كشفت مصادر اسرائيلية أن جيش الاحتلال سمح للمستوطنين بإعادة إصلاح وتأهيل إحدى القواعد العسكرية المهجورة (عش الغراب) شرق التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون”، المقامة على أراضي مدينة بيت لحم الواقعة في جنوب الضفة الغربية، استعدادًا لتحويلها لنقطة استيطانية جديدة.
وقالت صحيفة “هآرتس”، “إن القاعدة المذكورة تقع على تلة تبعد نحو نصف كلم عن بلدة بيت ساحور الفلسطينية في محافظة بيت لحم، وهي قاعدة قديمة منذ أيام الانتداب البريطاني، وانتقلت بعدها لأيدي الجيش الأردني ولاحقًا استخدمها جيش الاحتلال كنقطة مراقبة إبّان الانتفاضة الثانية، وفي العام 2006 استغنى الجيش عنها ومنذ ذلك الحين اعتبرت منطقة مهجورة”.
وأضافت الصحيفة أنه في أعقاب ترك جيش الاحتلال للقاعدة، خططت بلدية بيت ساحور لإقامة مستشفى وحديقة ترفيهية في المكان، وعندما علمت سلطات الاحتلال بهذا المخطط بدأ أفراد منظمة “نساء بالأخضر” الصهيونية المتطرفة بالقدوم إلى المكان بين الحين والآخر تمهيدا لتحويل القاعدة إلى نقطة استيطانية جديدة.
وأشارت إلى أنه في العام 2010 وبعد سنوات من الضغوط التي مورست من قبل المستوطنين، رضخ جيش الاحتلال للضغوط الممارسة كي يحتلوا المكان، وتم تأهيله ومنع أي أحد من الوصول إليه.
ولفتت “هآرتس” النظر إلى أن قائد لواء “عتصيون” العقيد “ينيف آلالوف” استجاب لطلب المستوطنين لتصليح المباني الموجودة في المكان التي أطلق عليها المستوطنون اسم “شيدماه” في حين يسميها الفلسطينيون “عش الغراب”.
وقام المستوطنون بدهن جدران المبنى ووضعوا فيه مقاعد، وتم تركيب نوافذ فيه، كما تم عرض صور ووثائق تعرض تاريخ المكان حسب الرواية اليهودية.
كما سمح الجيش لآلاف من المستوطنين بإقامة المناسبات والاحتفالات في المكان كما حصل في يوم ما يسمى “عيد الاستقلال”، وفي المقابل يُمنع الفلسطينيون من الاقتراب من المكان بحجة أنها “منطقة عسكرية مغلقة”.
ونقلت الصحيفة عن “درور اتكس” الخبير في شؤون الاستيطان من منظمة “يش دين” اليسارية الصهيونية قوله: “إن القاعدة تم هجرها من قبل الجيش قبل سنوات، الأمر الذي يدلل أن لا حاجة أمنية للجيش فيها، إلا أن ما حدث أخيرًا هو إثبات جديد على أن الجيش هو خادم للمستوطنين”.
المصدر : وكالة فلسطين اليوم