (علیه السلام):
عن یونس بن عبد الرحمن قال: (دخلت على موسى بن جعفـر (علیه السلام)
فقلت له: یابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق ، ولكن القائم الذی یطهر الأرض من أعداء الله و یملأها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدی ، له غیبة یطول أمدها خوفاً على نفسه ، یرتد فیها أقوام و یثبت فیها آخرون ، ثم قال (علیه السلام): طوبى لشیعتنا المتمسكین بحبلنا فی غیبة قائمنا ، الثابتین على موالاتنا و البراءة من أعدائنا ، أولئك منا و نحن منهم ، قد رضوا بنا أئمة ورضینا بهم شیعة ، فطوبى لهم ، هم و الله معنا فی درجتنا یوم القیامة) (21)
10- الإمام الرضا (علیه السلام):
دخل دعبل الخزاعی شاعر أهل البیت على الإمام علی الرضا (علیه السلام) وأنشد قصیدته التائیة الشهیرة:
(مدارس آیات خلت من تلاوة) إلى أن قال: قال لی الرضا: أفلا ألحق بیتین بقصیدتك؟ قلت بلى یابن رسول الله صلى الله علیه وآله فقال:
وقبر بطوس یالها من مصیبـة
ألحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى یبعث الله قائماً
یفرج عنا الهـم والـــــــــكربات
قال دعبل: ثم قرأت باقی القصیدة عنده ، فلما انتهیت إلى قولی:
خروج إمام لا محالة خـارج
یقـوم على اســـــم الله والبركات
یمیز فینا كل حـق وباطـــــــل
ویجزی على النعماء و النقمات
بكى الإمام الرضا (علیه السلام) بكاءً شدیداً ، ثم رفع رأسه إلى دعبل ، وقال له: یا خزاعی .. نطق روح القدس على لسانك بهذین البیتین .. فهل تدری من هذا الإمام؟ ومتى یقوم؟ فقال: لا یامولای .. إلا إنى سمعت بخروج إمام منكم یطهر الأرض من الفساد و یملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
فقال الإمام: یادعبل .. الإمام بعدی : محمد ابنی ، وبعد محمد: ابنه علی ، وبعد علی: ابنه الحسن ، وبعد الحسن: ابنه الحجة القائم ، وهو المنتظر فی غیبته ، المطاع فی ظهوره ، لولم یبق من الدنیا إلا یوم واحد لطول الله ذلك الیوم ، حتى یخرج فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وأما متى یقوم فإخبار عن الوقت. لقد حدثنی أبى عن آبائه عن رسول الله صلى الله علیه وآله قال: مثله كمثل الساعة لا تأتیكم إلا بغتة)(22)
11- الإمام الجواد (علیه السلام):
عن الصقر بن أبى دلف قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علی الرضا (علیه السلام) یقول:
(أن الإمام بعدی ابنی علی ، أمره أمری وقوله قولی وطاعته طاعتی ، ثم سكت ، فقلت له یابن رسول الله فمن الإمام بعد علی؟ قال: ابنه الحسن ، قلت یابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى (علیه السلام) بكاءً شدیداً ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر ، فقلت له یابن رسول الله ، ولم سمی القائم؟ قال: لأنه یقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلین بإمامته ، فقلت له: ولم سمی المنتظر؟ قال: لأن له غیبة یكثر أیامها ویطول أمدها ، فینتظر خروجه المخلصون ، وینكره المرتابون ، ویستهزئ بذكره الجاحدون ، ویكذب فیه الوقاتون ، ویهلك فیه المبطلون ، وینجو فیه المسلمون) (23)
12- الإمام الهادی (علیه السلام):
عن عبد العظیم عن عبد الله الحسنی قال: دخلت على سیدی و مولای علی بن محمد (علیه السلام) فلما أبصرنی قال لی: (مرحبا بك یا أبا القاسم ، أنت ولینا حقا ، فقلت له: یابن رسول الله إنى أرید أن أعرض علیك دینی ، فإن كان مرضیاً ثبت علیه حتى ألقی الله (علیه السلام) فقال: هات یا أبا القاسم ، فقلت: إنى أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد لیس كمثله شیء ، خارج من الحدین حد الإبطال وحد التشبیه ، وإنه لیس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شیء ومالكه وجاعله و محدثه ، وإن محمداً عبده ورسوله وخاتم النبیین فلا نبی بعده إلى یوم القیامة ، إن شریعته خاتمة الشرایع فلا شریعة بعدها إلى یوم القیامة ، وإن الإمام و الخلیفة وولی الأمر بعده أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسین ، ثم علی بن الحسین ، ثم محمد بن علی ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علی بن موسى ، ثم محمد بن علی علیهم السلام ، ثم أنت یا مولای ، فقال ومن بعدی الحسن فكیف للناس بالخلف من بعده ، قال: فقلت: وكیف ذلك یامولای ؟ قال: لأنه لا یرى شخصه ولا یحل ذكره باسمه حتى یخرج فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، قال: فقلت: أقررت وأقول: إن ولیهم ولی الله ، وعدوهم عدو الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصیتهم معصیة الله ، وأقول : إن المعراج حق والمسألة فی القبر حق ، وان الجنة حق ، والنار حق ، والصراط حق ، والمیزان حق ، وأن الساعة آتیة لا ریب فیها ، وإن الله یبعث من فی القبور ، وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولایة الصلاة والزكاة والصوم و الحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهی عن المنكر ، فقال: علی بن محمد (علیه السلام) یا أبا القاسم هذا والله دین الله الذی ارتضاه لعباده فاثبت علیه ، ثبتك الله بالقول الثابت فی الحیاة الدنیا وفی الآخرة) (24)
13- الإمام العسكری (علیه السلام):
عن أحمد بن إسحق الأشعری قال: (دخلت على أبی محمد الحسن بن علی (علیه السلام) وأنا أرید أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لی مبتدئاً: یا أحمد بن إسحق إن الله تبارك وتعالى لم یخل الأرض منذ خلق آدم (علیه السلام) ، ولا یخلیها إلى أن تقوم الساعة من حجة الله على خلقه ، به یدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ینزل الغیث ، وبه یخرج بركات الأرض قال: فقلت: یابن رسول الله فمن الإمام والخلیفة بعدك؟ فنهض مسرعاً فدخل البیت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كانَّ وجهه الفجر لیلة البدر من أبناء ثلاث سنین ، فقال: یا أحمد بن إسحق لولا كرامتك على الله (علیه السلام) وعلى حججه ما عرضت علیك ابنی هذا ، إنه سمیِّ برسول الله صلى الله علیه وآله وكنیِّه ، الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، یا أحمد بن إسحق مثله فی هذه الأمة مثل الخضر ، ومثله مثل ذی القرنین ، والله لیغیبن غیبة لا ینجو من الهلكة فیها إلا من ثبته الله (علیه السلام) على القول بإمامته ، ووفقه فیها للدعاء بتعجیل فرجه فقال: أحمد بن إسحق فقلت: یا مولای فهل من علامة یطمئن إلیها قلبی فنطق الغلام (علیه السلام) بلسان عربی فصیح فقال: أنا بقیة الله فی أرضه ، و المنتقم من أعدائه ولا تطلب أثراً ، بعد عنی یا أحمد بن إسحق قال: أحمد بن إسحق فخرجت مسروراً فرحاً ، فلما كان من الغد عدت إلیه فقلت: یابن رسول الله لقد عظم سروری بما مننت به علیّ ، فما السنة الجاریة فیه من الخضر و ذی القرنین قال: طول الغیبة یا أحمد قلت: یابن رسول الله وإن غیبته لتطول قال: أی وربی حتى یرجع عن هذا الأمر أكثر القائلین به ، ولا یبقى إلا من أخذه الله (علیه السلام) عهده لولایتنا وكتب فی قلبه الإیمان ، وأیده بروح منه یا أحمد بن إسحق هذا أمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله ، وغیب من غیب الله ، فخذ ما أتیتك واكتمه ، وكن من الشاكرین ، تكن معنا غداً فی علیین)(25)
14- الإمام المهدی (علیه السلام):
ذكر فی التوقیع الصادر من الناحیة المقدسة إلى إسحق بن یعقوب: ( .. وأما علة ما وقع من الغیبة فإن الله تعالى (علیه السلام) یقول ﴿لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْیَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ (26) إنه لم یكن أحد من آبائی إلا وقعت فی عنقه بیعة لطاغیة زمانه ، وإنی أخرج حین أخرج ولا بیعة لأحد من الطواغیت فی عنقی ، وأما وجه الانتفاع بی فی غیبتی فكالانتفاع بالشمس إذا غیبها عن الأبصار السحاب ، وإنی أمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فاغلقوا باب السؤال عما لا یعنیكم ، ولا تتكلفوا علم ما قد كفیتم ، وأكثروا الدعاء بتعجیل الفرج ، فان ذلك فرجكم) (27)
بعد استعراض هذا القدر الوافی من الآیات الكریمة المؤولة بالإمام (علیه السلام) والروایات الشریفة المتواترة الصحیحة المرویة عن رسول الله صلى الله علیه وآله وعن أئمة أهل البیت علیهم السلام حول الإمام الحجة (علیه السلام) .. هل یبقى مجال – بعد ذلك – للخلاف أو الاختلاف أو الشك أو الاجتهاد فی موضوع الإمام المهدی (علیه السلام) أو ولادته؟ .. إذ من المستحیل عقلاً وعرفاً أن تكون هذه الأخبار والأحادیث صحیحة وأن یكون الإمام المهدی (علیه السلام) لم یولد بعد .. وكل من لم یقتنع بعد بكل هذه النصوص ، فمن الواجب علیه أن یؤمن بولادته الآن .. وإلا فالیرمِ برأیه فی سلة المهملات ، ولیخرج من ملة رسول الله صلى الله علیه وآله حیث جاء فی الحدیث الشریف: (عن غیاث بن إبراهیم عن الصادق (علیه السلام) عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله: من أنكر القائم من ولدی فقد أنكرنی) (28)
1 – سورة آل عمران (83)
2 – المهدی فی القرآن – الشیرازی ص15 ، مجموعتی ج2 ص327 – دخیل
3 – سورة هود (86)
4 – المهدی فی القرآن – ص57
5 – سورة الروم (6)
6 – المهدی فی القرآن ص108
7 – سورة الحجر (36-38)
8 – المهدی فی القرآن ص64 ، الزام الناصب ج1 ص69
9 – سورة الحج (41)
10 – إلزام الناصب ج1 ص76 ، مجموعتی – دخیل ج2 ص329
11 – سورة البقرة (124)
12 – المهدی فی القرآن ص6 ، إلزام الناصب ج1 ص179
13 – إعلام الورى ص399 ، منتخب الأثر ص182 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص54 ، كمال الدین ج1 ص286
14 – إعلام الورى ص400 ، منتخب الأثر ص255 ، المهدی من ا لمهد إلى الظهور ص63 ، كمال الدین ج1 ص303
15 – منتخب الأثر ص89
16 – إعلام الورى ص400 ، منتخب الأثر ص206 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص68 ، كمال الدین ج1 ص316
17 – إعلام الورى ص402 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص69 ، كمال الدین ج1 ص318 ، الإرشاد للمفید ج2 ص340
18 – إعلام الورى ص402 ، منتخب الأثر ص300 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص74 ، كمال الدین ج1 ص322
19 – إعلام الورى ص402 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص77 ، كمال الدین ج1 ص326
20 – كمال الدین ج2 ص333 ، إعلام الورى ص403 ، منتخب الأثر ص218 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص80
21 – كمال الدین ج2 ص361 ، إعلام الورى ص407 ، منتخب الأثر ص219 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص83
22 – كمال الدین ج2 ص372 ، إعلام الورى ص318 ، منتخب الأثر ص221 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص84 ، دیوان دعبل الخزاعی الدجیلی ص143 ، حوارات حول المنقذ ص49 ، مجموعتی ج2 ص343
23 – كمال الدین ج2 ص 378 ، إعلام الورى ص409 ، منتخب الأثر ص 224
24 – كمال الدین ج2 ص380 ، إعلام الورى ص410
25 – كمال الدین ج2 ص384 ، إعلام الورى ص 412 ، منتخب الأثر ص228 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص188
26 – سورة المائدة (101)
27 – كمال الدین ج2 ص485 ، غیبة الشیخ الطوسی ص177 ، إعلام الورى ص424 ، المهدی من المهد إلى الظهور ص214
28 – كمال الدین ج2 ص412 ، إعلام الورى ص399 ، منتخب الأثر ص492
مجتبی السادة
استمر انشاءالله