نشهد اليوم إحياء شعيرة من شعائر الله سبحانه وتعالى، شعيرة تربطنا بإمام الزمان عليه السلام وولي العصر عليه السلام،الا وهي دعاء الندبة، ونأمل أن تأخذ هذه الشعيرة حظها في الانتشار، لتدخل كل مسجد ومصلى وحسينية، بل وكل بيت؛ لتلهج بها جميع الأصوات مبتهلة إلى الله سبحانه وتعالى، مازجة دعاءها بالأنين، لتطلب تعجيل الفرج, وفي اشرف يوم من أيام الأسبوع, يوم الجمعة المبارك
نشهد اليوم إحياء شعيرة من شعائر الله سبحانه وتعالى، شعيرة تربطنا بإمام الزمان عليه السلام وولي العصر عليه السلام،الا وهي دعاء الندبة، ونأمل أن تأخذ هذه الشعيرة حظها في الانتشار، لتدخل كل مسجد ومصلى وحسينية، بل وكل بيت؛ لتلهج بها جميع الأصوات مبتهلة إلى الله سبحانه وتعالى، مازجة دعاءها بالأنين، لتطلب تعجيل الفرج, وفي اشرف يوم من أيام الأسبوع, يوم الجمعة المبارك.
ولانريد هنا أن نتكلم كثيرا عن أهمية دعاء الندبة وضرورة المواظبة عليه واحيائه بالتلاوة, فهذا أمر واضح لكل الموالين.
ونأمل إن شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون لإحياء هذا الدعاء برامج في المساجد والحسينيات, وأنْ يكون هناك تنسيق مع هذه الرابطة خاصة في شرح فقرات الدعاء، ولو بمقدار عشر دقائق قبل القراءة لنستفيد من المخزون الفكري والعقائدي والتعبوي الكامن فيه.
ونحبّ هنا أن نلفت انتباه الأخوات والأخوة الكرام إلى أهمية الدعاء في الشريعة المقدسة, فإنّه من أهم الأركان التي يستند إليها الإنسان في مسيره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن بايّة حال من الأحوال أن يغفل الإنسان عن أهمية الدعاء في ارتباطه بالله تعالى, فقد ذكر القرآن الكريم الدعاء مكررا وأكّد عليه، فقال عزّ من قائل (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) فهذه الآية الكريمة تجعل وجود الإنسان في كفّة، ودعاءه في كفّة أخرى، ولولا الدعاء لما قبل شيء مما في الكفة الأولى.
فلو قدّر لنا أن نسأل الباري عزّوجل ونقول ربّاه اذا أحببت عبدا فماذا تعطيه؟
ترى ماذا نتوقع أن يكون الجواب؟
هنا نجد النصوص الشريفة تبين لنا الإجابة فتقول عليكم بسلاح الأنبياء، الدعاء, فأحباب الله يمتلكون سلاحا له من المؤهلات والخصوصيات ما يغير القضاء ويرفع المقدر, وهذه الخصوصيات التي يتمتع بها الدعاء لا يمكن أن يتمتع بها أي سلاح آخر في الكون, إذ لم نسمع إلى الآن أنّ سلاحا يغير القضاء وإن كان أبرم إبراما, ولكننا نعلم ونقسم على أنّ الدعاء يفعل ذلك.
هذا هو الدعاء بشكل عام، وهذه حاجاتنا وأمنياتنا، وهذه هي فاعليته وخصوصياته.
الدعاء للإمام المهدي عليه السلام:
يا ترى كيف يكون الدعاء لو كان للإمام المهدي عليه السلام، الذي تعبّر عنه الروايات بأنّه مفتاح باب الأشياء ورضا الرحمن.
فإذا كانت النصوص قد دلت على أن الدعاء سلاح فعال وقادر على أن يغير المقدرات، فكيف به إذا كان دعاء من أجل باب الأشياء وهو الإمام المهدي عليه السلام ومن أجل رضا الرحمن, ذلك الرضا الذي يتحقق بالإمام المهدي عليه السلام.
لاشك في أنّ هذه الخصوصيات ستزداد وتكبر وتكون فعّالة ومؤثرة أكثر, وقد دلت الأخبار على أنّ هناك جملة كبيرة من الأدعية التي ينبغي أن يحافظ عليها الإنسان ليؤمّن ارتباطه بالإمام المهدي عليه السلام طيلة أيام السنة فهناك أدعية تختص بالشهر، وأدعية تختص بالأسبوع، وأدعية تختص باليوم، وهناك أدعية تختص بالفرائض، وهناك أدعية تلازم الإنسان في كل لحظة حتى ورد في بعض تواقيعه الشريفة عليه السلام أنّه قال (أكثروا الدعاء بالفرج فإنّ في ذلك فرجكم).
فإذا كان الإمام المهدي عليه السلام باب كل الأشياء، وإذا كان هناك أمر بالدعاء له, بل والإكثار من هذا الدعاء, وإذا كانت الشريعة المقدسة قد وفّرت لنا الأدعية السنوية والشهرية والأسبوعية واليومية بل وفي كل ساعة, ونصّت كذلك من جهة أخرى على أن استجابة الدعاء إنّما تكون بالأئمةK، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مخاطبا علياً عليه السلام: (الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم) وكذلك نصت الأخبار من جهة أخرى على أنّ الإمام عليه السلام أصدر في بعض خطاباته للناس قائلا: (إنّا غير مهملين لمراعاتكم) فبمجرد أن تكون للشخص حاجة (فليحركها بشفتيه), هكذا يقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام (فان الجواب يأتيك).
فهذه المجموعة الدعائية المتكاملة توفر للإنسان أخصب بيئة للاستجابة, وأنّ مفتاح الأشياء هو الإمام، والدعاء له موجب لتحقيق الأشياء, بل موجب لتحقيق كل شيء, وأنّه بمجرد أن تتحرك الشفاه، ومادام الضمان موجوداً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم لا نؤدي غرضنا تجاه الإمام المهدي عليه السلام ونرتبط به من خلال شعيرة الدعاء, فإذا كانت لي حاجة لِمْ لا أجعلْها متوسطة بين دعائين للإمام عليه السلام إذ هو بنفسه عليه السلام يقول: (إن بالدعاء لي فرج لك ايها الداعي).
إذن فهي دعوة لنا جميعا بعد أن عرفنا أهمّية الدعاء, ومكانته, واثره في أن نلتزم على أقل تقدير في كلّ جمعة _وهو يوم تعطيل عن العمل_ أنْ نلتزم بعمل لا يأخذ منا أكثر من ساعة من النهار، وذلك بأن ندعو للإمام المهدي عليه السلام بدعاء الندبة, إذا لم يكن لأجل فرجه فليكن لأجل قضاء حوائجنا، وبذلك نحقق الغرض بأنْ نحيي شعائر الله, ورحم الله امرءاً أحيا أمر آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وستقوم رابطة إحياء دعاء الندبة بتهيئة شرح مناسب يستفيد منه جميع الأخوة القائمين على إحياء هذه الشعيرة المباركة، وستنشر هذا الشرح في هذه الصحفية، لكي يكون الدعاء بمضامينه رابطا روحيا، ويكون الشرح رابطا فكريا وعقائديا، بما يظهره لنا من مكامن هذه المنظومة الدعائية المباركة .
وتعتبر هذه الحلقة بمنزلة الديباجة والتمهيد للدخول في الشرح الذي سيكون على شكل حلقات متتالية في الأعداد القادمة، إن شاء الله تعالى.