ان قوة الإيمان والزهد في الدنيا والدفاع عن رسول الله (ص) كانت من أهم الصفات التي إتصفت بها الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (س) والتي اتضحت في مواقفها ولذلك فإن أفضل تعريف عن هذه السيدة العظيمة (س) هو التعبير عن مواقفها وإظهارها بشكل واضح للناس.
وأكد ذلك الدكتور محمد فؤاد البرازي، رئيس الرابطة الإسلامية في الدنمارك وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتحدث حول الدروس والعبر التي يمكن للشباب المعاصر ان يأخذها من شخصية السيدة فاطمة الزهراء (س).
وقال البرازي، ان الدروس التي يمكن ان نستفيدها من هذه الشخصية كثيرة ومنها أولاً قوة الإيمان الذي كانت تتصف به هذه السيدة العظيمة والأمر الثاني، الزهد في الدنيا، حيث كانت زاهدة في الدنيا كثيراً حتي ان الغطاء الذي تتغطى به هي و زوجها لم يكن كافياً لهما وما أكثر من ذلك زهراً.
والصفة الأخرى التي كانت تتصف بها فاطمة بنت رسول الله (س) هي الدفاع عن الرسول (ص) أمام المشركين الأشداء الألداء وكانت تحدثهم وهي تزيل الأذى عن رسول الله (ص) والدرس الآخر الذي يمكن لنا أخذه من هذه السيدة العظيمة هو الرضوخ لحق والإستجابة له وهنالك دروس كثيرة أخرى يمكن لنا أن نستفيدها من هذه الشخصية العظيمة ونسأل الله ان يحشرنا معها تحت لواء سيدنا محمد (ص).
وحول كيفية التعريف بشخصية السيدة فاطمة الزهراء (س) لغير المسلمين وحول دور وسائل الإعلام في هذا المجال قال: إن أفضل تعريف عن السيدة الصديقة الطاهرة فاطمة بنت رسول الله (س) يمكن من خلال التعبير عن مواقفها التي كانت تقفها وإبراز هذه المعاني التي تحدثنا عنها وإظهارها بشكل واضح للناس جميعاً عن طريق الإذاعة وعن طريق المقالات.
وأضاف: السيدة فاطمة الزهراء (س) هي من خير النساء وكيف لا تكون كذلك وهي بنت رسول الله (ص) وبضعة منه وقد كان النبي (ص) يحبها حباً شديداً ويقربها منه تقريباً كبيراً وكان (ص) يحبها هذا الحب العظيم لمنزلتها ومكانتها التي تبوأتها في قلبه (ص) وحتى انه زوجها ابن عمه علي ابن ابي طالب (ع).
وأكد ان للسيدة فاطمة (ص) كانت مواقف طيبة في الإسلام ومن مواقفها التاريخية العظيمة أنها (س) كانت تدافع عن رسول الله (ص) وكان النبي (ص) ذات مرة يصلي في ظل الكعبة فجاءه احد المشركين والقى عليه سلا الجزور (أمعاء بعير) وحتى ان النبي (ص) لم يستطع القيام فجاءت السيدة الطاهرة فاطمة (س) فأزالت هذا السلا عن ظهر أبيها رسول الله (ص) وكانت تقول “كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا بِنَبِيِّهِمْ هَذَا”.
واستطرد عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلاً: ان هذا ليس إلا موقفاً من المواقف البطولية التي وقفته السيدة الطاهرة فاطمة (س) وهي تواجه رجالاً عتاة من أهل الجاهلية وهي تدافع عن رسول الله (ص) ولها مواقف عظيمة وكان الصحابة يجلونها ويحترمونها ويوقرونها تمام التوقير لما لها من منزلة في قلب رسول الله (ص) فهي من خير النساء وأبر النساء ومن أفضل لنساء.
وبين محمد البرازي ان من وفاءها لأبيها ولشدة تأثرها عليه (ص) إنها كانت من أول أهل رسول الله (ص) لحوقاً به فقد التحقت برسول الله (ص) بعد ستة أشهر من وفاته وكانت شديدة التعلق به وكان الرسول (ص) شديد التعلق بها لأنها كانت البنت المؤمنة الصابرة البارة وقد كانت زاهدة وكانت زاهدة في الدنياء حتى إنها وزوجها ليس لهما غطاء يغطيهما بشكل كامل عند النوم فكانا اذا غطيا رأسهما بدا قدماهما واذا غطا القدمين بدا الرأس ومع هذا كانت(ص) الزوجة الصادقة البارة لأمير المؤمنين علي (ع).
وذكر رئيس الرابطة الإسلامية في الدنمارك موقفاً من مواقف السيدة فاطمة الزهراء (س) قائلاً: لهما هي وزوجها (ع) موقف تاريخي سجله القرآن الكريم، وكانا ذات يوم صائمين وقد صنعت السيدة فاطمة الزهراء (س) قرصاً حتى يفطرا عليه واذا في المساء يطرق عليهما مسكين الباب ولم يكن عندها (س) سوا هذا القرص الذي صنعته لإفطارهما هي وزوجها، فأعطته هذا القرص وبقيا (طاويين) لم يشربا ويفطرا الا على الماء وفي اليوم الثاني كانا صائمين أيضاً فصنعت قرصاً من أجل إفطارهما وفي المساء طرق الباب عليهما طارق فقالت من؟ قال يتيم، فلم تجد عندها سوا هذا القرص فأعطته لهذا اليتيم وباتا طاويين أيضاً وفي اليوم الثالث كانت هي وزوجها صائمين وصنعت في المساء قرصاً لإفطارهما وفي المساء طرق الباب طارق فقالت من؟ قال أسير، فأعطته القرص.
فسجل الله سبحانه وتعالى هذا الصنيع الذي صنعته هذه السيدة العظيمة البارة السيدة فاطمة (س) وانزل في ذلك الله تعالي حيث قال “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿۸﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ﴿۹﴾ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴿۱۰﴾ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴿۱۱﴾ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿۱۲﴾ (الإنسان) فهذه بعد مواقف هذه السيدة العظيمة السيدة فاطمة (س).
وإن الصديقة الطاهرة فاطمة (س) قد تركت آثار عملها وعلامات واضحة في تاريخ الأمة من الزهد والعطاء والبذل والوفاء للأب والوفاء للزوج فرضي الله عنها وأرضاها.
وفي ما يخص دور الصديقة فاطمة الزهراء (س) في تعزيز مشاركة النساء في المجتمع قال الدكتور محمد فؤاد ان للمرأة دورها في المجتمع المسلم وقد كان للسيدة فاطمة (س) الدور الريادي في ذلك وكان لها آراءها ومواقف.
وأجمع المسلمون قاطبة على حب هذه السيدة والثناء عليها وكيف لا يثني عليها مؤمن وهي بنت رسول الله (ص) وكان النبي (ص) اذا دخل عليها قبلها من جبينها حباً لها وكرامة، كيف لا تحب هذه السيدة الجليلة (سلام الله عليها) ولها هذه المنزلة العظيمة في قلب رسول الله (ص) ونسأل الله تبارك وتعالى ان يحشرنا وإياها معها في زمرة أو تحت لواء سيدنا محمد (ص) في يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم.
المصدر : وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا)