من نافلة القول: أن قضية الإمام المهدي عليه السلام هي من صميم العقيدة الإسلامية بشكل عام والشيعية بشكل خاص، وتعتمد على آيات من القرآن الكريم تتحدث عن وعد إلهي جازم تسود فيه شريعة الإسلام في أرجاء المعمورة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وأن عباده الصالحين سيرثون الأرض ويقيمون حكومة العدل الإلهي (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).(2)
من نافلة القول: أن قضية الإمام المهدي عليه السلام هي من صميم العقيدة الإسلامية بشكل عام والشيعية بشكل خاص، وتعتمد على آيات من القرآن الكريم تتحدث عن وعد إلهي جازم تسود فيه شريعة الإسلام في أرجاء المعمورة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(1)، وأن عباده الصالحين سيرثون الأرض ويقيمون حكومة العدل الإلهي (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).(2)
وشفعت هذه الآيات ـ مفصلة وموضحة ـ الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة روتها كتب الفريقين من الشيعة والسنة كقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المشهور: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج المهدي من ولدي)(3) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنكر المهدي فقد أنكرني)(4) ، وغيرها من الأحاديث والروايات التي تذكر اسمه وكنيته وتنسبه إلى أبيه الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وإنه من أولاد علي وفاطمة وهو التاسع من ولد الحسين عليه السلام.
وبالفعل فقد تحدث التاريخ: أنه ولد في النصف من شعبان سنة 255 هـ للحسن العسكري عليه السلام ولد أسماه محمداً وكناه بأبي القاسم وأخفاه عن أعين الناس خوفاً عليه من السلطات الحاكمة التي تترقب ولادته، وأخذ يطلع عليه خوّاص أصحابه ويعلمهم بأنه ولي الله وحجته من بعده وإنه سيغيب عنهم طويلاً حتى يأذن الله له بالظهور.
وتحدثت الأحاديث والروايات التي ذكر الشيخ الكوراني بأنها بلغت حوالي ستة آلاف حديث كما جاء في كتابه (معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام)، تحدثت عن عصر ظهوره وحركته وأنصاره ومعالم دولته ومدة حكمه ووفاته، وهي بلا شك ـ تخبر عن حوادث ووقائع غيبية لم تقع بعد ـ وحيث أن أكثر هذه الروايات قد وثقها المحدّثون سنداً ومتناً وتأكدوا من صحة صدورها فليس لنا إلا التصديق بها كجزء من الغيب السماوي الذي تتحدث عنه الآيات الكريمة وهو صفة المؤمنين المتقين قال تعالى: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).(5)
أما كيف يظهر وما هي العلامات الدالة على ظهوره فهو ما نتحدث عنه في بحثنا هذا لعله يعصمنا من الإنجرار وراء الدعوات الضالة والباطلة التي تظهر بين فترة وأخرى بمسميات مختلفة وهي تدّعي المهدوية أو النيابة زوراً وبهتاناً.
تقول الرواية التي وثقها السيد محمد الصدر في موسوعته(6) التي رواها الشيخ الطوسي قدس سره في الغيبة ص 242 عن الشيخ الصدوق الذي توفي بوقت غير بعيد عن نهاية عصر الغيبة الصغرى للإمام المهدي عليه السلام أي في سنة (381) يقول: حدثني جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق) قال: حدثني أبو محمد أحمد بن الحسن المكتب قال: كنت في مدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج للناس توقيعاً ـ عن الإمام ـ نسخته:
(بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفترٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
فقد تحدث الإمام المنتظر عليه السلام في توقيعه أنه لا ظهور قبل السفياني والصيحة، فما هي هذه الصيحة، ومتى تقع؟ ومن هو الصائح؟ وماذا يقول؟
تفيد الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام الخاصة بعصر الظهور بوجود علامات غير حتمية الوقوع في وقت ظهوره، وهي علامات تشير إلى كثرة الفساد وتذمر الناس وانتشار الظلم وسقوط الاطروحات الأرضية الحاكمة ووصول البشرية إلى طريق مسدود من جور الحكام الظالمين وانتظار المنقذ الذي تترقبه جميع الشعوب وتبشر به الأديان، أما العلامات الحتمية الوقوع فهي خمس كما ورد في الروايات الآتية:
1 ـ روى الشافعي المقدسي عن الحسين بن علي عليه السلام قال: للمهدي خمس علامات: السفياني واليماني والصيحة من السماء والخسف في البيداء وقتل النفس الزكية.(7)
2 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء.(8)
3 ـ عن ابن أبي زينب النعماني: عن الصادق عليه السلام: قال: النداء من المحتوم.(9)
فما هي الصيحة أو النداء السماوي؟
جاء لفظ الصيحة من السماء أو النداء السماوي في عدة روايات نذكر منها حديث المفضل عن الصادق عليه السلام قال: اذا طلعت الشمس وأضاء الصباح صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمعه من في السماوات والأرض: يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويسميه باسمه واسم جده صلى الله عليه وآله وسلم ويكنيه وينسبه إلى أبيه الحادي عشر، بايعوه تهتدوا.(10)
هذا الصائح الذي يصيح في السماء هو جبرئيل عليه السلام كما يحدثنا الإمام الباقر عليه السلام فيقول: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان وهي صيحة جبرئيل عليه السلام بهذا الخلق(11) ويؤكد هذه الرواية ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام يقول: ينزل جبرئيل يومئذ على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً).(12)
وفي عقد الدرر للشافعي المقدسي يقول: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: يأمر الله سبحانه جبرئيل عليه السلام فيصيح: ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج وهو المهدي عليه السلام خارج من أرض مكة فأجيبوه.(13)
وواضح أن الصيحة تكون في شهر رمضان المبارك في الليلة الثالثة والعشرين منه ـ وهي أشرف ليلة باعتبارها من ليالي القدر أو هي ليلة القدر وتكون ليلة جمعة، يقول الإمام الباقر عليه السلام: الصوت في شهر رمضان في ليلة الجمعة ثلاث وعشرين منه فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا.(14)
وربما وردت الصيحة باسم النداء السماوي، يقول الصادق عليه السلام: يكون النداء ليلة الجمعة لثلاث وعشرين من شهر رمضان أول النهار بعد صلاة الصبح: ألا إن الحق في فلان بن فلان وشيعته.(15)
وقد ذكرت لنا الروايات ما يقوله جبرئيل عليه السلام في ندائه السماوي ولكن بعبارات مختلفة لكنها جميعاً تدعو إلى معنى واحدٍ، تقول الروايات:
1 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: يقول جبرئيل: هذا مهدي آل محمد خارج من أرض مكة فأجيبوه.(16)
2 ـ عن الباقر عليه السلام: يقول جبرئيل عليه السلام: ان الحق مع علي وشيعته.(17)
3 ـ عن الصادق عليه السلام: يقول جبرئيل عليه السلام: يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد بايعوه تهتدوا.(18)
4 ـ عن الرضا عليه السلام يقول جبرئيل ألا ان حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه.(19)
هذه الروايات وغيرها يكاد يكون فحواها واحداً: هو أن جبرئيل عليه السلام ينادي أول النهار: بسم الله الرحمن الرحيم: (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً )، يا معشر الخلائق إن الحق مع علي وشيعته وإنهم هم الفائزون، هذا مهدي آل محمد خارج من أرض مكة فأجيبوه وبايعوه تهتدوا فإن الحق معه وفيه. فلا تضاد في فحوى هذه الروايات لأنها تدعو إلى مناصرة المهدي وتأييده.
أما اللغة التي يتكلم بها جبرئيل عليه السلام بهذا النداء، فهو يتكلم باللغة العربية لغة القرآن الكريم:
فقد ورد في رواية المفضل عن الصادق عليه السلام: يصيح صائح بالخلائق بلسان عربي مبين.(20)
وهو يسمع العالم أجمع بهذا الصوت فكل قوم يسمعونه بلسانهم ولغتهم.
ففي رواية زرارة عن الصادق عليه السلام يقول: ينادي منادٍ باسم القائم يُسمع كل قوم بلسانهم.(21)
وفي رواية الشافعي المقدسي عن الباقر عليه السلام: نداء من السماء يعمُّ أهل الأرض يُسمعُ أهل كل لغة بلغتهم.(22)
وروى الشيخ الطوسي عن أبي حمزة عن الصادق عليه السلام: منادٍ من السماء أول النهار يَسمعه كل قوم بلسانهم.(23)
وهنا تتضح لنا لغة النداء السماوي الذي ينادي به جبرئيل في السماء هذا الصوت السماوي ليس كباقي الأصوات، ولا نداء كباقي النداءات التي يمكن أن تطلقها الفضائيات وشبكات الأخبار عبر الفضاء، فهو صوت رهيب مفزع له تأثير واضح على الناس لشدة وقعه وتأثيره فيهم وذلك ما نفهمه من مضمون الروايات الآتية:
1 ـ عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كانت صيحة في شهر رمضان فتكون هدّة توقظ النائم وتخرج العواتق (العواتك) من خدورهن.(24)
2 ـ قال علي عليه السلام: هادٌّ من السماء يوقظ النائم ويفزع اليقظان ويخرج الفتاة من خدرها ويَسمعُ الناسَ كلَهم فلا يجيء رجل من أفق من الآفاق إلا حدث أنه سمعه.(25)
3 ـ عن الصادق عليه السلام قال: فلا يبقى شيء مما خلق الله فيه روح إلا ويسمع الصيحة فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره وتَخرج العذراء من خدرها، وهي صيحة جبرئيل.(26)
ففي هذه الروايات بيان واضح على شدة الصيحة وقوة النداء الذي يسمعه كل شخص في الأرض وقد أسمتها بعض الروايات بالفزعة التي توقظ النائم وتفزع اليقظان لشدتها وتفقد العذراء رشدها فتخرج من الدار، وهي كنايات عن شدة الصوت، ولسنا مع الرأي الذي يقول أن الصيحة هي اصطدام الكواكب ببعضها لأنها صوت يُسمع منه كلام واضح.
والسؤال هنا: كيف يستقبل أهلُ الأرض هذا النداء؟
الروايات تفيدنا أن المؤمنين والمستضعفين في الأرض يستبشرون بهذا النداء ويتحدثون به وليس لهم حديث غيره وذلك واضح في الأحاديث التالية:
1 ـ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: كأني بهم أسرَّ ما يكونون وقد نودوا نداءً يسمعه من قَرُب ومن بَعُد.(27)
2 ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا نادى المنادي من السماء باسم المهدي يظهر اسمه على أفواه الناس ويسرَّون فلا يكون لهم ذكر غيره.(28) والأحاديث بهذا المعنى كثيرة تصف فرح المؤمنين وسرورهم وتحدثهم بهذا الصوت وانتظارهم خروج الإمام عليه السلام.
أما ردُّ الفعل المعادي فهو صوت ينادي به ابليس وتذكره الروايات الآتية:
1 ـ عن الباقر عليه السلام: صوت في آخر النهار وهو صوت إبليس اللعين ينادي: ألا إن فلاناً قتل مظلوماً.(29) ليشكك الناس ويفتنهم، وهذه الدعوة أو الشعار طالما رفعه المعادون للإمام أمير المؤمنين عليه السلام يرومون به أغراضاً شخصية ضالة.
2 ـ عن الصادق عليه السلام: ثم ينادي ابليس في آخر النهار: ألا إن الحق مع السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.(30) والارتياب والشك يصيب المبطلين فقط وهم المشككون بظهور الإمام عليه السلام.
وفي قول الإمام الصادق عليه السلام إشارة واضحة إلى الصورة التي يظهر بها ابليس، يقول الإمام عليه السلام: فإذا كان في الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض وينادي: ألا أن الحق في فلان.(31) وفي كلمة يتوارى في الهواء كناية واضحة عن أصوات لا ترى أشخاصها من قبل الناس.
ويمكن لنا أن نحمل كلمة (إبليس) الواردة في الروايات على معناها الحقيقي الوارد في القرآن الكريم ـ بمقتضى اصالة الحقيقة ـ فيكون صوت إبليس هو المتبادر إلى الذهن من ظاهر الأخبار، والظاهر حجة، وهو مؤيد بالقرينة الحالية التي تعقب الصوت من حصول الاضطراب وانشقاق الناس إلى طائفتين، كما ويمكن أن يحمل ما ورد في الروايات على الجهات التي تعادي الإمام ونقصد بها كل صيحة انحراف وتضليل تطلقها أجهزة الإعلام اليهودية والصليبية وهو بعيد، ولكننا أوردناه هنا لمزيد من الاستقصاء ولعله يكون هو المراد.
ولا شك أن هذا النداء السماوي يترك في الأرض دوياً هائلاً تتحدث به الدنيا جميعاً فتبعث أنظمة الضلال رجالها للبحث عن الإمام المهدي عليه السلام وتراقب ظهوره وينشط رجال المخابرات في جميع أنحاء العالم بالبحث عنه، وتستعد الجيوش لملاقاته وضرب حركته، فيما تجند إعلامها للتشكيك في حركته وظهوره لمنع الناس عن مناصرته وتأييده، في الوقت الذي يستعد المؤمنون فرحين لاستقباله والانخراط في جيشه.
هذه الفترة كما تقول الروايات تستغرق مئة وسبعة عشر يوماً، من الثالث والعشرين من شهر رمضان حتى العاشر من محرم حيث يسمع الناس النداء الثاني الآتي من مكة المكرمة والذي يبشر بظهور الإمام من داخل البيت الحرام.
تقول الروايات: إن الإمام عليه السلام يكون ساعة النداء الأول في الثالث والعشرين من شهر رمضان في المدينة، وحينما يزداد الطلبُ عليه يخرج منها متخفياً إلى إحدى شعاب مكة وجبالها حيث يتصل به بعض أنصاره المقربين، ويقرر إرسال النفس الزكية إلى مكة مبعوثاً عنه إلى أهلها لطلب النصرة، فيقابله أهل مكة بالرفض ويقتلونه بين الركن والمقام، وبعد هذا الحادث المأساوي بخمسة عشر يوماً يعلن الإمام حركته في العاشر من المحرم يصحبه نداء الملك جبرئيل من السماء بالدعوة لتأييده ونصرت.
1 ـ عن الباقر عليه السلام قال: يقوم القائم في وتر من السنين حتى ينادي منادٍ من السماء فإذا نادى فالنفير النفير فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس.(32)
2 ـ وعن الباقر عليه السلام: كأني بالقائم يوم عاشوراء قائماً بين الركن والمقام وبين يديه جبرئيل ينادي: البيعة لله.(33)
3 ـ وعن الصادق عليه السلام: إن القائم ينادى باسمه ليلة ثلاث وعشرين ويقوم يوم عاشوراء يوم قتل الحسين عليه السلام.(34)
ولاشك ان التأييد الإلهي يصاحب هذه الدعوة من خلال ملازمة أمين الوحي جبرئيل للإمام والدعوة له والمناداة باسمه وتوكيل بعض الملائكة بمصاحبته.
1 ـ روى الديلمي في الفردوس: عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يخرج المهدي وعلى رأسه مَلَك ينادي: إن هذا المهدي فاتبعوه.(35)
2 ـ وعن عبد الله بن عمر أيضاً: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها منادٍ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.(36)
ويصف لنا الإمام الباقر عليه السلام خروجه في مكة فيقول:
(القائم بمكة يومئذٍ، وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به فينادي: أيها الناس: إنا نستنصر الله فمن أحبنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ومن حاجني بنوحٌ، فأنا أولى الناس بنوح ويعدد الرسل حتى يصل إلى جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: ومن حاجني بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فأنا أولى الناس بمحمد… الخ.(37)
فالروايات التي تتحدث عن ظهوره الشريف تجمع أنه يخرج من مكة يوم الجمعة أو السبت في العاشر من محرم بعد صلاة العشاء(38)، يقف مسنداً ظهره إلى البيت الحرام بين الركن والمقام، يسبقه نداء الأمين جبرئيل باعلان ظهوره، ثم يدعو الناس لنصرته وتأييده، يحيط به أنصاره الثلاثمائة وثلاثة عشر ومؤيدوه ممن تأخر من موسم الحج أو من أتى لنصرته، تؤيده الملائكة، وتحاول قوات الأمن القبض عليه ولكن أنصاره يخلصونه من أيديهم، ثم ما يلبث أن يسيطر على مكة في ليلته تلك. ثم تتوالى الأحداث التي تصفها الروايات والتي لسنا بصدد البحث فيها.
في الختام نورد حديثاً شريفاً للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: عن شهر بن حوشب عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: في المحرم ينادي منادٍ من السماء: ألا أن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا.(39) وفي هذا تأكيد على أن خروجه عليه السلام بنداء ثانٍ من السماء وهو يدعو إلى مناصرته، وحينها يتخلف المبطلون والمشككون و(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْرا).
الهوام
——————————————————————————–
(1) الصف/ 9.
(2) الأنبياء: 105.
(3) روضة الواعظين/ القتال النيشابوري/ 261.
(4) الشيخ الصدوق/ كمال الدين/ ص 411.
(5) البقرة: 1 ـ 3.
(6) موسوعة الإمام المهدي عليه السلام ـ الغيبة الصغرى ـ ص 654.
(7) عقد الدرر 151.
(8) كمال الدين/ 677.
(9) الغيبة/ 252 ح11.
(10) إلزام الناصب/ الشيخ الحائري 2/ 258.
(11) اثبات الهداة/ الحر العاملي 3/ 735.
(12) بشارة الإسلام/ السيد مصطفى الكاظمي/ 220.
(13) عقد الدرر/ 131.
(14) غيبة النعماني/ 281.
(15) الغيبة للنعماني/ 134، الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس 117.
(16) إلزام الناصب2/ 258.
(17) الإمام المهدي/ محمد علي دخيل/ 227.
(18) الزام الناصب 2/ 258.
(19) ينابيع المودة/ القندوزي: 109، إعلام الورى/ الطبرسي/ 408.
(20) إلزام الناصب 2/ 258.
(21) إكمال الدين/ الشيخ الصدوق/ 679.
(22) عقد الدرر/ 141.
(23) الغيبة/ 266.
(24) الملاحم والفتن لابن طاووس / 88.
(25) عقد الدرر/ 144.
(26) الغيبة للنعماني/ 290 ح 6.
(27) الغيبة للنعماني/ 94 ـ الغيبة للطوسي/ 208.
(28) بشارة الإسلام/ السيد مصطفى الكاظمي/ 183.
(29) عقد الدرر/ الشافعي المقدسي/ 141.
(30) كمال الدين/ الشيخ الصدوق/ 680.
(31) إلزام الناصب/ الشيخ الحائري/ 1/ 126.
(32) الغيبة للنعماني/ 262 ح22.
(33) الغيبة للطوسي/ 274.
(34) الأربعون لخاتون آبادي/ 187.
(35) الحاوي للفتاوي/ السيوطي 2/ 61، نهاية العالم/ منصور عبد الحكيم/ 112.
(36) العرف الوردي في أخبار المهدي/ السيوطي/ 139 نقلاً عن كتاب نهاية العالم/ منصور عبد الحكيم/ 112.
(37) الغيبة/ النعماني/ 281.
(38) الغيبة للطوسي/274، الخصال للمفيد ص394.
(39) عقد الدرر/ الشافعي المقدسي/ 141.