من أجل ترسيخ ثقافة الانتظار لبقية الله وحجته الإمام المهدي عليه السلام نورد بعض المفردات التي ترد في الحديث عن حياته، أو التي تتعلق بحركته المباركة ونهضته الميمونة وغيبته.ولأجل استيعاب معاني المفردات فقد ارتأت (الانتظار) أن تأخذ مفردة واحدة من كل حرف وحسب الحروف الهجائية راجين أن ينتفع بها المؤمنون المنتظرون لظهور الإمام عليه السلام.
ابن بابا القمي:
الحسن بن محمّد بن بابا القمي أحد مدعي الوكالة عن الإمام المهدي عليه السلام.
البلالي:
محمّد بن عليّ بن بلال، أبو طاهر البلالي.
أحد مدعي السفارة عن الإمام الحجة عليه السلام كذباً.
تابعه جماعة منهم أخوه أبو الطيب وابن حرز وغيرهم. لم يألُ أبو جعفر العمري جهداً في فضح دجله وأكاذيبه حتّى قصده إلى داره وكان عنده جماعة منهم أخوه أبو الطيب وابن حرز فسأله أبو جعفر العمري بحضور الجماعة قائلاً: يا أبا طاهر أنشدتك بالله، ألم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال إليّ؟ فقال ابن بلال: اللهم نعم، فنهض أبو جعفر رضي الله عنه منصرفاً، ووقعت على القوم سكتة، فلما تجلّت عنهم قال له أخوه أبو الطيب: من أين رأيت صاحب الزمان؟ فقال أبو طاهر: أدخلني أبو جعفر إلى بعض دوره، فأشرف عليّ _ يعني صاحب الزمان عليه السلام _ من علوّ داره، فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه _ يعني إلى العمري.
فقال له أبو الطيب: ومن أين علمت أنه صاحب الزمان؟ قال: قد وقع عليّ من الهيبة له، ودخلني منه ما علمت أنه صاحب الزمان عليه السلام.
تكريت:
بلدة تقع إلى شمال بغداد من أرض الجزيرة، تكون مأوى عوف السلمي إحدى شخصيات عصر الظهور والذي سيتحرك منطلقاً من تكريت بعد أن تكون مقراً له ويقتل في دمشق بعد خسارته في المعركة التي يشنها ضد السفياني. فقد روى حذلم بن بشير قال: قلت لعليّ بن الحسين عليه السلام: صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال: (يكون قبل خروجه رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق…) إلى آخر الرواية. (بحار الأنوار: ج52).
ثمانون فرقة:
هو عدد الفرق التي تحارب الإمام المهدي عليه السلام بعد نقضهم الهدنة معه بعد معركة مرج عكا مع الروم.
جعفر:
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن حمزة بن الفتح أنه قال: ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمّد عليه السلام وأمر بكتمانه. قلت: _ فسأله الحسن بن المنذر _: وما اسمه؟
قال: سمي بمحمّد وكنيّ بجعفر.
قال المحدث النوري تعليقاً على ذلك: والظاهر أنه ليس المراد الكنية المعروفة بل المقصود هو عدم التصريح باسمه بل يعبر عنه بالكناية بجعفر خوفاً من عمه جعفر.
وفي غيبة النعماني خبران عن الإمام الباقر عليه السلام عُدّ فيهما أنه كني بعمه أو يكنى بعمه… واحتمل العلامة المجلسي: لعل كنية بعض أعمامه أبو القاسم أو هو عليه السلام مكنى بأبي جعفر أو أبي الحسين أو أبي محمّد أيضاً.
حرز الإمام المهدي عليه السلام:
حرز الإمام المهدي عليه السلام رواه السيد ابن طاووس طاب ثراه قال: حرز لمولانا القائم عليه السلام:
(بسم الله الرحمن الرحيم: يا مالك الرقاب، ويا هازم الأحزاب، يا مفتح الأبواب، يا مسبب الأسباب سبب لنا سبباً لا نستطيع له طلباً، بحق لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله أجمعين).
الخضر:
العبد الصالح الذي أطال الله عمره، وهو صاحب موسى عليه السلام في القصة القرآنية المعروفة وهو المشار إليه في قوله تعالى يحكي حال موسى عليه السلام حين يتحدث عن العالم الذي أوحى الله إليه فقال: (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف: 65).
لا يزال الخضر عليه السلام حياً يرزق غائباً عن الناس يحضر كل موسم فيقضي مناسكه جميعها، ويبدو من الروايات أنه يلازم الإمام عليه السلام في غيبته ليؤنس وحشته ومن الأولى أن يكون كذلك ملازماً له عليه السلام عند ظهوره.
روى الصدوق رحمه الله في الإكمال بسنده إلى الحسن بن عليّ فضال قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام يقول: (ان الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتّى ينفخ في الصور، وأنه ليأتينا فيسلّم فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وأنه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وأنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته).
دجلة:
النهر المعروف، وللتأكيد على نزول الأتراك في العراق ورد في الخبر: تنزل الترك آمد وتشرب من دجلة والفرات.
ذو القرنين:
عبدٌ صالح احتج الله به على عباده ومكنه الله من شرق الأرض وغربها بعد غيبةٍ طال مداها من قومه الذين لم يقبلوا منه رسالته حتّى ضربوه على قرنه فغاب عنهم ثمّ رجع فأبلغ قومه فلم يقبلوه حتّى ضربوه على قرنه الآخر فسمي بذي القرنين، وقد وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام المهدي عليه السلام وغيبته بذي القرنين حتّى يملك الإمام ما ملكه ذو القرنين فتكون سُنةً من سُنةِ ذي القرنين في غيبته وعند ظهوره.
روى الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله عز وجل حجةً على عباده، فدعا قومه إلى الله وأمرهم بتقواه، فضربوه على قَرنه فغاب عنهم زماناً حتّى قيل مات أو هلك بأي وادٍ سلك؟ ثمّ ظهر ورجع إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته، وان الله عز وجل مكّن لذي القرنين في الأرض، وجعل له من كل شيء سبباً، وبلغ المغرب والمشرق، وان الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي، فيبلغه شرق الأرض وغربها، حتّى لا يبقي منهلاً ولا موضعاً ولا جبلاً وطأه ذو القرنين إلاّ وطأه، ويظهر الله عز وجل له كنوز الأرض ومعادنها، وينصره بالرعب فيملأ الأرض به عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً).
الرجعة:
وهي العودة إلى الحياة بعد الموت، أي رجعة الأموات إلى عالم الحياة.
تعُدُ الرجعة من الحوادث الغيبية التي لا يمكن أن يقف منها العقل موقف الرافض أو المشكك، نعم يمكن أن يتعاطى معها الإنسان على أساس الاعتقاد التعبدي الذي يُتيح له أن يقبلها على أساس ما ورد من الآيات والروايات.
ان ارجعة من الحوادث الملازمة لظهور الإمام المهدي عليه السلام ، كما أن خروج السفياني واليماني من ملازمات علامات الظهور، فهذه تتحقق عند ظهوره عليه السلام ، وتلك تحدث قبيل ظهوره _ أي السفياني واليماني وغيرهما من العلامات _.
ان الرجعة أمرٌ يتلائم وما وعد الله تعالى المؤمنين من أدالة الحق ونصرته على أيديهم، وإذلال الكافرين والمنافقين بشكل يتلائم ودواعي الوعد الإلهي في الاستخلاف والتمكين وذلك عند دولة الإمام المهدي عليه السلام.
وللرجعة أدلتها القرآنية وأحاديثها النبوية بما لا يدع مجالاً للشك أو الترديد. وللمزيد من الإطلاع يراجع ما كتب في الرجعة وأدلتها.
زيتون الشام:
عن كعب قال: إذا دارت رجال بني العبّاس وربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام يهلك الله لهم الأصهب ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم، حتّى لا يبقى أموي منهم إلاّ هارب، أو مختفٍ، ويسقط السعفتان بنو جعفر وبنو العباس ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويخرج البربر إلى سرة الشام فهو علامة خروج المهدي. (كتاب الفتن).
السيد:
أحد ألقاب الإمام الحجة عليه السلام فقد كان يرمز له عند الحديث عنه خوفاً من معرفته كما في رواية أبي جعفر العمري قال: لما ولد السيد عليه السلام ، قال أبو محمّد عليه السلام:
(ابعثوا إلى أبي عمرو فبعث إليه فقال له: اشتر عشرة آلاف رطل خبز وعشرة آلاف رطل لحم وفرقه، وأَحسَبهُ قال: على بني هاشم، وعق عنه بكذا وكذا شاة).
وروت جارية أبي محمّد عليه السلام إنها حضرت ولادة السيد عليه السلام ، وان اسم أم السيد صقيل.
الشيصباني:
قائد لإحدى الحركات العسكرية التي تخرج قبيل ظهور الإمام عليه السلام ، والظاهر انه رجل لا يختلف عن السفياني في عقيدته وتوجهاته السياسية، إلاّ أنه أحد المنافسين للسفياني فيقاتله السفياني وسينهزم أمام قوة السفياني الهائلة، وسيكون مقر الشيصباني الكوفة.
عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام عن السفياني فقال: (وأنى لكم بالسفياني حتّى يخرج قبله الشيصباني يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء).
ومن سياق الرواية فإن توجهات الشيصباني لا تختلف عن السفياني قط. وكونه ينبع كما ينبع الماء إشارة إلى مفاجأة ظهوره وفوريته دون أمر سابق فضلاً عن تسارع جريان الماء، وهكذا هو الشيصباني يفاجئ الناس بظهوره وسرعة تحركه كذلك.
صاعقة:
تُعتبر كثرة الصواعق إحدى علامات الظهور، ولعل التغيرات الكونية تتدخل في كثرة الصواعق وتزايدها بحيث يكون ذلك أمراً مألوفاً وان كان فيه خوف وحذر من قبل الناس.
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة فيصبح القوم فيقولون: من صعق البارحة فيقولون: صعق فلان وفلان).
ضعفاء الشيعة
ورد في الحديث الثناء على العلماء الذين يوجهون الناس ويشدون من أزرهم ويقوون عقيدتهم ويرشدونهم عند غيبة الإمام عليه السلام وقد وصفهم الحديث بأنهم (الأفضلون عند الله) بصيغة التفضيل وكأن الحديث يريد أن يصف هؤلاء العلماء الذين يذبون عن دين الله عند تلاطم أمواج الفتن والأهواء بأنهم أفضل أهل زمانهم وأقربهم إلى الله تعالى.
قال عليّ بن محمّد عليه السلام: (لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحدٌ إلاّ ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل).
وضعفاء الشيعة أولئك الذين تتقاذفهم الأهواء وتحوم عليهم الفتن وتتناهبهم الشُبه حتّى يستغل الأعداء ضعف عقيدتهم وسذاجة تفكيرهم، ووصفهم بالضعفاء، لا وصف حالهم بل صفة عقيدتهم وبساطة معرفتهم لما ينبغي فهمه من حكمة الغيبة وفائدتها، فإذا طال بهم الأمد عن إمامهم استهوتهم الآراء المنحرفة التي تريد الوقيعة باعتقادهم، وتلوث فطرتهم، ودور العلماء هو انقاذ هؤلاء من ورطة الشك ومحنة الشبهة واضطراب المعرفة.
طلوع الشمس من مغربها:
تُعدُ ظاهرة طلوع الشمس من مغربها من العلامات الكونية المهمة إلاّ أن البعض فسّر ذلك بأنه ظهور الإمام عليه السلام بعد غيبته مستبعدين بذلك المعنى الحقيقي للطلوع من المغرب، ويبدو أن هناك عوامل مؤيدة لهذه الظاهرة تساعد على تفسير العلامة بالحقيقة لا المجاز، وذلك لأمر مجازي يثبت الله تعالى من خلاله المعجزة للإمام عليه السلام.
اعتبر علماء أهل السنة هذه الآية من آيات اشراط الساعة إلاّ أن بعض علماء الإمامية جعلوها من علامات الظهور كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد رضوان الله عليهم.
ولعل هذه الآية قد تكون قليلة الفائدة أو منعدمة الفائدة عند قيام الساعة، في حين تتحقق فائدتها عند ظهور الإمام عليه السلام فهي محاولة استرعاء انتباه الناس والفاتهم إلى حدثٍ خطير والقاء للحجة عليهم فمناسبتها ليوم الظهور أوفق منه من مناسبتها لقيام الساعة.
على أن ظهور المذنب الموعود لعله يساهم بتغيير القانون الطبيعي لحركة الأرض وعلاقتها بالشمس وتأثيره على جاذبيتها، فضلاً عن العوامل الأخرى كارتفاع درجات حرارة الأرض بفعل الاحتباس الحراري في بواطن الأرض كل ذلك يؤثر على جاذبية الأرض وحركتها وعلاقتها بالشمس ومنه سيكون التأثير على موضع الشمس وطلوعها أمراً ممكناً.
في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) قال: (… وطلوع الشمس من مغربها).
عمرو الأهوازي:
من أصحاب أبي محمّد العسكري عليه السلام. وممن شاهد الإمام الحجة كما في الرواية التالية:
روى المفيد بإسناده عن عمرو الأهوازي قال: ارانيه _ أي الإمام الحجة عليه السلام _ أبو محمّد وقال: (هذا صاحبكم).
الغيبة الصغرى:
وهي الفترة التي غاب فيها الإمام المهدي عليه السلام عن الناس، وكان اتصاله بقواعده ومواليه عن طريق سفرائه الأربعة وهم عثمان بن سعيد العمري وولده محمّد بن عثمان والحسين بن روح وعليّ بن محمّد السمري.
اختلف في تاريخ ابتدائها فمنهم من قال انها بدأت منذ ولادته ومنهم من ذهب إلى انها بدأت منذ شهادة والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام حيث رؤي يصلي عليه وبعدما انفتل من صلاته لم يُرَ بعد ذلك. ويذهب الآخر إلى أن غيبته بدأت بعد ولادته عليه السلام بفترة أيام أبيه العسكري عليه السلام حيث أعلن الإمام العسكري عليه السلام عن غيبته كما ورد في كلامه عليه السلام بعدما أراهم ولده الإمام المهدي عليه السلام فقال: (ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتّى يتم له عمر). ولعل هذا الرأي _ وهو غيبته في حياة والده العسكري عليه السلام _ أقرب إلى الواقع العملي الذي يتناسب وخطورة مهمة الإمام العسكري عليه السلام في تهيئة العقلية العامة لقبول الغيبة وملازماتها وكون الإمام العسكري عليه السلام يتحمّل مهمة تبليغ رسالة غيبة الإمام وكونه الشاهد عليها، أي أن الإمام العسكري عليه السلام يعمل الآن على ترويض النفسية الشيعية على قبول أمر الغيبة وكونه في حياته أمر شيعته بالتسليم لمسألة الغيبة وقبولها دون أن تجد أدنى اعتراض من قِبل القواعد الشيعية، ولتقطع الطريق على تخرصات المشككين ومكائد الأفاكين الذين سوف يحولون دون القبول بمسألة الغيبة واطروحتها.
وعلى كل التقادير فإن الغيبة الصغرى مدتها أكثر من سبعين عاماً وبأية نظريةٍ نأخذ فإن غيبته عليه السلام بدأت سنة مائتين وخمس وخمسين للهجرة، إذ الفوارق بين النظريات الثلاث لا تعدو عن بضعة أشهر من حين ولادته المباركة حتّى وفاة آخر سفرائه عليّ بن محمّد السمري رضوان الله عليه.
الفتح:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام كما ورد في النجم الثاقب.
قزع الخريف:
القزع بمعنى السحاب، وقزع الخريف السحاب المتفرق، ولعل من صفاته تسارع حركته، فأصحاب الإمام المهدي عليه السلام الذين يستجيبون إليه وهم عدة أهل بدر _ اي الثلاثمائة _ يلتحقون بالإمام عليه السلام عند دعوته إليهم فيستجيبون إليه سراعاً إلا أنهم يأتون بمجاميع متفرقة تجمعهم دعوة الإمام عليه السلام وبشكل فوري لا يتيح لأحد الإطلاع على اجتماعهم هذا فضلاً عن تفرقهم حين التحاقهم لئلا ينكشف أمرهم وتنفضح خطتهم.
ففي حديث الإمام الباقر عليه السلام حين يصف التحاق أصحاب الإمام المهدي عليه السلام إلى أن يقول: (فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف رهبان بالليل أسدٌ بالنهار فيفتح الله أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم…).
كلب:
اسم قبيلة تخرج مع السفياني وتناصره في مهمته، وهم أخواله حينئذ فينحازون إليه ويتبعونه في مسيره ولعلهم يشكلون الأغلبية العظمى من جيشه وإلى ذلك أشارات الروايات: (الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب). والظاهر أن إضافة الغنائم لكلب إشارة إلى أن أغلبية جيش السفياني من كلب فأضيفت غنائم السفياني لكلب. يبدو أن هؤلاء سيشكلون قوة السفياني الضاربة والجدير بالذكر أن قبائلية هؤلاء تدفعهم للانتصار إلى السفياني لكونهم أخواله فإن حرصهم القبائلي في التعصب لحركة السفياني يؤدي بهم للانخراط في هذا المسلك الظالم حتّى لو علموا خطأ ما هم عليه، والرواية التالية تؤكد هذه العلاقة بين الكلبيين وبين السفياني: وانه _ أي السفياني _ يخرج بجيوش عظيمة هائلة إلى أن ينتهي إلى الشام فتجتمع عليه قبيلة تسمى بنو كلب وهم أخواله وهم أكثر الناس عدداً.
إذن فالكلبيون هم جيش السفياني وقوته الساندة إليه والضاربة له.
لعن:
ورد في حديث عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن عليّ عليهما السلام يقول: (لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرونه حتّى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضاً، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتّى يشهد بعضكم بالكفر على بعض).
قلت: ما في ذلك خير.
قال: (الخير كله في ذلك، عند ذلك يقوم قائمنا فيدفع ذلك كله). (الغيبة/ الطوسي).
وهو إشارة لأمر الاضطراب الذي يعم الناس واتهام بعضهم بعضاً بالكفر ليبرأ بعضهم عن بعض ويلعن بعضهم بعضاً حتّى يصل الأمر إلى أن يتفل بعضهم في وجه بعض، وهي ظاهرة التشنجات الاجتماعية نتيجة افرازات سياسية غير رشيدة ودواعي عقائدية غير حميدة تودي بالاجتماع وتعمل على الفرقة والفتنة. وهذه الظاهرة وان كانت غير حسنة إلا أن نتائجها تؤول إلى خير حيث يعقبها ظهور الإمام المهدي عليه السلام على خلفيات شيوع الظلم والفوضى والاضطهاد.
محمّد بن أيّوب بن نوح:
من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وممن وقف على ولادته عليه السلام وشاهده مع أربعين رجلاً من ثقاة الأصحاب.
نحرير الخادم:
من أزلام النظام العباسي، أحد أتباع المعتمد أوكلت إليه مهمة مراقبة أمر الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف على أمل الوقوف على ولادة الوليد الموعود.
كان نحرير قد أودع بعض الجواري في دار عيال الإمام لتقوم نساؤه بمراقبتها وقد ورد في رواية الصدوق عند خبر وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام وما رواه من وقائع شهادته إلى أن قال: … وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش حجرها، وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده وجاءوا بنساء يعرفن بالحبل، فدخلن على جواريه فنظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فأمر بها فجعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم.
إلاّ أن الرواية لم تصرّح بأن الجارية هي أم الإمام عليه السلام _ السيدة نرجس _ ولربما أوهمن جواري النظام بالإشارة إلى الجواري اللواتي فعلاً كان بهن حمل أو لم تكن كذلك، محاولة منهن في ايهام النظام والسعي لاخفاء أمر الوليد الموعود.
هلاك العباسي:
إشارة إلى هلاك أحد بني العباس وانتهاء نظام حكمه وسقوطه، ولعل (هلاك العباسي) إشارة إلى هلاك أحد الظالمين، والعباسي تعبيرٌ عن كل توجهٍ يخالف عقيدة أهل البيت عليهم السلام.
وساطة عيسى:
يذكر البعض أن الإمام عليه السلام يعقد هدنة مع الروم ويكون عيسى عليه السلام وسيطاً فيها فيغدر الروم وينقضون الهدنةويأتون بثمانين فرقة في كل فرقة اثنا عشر ألف وتكون هذه هي المعركة الكبرى التي يقتل فيها أعداء الله، وهي الملحمة العظمى، ومأدبة مرج عكا، أي مأدبة السباع وطيور السماء من لحوم الجبارين.
يوم الجمعة:
وهو مختص ومتعلق بإمام العصر عليه السلام من وجهين:
أحدهما: ان مولده السعيد عليه السلام كان في هذا اليوم.
والآخر: ان ظهوره عليه السلام سوف يكون في ذلك اليوم أيضاً، والترقب والانتظار للفرج في هذا اليوم أكثر من باقي الأيام، كما صرح بذلك في جملة من الأخبار وفي زيارته عليه السلام المخصوصة بهذا اليوم:
(يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك…) إلى آخر الدعاء.
وقد وردت روايات أخرى باستحباب الدعاء بدعاء الفرج في هذا اليوم وهو (اللهم كن لوليك…) كما يستحب الدعاء بدعاء الندبة.