ومن الحقائق أيضاً ان أية حضارة تأتي فإنها تواجه مقاومة نفسية وميدانية في بداية أمرها ، وهذا من الواضحات ، إلا أن ما ليس واضحاً هو أن حركة مثل حركة الإمام المهدي عليه السلام وهي الحركة التي وعدت بها جميع الديانات ، وهي هدف رسالات السماء ، و الحركة التي رفعت شعار تخليص المستضعفين من الظلم ونشر العدل والمساواة بين أفراد البشر ، حركة مثل هذه لماذا تواجه معارضة ومقاومة،وقد عبرت عنها الروايات الشريفة بأن قوماً يسمون البترية يقولون للامام عليه السلام عند ظهروه : ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا فيك!
من الحقائق الواقعية أن حضارات البشر في تغير مستمر ، وليست هناك حضارة ولدت وبقيت ، بل لابد أن يمر عليها يوم تفقد مركزيتها وحضارتها ونفوذها لتعود أطلالاً يبحث عنها علماء التنقيب.
ومن الحقائق أيضاً ان أية حضارة تأتي فإنها تواجه مقاومة نفسية وميدانية في بداية أمرها ، وهذا من الواضحات ، إلا أن ما ليس واضحاً هو أن حركة مثل حركة الإمام المهدي عليه السلام وهي الحركة التي وعدت بها جميع الديانات ، وهي هدف رسالات السماء ، و الحركة التي رفعت شعار تخليص المستضعفين من الظلم ونشر العدل والمساواة بين أفراد البشر ، حركة مثل هذه لماذا تواجه معارضة ومقاومة،وقد عبرت عنها الروايات الشريفة بأن قوماً يسمون البترية يقولون للامام عليه السلام عند ظهروه : ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا فيك!
إن مقاومة البترية هذه ربما ترجع إلى ما يلي :
أولاً : نتيجة التغيرات المستمرة للحضارات البشرية ، وعدم ثباتها ، فتولدت لدى الكثير من الناس فكرة الجمود على الماضي والرضا بما كان ، خصوصاً وإن الناس كما في الروايات سوف يعيشون – إبان الظهور – حركات تغييرية متعددة لكنها عقيمة من النتاج ، وبالتالي يحصل عند الناس يأس عام من أية حركة تدعي التغيير! مما يؤدي إلى توقف الكثير من حركة الإمام المهدي عليه السلام ووقوف البعض ضدها !
خصوصاً إذا أضفنا إلى تلك الفكرة عنصر عدم الثقة بالشعارات المطروحة ، بمعنى أن الناس عاشوا على طول خط التاريخ ثورات رفعت شعارات ما فتأت ان خالفتها عملياً ، فهذه ثورة بني العباس ثارت بشعار طلب الرضا من آل محمد وإرجاع الحق إليهم وبسط العدل ، ولكن ما إن جلس _بنو العباس_ على الكرسي وملكوا الأمور حتى ظهرت حقيقتهم التي قيل عنها :
يا ليت جور بني مروان دام لنا
وليت عدل بني العباس في النار
ثانياً : كثيراً ما يقاوم الناس التغيير إذا كانوا جاهلين بأهداف ذلك التغيير وغير عارفين معرفة تامة بقيادته وأطروحاته وشعاراته ومناهجه.
وإن الغموض المحيط بأية حركة تغيير سبب مهم لإنكارها ورفضها وبالتالي مقاومتها.
وفي حركة الظهور هناك كثير من الناس ممن يجهلون حقيقة الإمام المهدي عليه السلام وحقيقة حركته ، وهذا ما ربما يشير إليه موقف جيش الحسني المتردد عن الإمام المهدي عليه السلام إلى أن يثبت الحسني لهم ذلك من خلال طلبه من الإمام المهدي عليه السلام إبراز ما يثبت حقانيته ، وهو عليه السلام سيثبت له ولهم ذلك. من هنا نجد التأكيد الشديد على ضرورة معرفة إمام الزمان ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. وعلى نفس المنوال نجد أن من أهداف طرح الأئمة عليهم السلام لعلامات الظهور هو تعريف الناس بقرب الحركة الإلهية الموعودة.
وببساطة : إن الروايات الشريفة تؤكد على أن من أهم واجبات زمن الغيبة هو المعرفة التامة بالقضية المهدوية ومن جميع جوانبها ، وهذه المعرف لو تمت عند أحد فإن احتمال معارضته سيكون ضعيفاً جداً.
ثالثاً : في بعض الأحيان تكون المقاومة بسبب إرادة الحفاظ على الموروث ، وواضح من الروايات أن حركة الإمام المهدي عليه السلام ستغير الكثير من الموروثات ، كقتل الشيخ الزاني ، وأنه سيحكم بحكم آل داود القائم على الواقع لا البينة – ولو في بعض القضايا – ، وأنه سيجيء بمصحف يخالف فيه التأليف _الترتيب_المعهود ، وغيرها من الأمور.
إن الجهل بحقيقة الحكمة وراء تلك التغييرات ستكون وراء نفور البعض من الحركة المهدوية وربما معارضتها.
هذه الأسباب وغيرها تدعونا إلى تفعيل مبدأ المعرفة المهدوية التامة ، وتنشئة أولادنا على ذلك ، حتى لا نقع ولا يقعوا فريسة تلك الأسباب ، وحتى لا نقول ولا يقولوا للمهدي عليه السلام إذا خرج : ارجع يا ابن فاطمة ، لا حاجة لنا فيك!
حسين الماجدي