يشهد عالم اليوم ذو المسحة الإعلامية المرئية واسعة الإنتشار محاولات عديدة لاستغلال هذه الجنبة في إيصال رسالة خاطئة للعالم أجمع حول معالم مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة وتصوير الشيعة كونهم كفار مرتدين عن الدين الحنيف وشعارهم اللعن والتكفير وانقسام الأمة، وما هؤلاء إلا شرذمة قليلة مدعية للعلم والمعرفة وسبحان الله وجدت من يصغي إليها ويتفق معها ولايعلم انما هم عداء للدين ويساهم في تمزيق الأمة الى أشلاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
يشهد عالم اليوم ذو المسحة الإعلامية المرئية واسعة الإنتشار محاولات عديدة لاستغلال هذه الجنبة في إيصال رسالة خاطئة للعالم أجمع حول معالم مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة وتصوير الشيعة كونهم كفار مرتدين عن الدين الحنيف وشعارهم اللعن والتكفير وانقسام الأمة، وما هؤلاء إلا شرذمة قليلة مدعية للعلم والمعرفة وسبحان الله وجدت من يصغي إليها ويتفق معها ولايعلم انما هم عداء للدين ويساهم في تمزيق الأمة الى أشلاء.
ان الرسالة التي يزعم هؤلاء ايصالها هو عدم مشروعية مذهب أهل البيت عليهم السلام وان الشيعة لاحظ لهم من صدق دعواهم وللرد على هؤلاء نقول وبالله التوفيق.
الإسلام والوحدة:
الإسلام ينص على وجوب وحدة المسلمين، كما قال سبحانه: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء:92.
فابتعاد المسلمين بعضهم عن بعض، خلاف ما أمر به الإسلام، وخلاف ما صرح به علماء السنة العظام قديماً وحديثاً..
وإليك كلمات بعضهم:
العلامة الذهبي:
انظر الى كلام العلامة الذهبي الذي هو من أعاظم العلماء عندهم اذ يقول في ميزان الإعتدال ج1ص5: (فهذا ـ أي التشيع ـ كثر في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلوردَّ حيث هؤلاء ـ أي الشيعة ـ لذهبت جملة الآثار النبوية).
وقد ذكر العلامة الأجل شرف الدين في كتابه القيّم (المراجعات) ص54 المراجعة رقم 16 ط دار العلوم بيروت أسماء مائة من رجال الشيعة الذين أخذت عنهم العلماء في كتب الحديث وغيرها.
الشيخ شلتوت:
وقد اقتفى آثار أولئك السابقين من العلماء علماؤهم الحاضرون في هذا الأمر، فهذا شيخ الجامع الأزهر السابق الأكبر الشيخ محمود شلتوت أفتى صريحاً بأن:
(مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر المذاهب، فينبغي للمسلمين ان يعرفوا ذلك وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة)
وقد أكد على ما أفتاه الشيخ الشلتوت، العديد من علماء السنة، واليك بعض أقوالهم ـ على ما ذكره مروان خليفات في كتابه (أكرمتني السماء):
الدكتور الأزهري محمد محمد الفحام:
«الشيخ محمود شلتوت، أنا كنت من المعجبين به وبخلقه وعلمه وسعة اطلاعه وتمكنه من اللغة العربية وتفسير القرآن ومن دراسته لأصول الفقه، وقد أفتى بذلك ـ أي جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية ـ فلا أشك ـ أنه أفتى فتوى مبنية على أساس في اعتقادي» أنظر: في سبيل الوحدة الإسلامية للرضوي: ص8.
وقال: «ورحم الله الشيخ شلتوت الذي التفت الى هذا المعنى الكريم، فَخَلُد في فتواه الصريحة الشجاعة، حيث قال ما مضمونه: بجواز العمل بمذهب الشيعة الإمامية» المصدر السابق:59.
الداعية الشيخ محمد الغزالي:
«واعتقد ان فتوى الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت، قطعت شوطاً واسعاً في هذا السبيل، واستئناف لجهد المخلصين من أهل السلطة وأهل العلم جميعاً، وتكذيب لما يتوقعه المستشرقون، من أن الأحقاد سوف تأكل الأمة، قبل ان تلتقي صفوفها تحت راية واحدة… وهذه الفتوى في نظري، بداية الطريق وأول العمل».
«إنَّ الشيعة يؤمنون برسالة محمد، ويرون شرف علي في انتمائه الى هذا الرسول، وفي استمساكه بسنته، وهم كسائر المسلمين، لا يرون بشراً في الأولين ولا في الآخرين أعظم من الصادق الأمين» دفاع عن العقيدة والشريعة: ص257.
عبد الرحمن النجار مدير المساجد في القاهرة:
«فتوى الشيخ شلتوت نفتي بها الآن حينما نُسأل بلا تقييد بالمذاهب الأربعة، والشيخ شلتوت إمام مجتهد رأيه صادق عين الحق. لماذا نقتصر في تفكيرنا وفتوانا على مذاهب معينة وكلهم مجتهدون» في سبيل الوحدة الإسلامية، للرضوي:ص66.
الدكتور مصطفى الرافعي:
«هما المذهبان ـ يقصد الإمامية والزيدية ـ الوحيدان من مذاهب الشيعة اللذان يلتقيان مع مذاهب أهل السنة ويصح التعبد وفق أحكامها».
«ولست أرى ما يمنع من اعتماد المذهب الجعفري، الى جانب المذاهب الاربعة» إسلامنا: ص32،59.
حسن البنا:
«اعلموا انّ أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمداً رسول الله، وهذا اصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أمّا الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينها» ذكريات لا مذكرات عمر التلمساني: ص249، مجلة العالم عدد:519ص40.
الأستاذ أحمد بك المصري ـ استاذ شلتوت وأبي زهرة ـ :
«والشيعة الإمامية مسلمون، يؤمنون بالله ورسوله وبالقرآن وبكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله.. وفي الشيعة الإمامية قديماً وحديثاً فقهاء عظام جداً وعلماء من كل علم فن، وهم عميقوا التفكير، واسعوا الإطلاع، ومؤلفاتهم تعد بمئات الألوف، وقد اطلعت على الكثير منها».
شيخ الأزهر سيد محمد طنطاوي:
«إن المسلمين سنة وشيعة يؤمنون بالله ونبيه، وإن اختلاف الآراء لا يقلل من درجة إيمان الأشخاص» (تاريخ التشريع الإسلامي).
الأستاذ محمود السرطاوي:
وهو عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية واحد كبار المفتين:
«إنني أقول ما قاله سلفنا الصالح: الشيعة الإمامية إخواننا في الدين لهم علينا حق الأخوة، ولنا عليهم مثل ما لهم علينا، ما يوجد بيننا وبينهم من اختلاف في وجهات نظر، إنما هي في الفروع» المصدر السابق:ص90.
الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود:
«إنَّ في عقيدتي أن الشيعة هم واجهة الإسلام الصحيحة، ومرآته الصافية، ومن أراد ان ينظر الى الإسلام، عليه أن ينظر من خلال عقائد الشيعة ومن خلال أعمالهم، والتاريخ خير شاهد على ما قدَّمه الشيعة من الخدمات الكبيرة في ميادين الدفاع عن العقيدة الإسلامية.
وان من علماء الشيعة الأفاضل هم الذين لعبوا أدوارا لم يلعبها غيرهم في الميادين المختلفة فكافحوا وناظلوا وقدَّموا أكبر التضحيات من أجل اعلاء الإسلام ونشر تعاليمه القيمة وتوعية الناس وسوقهم الى القرآن» (في سبيل الوحدة الإسلامية).
شيخ الأزهر:
وقال شيخ الأزهر في فتواه التي نشرتها مطبعة (دار البصري ببغداد) سنة 1385هـ في كتاب المؤتمر الإسلامي العراقي ما نصه:
(فلقد علمت منذ تقليدي منصبي في العام الماضي (أنذاك) على جمع كلمة المسلمين وإزالة ما بينهم من خلافات مذهبية.. وقد أسرّني أن يلبي الدعوة (أي دعوة المؤتمر) علماء خمس وثلاثين دولة إسلامية وفي مقدمتهم علماء العراق).
ثم ذكر أنه تشرف برئاسته موسوعة في الفقه تعدّ موسوعة فقهية للمذاهب الإسلامية بما فيها المذاهب الأربعة المعروفة ومذهب الزيدية والشيعة الإمامية.
مفتي الأردن:
الشيخ عبد الله القلقيلي المفتي العام لمملكة الأردن (آنذاك) في كلام له في نفس المصدر السابق:
(وان الذين قاموا في مصر من العلماء والفضلاء بتأليف جمعية للتقارب بين الفريقين قد سلكوا بذلك سبيل الرشاد ونهجوا نهج السداد).
وبعد هذه الشهادات القيمة لا بد من القول ان من يهاجم الشيعة الإمامية الإثني عشرية اليوم هم عملاء حاقدون على الإسلام المحمدي الأصيل هادفين الى إثارة النعرات الطائفية وتمزيق الأمة في محاولات اطفاء نور الله الا ان الله سبحانه يأبى إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.
والحمد لله رب العالمين.