السیاسة: خلص تقرير أمريكي إلى ان الوهابية السعودية أصل الإرهاب العالمي فيما أكد انه اذا أرادت الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب فعليها تجفيف منابعه وأصوله في السعودية.
موقع “سمول وورز” (حروب صغيرة) الأمريكي، انتقد العلاقات القائمة بين واشنطن والرياض، بصيغتها الحالية كما حذر من تحفيز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، آيديولوجية عنيفة متمثلة بالوهابية.
القضاء على الإرهاب يتطلب محاربة الوهابية السعودية
ورأى الموقع الأمريكي، في تقرير له، أن “إذا كانت الولايات المتحدة تريد القضاء على التطرف، فيتحتم عليها محاربة الوهابية السعودية في أنحاء العالم كافة، من خلال قطع الأموال السعودية التي تغذيها”.
داعيا واشنطن إلى “استبدال السلاح والرصاص الذي تقدمه للسعودية، بتوفير الديمقراطية للسعوديين”.
نشوء الوهابية السعودية
واستعرض التقرير، نشوء الحركة والوهابية في منطقة نجد السعودية، من خلال مؤسسها (محمد بن عبد الوهاب) قبل أكثر من 200 سنة، ثم تحالف “التيار الوهابي الديني” مع المؤسسة الحاكمة التي يملثها آل سعود، وكيف ساهم هذا التحالف التاريخي في نشوء التطرف وتأثيره على أنحاء المنطقة وحتى على المصالح الأمريكية،
السعودية أصل الفكر الوهابي
واعتبر أن “حرب الولايات المتحدة على الارهاب، فشلت لأنها اهملت معالجة مصدر التطرف، فبينما تحارب الولايات المتحدة الارهابيين من جهة، لا تعالج الجذور الرئيسية للارهاب، والمتمثل بتصدير الفكر الوهابي من المملكة السعودية”.
موضحاً أن “لدى المملكة كيانات تدعم التنظيمات الوهابية الإرهابية، وهو ما تسبب بشكل مباشر في مقتل أمريكيين وعرقلة المصالح الأمريكية في الخارج”.
وأشار التقرير الأمريكي، إلى أن “المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة، تتمثل في الصعود المقلق للتنظيمات الوهابية الارهابية والممولة من أثرياء سعوديين، وهي بمثابة تهديد للمصالح الامريكية والمدنيين في الداخل والخارج”.
الأقلية الشيعية
ولفت التقرير، إلى أن “الأقليات في المنطقة سعت الى حماية نفسها من خلال الدفاع عن هويتها الطائفية كوسيلة لحماية نفسها من الجماعات الوهابية المتطرفة”.
مشيراً إلى أن ذلك دفع المسلمين الشيعة الذين شعروا بالتهديد من جانب الوهابيين، الى “السعي من اجل نيل الدعم الايراني بهدف تحقيق المساواة مع السنة او حتى التفوق عليهم”.
وفي هذا الاطار، نوه التقرير الأمريكي، إلى أن “الخطوة الاكثر اهمية التي بامكان الولايات المتحدة اتخاذها من اجل القضاء على التطرف، هي محاربة الوهابية في جميع أنحاء العالم من خلال قطع الاموال السعودية التي تمولها”.
وتابع: “من دون هذا التمويل، لن يتمكن الوهابيون من نشر افكارهم حول العالم”.
محذرا بالقول: “كلما تزايدت الاموال التي يحصل عليها السعوديون من عائدات النفط، كلما تزايدت الاموال التي تستثمرها الاطراف السعودية في نشر الوهابية”.
السعودية تعزز التطرف
وبحسب التقرير الأمريكي، فإن السعودية تحاول مواجهة نفوذ ايران في المنطقة، عبر شراء أنظمة تسلح بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، إلا أنها في الوقت نفسه تقوم بخطوات تعزز التطرف وتساعد على انتشاره.
وزاد: “في حال سمحت الولايات المتحدة بانتصار الأيديولوجية الوهابية التي تمولها السعودية، فإن المتطرفين سيجدون الأرض الخصبة من اجل القيام بعمليات التجنيد في كافة انحاء العالم”.
الفكر الوهابي السعودي
ووفقاً للتقرير الأمريكي، رغم الهزيمة التي نزلت بتنظيم داعش، إلا أن جماعات متطرفة أخرى ستظهر بدلا منه وتكون ليدها نفس المستوى من القسوة لأن الفكر نفسه ا يزال قائما”،
ولفت إلى أن “في حال لم تعمل الولايات المتحدة على منع ازدهار الوهابية وانتشارها، فسوف تتشكل جماعات متطرفة إضافية، وسوف يتعرض الامريكيون في الداخل والخارج الى مخاطر الهجمات”.
ورأى التقرير أن “التطرف الوهابي السعودي يعرقل المصالح الامريكية لانه يتيح لايران تقديم نفسها كطرف معارض للعقيدة الوهابية”.
مشيرا الى ان “النفوذ الايراني تزايد في المنطقة من خلال توفيرها الدعم للقوى المعارضة للتنظيمات الارهابية كداعش، كما أن طهران مارست نفوذها العسكري في العراق وسوريا، كرد مباشر على صعود داعش”.
وأضاف أن “هذا النفوذ الايراني يمثل قضية كبيرة بالنسبة لواشطن، لأن إيران نفذت عمليات ضد المصالح الامريكية في الشرق الأوسط”.
وحث التقرير الأمريكي، واشنطن على “العمل مع الشركاء الاقليميين من اجل وقف انتشار الوهابية، لتحقيق الالتزام التام بمحاربة الكيانات الارهابية وعدم السماح لإيران بحشد الدعم والنفوذ”.
وطالب التقرير، الإدارة الأمريكية، بـ”فرض رقابة شديدة على الأموال التي يتبرع بها السعوديون للمساجد داخل الولايات المتحدة”.
مضيفا أن “معاقبة الهيئات والأفراد المشاركين في تبييض الأموال لصالح هذه (الجمعيات الخيرية) يمكن أن يكون خطوة شديدة الفعالية”.
كما دعا، الولايات المتحدة، إلى “مراجعة مبيعات الاسلحة للسعودية في حال خلصت الى ان السعودية لم توقف الترويج لسياسات تساهم في حدوث هجمات إرهابية ضد الامريكيين والمصالح الامريكية”.
مذكرا أن “مبيعات الاسلحة الى السعودية تعتبر حجر الزاوية في السياسة الامريكية التقليدية في الشرق الأوسط”.
ولفت التقرير، إلى مخاطر متزايدة تتعلق بارتفاع الاموال المتأتية من مبيعات الاسلحة وهي التي وصلت الى 51 مليار دولار سنويا منذ انتخاب ترامب، وهي ان هذه الاسلحة يمكن ان تصل الى جهات داعمة للارهاب واستخدامها المحتمل لمهاجمة الامريكيين والمصالح الامريكية.
السلاح الأمريكي
ورأى التقرير، أن “في حال اعتقد النظام الملكي السعودي أن الولايات المتحدة تهدد حكمهم، فانهم سيلجأون عندها لأي وسيلة من اجل حماية نظامهم هذا، بما في ذلك استخدام اسلحة امريكية الصنع ضد الامريكيين”.
وذكر بتصريح للسناتور الجمهوري مايك لي، في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” كتب فيه “نحن لا نعلم كيف يتم استخدام هذه الاسلحة او ما اذا كان يمكن تحويلها ضد القوات الامريكية في المستقبل”.
وأظهرت التجارب الماضية، وفقاً للتقرير الأمريكي، أن “مبيعات الأسلحة إلى دول أخرى يمكنها أن تؤدي الى استخدامها ضد المصالح الامريكية، على غرار ما جرى فيما يتعلق بمبيعات الاسلحة لايران في الماضي والتي تستخدم الآن لمحاربة المصالح الامريكية في الشرق الأوسط.
إضافة إلى مبيعات الأسلحة الى العراق خلال الحرب مع ايران، والتي استخدمت في نهاية المطاف ضد القوات الامريكية في حرب الخليج الاولى وخلال حرب احتلال العراق”.
جهات سعودية تدعم الرؤية الوهابية
لكن، في ظل وجود جهات سعودية تدعم الرؤية الوهابية المتطرفة وتصدر هذه الايديولوجية الى كافة انحاء العالم، وفي حال استمرار الولايات المتحدة في بيع الاسلحة الى السعودية، سيكون هناك تهديد كبير بوصول أسلحة أمريكية الصنع إلى كيانات إرهابية قد تستخدمها لاستهداف مصالحها، وفقاً للموقع الأمريكي “سمول وورز”.
وخلص التقرير الى القول انه في حال كانت الولايات المتحدة، ملتزمة بمساعدة السعودية ولكنها في الوقت نفسه لا ترغب في مواجهة الخطر المتزايد بأن هذه الاسلحة ستصل في النهاية الى ايدي الوهابيين الارهابيين، فيتحتم على واشنطن “توفير الديمقراطية والتنوير للشعب السعودي”، عوضاً عن الرصاص والطائرات الحربية.
المصدر: شفق نيوز
التقارير التي يعاد نشرها من المواقع اﻷخرى تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع