أبعاد من الحكمة الإلهية لغيبة الإمام المهدي عليه السلام

الحكمة في معجم (لسان العرب) عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم،(2) وفي التعريفات للجرجاني: علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آلي، وأيضاً هي هيأة القوّة العقلية والعلمية المتوسطة بين الجربزة التي هي إفراط هذه القوّة، والبلادة التي هي تفريطها.

 

والحكمة كما وردت في التعريفات، تجيء على ثلاثة معان: الأول الايجاد والثاني العلم، والثالث الأفعال المثلثة كالشمس والقمر وغيرهما. وقد فسّر ابن عباس رضي الله عنه الحكمة في القرآن؛ بتعلم الحلال والحرام؛ وقيل: الحكمة في اللغة العلم مع العمل؛ وقيل يُستفاد منها ما هو الحق في نفس الأمر بحسب طاقة الإنسان، وقيل: كل كلام وافق الحق فهو حكمة، وقيل: هي الكلام المعقول المصون عن الحشو.(3) وعند ابن سينا في كتاب (عيون الحكمة)؛ الحكمة Aphorism: استكمال النفس الإنسانية بتصور الأُمور والتصديق بالحقائق النظرية والعملية على قدر الطاقة البشرية.(4) والحكمة عند كانط: القدرة على اختيار الطرق التي تنتهي بنا إلى السعادة.(5) وعند ابن سينا الحكمة النظرية لها ثلاثة أقسام؛ العلم الأسفل  ويسمى العلم الطبيعي، والعلم الأوسط ويسمى العلم الرياضي، والعلم الأعلى ويسمى العلم الإلهي. أمّا الحكمة العملية فهي المتعلقة بالأُمور العملية، والتي تعلمها وتعمل بها، وأقسامها حكمة مدنية وحكمة منزلية وحكمة خلقية.(6)

والحكمة الإلهية Theosophy يراها (جاكوب بوهم) كل نظرية تعول على الاشراق والاتصال بالله لكي تستمد منه قوى خارقة.(7) والجرجاني يراها: علم يبحث فيه عن أحوال الموجودات الخارجية المجرّدة عن المادة التي لا بقدرتنا واختيارنا، وقيل: هي العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضاه، ولذا انقسمت إلى العلمية والعملية. وهناك الحكمة المنطوق بها: وهي علوم الشريعة والطريقة، والحكمة المسكوت عنها: وهي أسرار الحقيقة التي لا يطلع عليها علماء الرسوم والعوامّ على ما ينبغي فيضرهم أو يهلكهم.(8)

أمّا الغيبة متعلقة بكل ما يغيب عن النظر أو المكان، وغيبة الإمام المهدي عليه السلام هو الإستتار عن أعين الناس لأمرٍ أراده الله تعالى، وبهذا يمكن أن نستقي في دراستنا هذه المقتضبة من نور وهداية الله سبحانه وتعالى، فيما ورد من الأحاديث والأقوال المباركة عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الكرام عليهم السلام ، ونسبق ذلك بالقول؛ بأن هناك الغيبة الصغرى التي طُويت بمرورها بالنوّاب الأربعة للإمام المهدي عليه السلام وهم عثمان بن سعيد العمري، ومحمد بن عثمان العمري، والحسين بن روح النوبختي، وعلي بن محمد السمري وبعدها كانت الغيبة التامة أو الكبرى..(9)

وفي حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول ومنّا مهدي هذه الأمة له هيبة موسى وبهاء عيسى وحكم داود وصبر أيوب.(10)

وقد ولد الإمام الحجة المنتظر عليه السلام في 15 شعبان 255 هجرية، ووالده الإمام الحسن بن علي، الإمام الحادي عشر، وأم الحجّة عليه السلام ابنة قيصر ملك الروم، وقد قال عنه الإمام الحسن عليه السلام: إن الإمام من بعدي ابني؛ سميُّ رسول الله، وكنيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي هو خاتم حجج الله، وآخر خلفائه.(11)

وروى ابن بابويه بسنده عن جابر الأنصاري أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إي والذي بعثني بالنبوّة إنهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع النّاس بالشمس وإن جلّلها سحاب.(12)

وبهذا يقول العلامة المجلسي رحمه الله: هذا التشبيه يؤمي إلى أمور:

الأول: أن نور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسطه، إذ ثبت أنهم العلّة الغائية لايجاد الخلق كما تنكشف ينتظرون في كل آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ليكون انتفاعهم بها أكثر، فكذلك في أيام غيبته ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كل وقت وزمان ولا ييأسون منه.

الثاني: أن منكر وجوده مع وفور ظهور آثاره كمنكر وجود الشمس إذا غيبها السحاب عن الأبصار.

الثالث: أن الشمس قد تكون غائبة في السحاب أصلح للعباد من ظهورها لهم بغير حجاب. فكذلك غيبته أصلح لهم في تلك الأزمان، فلذا غاب عنهم.

الرابع: أن الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر اليها بارزة من السحاب وربما عمي بالنظر اليها لضعف الباصرة عن الإحاطة بها فكذلك شمس ذاته المقدسة ربما يكون ظهورها أضر لبصائرهم وسبباً لعماهم عن الحق، وتحتمل بصايرهم الإيمان به في غيبته كما ينظر الإنسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرر بذلك.

الخامس: أن الشمس قد تخرج من السحاب وينظر اليها واحد دون واحد فكذلك يمكن أن يظهر في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض.

السادس: أنهم عليهم السلام كالشمس في عموم النفع وإنما لا ينتفع بهم من كان أعمى كما فسر به في الأخبار قوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً).(13)

السابع: كما أن الشمس شعاعها يدخل البيوت بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك وبقدر ما يرتفع منها من الموانع، فكذلك الخلق إنما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون الموانع من حواسهم ومشاعرهم التي هي روازن قلوبهم من الشهوات النفسانية والعلايق الجسمانية، وبقدر ما يرفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانية إلى أن ينتهي الأمر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.(14)

ومعجزة الحكمة أن تكون؛ غيبة وانتفاعاً، أي لا يمكن إنكار وجود الحجّة عليه السلام رغم غيبته، كالصورة التي يَضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإستضاءة بنور الشمس رغم ما يطرأ من حجب الشمس بالسحاب، والحُجب لا يمكنها حَجب حقيقة النور الساطع، وبحقيقة وجود الإمام المنتظر عجل الله فرجه يخلق التفكُّر بعظمة الخالق عز وجل وقدرته العظيمة، بالإضافة إلى كون غيبته عليه السلام ، لا تُلقي تبعات حالة الظهور الدائم للحجّة عليه السلام وما تُحمّله من قيود جبابرة العصر، وتعكير صفو الحكمة الإلهية في وجوده على الأرض وبين الناس، وهذا ما ينكشف فيما روى الشيخ ابن بابويه بسند معتبر عن حنان بن سدير، عن أبيه عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: إن للقائم منّا غيبة يطول أمدها. فقلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولِمَ ذلك؟ قال: لأن الله عز وجل أبى إلاّ أن تجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم، وإنه لابدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله تعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي: سنن من كان قبلكم.(15)

وهذا بُعد من أبعاد الحكمة الإلهية في غيبة الإمام المهدي عليه السلام ، ونرى إضافة أخرى عن الأصبغ بن نباته قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكراً ينكت في الأرض ـ أي يضرب بعصاً أو ما شاكله على الأرض ويؤثر فيها ـ فقلت يا أمير المؤمنين؛ ما لي أراك متفكراً تنكت في الأرض، أرغبة منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدُّنيا يوماً قط ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي، وهو المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، تكون له غيبة وحيرة، يضلُّ فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون..(16)

ويكون فيها الأقوام في ضلالة، نابع عن جهل وعدم الدراية والوعي، وضعف الإيمان العقائدي بقدرة الله، ونسيان أو غياب الحقائق، والحقائق أمامهم والضلالة تحجب عنهم ذلك، كما ورد في سورة يس: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ).. أمّا ما ينبع من الوعي والدراية وقوّة الإيمان العقائدي بقدرة الله، فهو الذي يكشف الحقائق الساطعة، ويجعل الدرب منيراً يهتدي من خلاله قويم الفكر والنفس والسلوك، وبالعمل يقول (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ).(17)

وروي أيضاً عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمدL يقول: إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها يرتاب فيها كل مبطل. فقلت ولِمَ، جعلت فداك؟ قال: لأمرٍ لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غياب من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لو لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلى وقت افتراقهما.

يا ابن الفضل: إنّ هذا الأمر أمر من (أمر) الله تعالى، وسرٌّ من سرِّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف.(18)

وهنا يظهر بأنّ من الحكمة الإلهية، أبعاد منها منطوق بها لوعي الإنسان وتقريبه للهداية بما يمكن استيعابه، وأبعاد أُخر مسكوت عنها رأفة بالإنسان ذاته، منها لمستوى استيعابه وتحمُّله لهذا الثقل الكبير، وهذا بذاته المعجزة الإلهية، وحماية الإنسان لقصور عقله واستيعابه لما يدور حوله، كما حصل بين الخضر عليه السلام وموسى عليه السلام ، رغم كون موسى عليه السلام رسول الله وكليمه.. والحكمة الإلهية التي يمكن أن نستوعبها بأن الزمن يجري على كثير من المخلوقات، ولا ينطبق ذلك على مخلوقات أخرى، وبيان القدرة الإلهية، وعجز المخلوق عن أن يُدرك ويرى ما هو موجود أمامه أو حوله، وقد يكون حتى في حالة قوّة تأثيره، وكم من هذه الأُمور تمرُّ علينا..

وإشارة للحكمة المسكوت عنها يوضحه ما روى الكليني رحمه الله عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليَّ.

فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)؛ إنه لم يكن لأحد من آبائي عليهم السلام إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي.

وأمّا وجه الإنتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السُّحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء؛ فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدّعاء بتعجيل الفرج، فإنّ في ذلك فرجكم، والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب، وعلى مَن اتّبع الهدى.(19)

وهنا يظهر العديد من الأبعاد من الحكمة الإلهية المنطوق بها في غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه ، يمكن إجمال منها بالآتي:

1 ـ بالغيبة ذاتها انتفاع الخلق التقويمي، وحماية أنفسهم من أنفسهم وشرورها وتقويمها بالذات ومع الذات والمحيط الخارجي لهم من البشر والمخلوقات الحيّة والجامدة، بما فيها حماية البيئة والمخلوقات المختلفة.

2 ـ والنور هنا الكثير؛ منه الهداية به لسواء السبيل، والهداية من خلاله لحماية الفكر القويم الخاص والعام.

3 ـ في غيبته عليه السلام الالتزام اتجاه الانسانية بانسانيتهم، وحمايتهم بالفكر والعقيدة، وعدم إلزام الفرد بما يُعيق البُعد الحركي السليم له، وإلاّ كان وبالاً عليهم.

4 ـ هناك البُعْد غير المنطوق به أو المسكوت عنه، يعتبر التكاملي مع الحكمة المنطوق بها، وهذا بذاته لا يجعل من الغيبة وحكمتها منقوصة، كما وضحته الآية الكريمة: (لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)، وهذه بذاتها حماية للإنسان ومسيرته، بما فيه تقويم النفس والسلوك أو العمل..

ولذا يعتبر انتظاره عليه السلام ، ترويضاً للنفس والتمسك بالعقيدة وبهذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام حينما سئل: أي الأعمال أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال عليه السلام: انتظار الفرج.(20)

وهذا الانتظار مقرون بالأعمال الخيِّرة والصالحة، وعدم الركون إلى التمني بلا عمل، وبه ينطبق على ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج)،(21) وبديهياً فإنّ العبادة لا تكون إلاّ بالعمل، والعمل يشمل جميع مفاصل أو تفاصيل الحياة الممتدّة للحياة الأخروية، من حب الخير والعمل به، وعدم الإتكال على جهود الآخرين..

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: تمتدُّ الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة بعده. يا أبا خالد: إنّ أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلِّ زمان، لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف؛ أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدّعاة إلى دين الله سرّاً، وجهراً،(22) وإذا ما طابق السرّ والجهر بالخير، كان الانتظار نوراً، والغيبة منهجاً وعقيدةً، وبهذا يكون كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام: إنتظار الفرج من أعظم الفرج،(23) ونقل عنه عليه السلام أيضاً: من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر، وأُحد.(24) وهذا بحدّ ذاته يبني الدواخل بالثبات وعدم الإنحراف، ولذا من مؤشرات الحكمة الإلهية في غيبة الإمام المهدي عليه السلام ؛ هو الثبات والقوّة على ذلك الثبات بالصبر، والوقوف بحزم لمقاومة الصراع الفكري والحضاري، بالذي هو أحسن، وكأنّه عليه السلام بغيبته يكون الصراط الذي يقوّم من خلال الأعمال، ودقّة السير في النهج الأقوم، وبهذا يقول الإمام الصادق عليه السلام: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان.(25)

وكيف يكون الثبات، إذا لم تكن لدينا المناهج التقويمية للفكر العقائدي السليم والمسالم بالوحدة الروحية والنفسية، ووحدة الكلمة وبناء الإنسان المُصابر، وبهذا يواصل القول الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جل جلاله فيقول: عبادي وإمائي! آمنتم بنبيّ، وصدّقتم بغيبي، فابشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً، منكم أتقبّل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم البلاء، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي. قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان، ولزوم البيت.(26)

وللثواب مكان عند الله في انتهاج التصديق العقائدي، ومنهجهم لقب بحق؛ عباد الله وأُمناء الله، أمّا مكانتهم فمنهم يتقبّل الله عز وجل، وعنهم يغفر، ثم يصل الأمر (لكم أغفر) ولكرامتهم عند الله بهم يسقي عز وجل عباده بالغيث المتمثل بالرزق الكريم، ودفع البلاء عن الخلق كرامة لهم، ولولاهم لكان الأمر غير هذا الأمر، ولكان نزول العذاب على الظالمين. وفي زمان الضيم والظلم فالوقاية والعلاج لهذا الأمر، تقويم اللسان، والتحصُّن بقوّة الصلاح وعدم الظهور، وقد يكون من بين معاني رمزي اللسان والبيت، عدم التسرُّع في اتخاذ القرارات، والقول بالذي هو أحسن والموافق بالخير والقويم لذلك الزمان، ومحاولة عدم جعل الآخرين يشعرون بمنافستهم لهم، وعدم جعلهم يشعرون بخطورتهم عليهم وعلى أفكارهم ومناصبهم… لذا كان من منافع قول أمير المؤمنين عليه السلام: (أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج)..(27) لكون الإنتظار لا يكون إلاّ بالصبر، وبالصبر تكون أفضل العبادات وأقومها وأمتنها وأدقِّها وأثبتها..

ولا يمكن أن يكون الإنتظار إلاّ عن الإيمان بعقيدة الغيبة لبقيّة الله في أرضه، لذا يقول الإمام الصادق عليه السلام: (من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه).(28)

ولا ننسى بأنّ الإنتظار لا يكون إلاّ مع العمل لديمومة الحياة القويمة، وتحمُّل أعباء عيشها وضغوطاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والحضارية.. الخ. حتى وإن كان ضمن بودقة أضعف الإيمان، إن لم يكن بأحسنه..

ويمكن أن نقتبس نوراً من حوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع جندل بن جنادة اليهودي؛ بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جندل! في زمن كل واحد منهم (أي الأئمة الكرام عليه السلام) شيطان يعتريه ويؤذيه، فإذا أذن الله للحجة خرج، وطهّر الأرض من الظالمين فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً؛ طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محجته، والثّابتين في موالاته، ومحبّته، أولئك وصفهم الله في كتابه فقال (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(29) وقال: (أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).(30)

وهنا يتوضح ما للصبر والإستقامة والثبات والمحبة للحجّة عجل الله فرجه، لتكامل شخصية المؤمن في الاستعداد لطلعة الإمام المهدي عليه السلام البهيّة، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.. أما الجاهل فإنه مربك في أفكاره ودينه، لذا يقول أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: (أما ليغيبنَّ حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة).(31)

وعن المفضّل بن عمر أنه قال: سألت سيدي الصادق عليه السلام هل المأمول المنتظر المهدي عليه السلام مِنْ وقت موقّت يعلمه الناس؟ فقال: حاشا لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.

فقلت: يا سيدي! ولم ذاك؟ قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)(32) وهو الساعة التي قال الله تعالى: (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا) (33) وقال عنده علم الساعة ولم يقل أنها عند أحد. وقال: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)،(34) وقال: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)،(35) وقال: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ* يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ).(36) قلت فما معنى يمارون؟ قال: يقولون متى ولد، ومن رآه، وأين يكون، ومتى يظهر؛ وكلُّ ذلك استعجالاً لأمر الله، وشكّاً في قضائه، ودخولاً في قدرته، أولئك الذين خسروا الدنيا، وان للكافرين لشر مآب.

قلت: أفلا يوقّت له وقت؟

فقال: يا مفضّل! لا أوقِّت له وقتاً، ولا يوقّت له وقت؛ إنّ مَنْ وقّت لمهدينا وقتاً فقد شارك الله تعالى في علمه، وادعى إنّه ظهر على سرِّه، وما لله من سرٍّ إلاّ وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس، الضال عن الله، الراغب عن أولياء الله، وما لله من خبر إلاّ وهم أخص به لسرِّه وهو عندهم، وقد أصين من جهلهم، وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجة عليهم.(37)

وفي الحكمة الإلهية للغيبة، أن جعلها مؤشراً لمستوى إيمان الشخص، وبه يجزي الثواب لمنتظري الإمام المهدي عليه السلام بصبرهم وهدايتهم وتقويم أعمالهم، والشوق لرؤية الحجة عليه السلام ، وفيها موازين الحياة، والرادع المناسب للإنسان في الإبتعاد عن كل ما يخلُّ بشخصية المؤمن وما يحبط به، على أساس الوقاية والعلاج النابع من القول (يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً)، وتحمل صعاب ومشاق الحياة تهون بذكر هذا التطهير المبارك للإنسانية، وبذلك يقول عز وجل عن النفس: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)،(38) وذلك بعمل الخير والثبات عليه إحياء الآخر، وبإحياء الآخر مادياً ومعنوياً، وبالفكر العقائدي الذي يُبعد عن الضلالة، وتبادل ذلك بين أنصاره فكأنما إحياء الناس في الخير جميعاً، فرُبَّ علم وعمل يحي مجتمعاً أو يحيي فرداً، ويمكن بإحياء فرد إحياء للمجتمع، كأن يكون بعمل هذا الفرد، وهذا يظهر حينما يكون العمل فيما ينفع الناس، وما أدق وأروع هذه القمم الإنسانية التي تجعل الدرع الواقي من الوعي (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)(39) واقترن قتل النفس المحترمة بقتل الفكر أو تلوث الفكر البشري الذي ينحرف من خلاله المجتمع، وما أدق هذا البناء الإنساني الحضاري والأخلاقي الرائع بصروحه الفكرية الجليلة..

وعن الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: الإسلام والسلطان العادل اخوان لا يصلح واحد منهما إلاّ بصاحبه، الإسلام أسٌّ، والسلطان العادل حارس، ما لا أسٌّ له فمنهدم، وما لا حارس له فضايع، فلذلك إذا رحل قائمنا لم يبق أثر من الإسلام، وإذا لم يبق أثر من الإسلام لم يبق أثر من الدنيا.(40)

فمصداق الإيمان بالله وبرسوله وبحججه على عباده، ينبع من مصداق العقيدة وثباتها وما كان من الغيبيات الموثّقة.. فلو كان شخص عهدته صادقاً كريماً، فمصداق ثقتك به حتى بما أخفى عنك من الأمور لعلّة معينة..

وعن الإمام محمد التقي عليه السلام حينما سئل عن الحجّة عجل الله فرجه: يا بن رسول الله لِمَ سمّي القائم؟ قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته. وأجاب عليه السلام على: ولِم سمّي المنتظر؟ بقوله: لأنّ له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلمون.(41)

وعن محمد بن عثمان بن سعيد عن أبيه، حينما سئل أبو محمد عليه السلام: يا ابن رسول الله! فمَنْ الحجة، والإمام بعدك؟ قال عليه السلام: ابني هو الإمام، والحجّة من بعدي؛ مَنْ مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

أما إنّ له غيبةً يحار فيها الجاهلون، ويهلك المبطلون ويكذب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج كأنّي أنظر إلى الأعلام التي تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.

وسأل المفضّل: أفلا يوقّت؟ فقال عليه السلام: يا مفضّل! لا أوقّت له وقتاً، ولا نوقت له وقتاً؛ إنّ مَنْ وقّت لمهدينا وقتاً فقد شارك الله في علمه، وادّعى أنّه ظهر على سرّه.(42)

وأيضاً يقول عليه السلام: إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله عز وجل سراً وجهراً.(43)

وهذا مصداق النفع، ولذا يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام: انتظار الفرج من أعظم الفرج. وبه يكون التسديد الإلهي للخطى الصادقة، التي تُفتح أمامها الآفاق الواسعة..

ونستشف ممّا تقدّم بأنّ لغيبة الإمام الحجة عجل الله فرجه الحكمة الإلهية العظيمة، ببُعديها المنطوق بها، والمسكوت عنها، لأمر أراده الله سبحانه وتعالى..

وعموماً فإنّ حتمية ظهور الحجّة عليه السلام ، لا نقاش فيها ولا مناص منها، حيث روي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنقضي الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يملأها عدلاً كما مُلئت قبله جوراً يملك سبع سنين)،(44) وروي عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يملك من أهل بيتي من يواطي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً)..(45)

وما أعظم دولة الحق وصاحب الحق والمنادي بالحق إلى الحق الواحد الأحد، فبه تُنير الدروب وتقوّم الأعمال، وتنعم الإنسانية بأرفع مراتب حقوق الإنسان بالمحبة والسلام..

هاشم حسين ناصر المحنك

الهوامش

(1)  هاشم حسين ناصر المحنك، تولد النجف 1962، بكلوريوس إدارة واقتصاد من جامعة بغداد 1986، عين سنة 1992 في جامعة بابل ـ رئاسة الجامعة ـ قسم الشؤون العلمية ـ الترقيات وتعضيد البحوث، شارك في 12 مؤتمراً وندوة علمية وطنية وعالمية في مختلف العلوم، رئيس تحرير مجلة الملتقى ورئيس تحرير مجلة النجف، يعمل حالياً في قسم الاعلام في رئاسة جامعة الكوفة. للمؤلف أكثر من 34 مؤلفاً مطبوعاً ومخطوطاً، وله بحوثٌ منشورةٌ في مجلات متخصصة.

(2)  ابن منظور/ لسان العرب/ مج2/ ط7/ دار صادر/ 1997/ لبنان بيروت/ ص140.
(3)  الجرجاني/ التعريفات/ دار الشؤون الثقافية/ بغداد/ العراق/ ص54 ـ 55.
(4)  أحمد خورشيد النوره جي/ مفاهيم في الفلسفة والاجتماع/ دار الشؤون الثقافية العامة/ بغداد/ العراق/ 1990/ ص122.
(5)  مراد وهبة وآخرين/ المعجم الفلسفي (عربي ـ انكليزي)/ ط2/ 1971/ ص 85.
(6)  مراد وهبة وآخرين/ المعجم الفلسفي (عربي ـ انكليزي)/ ط2/ 1971/ ص 85.
(7)  أحمد خورشيد النورجي/ المصدر السابق/ ص122.
(8)  الجرجاني/ المصدر السابق/ ص55.
(9) راجع مثلاً: لطف الله الصافي الكلبايكاني/ منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام / مطبعة الحيدري/ طهران/ 1333هـ/ ص 251 ـ 253.
ـ محسن الأمين العاملي/ ترجمة الإمام المهدي عليه السلام في أعيان الشيعة/ط1/ مطبعة نقارش/ 1426هـ/ ص18 وما بعدها.
عباس القمي/ تاريخ الإمام الثاني عشر/ ترجمة وتحقيق هاشم الميلاني/ ط1/ مطبعة ثامن الحجج عليه السلام / 1426هـ/ ص183ـ190.
ـ محمد رضا الطبسي النجفي/ ذرايع البيان في عوارض اللسان/ مج2/ ط1/ مطبعة النعمان/ النجف/ 1377هـ/ ص52.
(10)  لطف الله الصافي الكلبايكاني/ المصدر السابق/ ص28.
(11)  محمد صادق الخاتون آبادي/ كشف الحق أو الأربعون/ ترجمة وتحقيق ياسين الموسوي/ط1/ ص20/مطبعة ثامن الحجج عليه السلام / 1426هـ/ النجف الأشرف وراجع أيضاً محسن الأمين العاملي/ المصدر السابق/ ص15 وما بعدها.
(12)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص81، وأيضاً راجع عبد الله شبر/ مصابيح الأنوار/ ج2/ المطبعة العلمية/ النجف/ العراق/ 1952/ ص241 ـ 242.
(13)  الاسراء:72.
(14)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص79.
(15)  الكليني الرازي/ الأصول من الكافي/ ج1/ مطبعة الحيدري/ طهران/1375هـ/ ص338.
(16)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص79ـ80.
(17)  سورة يس/ آية 24.
(18)  المصدر السابق/ ص80.
(19)  المصدر السابق/ ص82.
(20)  ميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني/ وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عليه السلام / ج1/ ط1/ مطبعة نقارش/ 1425هـ/ ص12.
(21)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص82.
(22)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص82.
(23)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص82.
(24)  المصدر السابق/ ص82.
(25)  المصدر السابق/ ص83 ـ 84.
(26)  ميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني/ المصدر السابق/ ص12.
(27)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص96، وراجع أيضاً: محمد رضا الطبسي النجفي/ الشيعة والرجعة/ ج2/ ط1/ المطبعة الحيدرية/ النجف/ العراق/ 1956/ ص129 ـ 130.
(28)  لطف الله الصافي الكلبايكاني/ المصدر السابق/ ص255.
(29)  البقرة: 4.
(30)  المجادلة: 22.
(31)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق ص97ـ 98.
(32)  الأعراف: 187.
(33)  النازعات:42
(34)  محمد: 18.
(35)  القمر:1.
(36)  الشورى: 17ـ18.
(37)  لطف الله الصافي الكلبايكاني/ المصدر السابق/ ص273.
(38)  المائدة: 32.
(39)  المائدة:32.
(40)  محمد صادق الخاتون آبادي/ المصدر السابق/ ص137.
(41)  المصدر السابق/ ص138.
(42)  المصدر السابق/ ص139.
(43)  المصدر السابق/ ص140 وراجع أيضاً ميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني/ المصدر السابق/ ص18ـ19.
(44)  محسن الأمين العاملي/ المصدر السابق/ ص57.
(45)  المصدر السابق/ ص64.

Check Also

عِللُ الغيبة و فلسفتها

«اللّهمّ عرّفني حُجّتك، فإنّك إنّ لم تُعرّفني حُجّتك ضَلَلْتُ عن ديني»لا نعرف شيئاً بعد معرفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *