تقدیم کتاب الغرب وآخرالزمان
لقد ولد الغرب، لا بمعنى ومفهوم الجغرافيا الترابية الواقعة على ضفاف «البحر الأبيض المتوسط» ولا بمعنى الجغرافيا الثقافية الخاصة التي اعتمدت نظرة عالمية محددة واقحمتها في مجال فكري مختلف عن معرفة الروح الشرقية، بل كحقبة من التاريخ والثقافة بأصول وفروع خاصة. وأمضى مراحله التكوينية وألقى في عنفوان شبابه بظلاله على مجمل الثقافات والحضارات والمجالات النظرية غير الغربية إلى أن سار نحو الزوال التدريجي وجرب غروب تاريخه…
إن الأزمة الحتمية التي تنتج عن سقوط وزوال التاريخ الغربي، تثير هواجس جمة لدى بعض القلوب غير المتمرسة، الا ان كل هذا، هو كالمخاض الذي يبشر بولادة تاريخ جديد، التاريخ الذي ينبع من الشرق، والشمس الساطعة التي تغطي على كل فوانيس التاريخ الغربي الايلة للانكفاء.