دجال البصرة :(الفصل الثامن: بقية الأدلة التي لفَّقها الدجال !)

قال هذا الكذاب: ( لقد أسفر الصبح لذي عينين ، وظهر أمر قائم آل محمد كالشمس في رائعة النهار، لا لبس فيه لكل طالب حق ، وجاءكم يا علماء الشيعة من تعرفونه كما تعرفون أبناءكم ولا يخفى عليكم أمره ! بالروايات الصحيحة عن الصادقين . فهل تنكرون على علماء اليهود والنصارى أنهم لم يتبعوا محمد(اً) لأنه ذكر في كتبهم باسمه وصفته ، وأنه يخرج من فاران وتحتجون عليهم بذلك ! إذن فارجعوا إلى كتبكم وحاسبوا أنفسكم! لقد بشـركم بي جدي رسول الله وذكرني في وصيته باسمي وصفتي ، ووصلت لكم هذه الوصية بسند صحيح ، وذكرها علماء الشيعة في كتبهم ، وبما وصى رسول الله وهو على فراش الموت ، أو ليس بأهم شي !

تحريفه معنى روايات ونصوص روايات !

نلاحظ كثرة أخطاء هذا الإمام المزعوم ، مما يدل على فقره حتى من الدراسة الأولية !  كما أنه يزعم أنه مبعوث للعالمين ، لكن خطابه محصور بالشيعة ولا يخاطب السنة ، ولا يتكلم على علمائهم أبداً . وهذا يكشف أن مهمته داخل الشيعة فقط !

وهو يقسو عليهم لأنهم لايؤمنون به ! ويخاطبهم بما يثير حفيظتهم ، فينفيهم عن ولاية أمير المؤمنين( عليه السلام ) إن لم يؤمنوا به ، ويتوعدهم بنار جهنم ، مع أنه لم يأتهم بمعجزة ولا آية بينة إلا مناماته ومنامات أتباعه ! وىيات يفسرها مكابرة ، وروايات يسـردها بدون دراسة أسانيدها ، ولا بيان وجه دلالتها على مدعاه .

قال هذا الكذاب: ( لقد أسفر الصبح لذي عينين ، وظهر أمر قائم آل محمد كالشمس في رائعة النهار، لا لبس فيه لكل طالب حق ، وجاءكم يا علماء الشيعة من تعرفونه كما تعرفون أبناءكم ولا يخفى عليكم أمره ! بالروايات الصحيحة عن الصادقين . فهل تنكرون على علماء اليهود والنصارى أنهم لم يتبعوا محمد(اً) لأنه ذكر في كتبهم باسمه وصفته ، وأنه يخرج من فاران وتحتجون عليهم بذلك ! إذن فارجعوا إلى كتبكم وحاسبوا أنفسكم! لقد بشـركم بي جدي رسول الله وذكرني في وصيته باسمي وصفتي ، ووصلت لكم هذه الوصية بسند صحيح ، وذكرها علماء الشيعة في كتبهم ، وبما وصى رسول الله وهو على فراش الموت ، أو ليس بأهم شي !

فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الإثني عشر ، وبي وبأبنائي الإثني عشـر:

1و2و3: عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) (في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع): يا أبا الحسن أحضـر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي ، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً ، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن (ع) إلى ابنه م ح م د ، المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماماً .

ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول  المهديين ، له ثلاثة أسام: إسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والإسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين). بحار الأنوار:53/145، والغيبة للطوسي/150.

عن الصادق (ع) أنه قال:( إن منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين (ع). بحار الأنوار: 53/148 ، والبرهان:3/310 ، والغيبة للطوسي/385 .

في البحار: ( قلت للصادق جعفر بن محمد (ع) يا ابن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال يكون من بعد القائم اثنا عشر إماماً ، فقال: إنما قال اثنا عشـر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا). البحار:53 /145 ، وكمال الدين:2/358 .

وكلامه هذا: فلقد أوصاكم بآبائي الأئمة الإثني عشر ، وبي وبأبنائي الإثني عشـر: يدل على أنه يدعي أنه الإمام المهدي( عليه السلام ) نفسه !

4 -7: (عن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل: (فقال (ع) ألا وإن أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال) . بشارة الإسلام/ 148 .

عن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم: ومن البصرة حمد…). بشارة الإسلام/181 .

وهؤلاء أصحاب المهدي الذين يظهرون معه ، وليس قبله !

عن الإمام الباقر (ع):أنه قال: للقائم إسمان إسم يخفى وإسم يعلن . فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي  يعلن فمحمد . كمال الدين:2/653 .

عن الباقر (ع): مشرف الحاجبين غاير العينين بوجهه أثر . إلزام الناصب:1/417 .

وكلامه هذا يدل على أنه يعدي أنه نفس المهدي لا إبنه !

ثم قال هذا الدجال:  أخبروكم(أخبركم) أهل البيت باسمي ومسكني وصفتي ، فهل خفيت عليكم؟ ولكن: (يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) . (هود: 28) .

ولقد دفع أسلافكم آبائي عن حقهم وقالوا في أمير المؤمنين علي (ع) إنه حريص على الملك ، لأنه طالب بحقه وسخروا منه حتى ملؤوا كبده قيحاً ، وقال لهم: مالعلي وملك لا يبقى، وأقول لكم: مالي وملك لا يبقى ، ولكني مأمور وسأصبر كما صبر (ع) حتى يأذن الرحمن في أمري .

لقد بالغ آبائي الصالحين (الصالحون) في الإخبار عن أبي الإمام محمد بن الحسن المهدي وعني ، ولم ينسوني من دعائهم بفضل من الله علي:

5- قال الإمام الرضا (ع) في دعاء: اللهم ادفع عن وليك. اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلَدِهِ وذريته). مفاتيح الجنان/618 .

فإن تنكروني فأنا ابن الحسن سبط النبي المرتهن . الويل لمن ناواني ، واللعنة على من عاداني . أنصاري خير أنصار تفتخر الأرض بسيرهم عليها ، وتحفهم الملائكة ، وأول فوج يدخل الجنة يوم القيامة هم ، والله العلي العظيم .

وأقسم بـيس وطه والمحكمات وبـكهيعص وحمعسق ، وبالقسم العظيم آلم ، إنهم الفرقة الناجية ، وهم أمة محمد (ص) حقاً وصدقاً ، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، لأنهم يقرون بحاكمية الله في أرضه دون من سواهم . لاتجرفهم الفتن لأنهم محصوا وغربلوا حتى خرجت المدرة من حب الحصيد ، هم رهبان في الليل أسود في النهار ، مجاهدون شجعان ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، يرون أكل خبز الشعير والنوم على المزابل كثير(اً) مع سلامة الدين ، ويرون الموت في حب آل محمد (ع) أحلى من الشهد . فطوبى لهم وحسن مآب .

أما بعد فيا شيعة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) بحسب ما تدعون ، لقد قامت عليكم الحجة البالغة التامة من الله سبحانه وتعالى بي ، وبأني الصـراط المستقيم إلى جنات النعيم ! فمن سار معي نجا ومن تخلف عني هلك وهوى !

وهذا هو الإنذار الأخير لكم من الله ومن الإمام المهدي (ع) وما بعده إلا آية العذاب والخزي في هذه الحياة الدنيا ، وفي الآخرة جهنم يصلونها وبئس المهاد لمن لم يلتحق بهذه الدعوة .

اللهم أنت قلت: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ . وأنا المضطر وابن السبيل واليتيم والمسكين، فأجبني بفضلك ورحمتك وعطائك الإبتداء يامجيب دعوة المضطرين. ربي أستنصرك على عدوك وعدوي فانصرني إنه لا قوة إلا بك أنت سبحانك .

وأعلن بإسم الإمام محمد بن الحسن المهدي أن:كل من لم يلتحق بهذه الدعوة ويعلن البيعة لوصي الإمام المهدي بعد13رجب1425هـ ق فهو خارج من ولاية علي بن أبي طالب ، وهو بهذا إلى جهنم وبئس الورد المورود ، وكل أعماله العبادية باطلة جملة وتفصيلاً فلا حج ولا صلاة ولا صوم ولا زكاة بلا ولاية.

وصي ورسول الإمام المهدي (ع) إلى الناس كافة

أحمد الحسن- 13/6/1425 هـ . ق.). انتهى.

تلاحظ أن هذا الدجال متوتر ومستعجل  ومتخبط ! فهو مرة يدعي أنه نفس الإمام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ، ومرة ابنه ، ومرة من أصحابه . وقد حكم بكفر من لم يؤمن به من التاريخ الذي ذكره . وأنذرهم بالعذاب ، فنزل العذاب عليه وعلى أتباعه من شرطة البصرة ! 

أدلته المضحكة على أنه ابن المهدي( عليه السلام ) ! 

ذكر تحت عنوان: (أدلة الدعوة) عدة أدلة ركيكة ، مضحكة !

منها أنه ثقة ، فيجب قبول قوله ! والثقة إذا ادعى الإمامة أو النبوة وجب قبول قوله!

ومنها أنه جاء بعلوم لايستطيعها غيره ! ولم نر منها شيئاً !

ومنها أن العلماء لم يجيبوا على رسائله وقد طلب منهم أن ينشروا فتوى بتكذيبه وتحديه فلم يفعلوا ! وأنه دعاهم الى المباهلة وهو مستعد أن يقسم قسم البراءة فلم يستجيبوا .

ولكنه كذب في قوله هذا ، فقد اتفق معه على المباهلة الشيخ عبد الحسين الحلفي في التنومة ، وفي اليوم المقرر نكص أحمد إسماعيل على عقبيه ولم يحضر .

ثم كتبنا اتفاقاً بين الشيخ عبد الحسين الحلفي ووكيله صالح الصافي على مباهلة إمامه في البصرة بحضور وسائل الإعلام ، ووقعه عنه . لكنهم نكصوا !

كما نكص عن الإتيان بمعجزة ، وقد قال لي وكيله: ماذا تطلب معجزة ؟ فطلبت منه أن يدعو صاحبه بأن يهلك الله شارون ، فاتصل بإمامه تلفونياً وقال: غداً أجيبكم ، وفي اليوم التالي قال: إن الإمام المهدي( عليه السلام ) لم يأذن له بذلك !

ومن أدلته تخريفاته في حساب الجمل ، كالتي رأيتها في حسابه لنجمة إسرائيل !  وهي هذر وخيالات ، لاتبلغ مرحلة الإحتمال المعتد به، ولا تصل حتى الى الظنون!

بطلان استدلاله برواية الوصية

طبَّل المبتدع وأتباعه كثيراً برواية الوصية وأنها تنص على أحمد إسماعيل !

ونصها من كتاب الغيبة للطوسي/150، ومختصر البصائر/39: (أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله ) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي( عليه السلام ) : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة.فأملى رسول الله(صلى الله عليه وآله )  وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي فمن ثَبَّتَّهَا لقيتْني غداً ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لا تراني ولا أراها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي . فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد(عليهم السلام) ، فذلك اثنا عشر إماماً .

ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين ، له ثلاثة أسامٍ إسم كإسمي وإسم أبي ، وهو عبد الله وأحمد ، والإسم الثالث المهدي ، وهو أول المؤمنين ) .

ولم يذكر المدعي وجه الإستدلال بها ، لكن غرضه الفقرة الأخيرة منها وهي التي تأمر الإمام الثاني عشر( عليه السلام ) بأن يسلم الوصية أو الإمامة عندما تحضره الوفاة الى (ابنه أول المقربين) الذي له ثلاثة أسماء أو أربعة ، أحدها أحمد !

وقد فسرها هذا الدجال بنفسه بنفسه لأن إسمه أحمد ! وهذه هرطقة مضحكة !

لأن الرواية إن صحت فهي تأمر الإمام المهدي( عليه السلام ) بعد ظهوره وإقامته دولة العدل الإلهي، إذا حضرته الوفاة أن يسلمها الى ابنه !

فزمن الرواية وتسليم الوصية أو الإمامة يومذاك ! فجعلها هذا المزيف لزماننا ، وجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي سيتسلم الإمامة من أبيه بعد ظهوره وحكمه ووفاته ؟!

فلا الزمان ينطبق على زماننا ، ولا الشخص الذي تأمر الوصية المهدي( عليه السلام ) أن يسلمه إياها ، ينطبق على هذا المجنون !

لكن الدجال يطوى الزمان والأنساب ، ويقول جدي الإمام المهدي ، ثم يقول أنا ابن الإمام المهدي الذي سيرثه بعد أن يظهر ويحكم العالم، وقد سلمني الإمامة من الآن ، وأرسلني اليكم فأطيعوني ! أليست هذه الهرطقة بعينها !

ثم لو صحت الرواية ، فإن الأمر فيها للإمام( عليه السلام ) أن يسلم الإمامة لابنه ، أي المباشر وقد اعترف هذا الدجال بأنه ليس الإبن المباشر للإمام المهدي( عليه السلام )  !

فقد سأله صالح المياحي بتاريخ: 4-ربيع الثاني-1426، عن ادعائه بأنه ابن الإمام المهدي( عليه السلام ) : (هل يعني أنه من صلب الإمام مباشرة ، وكيف تم زواج الإمام أرواحنا له الفدى ، وما إسم أمه أي أم السيد ، ومن أي مكان هي )؟ 

فأجابه ناطقه ناظم العقيلي: (إن السيد أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي (ع) وليس من صلبه مباشرة . وقد أثبت زواج الإمام المهدي (ع) وذريته في كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم) فالولد يطلق تارة ويراد منه الولد الصلبي المباشر ويطلق تارة أخرى ويراد منه الولد من الذرية ) . انتهى.

فقد انتهى الأمر وبطل تشبثه برواية الوصية على فرض صحتها . وقد أشكل عليه بذلك شريكه في البدعة حيدر مشتت .

على أن سند الرواية لايتم على مباني علماء الجرح والتعديل ، فقد قال عنها الحر العاملي: (وروى الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة). (الإيقاظ من الهجعة/362).  ففيها مجهولون لم يوثقهم أحد من علمائنا مثل: علي بن سنان الموصلي ، وأحمد بن محمد بن الخليل ، وجعفر بن أحمد البصري .

بطلان استدلاله برواية الإثني عشر من أبناء المهدي( عليه السلام ) 

استدل الدجال بأحاديث أنه يحكم بعد المهدي( عليه السلام ) اثنا عشر مهدياً ، فادعى أنه ابن الإمام المهدي( عليه السلام ) الذي يحكم بعده ، وقد أرسله قبله !

أقول: نعم صح عندنا عن أهل البيت(عليهم السلام) أن الذي يتولى مراسم دفن الإمام المهدي هو الحسين( عليه السلام ) وأنه أول من يرجع من الأئمة(عليهم السلام) وأنه يحكم بعد الحسين( عليه السلام ) اثنا عشر مهدياً من ولده ، وقد يكونون من ولد المهدي( عليه السلام )  . 

ومن تلك الأحاديث:( أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي’، وإن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة ، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً). (مختصر البصائر/24، بسند صحيح عن الصادق( عليه السلام ) ) .

ومنها: (عن أبي بصير قال قلت للصادق جعفر بن محمد( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك( عليه السلام ) أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً؟ فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً ولم يقل إثنا عشر إماماً ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) . (كمال الدين/358 ، بسند موثق) .

وقال المفيد: (ليس بعد دولة القائم لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله) .(الإرشاد:2/387) . راجع في الموضوع في: الأصول الستة عشر/91 ، وكمال الدين/335 ، ومختصر البصائر/38 و158، وشرح الأخبار:3/400 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي:3/332 ، و:4/87 ، و:5 /240 ، و475 . والصراط المستقيم:2/152.

والقدر المتيقن أن هؤلاء الإثنا عشر ليسوا أئمة ، بل من شيعة الأئمة(عليهم السلام) ومن ذرية الحسين( عليه السلام ) ويظهر أنهم من أبناء المهدي( عليه السلام ) . وبعض علمائنا يرى أن كونهم من أولاده( عليه السلام ) خبر آحاد ، كالمفيد( رحمه الله) . (الإرشاد:2/387) .

والنتيجة: كل هذه الأحاديث تنص على أن هؤلاء المهديين يكونون بعد الإمام المهدي( عليه السلام ) لا قبله ، لكن هذا الدجال يكابر ويزوِّر ويقول إنهم من أولاد المهدي( عليه السلام ) وأنا أولهم ، وأنا جئتكم قبل الإمام المهدي( عليه السلام ) !

بطلان استدلاله بروايتين عن أصحاب المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف )

ذكر في بيانه (4 -7) روايتين عن أصحاب الإمام المهدي( عليه السلام )  ، الأولى: عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) فيها: (ألا وإن أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال) .

والثانية: عن الإمام الصادق( عليه السلام ) فيها: ( ومن البصرة حمد ) .

ومن تزويره أنه نقل الرويات من كتاب معاصر هو بشارة الإسلام/148، و181، ومؤلفه السيد حيدر الكاظمي متوفى1336 . وقد أوردناها في المعجم الموضوعي /381 ، بعنوان: (أحاديث لم يثبت سندها تُسَمِّي أصحابه( عليه السلام ) وبلدانهم).

وهي أربع روايات ، ثلاثة منها في دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الشيعي برقم 526و527و527 ، والرابعة في الملاحم والفتن لابن طاووس ، نقلاً عن فتن السليلي . وكلها تتحدث عن أصحابه الثلاث مئة وثلاثة عشر ، الذين يكون معه لا قبله !

أما أولى روايات دلائل الإمامة/311 ، وفي طبعة/554 ، فليس فيها ذكر للبصـرة ولا أحمد ! وفيها: (هذا ما أملاه رسول الله(صلى الله عليه وآله ) على أمير المؤمنين( عليه السلام ) وأودعه إياه من تسمية أصحاب المهدي( عليه السلام )  وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم  السائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة ، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل ، وهم النجباء والقضاة والحكام على الناس..الخ.).

والرواية الثانية في دلائل الإمامة أيضاً/ 307، وطبعة/562 ، جاء فيها: ( ومن حلوان رجلان ، ومن البصرة ثلاثة رجال ، وأصحاب الكهف وهم سبعة ).

فكيف ادعى الدجال أنه هو أحد الرجال الثلاثة ، ووقتهم مع ظهور الإمام( عليه السلام )  !

على أن في سندها ضعافاً ومجهولين ، وسندها: (حدثني أبو الحسين محمد بن هارون قال حدثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبيدالله القمي القطان المعروف بابن الخزاز قال: حدثنا محمد بن زياد ، عن أبي عبد الله الخراساني قال: حدثنا أبو حسان سعيد بن جناح ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال: قلت له: جعلت فداك هل كان أمير المؤمنين يعلم أصحاب القائم…الخ.).

والثالثة في دلائل الإمامة/566، فيها:(ومن البصرة: عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، وأحمد بن مليح، وحماد بن جابر، وأصحاب الكهف سبعة نفر) .

فلو صحت الرواية فالمذكور فيها هم: أحمد بن مليح وزميلاه ابن سعد وابن جابر وهم يظهرون مع الإمام( عليه السلام ) ، ولا ينطبق أحد منهم على هذا المدعي ، لأنه أحمد إسماعيل بن كويطع ، وهو يدعي أنه ابن الإمام المهدي( عليه السلام )  !

على أن سندها غير تام أيضاً ، لأنه نفس السند الأول: قال الطبري( رحمه الله) : (وبالإسناد الأول أن الصادق( عليه السلام ) سمى أصحاب القائم لأبي بصير فيما بعد فقال..).

أما الرواية الرابعة في ملاحم ابن طاووس/145 ، وفي طبعة/288، وقد نقلها من كتاب الفتن للسليلي الحساني قال: (حدثنا الحسن بن علي المالكي قال: حدثنا أبو النضر عن ابن حميد الرافعي قال: حدثنا محمد بن الهيثم البصري قال: حدثنا سليمان بن عثمان النخعي قال: حدثنا سعيد بن طارق ، عن سلمة بن أنس ، عن الإصبع بن نباتة قال: خطب أمير المؤمنين علي( عليه السلام )  خطبة فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم ، فقال له أبو خالد الحلبي: صفه لنا يا أمير المؤمنين؟ فقال علي:ألا إنه أشبه الناس خلقاً وخلقاً وحسناً برسول الله(صلى الله عليه وآله ) ألا أدلكم على رجاله وعددهم؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين ، قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله ) قال: أولهم من البصـرة وآخرهم من اليمامة ، وجعل علي يعدد رجال المهدي والناس يكتبون ، فقال: رجلان من البصرة ورجل من الأهواز ، ورجل من عسكر مكرم ، ورجل من مدينة تستر…).

وفي آخرها: (أحصاهم لي رسول الله(صلى الله عليه وآله ) ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر ، يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها في أقل مما يتم الرجل عشاءه ، عند بيت الله الحرام … كأني أنظر إليهم والزي واحد ، والقد واحد ، والحسن واحد ، والجمال واحد واللباس واحد ، كأنما يطلبون شيئاً ضاع منهم ).

فهي لو صح سندها تتحدث عن أصحاب المهدي( عليه السلام ) الذين يظهرون معه لا قبله ! فلا يمكن للمبتدع أن يستدل بها ! على أن في سندها مجاهيل وضعافاً .

بطلان استدلاله برواية: للقائم إسمان ، ورواية: بوجهه أثر !

قال هذا الدجال: (عن الإمام الباقر (ع):أنه قال: للقائم إسمان إسم يخفى وإسم يعلن  فأما الذي يخفى فأحمد ، وأما الذي يعلن فمحمد).(كمال الدين:2/653 ).

عن الباقر (ع): (مشرف الحاجبين غاير العينين بوجهه أثر). (إلزام الناصب:1/417 ).

أقول:يبدو أن هذا المبتدع يدعي أنه هو المهدي( عليه السلام ) أو يمهد لذلك  ، بحجة أن إسمه أحمد ، والمهدي( عليه السلام ) كجده(صلى الله عليه وآله ) إسمه المعلن محمد والخفي أحمد ! وعليه يمكن لكل من إسمه أحمد أن يدعي ذلك !

كما أنه بادعائه أنه المهدي( عليه السلام ) يكذب نفسه بأنه ابن المهدي ! 

كما استدل الدجال بأن من صفة الإمام المهدي( عليه السلام ) :(مشرف الحاجبين ، غاير العينين ، بوجهه أثر ) . (إلزام الناصب:1/417 ).

وكأنه يريد أن يقول إن الإمام المهدي( عليه السلام ) في وجهه أثر ، وأنا في وجهي أثر ، فأنا المهدي ! وهذا موجب للسخرية ، إذ كل من في وجهه اثر يمكنه أن يدعي ذلك !

ثم إن الأثر في وجه المهدي( عليه السلام ) شامة جميلة تميزه ، والأثر في وجه أحمد إسماعيل كويطع كما ذكروا ، أثر قبيح ، ولعله أثر ضربة في مناسبة لا تشرفه !

وأصل الحديث في غيبة النعماني/223 ، عن الإمام الباقر( عليه السلام ) قال: (ذاك المشرب حمرة  الغائر العينين ، المشـرف الحاجبين ، العريض ما بين المنكبين ، برأسه حزاز وبوجهه أثر . رحم الله موسى). راجع: معجم أحاديث الإمام المهدي( عليه السلام ) :3/237.

وهذه الصفة سواء صحت أم لم تصح ، فليس فيها دليل على ادعاء الدجال !  

زَوَّرَ الدجال رواية في نسب المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) !

قال في موقعه: (قال الأصبغ بن نباتة:أتيت أمير المؤمنين علياً( عليه السلام ) ذات يوم فوجدته مفكراً ينكت في الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض، أرغبةً منك فيها؟ فقال( عليه السلام ) : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا ساعة قط، و لكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويكون له غيبة وحيرة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون . فقلت: يا أمير المؤمنين ، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال( عليه السلام ) : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين . فقلت: وإن هذا لكائن ؟ قال( عليه السلام ) : نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة ).

وأضاف: وهذا الولد هو ابن الإمام المهدي ، لأن الإمام المهدي هو الحادي عشـر من ولد علي( عليه السلام ) والذي من صلبه هو من نتكلم عنه الممهد للإمام سلطانه) !

وقد ارتكب التزوير في قول أمير المؤمنين( عليه السلام ) : (لكن فكري في مولود يكون من ظهري . الحادي عشر من ولدي . هو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً).

فحذف الياء من كلمة (ظهري) فصارت العبارة: (من ظهر الحادي عشـر) وطبقها على نفسه وزعم أنه هو من ظهر الحادي عشر ، أي الإمام المهدي( عليه السلام )  !

فقد روت هذا الحديث مصادرنا المتعددة بالياء في كلمة ظهري ، وسقطت الياء من طبعة غيبة الطوسي ، فأخذها المبتدع وطبَّل بها !

وقد جاء مبعوثه بكتاب غيبة الطوسي وقال:أنظروا ! هذه رواية عن أمير المؤمنين( عليه السلام ) تثبت ظهور ابن الإمام المهدي( عليه السلام ) : (من ظهر الحادي عشـر) !

فقلت له: أنظر الى مصادر الحديث الأخرى، التي هي أقدم من غيبة الطوسي تجد فيها: (ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي يملؤها عدلاً) !

فهل إذا سقط حرف من الناسخ أومن منضد الحروف ، وكان مثبتاً في مصادر عديدة ، تتشبث فيه لتثبت بدعتك وإمامة إمامك؟  ثم ألا ترى أن الوصف بعده: (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً) مختصٌّ بالإمام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) في مصادر السنة والشيعة ، ولم يوصف به أحد غيره ! فإذا كان هذا وصف إمامك فلم يبق عمل للإمام المهدي( عليه السلام ) ، ولا لزوم له !

لكنه كان مشيطناً كإمامه ، فكابر ولم يَسْتَحِ !

والحديث الذي ذكره مستفيض وهو في الإمامة والتبصـرة/120، والكافي:1/338 ، وكفاية الأثر/219، وغيبة النعماني/69، وكمال الدين/288، ونصه وسنده من الأخير ، وله أسانيد أخرى أقدم من غيبة الطوسي( رحمه الله) وكلها فيها: (فكرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً )! ألا يكفي ذلك لمن له عقل لإثبات أن الياء سقطت من نسخة غيبة الطوسي؟!

لكن الكذاب يغمض عينيه ويتشبث بنسخة كتاب سقطت منها الياء ، ليجعل نفسه ابن الإمام المهدي الذي هو الحادي عشر( عليه السلام )  !

لماذا اختار الدجال دليل الإستخارة والمنام ؟

الجواب: لأنه يتشبث بذلك لجرِّ الناس الى بدعته ! وقد رايت أنه يزوِّر النصوص! والإستخارة والمنام فخَّان ينصبهما لصيد العوام السذج ، والمثقفين قليلي العقل ، ويؤكد على شرعيتهما في أصول الدين وفروعه !

يقول للشخص: إني رسول الإمام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وقد أرسلني قبل ظهوره ، وأدعوك الى الإيمان بي وبيعتي على الموت . فيطلب منه دليلاً على دعواه ، فيقول له: إن القرآن كلام الله وهو أكبر دليل ، فاطلب منه النصيحة واسأله: هل تؤمن بأحمد الحسن وتتبعه أم لا، وافتح القرآن وستخرج لك آية تهديك سواء السبيل !

أو يقول له: إن المنام دليل ملكوتي ، والأمر الذي تراه في المنام أمرٌ إلهي حقيقي خاصة إذا رأيت في المنام أحد المعصومين(عليهم السلام) يأمرك باتباع أحمد الحسن !

فيأخذ المسكين الإستخارة ويفتح القرآن فتخرج له مثلأً آية: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . فيقول له: الله أكبر هل رأيت؟ لقد أمرك بالإيمان بي وبجهاد الكافرين والمنافقين معي !

أما إذا خرجت له مثلأً آية:أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ . فيقول له: إستخارتك غير جيدة ، ولا بد أن تصفِّي نيتك وتأخذها مرة ثانية !

أو يقول له: صم ثلاثة أيام ، أو صلِّ في هذه الليلة ركعتين واطلب من الله تعالى فسترى مناماً يهديك الى الطريق الصحيح ، ويوقعه في جو الإيحاء والتخيل !

أو يستعمل معه أسلوب (التلباثي) أي التأثير النفسي ، شبيهاً بالتنويم المغناطيسي فيرى بعض المساكين مناماً من تخيله أو من إيحاء الدجال وصاحبه ، فيعتبره أمراً إلهياً من عالم الملكوت باتباع الدجال ، عليه الصلاة والسلام !

نشر في موقعه سؤالاً من زينب الموسوي ، يقول: (كيف أستطيع أن أصدق بأن السيد أحمد الحسن هو رسول ووصي الإمام المهدي (ع) بأقصر الطرق؟

فأجابها الدجال: (أقصر طريق للإيمان بالغيب هو الغيب ، إسألي الله بعد أن تصومي ثلاثة أيام وتتوسلي بحق فاطمة بنت محمد (ص) ، أن تعرفي الحق من الله بالرؤيا ، أو الكشف ، أو بأي آية من آياته الغيبية الملكوتية سبحانه وتعالى).

وهكذا دلاها بغرور على أقصر طريق للضلال ، لتدخل في حركته المسلحة البائسة ، التي درَّب شبابها ونساءها ، ثم قتلهم وشردهم على مذبح شهوته للزعامة !

وقال في موقعه عن الإستخارة: (الإستخارة بالقرآن وهو من الإمداد الغيبي التي يؤيد بها الله تعالى من يشاء من عباده ، وهي خارجة عن التلاعب والدجل البشري . أنت بدورك أخي المتلقي ، أقصد القرآن واطلب من الله النصيحة ، فالقرآن هو الناصح الأمين . ومن العجيب أن يأخذ الإنسان النصيحة من الله وبعدها يتهم الله ! سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله ) .

وهكذا يوقع العامي المسكين في فخه ، وإذا خرجت الآية مخالفة فعذره جاهز وهو عدم صحة نية المستخير ، وصاحب المنام ! فينصحه بإعادة الإستخارة حتى تخرج موافقة ، وحتى يرى المنام الذي يضلله !

إن هذا الدجال كالبَرَّاج والفوَّال الذي يعالج الناس من الصَّرَع بتبخير البخور وكتابة الحجابات ، فلا يضره مئة حالة يفشل فيها ، أما إذا شفي مريضه في حالة واحدة فهو يكبر ويهلل ، ويطبل ويزمر ، لأن المعجزة تحققت ، وجاءه التأييد من الغيب ، ومن كلام الله تعالى ، أو من عالم الملكوت !

نقض استدلاله على حجية المنام !

قال في موقعه:(وأما الرؤيات (الرؤى) فكل مدة من الزمن يأتيني وفد من محافظات بعضها بعيدة عن النجف ، وقد رأى الكثير منهم في منامهم ما يؤيد هذه الدعوة الحقة ، ولو كانت رؤية أو رؤيتان لكان هنالك سبيل لأعداء آل محمد على ردها ، ولكن ماذا يفعل هؤلاء لرد مئات ، بل آلاف الرؤيات القادمة ، ومعضمها(ومعظمها) مؤيد بأنه فيها أحد المعصومين ، وهم يقولون: من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بنا . فلم يعد للظالمين إلا قول إن الرؤيا ليست بحجة مع أنها جزء من النبوة ، ومع أن الرسول والأئمة اهتموا بها وبسماعها وتأويلها أشد الاهتمام . مع أن نبوات بعض الأنبياء ( عليه السلام ) كان معظمها رؤيا وتأويل(تأويلاً)كنبوة دانيال( عليه السلام )  ومع أن نرجس أم الإمام المهدي( عليه السلام ) جاءت إلى العراق لتتزوج الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) لأنها رأت رؤيات صادقة ، وعرضت نفسها لخطر الحرب والسبي وهي حفيدة قيصر الروم .

ومع أن وهب النصراني نصر الحسين( عليه السلام ) لأنه رأى عيسى ( عليه السلام ) في المنام .

ومع إن نجيب بني أمية خالد بن سعيد بن العاص الأموي آمن وأسلم بسبب رؤيا رآها بالنبي(صلى الله عليه وآله )  . فردَّ هؤلاء الجهلة الرؤيا جملة وتفصيلاً دون تدبرأو تفكر وقال أبعد الله شره عن المؤمنين).

وقال الدجال: (الحقيقة أن الناس يختلفون في الآية المطلوبة والدالة على صدق المرسل عندهم ، فبعضهم يعتبر العلم والحكمة هو الآية ، وبعضهم يعتبر الآيات الملكوتية.. أما ما تبقى من الناس فيعتبرون الآية المادية هي الدليل لاغيرها ، وهؤلاء بالحقيقة منكوسين ، ماديين (منكوسون ، ماديون) وفي الغالب حتى لو جاءت الآية المادية لا يؤمنون إلا قليل منهم…

1. ماهي الآية الملكوتية؟ 2. على من تكون هذه الآيات الملكوتية حجة؟

والجواب: أن الآيات الملكوتية كثيرة جداً ، منها الآفاقية الملكوتية ، ومنها الأنفسية ، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت: 53) أي قيام القائم بالحق . ومن هذه الآيات:

1. نور البصيرة واطمئنان القلب . والسكينة إذا كان الإنسان على فطرة الله التي فطر الناس عليها لم يلوثها ، أو أنه عاد إليها بعد انتباهه من الغفلة وتذكره .

2.  الفراسة والتوسم في الآفاق والأنفس.

3.  الرؤيا الصادقة في النوم.

4.  الرؤيا الصادقة في اليقظة (الكشف  ومنها:

أ- ‌الرؤيا الصادقة في الصلاة . 

ب‌- الرؤيا الصادقة في الركوع.

ج – الرؤيا الصادقة في السجود.

د – الرؤيا الصادقة في السنة بين النوم واليقظة .

هـ- الرؤيا الصادقة عند قراءة القران.

و – الرؤيا الصادقة عند السير إلى أبى عبد الله الحسين (ع).

ز – الرؤيا الصادقة عند الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.

ح – الرؤيا الصادقة في أضرحة الأئمة والأنبياء (ع) والمساجد والحسينيات وغيرها كثير . وكل هذه الأنواع من الكشف والرؤيا الصادقة هي آيات إلهية لأنها لا تكون إلا بأمر الله وبمشيئة الله سبحانه وتعالى ، ويقوم بها ملائكة الله سبحانه وتعالى وعباده الصالحين،  الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. فهذه الآيات حجة بالغة لله… فهذه الآيات حجة دامغة ، سواء على أصحابها أم على الناس القريبين منهم والمعاشرين لهم ، أو على الأقل فهي على غير أصحابها إن لم تكن حجة لكثرتها ، فهي سبب يحفزهم بقوة للبحث في الدعوة الإلهية وتصديق الرسول الذي أرسل بها ، ولكن مع الأسف معظم الناس سيبقون غافلين عن الآيات الملكوتية…

الآية الجسمانية المادية: وهي آخر العلاج وآخر العلاج الكي ، مع أن الكي للحيوان لا للإنسان… وفي هذه المرحلة الأخيرة من الآيات أي مرحلة الآية المادية يكون العذاب مرافق(مرافقاً) للآية. قال تعالى:هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (الأعراف: 73) فبمجرد التكذيب بهذه الاية واتخاذ موقف مضاد ينزل العذاب…إذا تمت أسباب العذاب وكذب الرسول و استهزأ به القوم وخصوصاً علماء السوء ومقلدوهم العميان ، بدأت مرحلة جديدة وهي مقدمات العذاب وهي كمقدمات العاصفة الهوجاء.. وهؤلاء الشاذين(الشاذون) علماء الضلالة غير العاملين ، وأتباعهم أصحاب الجمعيات اللاخيرية ، وغيرهم لعنهم الله وأخزاهم وأظهر عارهم في هذه الحياة الدنيا وكللهم به على رؤوسهم العفنة ، يقومون باستغلال الأرملة والمساكين لتحصيل الأموال وجمعها ، ثم نهبها باسم هؤلاء المظلومين المستضعفين ، وإذا أعطوهم منها فالقليل وبأساليب رخيصة ، ووالله إني لأستحي أن أصرح بها وأعجب كيف يفعلها هؤلاء الأراذل قوم لوط في هذا الزمان ، فأحدهم سود الله وجهه في الدنيا والآخرة عمره ناهز الستين تأتيه امرأة فيغلق عليها الباب ويدعوها إلى الفاحشة باسم المتعة ) !

أحمد الحسن

26/صفر/1425 هـ.ق- النجف الأشرف

أقول: لاشك في وجود الرؤيا الصادقة ، وأنها حجة شرعية وكاشفة عن واقع ، وقد ذكر القرآن منها رؤيا نبي الله إبراهيم( عليه السلام ) بذبح إسماعيل’، و رؤيا نبي الله يوسف( عليه السلام )   ورؤيا نبينا(صلى الله عليه وآله ) بفتح مكة: لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ.. ورؤياه لاثني عشر قرداً من قريش ينزون على منبره يضلون أمته: وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا. (الإسراء:60).

كما لاشك في وجود الرؤيا الكاذبة وتسمى أضغاث أحلام ، كما تسمى الأحلام ، ففي الكافي بسند صحيح:8/90، عن الإمام الصادق( عليه السلام ) قال: (الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن ، وتحزين من الشيطان ، وأضغاث أحلام ) .

وفيه أن أبا بصير سأل الصادق( عليه السلام ) : (جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟! قال: صدقت ، أما الكاذبة المختلفة فإن الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة ، وإنما هي شئ يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها ، وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر ، فهي صادقة ، لا تختلف إن شاء الله ، إلا أن يكون جنباً أو ينام على غير طهور ، ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره ، فإنها تختلف وتبطئ على صاحبها) . ومعناه أن الوقت وحالة الشخص مؤثران في نوع الرؤيا .

وقد عقد الحر العاملي في الفصول المهمة:1/691 ، باباً بعنوان: أنه لا يجوز العمل بالمنامات في الأحكام الشرعية. وفيه قول الإمام الصادق( عليه السلام ) : (ما تروى هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا ؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم؟ فقلت: إنهم يقولون  إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال: كذبوا ، فإن دين الله أعز من أن يرى في النوم… الحديث ) .

كما روى قول الإمام الصادق( عليه السلام ) للمفضل بن عمر: (فَكِّرْ يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها ، فمزج صادقها بكاذبه ، فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء ، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلاً لامعنى له ، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي بها أو مضرة يحذر منها ، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الإعتماد ).

وختم بقوله: وتواترت الروايات بأن بعض الرؤيا صادق وبعضها كاذب وتواترت أيضاً بوجوب الرجوع في جميع الأحكام الشرعية إلى أهل العصمة.

أقول: ما دامت رؤيا غير المعصومين(عليهم السلام)  ، لايعلم أنها صادقة أم كاذبة ، فلا يمكن الجزم بأنها صادقة والعمل بها !

وما دامت الروايات متواترة عن أهل البيت(عليهم السلام) على عدم حجية الرؤيا في إثبات الأحكام الشرعية ، فعدم حجيتها في العقائد بطريق أولى .

فإن قلت: ألم يقل النبي(صلى الله عليه وآله ) : (من رآني في منامه فقد رآني ، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة واحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة ). (من لايحضره الفقيه:2/585).

فالجواب أولاً ، أن الشيطان لايتمثل بصورة النبي(صلى الله عليه وآله ) والمعصوم والمؤمن ، لكن قد يتمثل بصورة ما ويقول للرائي إنه المعصوم أو المؤمن الفلاني !

فلا بد إذن أن يعلم الرائي أن الصورة التي رآها للمعصوم( عليه السلام ) في منامه مطابقة تماماً لصورة المعصوم الواقعية ، وهذا يتوقف على معرف الرائي أوصاف المعصوم معرفة دقيقة ، وأن تكون منطبقة على صورة الذي رآه في المنام !

ومن الممكن لنا أن نعرف ملامح صورة النبي(صلى الله عليه وآله ) وعلي والإمام المهدي’ ، أما بقية الأئمة(عليهم السلام) فيصعب ذلك لتضارب الروايات وقلتها .

ومع كثرة ما سمعت من منامات الرائين، فقد كنت أسأل أحدهم عن ملامح المعصوم الذي رآه فيقول إنه لم يرها ، أو أنها لا تنطبق على ملامح المعصوم الذي قال إنه رآه ! فلا تكاد تجد مناماً تتوفر فيه شروط الصحة .

هذا إذا غضضت النظر عن شخصية الرائي وظروفه وظروف منامه !

والجواب ثانياً ، أنه إذا تمت شروط الصحة في المنام ، يمكن الإستفادة منه في غير الأحكام الشرعية والعقائد، لما عرفت من تواتر الأحاديث على عدم حجية الرؤيا فيهما. وأكبر فائدة للمنام الأمل والتفاؤل ، ولذا سمى النبي(صلى الله عليه وآله ) المنامات الحسنة بالمبشرات .

ففي الكافي:8/90، بسند صحيح عن الإمام الرضا( عليه السلام ) قال: ( إن رسول الله(صلى الله عليه وآله )  إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات؟ يعني به الرؤيا ).

وعليه: فلا طريق لمعرفة أن هذاالدجال  أو غيره رسول الإمام المهدي( عليه السلام ) من المنام ، لأن ذلك من العقائد ، بل لايمكن أن نعرف بالمنام أنه صادق أو كاذب أو مؤمن أو فاسق ، ولا إثبات أي صفة له أو لغيره ، لنرتب عليها حكماً شرعياً !

فإن قلت: إن سيرة الأئمة(عليهم السلام) والمتشرعة ومنهم العلماء الكبار ، أنهم يهتمون بالرؤية في المنام ، ويرتبون عليها الآثار ؟

فالجواب: وقد ورد وصف رؤيا المؤمن بأنها واحد من سبعين جزءً من النبوة ، ووردت صفات لأصحاب الرؤيا الصادقة ، لتمييزها عن أضغاث الأحلام ، وتأثيرات الشيطان ، والخيالات الفاسدة .

لكن كل ذلك يبقى خارج نطاق الأحكام والعقائد ، وتبقى حالات الرؤيا الصادقة قليلة جداً وأصحابها الذين تنطبق عليهم صفات أهل الرؤيا الصادقة أقل عدداً .

فمن أين لمثل هذا الدجال ومن يخدعهم بمثل هذه الرؤيا ، وإن توفرت لهم فلا يصح أن يستعملوها دليلاً على صدقه ، فضلاً عن وجوب اتباعه وبيعته وفدائه بالمال والعرض والنفس والدم !

هذا ، وقد انتقدني هذا الدجال لأني اعتبرت رؤية المعصوم في المنام لاتفيد غالباً أكثر من الظن . فقال في جوابه على سؤال في موقعه: (والشيخ علي الكوراني عندما سأله أحدهم في قناة سحر الفضائية عن هذه الرواية…وأكمل إجابته بأنه لا يعتمد على ظن ، فالظاهر أن الرؤيا بالمعصوم (ع) عند الشيخ علي الكوراني في أحسن أحوالها ظن ! سبحان الله ، هم لايجعلون البحث عن الحقيقة هدفهم ، بل يحاولون التكذيب بأي طريقة حتى وإن كانوا غير مقتنعين بها ! فمع أن قضية الإمام المهدي (ع) مرتبطة ارتباط وثيق بالرؤيا… ومع ذلك يحاولون بكل طريقة إهمال هذا الدليل الملكوتي العظيم ، وهو الرؤيا والتي صدقها واعتمدها القرآن والرسول والأئمة ) .

أقول: يخلط هذا المبتدع عن عمد بين رؤيا المعصوم( عليه السلام ) كالتي وردت في القرآن وبين رؤيا شخص للمعصوم ، ولا يعلم أن ملامحه كانت بصفاته ، وبين الرؤيا العادية الصادقة والكاذبة ، فيعتبر الجميع دليلاً ملكوتياً وحجة شرعية .

ولو صح أن كل رؤية دليل ملكوتي لوجب هذا المبتدع  أن يلغي دعوته ويقفل دكانه ، لأن بعضهم رآه على صورة شيطان يلبس قطيفة حمراء !

نقض استدلاله بالإستخارة لإثبات بدعته !

تطلق الإستخارة في أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله ) والأئمة(عليهم السلام) على معان ، منها:

1- أن تدعو الله تعالى أن يختار لك الخير في أمورك ، أو في عمل تنوي القيام به ، وفي بعض أحاديثها الغسل وصلاة ركعتين ، ثم الدعاء .

2- أن تدعو الله تعالى أن يهدي قلبك الى الإختيار الصائب في عمل تريد القيام به  فتصلي أو تقرأ دعاء ، ثم تنظر ما يلقي الله في قلبك ويشرح له صدرك ، فتعمل به .

3- أن تنوي الأمر ، وتدعو الله تعالى وتفتح القرآن وتنظر في أول آية في الصفحة اليمنى ، فإن كانت أمراً بخير أو مدحاً أو وصفاً للجنة مثلاً ، فهي جيدة وتعمل بها . وإن كانت نهياً أو تحذيراً أو ذماً فهي غير جيدة .

وهذا النوع من الإستخارة هو الشائع ، وبعضهم يستخير بالسبحة فيدعو الله ويقبض قبضة من حباتها ويحسبها اثنتين اثنتين ، فإن بقيت واحدة فهي جيدة ويعمل بها ، وإن بقيت اثنتان فهي غير جيدة ولا يعمل ما نواه .

ويستخير الناس عادة عند من يثقون به من العلماء أو المؤمنين ، وبعضهم يكثر من الإستخارة ويفرط فيها ، ولكنها لاضرر فيها مادامت بين أمرين أو أمور مباحة سيختار الإنسان واحداً منها ، فاختياره له بالإستخارة أفضل من اختياره بدونها .

لكن الخلل والضرر إذا استعمل الخيرة على القيام بعمل حرام أو ترك عمل واجب ، أو كان يكرر الإستخارة حتى تأتي موافقة لما يحب..الخ.

والإستخارة التي يدعو اليها هذا الدجال هي: أن تدعو وتفتح القرآن فإن خرجت آية أمر بخير أو مديح للأنبياء والمؤمنين ، أو وصف للجنة ، فيجب أن تعمل بها وتؤمن به وتبايعه ! وإن خرجت نهياً أو ذماً لأشرار أو وصفاً للنار وتحذيراً منها ، فعذره حاضر بأنك لم تخلص النية ، وعليك أن تعيد الإستخارة وتكررها حتى تخرج موافقة لهواه ! وهذه الإستخارة غير مشروعة لأن فيها عدة مخالفات:

فهي استخارة على العقائد ، والإستخارة لاتُشْـَرُع على الأحكام الشـرعية فكيف بالعقائد ، كما لاتصح على فعل حرام أو ترك واجب .

وطلب هذا المضلل أن يبايعوه على طاعته وفدائه بكل شئ ، يتضمن الدخول في عقيدة جديدة ، وارتكاب المحرمات وترك الواجبات من أجلها !

وقد رأينا ما أمر به أنصاره في شهر محرم الماضي في البصرة والناصرية وغيرهما من قتل للناس لمجرد أنهم لايؤنون بطاغيتهم !

شاهد أيضاً

تقرير: ثلثا مسلمي أمريكا تعرضوا لحوادث إسلاموفوبيا

أفاد تقرير حديث بأن ثلثي المسلمين في أمريكا تعرضوا لحوادث إسلاموفوبيا، أي الكراهية المرتبطة بالخوف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *