نّ الاعتقاد بأنّ الشياطين (يحومون) حول قلوب بني آدم، وأن للشياطين سلطاناً على الذين يتولّونهم، يستلزم (الحذر) الشديد أثناء التعامل مع أيّ فرد _ولو كان صالحا_ لاحتمال (تجلّي) كيد الشيطان من خلال فعله أو قوله، ما دام الشيطان يوحي زخرف القول وينـزغ بين العباد كما ذكر القرآن الكريم، لهذا فالحذر من المخلوقين من لوازم انتفاء العصمة عنهم. ومن ذلك يعلم ضرورة عدم الركون والارتياح التام لأي عبدٍ _وإن بلغ من العلم والعمل ما بلغ_ كما يقتضيه الحديث القائل: (إيّاك أنْ تنصب رجلا دون الحجّة، فتصدّقه في كل ما قال).