أدى عشرات الآلاف من المواطنین الفلسطینیین صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الکریم فی المسجد الأقصى المبارک، وذلک على رغم ارتفاع درجات الحرارة والقیود الإسرائیلیة التی حالت دون وصول الشبان الذین تقل أعمارهم عن 40 سنة.
وعقب الصلاة، نظم کل من حرکتی «حماس» و «فتح» وحزب «التحریر» اعتصامات داخل باحة الأقصى، فی وقت تظاهر العشرات من «الغزیین» عند أقرب نقطة للقدس شمال قطاع غزة للمطالبة بحقهم بالصلاة فی الأقصى.
ونقلت وکالة «معا» عن مدیر دائرة الأوقاف الإسلامیة وشؤون المسجد الأقصى الشیخ عزام الخطیب تقدیره أن عدد الذین أدوا صلاة الجمعة فی الأقصى أمس بلغ ما بین 280-300 ألف مصل. وقال: «بذل کل من الأوقاف الإسلامیة وحراس الأقصى وسدنته وفرق الکشافة والمتطوعین والإسعاف جهوداً لخدمة الوافدین إلى المسجد، إذ شارکوا فی تنظیم الدخول والخروج، وفصل أماکن صلاة الرجال عن النساء». وامتلأت ساحات الأقصى والمساجد الداخلیة بالمصلین الذین اتخذوا أماکن لهم فی المناطق المُشجرة وتحت المظلات والشوادر وقرب المراوح المائیة للاحتماء من الشمس، کما قام العدید من الفتیة والمتطوعین برش الماء على المصلین.
وخصصت أماکن صلاة للرجال والنساء، إذ أدى الرجال الصلاة فی الجامع القبلی المسقوف والمسجد الأقصى القدیم والمصلى المروانی وفی المظلات مقابل المصلى المروانی. وأدت النساء الصلاة فی مسجد قبة الصخرة، وفی صحن قبة الصخرة، وفی منطقة المظلات الخاصة على صحن الصخرة، بالإضافة إلى المناطق المشجرة.
وانتشرت قوات الاحتلال الإسرائیلی على أبواب المسجد وفی أزقة البلدة القدیمة والأحیاء القریبة من الأقصى، ونصبت الحواجز المتنقلة فی أحیاء واد الجوز وحی الصوانة وراس العمود وسلوان، ومنعت السیارات الخاصة والحافلات من السیر بالشوارع، کما نصبت المنطاد الحراری وأطلقت المروحیة لرصد المواطنین وتصویرهم.
التحذیر من تقسیم أو هدم الأقصى
من جانبه، حذر خطیب المسجد الأقصى الشیخ محمد سلیم فی خطبته من خطورة الاستفتاء الإسرائیلی فی شأن الأقصى، والذی جاءت نتائجه من الإسرائیلیین بین مؤید لتقسیم الأقصى بین المسلمین والیهود، تقسیماً زمانیاً ومکانیاً، أو هدم المسجد لبناء الهیکل المزعوم. وقال: «هذا استفتاء خطیر جاء بصورة رسمیة عالمیة، ما یدل على وجود نیة مبیتة للاستیلاء على الأقصى بالتزامن مع الاقتحامات الیومیة لرحابه من المتطرفین»، مؤکداً أن رحاب الأقصى هی جزء لا یتجزأ لجهة القداسة والحرمة فی وقت تتواصل الحفریات الإسرائیلیة فی محیط المسجد وأسفله. وتساءل عن موقف العرب والمسلمین تجاه هذا الاستفتاء، مستغرباً عدم صدور أی ردود علیه.
وبعد انتهاء صلاة الجمعة، نُظم اعتصام داخل باحات الأقصى لکل من حرکتی «حماس» و «فتح»، وثالث لحزب «التحریر». وفی اعتصام «فتح»، رفعت الأعلام الفلسطینیة، وأعلام الحرکة، وهتف المعتصمون للقدس والأقصى والأسرى، مؤکدین أنهم عنوان القضیة الفلسطینیة. أما فی اعتصام «حماس»، فرفعت رایات «لا إله إلا الله»، وصور للأسیر عبدالله البرغوثی، وأخرى للرئیس المعزول محمد مرسی، وردد المعتصمون هتافات للأسرى والأقصى وللشعب المصری ولمرسی.
«الغزیون» والقدس
وعلى غرار سماح سلطات الاحتلال الإسرائیلی لآلاف المواطنین من الضفة الغربیة ومناطق الـ 48 الصلاة فی الأقصى، تظاهر ظهر أمس ناشطون عند أقرب نقطة للقدس شمال قطاع غزة للمطالبة بحقهم بالصلاة فی المسجد.
وأفادت وکالة «معا» أن الناشطین تجمعوا أمام مقر الشؤون المدنیة سابقاً فی غزة وانطلقوا فی حافلة إلى أقرب نقطة حدودیة شمال المدینة للتظاهر والصلاة فی أقرب مسجد هناک للفت الأنظار إلى الإجراءات الإسرائیلیة التعسفیة بحق مواطنی قطاع غزة ومنعهم من الصلاة فی الأقصى منذ سنوات.
وقال منسق «حملة أرید حقی بالصلاة فی القدس» رائد موسى للوکالة: «جئنا هنا إلى أقرب منطقة حدودیة، إلى معبر ایرز شمال غزة لنؤکد حقنا فی التوجه لأداء الصلاة فی القدس أسوة بباقی الشعب الفلسطینی فی الضفة والـ 48». وأضاف: «قدمنا قبل أشهر نحو 300 طلب لأداء الصلاة فی القدس، لکن لم نتلق أی رد من الشؤون المدنیة الفلسطینیة».
وأوضح الناشط منصور أبو کریم للوکالة أن القوانین الدولیة تمسح بحق التنقل والعبادة، مطالباً الوزیر حسین الشیخ بتفعیل هذه القضیة التی تحرم الموطنین «الغزیین» من التوجه لأداء الصلاة بالقدس.
وقال جمال أبو النور للوکالة: «أنا محروم من الصلاة فی القدس منذ 20 عاماً. إلى متى؟ وأطالب بحقی بالصلاة بالقدس. وبالرغم من الحصار والانقسام ما بننسى القدس».
المصدر: الحیاة