الشيخ جعفر الهادي
إنّ فكرة الخلاص فكرة إنسانية وبشرية عامة.
ووضح الإسلام هذا الأمر على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبل ذلك كانت آيات من القرآن الكريم قد كشفت عن هذا الرجل، وبما يقع على يديه من إيجاد الأمن وتحقيق العدالة، هذا اولاً، فإنّ بهذا الرجل العظيم الذي سيظهر يكتمل العدد الذي أشار إليه رسول الله حيث بيّن صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال أمر الإسلام ماضياً ولا تزال الأمّة قوية عزيزة ودينها قوياً وعزيزاً، و(لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة).
إنّ فكرة الخلاص فكرة إنسانية وبشرية عامة.
ووضح الإسلام هذا الأمر على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبل ذلك كانت آيات من القرآن الكريم قد كشفت عن هذا الرجل، وبما يقع على يديه من إيجاد الأمن وتحقيق العدالة، هذا اولاً، فإنّ بهذا الرجل العظيم الذي سيظهر يكتمل العدد الذي أشار إليه رسول الله حيث بيّن صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال أمر الإسلام ماضياً ولا تزال الأمّة قوية عزيزة ودينها قوياً وعزيزاً، و(لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة).
فحسب ما يقول الشيعة هناك أحد عشر إماماً بدءا من الإمام علي عليه السلام وانتهاءً بالإمام الحسن العسكري، وقد جاؤوا، فمن هو الثاني عشر؟، إنّ الثاني عشر هو الإمام المهدي عليه السلام، وثالثاً إن الائمة الذين استخلفهم رسول الله عاشوا الى نهاية القرن الثالث ومن ذلك الزمن إلى الآن مرت ألف سنة، فمن هو الإمام في هذا الزمان ونحن نعلم انه لا تخلو الارض من حجة ومن إمام معصوم.
ان القرآن الكريم يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) هذه الكينونة مع الصادقين كينونة مطلقة، ثم أن هذا الكلام ينسحب على المسلمين في كل العصور والقرون، فمن هو الإمام الصادق المعصوم الذي نكون معه في هذا الزمان؟.
فلان الكينونة مطلقة، ونحن لسنا مكلفين أن نكون مع الصادقين العاديين، انما نحن مكلفون أن نكون مع الصادق الذي يكون معصوما.
فالصدق موجود ولكن بنسب مختلفة.
ويجب أن يكون في اعلى مستويات البشرية، ولذا نجد الإمام الفخر الرازي يقول الكينونة هنا مطلقة يعني بدون شرط وقيد، يعني كن معه _أي بالإمام الصادق_ مئة بالمئة. وهذا يدل على العصمة لا محالة.
فالامر يجري في هذا القرن والقرن الذي يليه والذي يليه، ومعناه انه دائما يوجد مثل هذا المعصوم، ولذا فالله يأمرنا بأن نتّبعه ونكون معه.
لقد تواترت الاخبار والروايات التي وردتنا من السيرة النبوية العطرة أنّ إمام هذا الزمان الذي علينا اتباعه هو الإمام المهدي المنتظر بن الحسن العسكريL.
إنّ القضية المهدوية تعرضت لتحريفات عديدة كأية قضية مذهبية ودينية أخرى.
ومن هذه التحريفات، التحريف في الكنية، فالكنية للنبي الاكرم (ابو القاسم)، واسمه الشريف محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن نرى أنّهم يريدون أنّ يغيروا هذه القضية، فيقولون واسم أبيه اسم ابي، والحال أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الحديث: (سيظهر في آخر الزمان رجل من ذريتي او رجل من عترتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي)، أي الإمام المهدي ايضاً اسمه محمد صلى الله عليه وآله وسلم والكنية ابو القاسم، ولكن هؤلاء قالوا أسم أبيه (ابو عبد الله)، بل أنهم غيّروا حتى في الاسم، فهناك من قال إن اسمه احمد وليس محمد، والاسم المشهور لرسول الله هو محمد.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ)، وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
وهناك رواية هيّأها بنو العباس قالوا فيها أنه _أي المهدي عليه السلام_ من ولد العباس، ولأجل الوقوف أمام التحريف (انه من ولد العباس) قال النبي (انه من ولد فاطمة)، وفاطمة زوجة علي، وأولادهما منهم المهدي عليه السلام، فاذن النبي في أكثر من رواية أوضح أنه عليه السلام من ولد فاطمة، فما علاقة فاطمة عليه السلام بالعباسيين، أين العباسيون من فاطمة عليها السلام! إنّ كل هذه الأمور يبدو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تداركها قبل أن يأتي العباسيون ونظراؤهم وتنجح تحريفاتهم ومؤامراتهم على القضية المهدوية.
والحقيقة إنّ المعارضين لهذه العقيدة طرقوا كل الأبواب فلم تفتح لهم ولم ينجحوا في التشويش على هذه القضية التي جاءت على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى لسان أهل بيته عليهم السلام بشكل واضح، فلمّا ضاق بهم الطريق قالوا صحيح هو _أي الإمام_ من أولاد فاطمة، من أولاد النبي، لكنه ابن الحسن عليه السلام وليس من ولد الحسين عليه السلام.
وهنا أريد ابيّن ما يقوله بقية علماء اهل السنّة مثل ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقة) حيث يذكر أحوال الأئمة الاثني عشر جميعاً، وفي مكان يذكر الإمام المهدي ويسميه بـ(المهدي) ويذكر أنّ هذا ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام، والحسن العسكري عليه السلام ابن الإمام الهادي عليه السلام، والإمام الهادي عليه السلام ابن الإمام الجواد عليه السلام وهو ابن الإمام الرض عليه السلام وهو ابن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وهو ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ثم هو ابن الإمام محمد الباقر عليه السلام ابن الإمام علي بن الحسين عليه السلام ابن الحسين عليه السلام ابن علي بن ابي طالب عليه السلام فاذن نسبه ينتهي الى الإمام علي عليه السلام، يعني أنه من ولد الحسين عليه السلام، ثم الشيخ عبد المؤمن الشبلنجي ذكر ذلك في كتابه (نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار) وفي حاشية (إسعاف الراغبين).
إنّ اصحاب هذا الرأي يريدون أن يبثوا شكّا في قضية الإمامة ولكنه من الواضح والأحاديث كثيرة أن الأئمة كلهم ومنهم الإمام المهدي الحجة عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام.